أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اشواق سلمان حسين - كانديد ، مراجعة ورؤية فلسفية














المزيد.....

كانديد ، مراجعة ورؤية فلسفية


اشواق سلمان حسين
(Ashwaq Salman)


الحوار المتمدن-العدد: 6738 - 2020 / 11 / 20 - 18:08
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


" اننا نعيش افضل العوالم الممكنة ، وإن العناية الإلهية دائما تختار ماهو افضل "

تلك كانت مقولة الفيلسوف الألماني ( غوتفريد لايبنتز ) وفلسفته التي طرحها عبر كتابه ( theodicy _العدالة الإلهية )
تلك المقولة او الفلسفة ، ربما تثير لدى قارئها التأييد او الرفض وهذا قد يتوقف على مايعيشه المرء من حياة هانئة او بائسة.

لكن ماذا ان وقعت تلك المقولة امام ناظري فيلسوف آخر ؟
بالتأكيد إن نظرة الفيلسوف للأمور هي نظرة مختلفة ، فهو لا يكتفي بأن يرفضها او يؤيدها بل يتبحر بها على اعتبارها فلسفة قابلة للجدل والتساؤلات وعلى اعتبار انه من خلالها يستطيع ان يثير فلسفة اخرى قد تناقضها او تزيد عليها.

هذا بالضبط ما كان مع الفيلسوف الفرنسي ( فرانسوا آرويه ) المعروف ب( فولتير ) في تناوله لفلسفة ( لايبنتز ) ، حيث ان الأحداث التي عاصرها خاصةً بعد زلزال مدينة لشبونة الذي ضرب عاصمة الإمبراطورية البرتغالية سنة ( 1755 ) والذي يعتبر من اقوى الزلازل تدميرا على مر التاريخ ، وكذلك حرب ( السنوات السبع ) بين فرنسا وبريطانيا عام ( 1756 ).

تلك الأحداث اثارت تساؤلات ( فولتير ) ودفعت به لخوض العديد من النقاشات والجدالات من بينها تبادله النقاش عبر مراسلات جرت بينه وبين واحد من اعظم الفلاسفة والمفكرين الذين عاصروا ( فولتير ) الا وهو الفيلسوف ( جان جاك روسو ) ، وكان لكلاهما الأثر التنويري في نشوب الثورة الفرنسية أنذاك.

كانت تلك المراسلات والتي كانت بمثابة معارك بين الفيلسوفين منصبة حول معضلة ( الخير والشر ) وموضوع العناية الإلهية وتدخلها في ما يحدث من كوارث ومآسي تقع على الطبيعة والإنسان ، وكانت تحمل ايضاً آراءهما في مؤلفات كل منهما والتي لم تخلو من السخرية ، لكن تلك السخرية بدت اكثر وضوحاً حين كتب ( فولتير ) رواية ( كانديد ) سنة ( 1759 ) والتي ينتقد فيها بأسلوبه الساخر الذي عُرف به ، كُلاً من ( لايبنتز ومؤيده روسو ) بتلميح واضح عبر الجملة التي كررها فولتير كثيرا في روايته ( كل شئ يسير نحو الأفضل ) ، والتي كانت الدرس الذي يلقنه ( بانغلوس ) الفيلسوف والأستاذ في الميتافيزيقا ، لتلميذه كانديد المعجب بأستاذه والذي يصدقه في كل ما يقول.

أما ( كانديد ) فكان شاباً طيباً يتصف بالبراءة وحسن الظن وكان يعيش في قصر خاله البارون والذي طرده بعد ان اكتشف حب كانديد لأبنته ( كونيغوند ).
تعرض ( كانديد ) بعد طرده لأهوال ومصاعب كثيرة لم يكن يألفها وهو الشاب المقبل على الحياة والملئ بالتفاؤل الذي ترسخت فكرته لديه من خلال استاذه ( بانغلوس ).

بالتأكيد ليس بالإمكان سرد احداث الرواية حتى ولو بأختصار لكني سأضع ما من شأنه ان يوضح فلسفة ( فولتير ) التي اراد ان يوضحها في روايته.

