تحليل ادبي لشخصية الفتي الاشقر 3

عصام الجوهري

الحوار المتمدن-العدد: 6752 - 2020 / 12 / 4 - 23:50
المحور: سيرة ذاتية
    

. لا تنظر للعينين !!


أخطأ شاول ملك اسرائيل المختار حسب رغبة الشعب وإرادته.خالف كلام الرب إله إسرائيل وابقي لنفسه غنائم عماليق التي حرم الرب إبقائها .وأسر ملك عماليق اسرائيل الذي اثكل نساء إسرائيل وكان أمر الرب أن يقتل .
غضب الرب علي شاول الذي رأي نفسه أنه يستطيع بحكمته مخالفة أوامر إله إسرائيل وجاء إليه صموئيل وأعلن له غضب الرب .
وكل ما اهتم به شاول اعتذار شفوي هزيل لعله يخدع به صموئيل وإلهه إله إسرائيل ولم يقبل الرب ولا صموئيل اعتذار شاول..
وانما رفضا رفضه الرب واعلن لصموئيل الحزين علي شاول ان يتوقف عن حزنه
فَقَالَ الرَّبُّ لِصَمُوئِيلَ: «حَتَّى مَتَى تَنُوحُ عَلَى شَاوُلَ، وَأَنَا قَدْ رَفَضْتُهُ عَنْ أَنْ يَمْلِكَ عَلَى إِسْرَائِيلَ؟
وقدم الرب الحل الذي يطمن صموئيل ويريح الشعب من طياشة شاول
اِمْلأْ قَرْنَكَ دُهْنًا وَتَعَالَ أُرْسِلْكَ إِلَى يَسَّى الْبَيْتَلَحْمِيِّ، لأَنِّي قَدْ رَأَيْتُ لِي فِي بَنِيهِ مَلِكًا».
ولكن صموئيل الذي يعلم قلب شاول وشره واطماعه في كرسي إسرائيل و أنه قد يقتل نبي الرب صموئيل بلا تردد أن رأه يسعي لمسح ملك جديد عوضا عنه
كشف صموئيل مخاوفه امام الله قائلا :
_ كَيْفَ أَذْهَبُ؟ إِنْ سَمِعَ شَاوُلُ يَقْتُلْنِي
وأراد الله المحب طمأنة نبيه العجوز
فقال له أن يأخذ عجلة بقر ويصنع ذبيحة في بيت لحم ويدعو إليها يسي البيتلحمي
ثم اكمل الرب قائلا :
وَأَنَا أُعَلِّمُكَ مَاذَا تَصْنَعُ. وَامْسَحْ لِيَ الَّذِي أَقُولُ لَكَ عَنْهُ
وفعل صموئيل ..وقد كان هو رأس الشعب وقاضيه والكل يعرف قدره فأرتعب شيوخ بيت لحم وكهنتها حين رأوا صموئيل نبي الله أمامهم وارتجفوا ما الذي اتي برئيس الكهنه والقاضي العظيم والنبي الموحي إليه الي قريتهم
فَارْتَعَدَ شُيُوخُ الْمَدِينَةِ عِنْدَ اسْتِقْبَالِهِ وَقَالُوا: «أَسَلاَمٌ مَجِيئُكَ؟»
فقال سلام ..قد جئت لاذبح للرب
وجاء يسي وبنيه السبعه وتقدسوا للذبيحة وبعدها اختلي صموئيل بيسي وابناؤه في بيتهم..وحين رأي أمامه آلياب بكر يسي فرح صموئيل وتهلل وجهه وقال في نفسه
إِنَّ أَمَامَ الرَّبِّ مَسِيحَهُ
فقد كان آلياب يفوق شاول في الطول وقوة الجسد ذو ملامح جميله وهيبة واضحة وحين اقترب صموئيل بقرن دهنه من آلياب سمع صوت الرب الذي تعوده من صغره:
لاَ تَنْظُرْ إِلَى مَنْظَرِهِ وَطُولِ قَامَتِهِ لأَنِّي قَدْ رَفَضْتُهُ. لأَنَّهُ لَيْسَ كَمَا يَنْظُرُ الإِنْسَانُ. لأَنَّ الإِنْسَانَ يَنْظُرُ إِلَى الْعَيْنَيْنِ، وَأَمَّا الرَّبُّ فَإِنَّهُ يَنْظُرُ إِلَى الْقَلْبِ
فنظر صموئيل الي يسي وطلب أن يقرب ابنه الثاني أبيناداب ولم يسيل قرن الدهن عليه ولو قطرة واحدة فقال صموئيل وهذا ايضا لم يختره الرب وتكرر الأمر مع الخمسه الباقيين من ابناء يسي
وصموئيل في غاية العجب والاضطراب وكانه يسأل نفسه ماذا تريد يارب اذا كان كل هؤلاء الكبار الحسان لم يعجبوك ولم تري لنفسك منهم مسيحا ماذا اذا ؟
وحين وضع قرن الدهن علي السابع ولم تتساقط قطراته نظر بانزعاج نحو يسي :
_الرب لم يختر هولاء ولكني متأكد انه في بيتك من يريده الرب ..
هل كملوا غلمانك يا يسي ؟
فأحتار يسي مردداً في نفسه :
أيقول للنبي أم أن الأمر لا يستحق ؟
فأعاد صموئيل سؤاله :
هل هولاء كل غلمانك يا يسي؟
فقال يسي وهو متبرم وقلق
_بقي بعد الصغير وهو يرعي الغنم
وهنا هدأت نفس صموئيل قائلاً
_ أرسل وأتّي به ..
اطاع يسي وطلب من صموئيل أن يجلس ويستريح حتي ياتي بالغلام ،لكن صموئيل الذي يعلم لما اتي وما مهمته فقال ليسي..
_لا نجلس حتي يأتي الي هنا .
وهنا راحت ضحكات ابناء يسي تعلو وتردد اسم داود علي ألسنتهم ساخرين :
_داود الفتي الذي يشبه الفتيات طفلنا الصغير اهو من يختاره الرب اذا ؟
ولكن نظرة من عين صموئيل أوقفتهم وألجمت ألسنتهم وانطلق احدهم كالسهم يستدعي الفتي الأشقر من خلف الغنم .
_هيا ياداود ..ابوك يريدك
_ما الذي حدث ؟ لماذا يريدني أبي في هذا الوقت ؟
فقال اخوه ساخرا :
يبدو أن لديك ضيفاً عظيماً وقد وجد لك وظيفه جديده بدلا من رعي الغنم ربما يجعلك ملك لإسرائيل
وانطلق يضحك ..
ويدفع داود ليذهب
وحين وقف داود علي باب بيت ابيه واضعاً يديه علي قائمتي الباب لابساً جلبايه القصير ذو الحزام وطاقيته الصغيرة وصندله الاسرائيلي وقف و اشعة الشمس تنساب حوله جسده اللطيف فتحوله إلي عملاق صغير ورأي أبيه وأخوته واقفين أمام صموئيل العظيم وهم مكتوفي الأيدي في مهابة أمام الرجل
وحين رأي صموئيل داود للوهله الأولي حدث الأمر العجيب الذي غير مسار الحياة تماما لداود واخوته وبيت يسي كله
فماذا حدث؟
ولماذا تعتبر تلك النقطه هي الفيصل في حياة داود وحياة شاول؟
انتظرونا في الحلقة القادمة
ان احب الرب وعشنا

#عصام_الجوهري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات