أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - صلاح بدرالدين - أثيوبيا : صراع المركزية والفدرالية















المزيد.....

أثيوبيا : صراع المركزية والفدرالية


صلاح بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 6740 - 2020 / 11 / 22 - 17:19
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


كان التصور شبه السائد ماقبل اندلاع ثورات الربيع منذ نحو عقد أن العالم يسير نحو الوحدة ومركزية القرار وكان الاتحاد الأوروبي مثالا ملاصقا كنموذج الذي مالبث ان فقد بريقه الاستدلالي بعد انسحاب أحد الاضلع الأقوى – بريطانيا – ثم كشفت الثورات الوطنية من اجل الحرية والكرامة التي مازالت مستمرة مع كل العقبات والردات في طريقها القناع عن مهازل أنظمة الدول الوطنية الاستبدادية المتعددة الاقوام خصوصا وخداعها للداخل والخارج وطمسها لوجود وحقوق العشرات من الشعوب والقوميات والاثنيات وممارساتها اللاانسانية في قمعها وابادتها وتغيير معالم التركيب الديموغرافي لمواطنها تحت شعارات زائفة مثل الامن القومي للقومية السائدة الأكثر عددا ووحدة الوطن ومواجهة الانفصال وكما هو معلوم فقد كان ومازال في مقدمة مهام هذه الثورات إعادة الاعتبار لتلك المكونات وتلبية اراداتها بتعزيز الوحدة والعيش المشترك من خلال النظام السياسي الفدرالي والاتحاد الاختياري الحر في ظل الديموقراطية .

جمهورية اثيوبيا الفدرالية الديموقراطية التي اكتشف فيها هيكل أول انسان من العصر الحجري الوسيط ( ملايين السنين ) دولة غير ساحلية . الثانية من حيث عدد السكان بافريقيا بعد نيجيريا والعاشر من حيث المساحة واقوى دولة عسكرية بالقارة والرقم التاسع والعشرون عالميا تجاورها السودان واريتيريا والصومال وجيبوتي وكينيا .
الوجوه المحروقة أو السوداء أو الزيتونية اللون، هذا ما يعنيه اللفظ الإغريقي ( آثيوبيا ) وقد قسم المؤرخان اليونانييان هيرودوت وهوميروس سكان تلك المنطقة تقسيما عرضيا الى مابين النهرين ثم امتداد مجموعتين كبيرتين هما الاثيوبييون الشرقييون وموطنهم بلاد العرب وسوريا والاثيوبييون الغربييون ويقطنون البلاد الواقعة غربي البحر الأحمر والسودان ومصر وشرقا حتى الهند .

والمعروف أن الأحباش الأكسوميين يفضلون أن تدعى بلادهم أثيوبيا بدلاً من الحبشة ، وأن يدعوا هم أنفسهم بالإثيوبيين لا الحبشيين ، بل أنهم ليشعرون بالإهانة إذا ما نعتوا بالأحباش ، ولعل ذلك يرجع إلى أن إثيوبيا تعنى الكوش ، والكوشيون قد أضحوا سادة على أغلب شمال شرقي إفريقيا ، باستثناء مصر ، وذلك بعد إخضاعهم للقبائل الزنجية ، هذا مجد قديم. كما أن إثيوبيا وردت في التوراة فالحرص على هذه التسمية فيه معنى التيمن ، أما الأحباش فتعني الأخلاط ، فضلاً عن أن الأحباش عنصر أجنبي .
.
ومن الحضارات التي أثرت في حضارة الاثيوبيين القدامى الحضارة اليهودية ، التي تسربت إلى البلاد ويعرف اليهود في الحبشة باسم قبائل الفلاشة ، وقد كون هؤلاء مستعمرات تجارية في الحبشة ، ورغم أن قبائل الأجاو قد اعتنقت اليهودية إلا أنها لم تثبت عليها ، فقد تحولت فيما بعد إلى المسيحية ، ولا يخفى أثر اليهودية في الأفكار السياسية والدينية لمملكة الحبشة.
البلد الافريقي الأعرق حضارة والأكثر تعددية
اثيوبيا ١١٠ ملايين جمهورية برلمانية اتحادية – تحررت من إيطاليا منذ حوالي ٢٠٠ عام – ثقافيا الامهرة فرضت لغتها - مع التحكم بالسلطة – وهم ٣٠٪ - الاومورو ٣٤٪ التيغري ٦٪ سيداما ٦٪ العرقية الصومالية ٣٪ ولايتا ٤٪ - التيغري ٥٪ ارتيريا انفصلت منذ الخمسينات .

