أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - جاسر عنيبة - الفضاء الجامعي التونسي : ركود قاتل














المزيد.....

الفضاء الجامعي التونسي : ركود قاتل


جاسر عنيبة
(Jesser Aniba)


الحوار المتمدن-العدد: 6740 - 2020 / 11 / 22 - 21:45
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


في خضم جائحة الكوفيد 19 يبدو أن التغيرات التي طرءت على التعليم لم تقف عند حد التعليم المدمج , فبتغير ميدان التعليم من المادي للإفتراضي يجب مراجعة ميدان النضال الطلابي في نطاق هذه الأزمة.
هل من الممكن فتح أفاق جديدة لتجارب نضالية مختلفة نوعيا عن السائد؟
إذا إتخذنا الموضوع A و الموضوع B , و اتفقنا على انهما متنافرين لن نستطيع رؤية الجوهر الحقيقي للموضوعين إلا بإضافة موضوع ثالث C ليمنحنا فرصة لرؤية هذه الحقيقية فتصبح الأثار الجانبية للتنافر من هذه العدسة موضوع للشك بعد أن كانت من المسلمات المتفق عليها , و هذا ما يحدث نوعا ما في الساحات الطلابية التونسية لكن مع افتقار واضح للموضوع C , فالمجالس العلمية السنوية و الصراع الإيديولوجي الدائم بين الاتحاد العام التونسي للطلبة و الاتحاد العام لطلبة تونس خلق نوع من الاتفاق السلبي المجمع في سيكولوجية الطلبة أن لا وجود لبديل آخر C و هذا ما سبب بطريقة مباشرة في انهيار المخيلة الثورية إن وجدت. أصبحت المطالبة و المسائلة و حتى التفكير من جانب الطالب في وجه الإدارة الجامعية لا يستقيم إلا بتأمين طرف ثالث يمده بالمشروعية المطلوبة للإقدام على ابسط الأشياء , هذا التسلسل الهرمي للقوة ساهم و بشكل كبير في ضياع فردانية الفرد الثورية و الفكرية في الطالب و اصبح يواجه مأسسة الجامعة لتفكيره الحر من جهة و التبعية الملزمة من الطرف الثالث من جهة اخرى . السؤال المطروح هنا هو هل أن الوسائل و الطرق المشروعة إلى تضيف المشروعية للتحركات الفردية تستحق كل هذا العناء ؟
بإستعمال مصطلح " طرف ثالث " نقر بوجود نقاط مشتركة بين الإتحادين حتى و إن كان هذا مساس من قداسة التفريق المعمول به , نموذج العلاقة بين الاتحادين و الجامعة موجود في سلم مقياسي اكبر في تونس يتخذ عدة عناوين منها " الحرب على الفساد " , محاربة الدولة للفساد كفيروس خارجي يهدد الجهاز المناعي بينما أن الفيروس في حالة سبات في الأعضاء الحيوية للمضيف , الدولة العميقة لا تتأثر بمضادات حيوية تحقن في مضيف غيرها و تبقى الجهود الجبارة في مكافحة الفيروس مجرد مشاهد نستمتع بإنجازتها على المدى القصير. هذا هو الحال في الجامعة التونسية فالوسائل المشروعة للنضال هي وسائل تهدف لتحقيق غايات على المدى القصير جراء المنظور الضيق للنضال , فالوسائل الكفوئة للمدى الطويل لن توضف في مواجهة فروع المؤسسة بل في مواجهة المنظومة الأساسية للمؤسسة ككل .
الطالب اليوم في الجامعة التونسية مخير بين الحبة الزرقاء أو الحبة الحمراء ليواصل بها المشوار الجامعي , زرقاء كاليمامة صاحبت الفضل في انهاك تونس طيلة عشرة سنوات أو حمراء كالحلم الشيوعي الميت منذ واحدة وثلاثين سنة , إديولوجيات موروثة منذ التسعينيات لم ترى نور القرن الواحد و العشرين بعد حتى من باب التجديد الشكلي. فما المطلوب ؟ المطلوب لن يكون حبة اخرى ملونة بالأفكار و المواقف الثابتة المالكة لحامليها , المطلوب هو مزيد الرفع من وعي الأقلية الرافضة للوضع السائد , تكاتف هذه الأقليات و تطوير مهارتها المعرفية و النضالية في نطاق رؤية تقدمية جديدة تخدم حاجيات المجموعة , لا حاجة للتسميات التي لطلما رسمت حدود للتفكير و النشاط , لا حاجة للمشروعية إذا كانت سبب لعقم التجارب الشبابية , الجامعة بحاجة لساحة تمكن طلابها من تكوين علاقات جديدة فيما بينهم تهدف لتحقيق ذواتهم في إطار المبادئ الإنسانية الكونية للقرن الواحد و العشرين , أملا في تكوين ذكاء موسوعي مفقود في زوبعة التراكم الكمي للمعلومات. عند توفر هذه الاستحقاقات يمكننا بلورة شبه نموذج أولي للموضوع C المرجو تحقيقيه, ليصبح تجربة اجتماعية لا تنحصر في الأقلية المذكرة أعلاه فقط بل تشمل كل طالبي العلم من جميع المستويات التعليمية في تونس.



#جاسر_عنيبة (هاشتاغ)       Jesser_Aniba#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التعليم عن بعد في تونس : غيمة مثيرة للجدل في عاصفة مسكوت عنه ...
- من هو الناشط في المجتمع المدني التونسي ؟
- الصحافة التونسية : سلطة رابعة عوجاء


المزيد.....




- بيني غانتس يمنح حكومة نتنياهو مهلة حتى 8 يونيو لوضع خطة للحر ...
- -مسرح الهرم-.. المكلف باغتيال عادل إمام يكشف تفاصيل لأول مرة ...
- مصر.. مقتل الطفلة -عبير عادل إمام- وإصابة شاب في إطلاق نار ب ...
- شاهد: مناورات عسكرية مشتركة بين الصين ومنغوليا بالذخيرة الحي ...
- روسيا تصادر أصول بنكين ألمانيين وزيلينسكي يخشى هجوما أوسع
- قرد أخضر هارب يعض ثلاثة أشخاص في إقليم خاباروفسك (فيديو)
- بولندا .. قوات الأمن تعتدي بالضرب على 5 مهاجرين وتطردهم نحو ...
- ضابط أمريكي متقاعد يهاجم بلينكن بعد تصريحاته عن قدرة الغرب و ...
- وساطة عراقية.. نزع فتيل صدام طهران بواشنطن
- شركة أمريكية تسحب منتجاتها من -رقائق البطاطا الحارة- من الأس ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - جاسر عنيبة - الفضاء الجامعي التونسي : ركود قاتل