الأحداث المريرة التي واجهها ( كانديد ) في الرواية.
1.طرده من قصر خاله البارون وابعاده عن حبيبته الجميلة( كونيغوند ).
2.انخراطه رغم انفه في الجيش البلغاري وتلقيه اقسى التعذيب فيه.
3.صدمته بأن التقى بمتسول بائس عرف انه استاذه ( بانغلوس ).
4. صدمته بمقتل حبيبته ( كونيغوند ) مع افراد عائلتها ، على يد الجنود البلغار.

5.عاصفة وغرق وزلزال ، وتقديمه و ( بانغلوس ) على شكل قرابين لتهدئة الزلزال ، ثم صدمة ( كانديد ) بموت ( بانغليس ) .
ليست الأحداث التي ذكرتها هي فقط ما واجهه ( كانديد ) ولكنها الأبرز ، وفي كل مرة كان يواجه فيها المصاعب كان يردد :
" بانغلوس يقول بأن كل شئ يسير نحو الأفضل"
حتى اخذت تلك العبارة تتحول الى سؤال يقول:
" ترى ما الذي كان سيقوله ( بانغلوس ) حين يعرف بما جرى هل سيقى ثابتاً على مقولته تلك؟
وهكذا تأخذ افكار ( كانديد ) بالتأرجح مابين استمراره بتفاؤله وما بين صدمات بدأ صداها يقع في نفسه فتحيل ذلك التفاؤل الى خيبة ومرارة.
اما حبيبته الجميلة التي اراد ( فولتير ) ان يصور من خلالها الأمل الذي يسعى له الإنسان المتمثل ب ( كانديد ) والذي اخذ يبحث عنه من بلدٍ الى آخر ، فقد تآكل جمالها واضحت فتاةً بعيدة كل البعد عن الجمال.
لكن ماذا تعلم ( كانديد ) بعد كل تلك الخيبات؟
هل استمر بذلك التفاؤل الذي لقنه اياه ( بانغلوس ) ام انعكس الى تشاؤم خاصة بعد ان التقى ب( مارتن ) ذلك العالِم الذي يقول: ( أن كل شئ يسير نحو الأسوء )؟
هل تولدت لدى ( كانديد ) فلسفة جديدة بعد كل الأحداث التي مر بها ؟
من خلال قراءتي للرواية استطيع ان اجيب على تلك التساؤلات من رؤيتي الخاصة وهي أن ما اراد ان يوصله ( فولتير ) للقارئ هو ان على الإنسان ان لا يعطي عنوانا للحياة من خلال دروس يتم تلقينه اياها، بل إن عليه هو أن يصيغ ذلك العنوان من خلال دروس تلقاها من الحياة بنفسه وليس من خلال أحد ، وهذا بالفعل ما حصل ل ( كانديد ) ففي بداية الرواية كان إنساناً ساذجاً بلا خبرة ، يعتمد على الفلسفة التي لقنها اياه استاذه ، لكنه ما أن واجه الحياة حتى بدأ يكتشف حقائق الأمور ويتساءل ويضع لنفسه طريقاً واضحا يسير فيه وخرج بفلسفته الخاصة التي تقول :
"يجب أن نزرع حديقتنا"
والتي اختتم بها ( فولتير ) روايته الرائعة.



#اشواق_سلمان_حسين (هاشتاغ)       Ashwaq_Salman#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- الشرطة الإسرائيلية تعتقل محاضرة في الجامعة العبرية بتهمة الت ...
- عبد الملك الحوثي: الرد الإيراني استهدف واحدة من أهم القواعد ...
- استطلاع: تدني شعبية ريشي سوناك إلى مستويات قياسية
- الدفاع الأوكرانية: نركز اهتمامنا على المساواة بين الجنسين في ...
- غوتيريش يدعو إلى إنهاء -دوامة الانتقام- بين إيران وإسرائيل و ...
- تونس.. رجل يفقأ عيني زوجته الحامل ويضع حدا لحياته في بئر
- -سبب غير متوقع- لتساقط الشعر قد تلاحظه في الربيع
- الأمير ويليام يستأنف واجباته الملكية لأول مرة منذ تشخيص مرض ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من استهداف وحدة المراقبة الجوية الإسرا ...
- تونس.. تأجيل النظر في -قضية التآمر على أمن الدولة-


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اشواق سلمان حسين - كانديد ، مراجعة ورؤية فلسفية