اتّهمت " الجبهة الشعبية لتحرير التيغري " الحكومة بالتنكّر للنظام الفيدراليّ الذي أقرّه دستور 1995 مانحاً الولايات الإثنيّة الحقّ في تقرير المصير. إيديولوجيّة رئيس الحكومة المعروفة بـ«ميديمِر» تقضي بالجمع بين بناء الوحدة الوطنيّة والحفاظ على التعدّديّة، لكنّه جمع صعب كما يبدو في بلد ينطوي على 10 إ قوميات و90 لغة، فضلاً عن أنّ 63 بالمائة مسيحيّون و34 بالمائة مسلمون. أورومو هي أكبر جماعة عرقية في إثيوبيا،.. هكذا أعلن في 1919 عن نيّته دمج الجبهة وباقي المكوّنات الإثنيّة في حزبه «حزب الرفاه». الجبهة رفضت الدمج، وردّت بإجراء انتخابات في مناطقها في سبتمبر (أيلول) الماضي. أبيي أحمد من أورومو، وهو أوّل أوروميّ يتولّى الرئاسة، لكنّ هذا لا يلغي وجود «جبهة تحرير أورومو» المناهضة للسلطة المركزيّة. معارضتها اشتدّت منذ 2015 حين قُرّر توسيع مساحة العاصمة على حساب أراضي الأوروميّين. داعمو أحمد الأساسيّون هم النخبة الأمهريّة، من موظّفين ومتعلّمين ومزارعين، إذ هم الأكثر انشداداً إلى الوحدة والسلطة المركزيّة والأشدّ عداء للحركات الانفصاليّة في الأطراف.وقبل أيّام اندلعت الحرب: طرفاها جبهة تيغراي والسلطة المركزيّة.
قبل عام 1996 كانت إثيوبيا مقسمة إلى 13 إقليما أغلبها بنيت على أسس تاريخية ( كيليل – عفار – أمهرة – قماز – حاميلا – هورجي – اوروما – اوجادين – إقليم تيغري – وللعاصمة اديس ابابا وضع خاص ) وهناك ٩٠ لغة مستعملة غالبيتها تنتمي الى العائلة الافرو آسيوية .
جبهة تحرير شعب التيغراي كانت تتمتع بحصة كبيرة في السلطة وتمسك بمفاصل الدولة خلال العقود الثلاثة الماضية، مهيمنة بذلك على الجبهة الثورية الديمقراطية لشعب إثيوبيا التي كانت تضمها مع ثلاث حركات أخرى تمثل القوميات الرئيسية وهي «حركة الأمهرا الوطنية الديمقراطية»، "و«الحركة الديمقراطية لشعوب وقوميات جنوب إثيوبيا " " والحركات الديموقراطية الجنوبية " .

