أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عادل عبد الزهرة شبيب - من اغتال الصناعة في العراق ؟














المزيد.....

من اغتال الصناعة في العراق ؟


عادل عبد الزهرة شبيب

الحوار المتمدن-العدد: 6754 - 2020 / 12 / 7 - 11:28
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


تحتل الصناعة مكانة مهمة في حياة المجتمعات فهي اساس التقدم , ويمكن تعريف الصناعة بأنها عبارة عن تغيير في شكل المواد الخام لزيادة قيمتها وجعلها اكثر ملائمة لحاجات الانسان ومتطلباته .
لماذا الصناعة مهمة ؟
تكمن اهمية الصناعة في انها توفر المنتوجات المصنعة لسد حاجات الأفراد , كما انها تساعد في تشغيل الأيدي العاملة وبالتالي التقليل من نسبة البطالة المرتفعة , اضافة الى زيادة الرفاهية للإنسان وهي ترفع من مستوى معيشة الدولة حكومة وافرادا, كما تساهم في تطوير نشاطات اقتصادية اخرى كالزراعة والتجارة والنقل والسياحة وغيرها بما تقدمه من منتجات اساسية كالأسمدة الكيمياوية والآلات الزراعية والمكائن ومواد الطاقة ووسائل النقل الحديثة وغيرها . الى جانب ذلك تساهم الصناعة في زيادة الدخل القومي واستغلال الفائض من المنتجات الزراعية والحيوانية في الدولة .
تسعى كل دول العالم الى تنمية اقتصادها القومي عن طريق الاستفادة من ثرواتها الطبيعية من خلال زيادة وتطوير الصناعة المحلية الا العراق , فعلى الرغم من توفر مقومات الصناعة في العراق من مواد معدنية مختلفة ومنتجات زراعية وحيوانية وطاقة ورأس المال وسوق الا ان الصناعة فيه مهمشة ومتخلفة يعتمد كليا على الاستيراد حتى لأبسط الحاجات , وانه على الرغم من امتلاكه النفط الخام ويحتل مكانة متقدمة في امتلاك هذه الثروة الا انه يستورد المنتجات النفطية من دول الجوار دون ان يفكر في تصنيع النفط الخام وتحويله الى منتجات لسد الحاجة المحلية وتصدير الفائض, حتى ان غازه الطبيعي يحرق ويهدر بكميات كبيرة دون الاستفادة منه .
ان توفير المنتجات المصنعة محليا وبأسعار معقولة يؤدي الى الاستغناء عن استيراد سلع مشابهة من دول اخرى, ويؤدي جودة وصناعة المنتج محليا الى تصديره الى دول اخرى مما يؤثر على الاقتصاد ويرفد موازنة الدولة بعائدات مالية تخلص الدولة من الاقتصاد الريعي وحيد الجانب . كما يساهم التقدم الصناعي في الازدهار الاقتصادي وتحقيق الاكتفاء الذاتي والاستقلال السياسي وعدم الاعتماد على الخارج . لذلك الأولوية اليوم للصناعة وتطويرها.
ورد في مناهج الحكومات السابقة (( تشجيع الصادرات)) فما هي الصادرات التي يملكها العراق لتصديرها عدا النفط الخام؟ خاصة وان ( ساخت ايران وتركيا ) قد غزت اسواقنا المحلية ضمن سياسة الاغراق التي اعتمدتها الدولة منذ 2003 والى اليوم. الأولوية اليوم لتطوير الصناعة العراقية واقامة صناعات جديدة مع دعم القطاع الخاص الصناعي وتعزيز دوره وتأهيل شركات القطاع العام والتعاوني والمختلط لغرض توفير المنتجات الصناعية التي يمكن للعراق ان يصدرها للخارج بعد سد الحاجة المحلية ووضع حد لسياسة الاغراق. كان الأولى بالمناهج الحكومية وضع الخطط لتطوير الصناعة وتحديد السقف الزمني لإنجازها بهدف تحسين وزيادة الانتاج الصناعي.
لقد شبعنا من الوعود التي اطلقتها الحكومات السابقة في برامجها دون ان تتمكن من تحقيقها .
المطلوب تبني استراتيجية تنمية مستدامة واعتماد خطط تنموية متوسطة وقصيرة الأجل تهدف الى توسيع وتحديث قاعدة الاقتصاد وتنمية القدرات البشرية والاستخدام العقلاني والكفوء لموارد البلاد وتوظيف العوائد النفطية لأغراض الاستثمار والتنمية , والاهتمام بقطاع الدولة باعتباره قاعدة رئيسية للاقتصاد الوطني والعمل على تحديثه واصلاحه اقتصاديا واداريا والوقوف بوجه الدعوة الى اعتبار الخصخصة قادرة على حل مشكلات الاقتصاد وتحقيق التنمية في مطلق الأحوال, ولابد من محاربة الفساد المالي والاداري .
ويتوجب على حكومة الكاظمي ومن يأتي بعده العمل على رسم خارطة طريق تفصيلية ومرنة للتكيف مع الصدمات الاقتصادية المتعددة التي يعاني منها العراق والبدء بسياسات اصلاح تدريجية تطال الصناعة وكافة القطاعات الاقتصادية الاخرى مع توفير آليات فعالة للتنفيذ والرقابة وتقييم الأداء .
ان اعتماد العراق الكلي على تصدير النفط الخام في اقتصاده الريعي وحيد الجانب قد ادى الى اهماله الصناعة وباقي القطاعات الاقتصادية الاخرى ليتحول الى بلد مستهلك ومستورد لكل شيء وبلد غير منتج بامتياز. وعلى الرغم من تشريع قوانين عام 2010 للتعرفة الجمركية وحماية المستهلك والتنافسية ومنع الاغراق السلعي الا انها غير مفعلة, كما ان جميع البضائع المستوردة لا تخضع للسيطرة النوعية, كما ساهم الفساد الاداري والمالي في تدمير القطاع الصناعي في البلاد. وان غياب الحماية الحكومية والدعم للمنتجات المحلية وعدم توفر الكهرباء وارتفاع تكاليف الانتاج ادى الى غلق آلاف المصانع الحكومية والخاصة .
اليوم أي برنامج حكومي بحاجة الى ان يدعم المشاريع الصناعية ذات المكون التكنولوجي العالي والمتطلبات التمويلية الكبيرة وذات الأهمية الاستراتيجية, ومن الضروري دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة ودعم القطاع الصناعي الخاص والمصرف الصناعي وتعزيز رأسماله.
فهل تستطيع الحكومة النهوض بالصناعة الوطنية في ظل تفشي الفساد بكافة اشكاله؟ وفي ظل عدم سيطرة الدولة على المنافذ الحدودية البرية والبحرية ؟



