رافت عادل
روائي
(Raafat Adeel)
الحوار المتمدن-العدد: 6740 - 2020 / 11 / 22 - 23:17
المحور:
الادب والفن
الكتاب: رواية بوصلة القيامة
المؤلف: الروائي هيثم الشويلي
عدد الصفحات: 172 صفحة
صادرة عن منشورات جائزة الشارقة للإبداع الروائي العربي دائرة الثقافة والاعلام-حكومة الشارقة- دولة الإمارات العربية المتحدة
رواية بوصلة القيامة والحاصلة على المركز الثاني بجائزة الشارقة لعام 2013 للإبداع العربي، في هذه الرواية يقدِّم لنا الروائي المبدع هيثم الشويلي صورة مأسوية وسوداوية عنيفة عن واقع العراق في زمن حكم الطاغية، الحقيقة عانيت كثيراً أثناء قراءتها، وعشت حالة طويلة من الحزن والعطف و ألم بسبب ما تعرض لهُ بطل الرواية (احمد) هذه الرواية تخلف ندوب داخل قلب كل من يقرأها، هى الأولى برأيي في أدب السجون، تكشف أسرار وخبايا السجون العراقية بفسادها وطغيانها، وما يدور داخلها من ، تعذيب وظلم وإفتراءات، كما تسلط الضوء أيضاً على ما يعانيه الفرد العراقي من مشاكل سياسية و اقتصادية، وهي إسقاط على السياسة العراقية من بداية استلام حزب البعث ، وحتى فترة سقوط حكم صدام، الرواية رائعة إلى حد لا يوصف، وأكثر ما يميزها هو أن الكاتب لم يقم بتقسيم الرواية لفصول حيث جعل الرواية تجذبك من الصفحة الاولى حيث باب الدخول والغوص في عالم الرواية يقول فيه
{ كل الروايات لم تكن اقرب من الخيال بقدر الحقيقة التي اصبحت شيئاً من الخيال في مملكة الجحيم . الرواية تحكي قصة رجل تشبث بالحياة بقوة مقاتل , رجل يملك ثلاث امهات ورابعتهم الجدة }الى اخر صفة من الرواية و جاء فيها {وحين رايت الشمس بعد ثلاثة اعوام ويزيد رايت الناس يتدفقون كالجراد يملؤون الطريق الكل كان بركض ويلتفت الى بوابة السجن وهو لايصدق انه حر بلا قيود او تعذيب او موت التفت احدهم واطلق مرارة من فمه (تفووووو)كان يبصق مرارة الاسى والالم من فمه كنت اركض مع الراكضين اركض واتعثر اركض واتعثر وانا انظر لبوابة السجن مازلت لا اصدق الا حين ابتعدت كثيرا هانذا اولد من جديد وانا لا اصدق هذا لانني ما زلت اركض واتعثر }، ستعتقد أني قد أبالغ بعض الشيء إن قلت لك أن الرواية ستجعلك تشتهي السجن ولو ليوم، ليس لرفاهيته بالتأكيد كلا، وإنما للطلاع على جدران السجن التي صورها الكاتب بإبداع ! أنا على ثقة أنك ستعيد قراءتها مراراً وتكراراً، فكتاب كهذا لا يُمل أبداً.
#رافت_عادل (هاشتاغ)
Raafat_Adeel#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