. عندما قرر آبي أحمد إنشاء حزب جديد باسم «الرخاء» أو «الازدهار» كما يترجمه البعض، ليحل محل الجبهة الثورية الديمقراطية لشعب إثيوبيا رفضت جبهة التيغراي الانضمام واعتبرت الأمر محاولة من رئيس الوزراء للهيمنة وإضعاف حلفائه وسلطات الأقاليم لصالح المركز. التوتر بلغ أشده عندما قررت الحكومة الإثيوبية تأجيل الانتخابات المقررة الصيف الماضي وعزت الأمر إلى جائحة كورونا، لكن حكومة إقليم التيغراي رفضت الأمر وأجرت انتخاباتها في الإقليم متحدية آبي أحمد الذي اعتبرها غير شرعية .
خارطة الصراع في أثيوبيا بالغة التعقيد ولكن الملامح المرئية للحرب المندلعة بين جيش المركز الحكومي من جهة وبين الحركة المسلحة لإقليم التيغراي التي تقودها حليفة الامس " الجبهة الشعبية لتحرير التيغراي " توحي بطابعها المتعلق بالمسألة القومية وقضية تحرر الشعوب وحقها بتقرير المصير تلك المسألة كما في باقي بلدان افريقيا وآسيا لم تجد الحل النهائي بسبب هيمنة فكر شوفينية القوميات السائدة وعدم الاحتكام الى مواقف الغالبية بين تلك الشعوب المغلوبة على أمرها والاقل عددا وامكانيات وكذلك عدم الالتزام بمبادئ الديموقراطية وحرية الشعوب والعيش المشترك في ظل تقاسم السلطة والثروة بالتوافق وليس عبر بدعة ( الأكثرية والأقلية ) .
وقد حصلت مواجهات مماِلة وبذات الوتيرة العنفية في الخمسينات عندما طالبت " الجبهة الشعبية لتحرير ارتيريا " بحق تقرير المصير وشن المركز حينها حربا شعواء على الإقليم الارتيري وذهب الضحايا من الطرفين ولكن بنهاية المطاف انتزع الارتيرييون حقهم الطبيعي المشروع واعلنوا عن دولتهم برئاسة زعيم الجبهة – اسياس افورقي - التي تتمتع الان بعضوية الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي وسائر المنظمات الدولية وهي تتمتع الان بعلاقات متينة مع البلد الام : أثيوبيا .
وحتى لا تحذو شعوب أثيوبيا حذو إقليم ارتيريا بالانفصال وإعلان الاستقلال ليس على حكومة المركز الا الرضوخ لارادة شعوب الأقاليم في تحقيق ماينص عليه الدستور الاثيوبي بالتسليم بالفدرالية وتطبيقها دون نقصان وبحسب إرادة شعوبها مما سيعزز ذلك من التلاحم والتشارك في حمل المهام الوطنية وسيصون وحدة البلاد وترسيخ دورها الوطني والافريقي والدولي خاصة وان البلاد مقبلة على تنفيذ المراحل الأخيرة لانجاز سد النهضة الواعد اقتصاديا والذي سيعزز الصداقة والتعاون مع الدول المجاورة خصوصا السودان ومصر .



#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سابقة - ناكورنو قراباخ - هل هي فاصل بين مرحلتين ؟
- قضايا الخلاف وأشكال الصراع في الحركة الكردية
- تعقيب على مقابلة – مظلوم كوباني – مع المونيتور
- – ب ك ك – يواصل العنف من أجل البقاء
- نحن والشيوعييون السورييون
- عودة الى موضوعنا السابق
- قراءة في صفحات من ماضي الكرد السوريين القريب
- وفاء لتاريخ حركتنا
- قراءة في قيام ومسار حركة خويبون
- ستة عقود من عمر المخطط الأكثر عنصرية
- في توصيف السياسي المستقل
- في الثقافة والمثقفين
- وحدة الحركة أم اتفاق الأحزاب أم - خفض التصعيد - ؟
- قراءة في مستجدات الحالة الفلسطينية
- سؤال وجواب
- خطاب حزبي خشبي
- فرنسا أيضا قد تستثمر الوقت الضائع الأمريكي
- روسيا و - الوقت الضائع- الأمريكي
- قراءة في أزمة الحركة الكردية السورية
- صفحات منسية من تاريخ حركتنا ( 3 )


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - صلاح بدرالدين - أثيوبيا : صراع المركزية والفدرالية