#عادل_عبد_الزهرة_شبيب (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل اسهمت زيادة العائدات المالية النفطية في تحسين احوال الشعب ...
- من المسؤول عن تهريب النفط الخام في العراق؟
- لماذا اعتبر العراق من اسوأ بلدان العالم في أنشطة الأعمال ؟
- هل موازنات العراق خاضعة لتأثيرات صندوق النقد الدولي ؟
- الاصلاح والتغيير الذي نريده للعراق حسب برنامج الحزب الشيوعي ...
- الموازنة العامة والفساد في العراق
- أسباب تراجع الزراعة في العراق وامكانية تطويرها
- الموازنة العامة في العراق والشفافية المطلوبة
- ابرز التحديات التي تواجه الموازنة العامة في العراق لعام 2021
- تعرف على عالمك : مملكة السويد
- تعرف على عالمك : مملكة هولندا
- تعرف على عالمك : كندا
- تعرف على عالمك : جمهورية السودان
- تعرف على عالمك : الولايات المكسيكية المتحدة
- تعرف على عالمك : الجمهورية الفرنسية
- بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني في 29 تشرين ...
- تعرف على عالمك : ممكلكة بريطانيا الكبرى
- تعرف على عالمك : مملكة اسبانيا
- تعرف على عالمك : مملكة الدانمارك
- تعرف على عالمك : جمهورية ايطاليا


المزيد.....




- زفاف -شيرين بيوتي-.. تفاصيل إطلالة العروس والمدعوّات
- وابل من الصواريخ البالستية الإيرانية يستهدف شمال ووسط إسرائي ...
- سوريا.. زفاف شاب من روبوت يتصدر منصات التواصل
- -قافلة الصمود- تواصل تقدمها نحو مصر
- لندن تفرض عقوبات على وزيرين إسرائيليين
- سفيرة إسرائيل بموسكو تؤكد أن تل أبيب لا ترى أي إمكانية لحل ا ...
- -إسرائيل دمرت سمعتها في غزة، وهجومها على إيران محاولة متأخرة ...
- ماذا لو أغلقت إيران مضيق هرمز؟ اختبار حاسم لقدرة أوبك+ على ا ...
- كيف تضبط الرقابة العسكرية الإسرائيلية مشهد الإعلام في أوقات ...
- بيسكوف يصف رد الفعل الدولي على الهجمات الإسرائيلية بـ-الدرس ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عادل عبد الزهرة شبيب - من اغتال الصناعة في العراق ؟