أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - باسم الجابري - الدبابير المقدسة














المزيد.....

الدبابير المقدسة


باسم الجابري

الحوار المتمدن-العدد: 6748 - 2020 / 11 / 30 - 22:45
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ربما يتفق الجميع على حقيقة واقعية وهي ان البشرية لم تتفق يوما على رأي واحد موحد ، فكان القتل والتصفيات الجسدية هو الحل الاول لتصفية الحسابات وتذليل الخلافات ، ويذكر لنا التاريخ الاسلامي – المزعوم - ان جل الخلافات - لا كلها - كانت تنصب في مصب المصلحة الشخصية الظاهرة للجميع ، فقابيل قتل هابيل من اجل مصلحة شخصية ، وتم تصفية اغلب الانبياء والرسل بسبب مصالح خاصة لفئة او شخصية متمكنة من الأمة آنذاك ، ثم انسحبت تلك الحلول (الجذرية) الى تصفية الثوار والرموز الوطنية من قبل الحكام والسلاطين ، حتى وصل الحال بالأمة الاسلامية الى ان تعتبر تلك التصرفات هي الفعل الطبيعي من قبل اصحاب المسؤولية للحفاظ – حسب مدعاهم – على وحدة الامة وللمصلحة العامة ، او كما يقولون اليوم ( ربعنا ) للحفاظ على بيضة الاسلام، وهنا بدأ الاتفاق للامة ونبذت الفرقة والتفرقة فاتفقوا على الحفاظ على بيضتهم ، حتى بذلت الامة دماء ابناءها من اجل ان تنتج لنا بيضة الاسلام هذه (كتكوتاً) طال انتظاره ليوحد الامة بعد تمزقها وتشرذمها على يد اعداء الاسلام.
لكن البيضة للأسف الشديد لم تنتج سوى دبابير استطاعت ان تفترس ابناء الامة ممن دافعوا عن بيضتها وحموها ووفروا لها كل الظروف البيئية والمجتمعية وحتى الفكرية من اجل ان تفقس وينعم الناس بعدالتها وحكمها . ولكن تجري الرياح بما لا يشتهي السَفَن ، فبالرغم من الفائدة العلمية للدبابير التي تقوم بافتراس الكثير من الآفات والحشرات الضارة للنباتات، لكن (دبابير) بيضة الاسلام المزعومة عملت عملا طفيليا اكثر من مكافحتها للآفات ، فلدغت اقرب الناس اليها واعتاشت على دمائهم ونهبت محاصيلهم واقتاتت على الكثير من الخلايا الفكرية التي يتمتعون بها سابقا قبل ان يتفقوا على حماية تلك البيضة ، فذهبت بعقولهم فلم يعودوا يمتلكون سوى التصفيق والانقياد الاعمى خلف تلك الدبابير التي قامت بتمزيق الأمة وجرها نحو الاقتتال فيما بينها من اجل حماية (دبورهم) الذي يمثل رمزهم وحياتهم وكيانهم وحزبهم وممثلهم الأعلى امام الله تعالى.
لقد اثبتت لنا التجربة (الدبوريّة) المتلونة بالوان الطيف الشمسي ان التشرذم الحاصل بين الفئات والطبقات المجتمعية ليس سوى نتيجة اختلاف وتشرذم تلك الدبابير التي استنزفت دماء الابرياء واعتلت عروشها الفاسدة عبر نزيفها اللا منقطع، وان النتيجة الحتمية ستكون الكثير من الدماء والكثير من الفوضى والحل الوحيد هو استعمال قاتل للحشرات فعال مع وجود النية الخالصة للتخلص من تلك الدبابير والعيش بحرية وانسانية والابتعاد عن الفرقة والتشرذم والنظر بتجرد نحو مصير الاجيال القادمة التي لم تعد تميز النور من الظلام في ظل المقدسين المزيفين من دبابير العصر الحديث وكيف ممكن ان تعيش تلك الاجيال في مجتمع فقد الارادة بتغيير نفسه التي تركها لهواه ولهوى الدبابير المقدسة، ولا اقصد قدسية الدين فقط بل حتى قدسية العقيدة وقدسية القومية وقدسية النشأة وقدسية الاسم وقدسية الكاريزما وقدسية القوة والنفوذ،وغيرها الكثير من القدسيات التي رسمها المجتمع لرمز مزيف... ومن هنا نستطيع ان نحكم على اننا امة موحدة اقوى من ان يمتلكنا دبور ضعيف لا يملك لنفسه حولا ولا قوة .. ولا حول ولا قوة الا بالله العظيم .



#باسم_الجابري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المخدرات تجتاح مدارس البنات
- رعاية المرأة وحريتها في منظور المحقق الاستاذ
- الاستاذ المحقق ومنهج الامام الحسن في الاعتدال والوسطية
- مجالسُ الشور .. تحصّن الشباب من المخدرات والخمور
- هل سيعود العراق للحضن العربي ويترك ايران ؟
- الشبكة العراقية للاعلام الاجتماعي (إنسم) ..مشروع للتغيير
- ماذا بعد القائمة المفتوحة والدوائر المتعددة ؟...قراءة في ارا ...
- لنعمل من أجل انقاذ الوطن


المزيد.....




- المصارف الإسلامية في سوريا تنتزع الريادة من نظيراتها التقليد ...
- إسرائيل قاتلة الأطفال تحاول بث نار الفتنة الطائفية
- سلي أطفالك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل ...
- ماذا يعني اعتراف روسيا بإمارة أفغانستان الإسلامية؟
- “بدون تشويش أو انقطاع” استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة 2025 ...
- بابا الفاتيكان يدعو لوقف ’وحشية الحرب’ في قطاع غزة
- الرئيس الروسي يلتقي في موسكو كبيرَ مستشاري قائد الثورة الإسل ...
- هآرتس: تصدع في دعم الإنجيليين الأميركيين لإسرائيل بسبب استهد ...
- بابا الفاتيكان يدعو لإنهاء -وحشية الحرب- ووقف العقاب الجماعي ...
- بابا الفاتيكان يدعو لإنهاء -وحشية الحرب- ووقف العقاب الجماعي ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - باسم الجابري - الدبابير المقدسة