أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح بدرالدين - سابقة - ناكورنو قراباخ - هل هي فاصل بين مرحلتين ؟















المزيد.....

سابقة - ناكورنو قراباخ - هل هي فاصل بين مرحلتين ؟


صلاح بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 6737 - 2020 / 11 / 19 - 01:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ أكثر من أربعة عقود وتحديدا مابعد تسلط الخميني على مقاليد الحكم بايران وتصدير ثورة الدعوة المذهبية الشيعية الى كل مكان يتواجد فيه آتباع المذهب من بلدان وقارات ذلك الحدث الذي شد انتباه المفكرين الذين يحسنون تقييم ومتابعة مثل تلك الظاهرة الفجة الخارجة عن مألوف قواعد القانون الدولي ومبدأ التعايش الإنساني وحتى عن الأعراف والتقاليد الدينية .

ومالبثت توجهات وممارسات نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية وأجهزته الأمنية وميليشياته المسلحة أن أثارت المزيد من القلق الى درجة الخوف من نتائج مايرسم له على مصير الأجيال والعيش المشترك بين الشعوب خصوصا وأن وصول الخميني الى طهران من مقره الفرنسي وبطائرة – الخطوط الجوية الفرنسية – لم يكن ليتم لولا وقوف قوى كبرى غير مرئية وراء العملية والتي على الاغلب هي من خططت لارسال مصدر الشر وتسليم المنطقة وشعوبها الى المصير الدموي المجهول .

من المرجح أن من وقفوا وراء إيصال الخميني الى سدة الحكم بايران كانوا على علم بانه يشكل الردة المضادة في الثورة الإيرانية التي اشعلتها شعوب ايران وقواها الوطنية والديموقراطية وهي من حققت الانتصار على نظام الشاه وليس جماعة الخميني من ظلاميي القرون الوسطى ورجال الدين الذين كانوا يخدمون نظام الشاه وكانوا يعلمون أيضا ان طغمة الخميني ستقمع أصحاب الثورة الحقيقيين والمنظمات الثورية من ( فدائي الشعب – ومجاهدي الشعب والتيارات اليسارية والليبرالية والبعض من ممثلي الطبقات الوسطى ) وستصفي قيادات الثورة ونشطائها وستقضي على آمال الشعوب الإيرانية الرازحة تحت نير الاضطهاد القومي وستتحول ايران الى بؤرة لنشر الشر والفتن واشعال الحروب المذهبية .

الامر الآخر الذي شد انتباه المتابعين منذ تلك الأيام هو أن الجوهر في الدعوة الخمينية التي انطلقت تحت عنوان الشيعية السياسية قومي فارسي وفي خدمة النزعة القومية التوسعية المستمرة منذ الامبراطورية الصفوية مرورا بحركة ( بان ايرانيزم ) التي مولها وغزاها كبار الضباط وأصحاب المال ووجهاء البازار واوساط البلاط الشاهاني .

ومن اجل تسريع العملية وتحفيز اتباع المذهب الشيعي للمشاركة الى درجة الاستعجال للوصول الى الجنة الموعودة ؟!! كان لابد من استنباط أسباب ودوافع وعلى شكل مخاطر محدقة من الطرف السني المقابل الذي يحمل وزر( قتل الحسين ؟! ) لذلك قام نظام الولي الفقيه الخميني بدعم واسناد أكثر الحركات والمجموعات السنية تشددا من القاعدة مرورا بمجموعات بن لادن والظواهري والزرقاوي وانتهاء بالبغدادي ، الى جانب ضخ وقود ايقاظ الردة المذهبية السنية المكملة الموازية لها بالمنطقة وما نشأ من اصطفافات مذهبية حادة بحيث بات الانتماء المذهبي في مكانة الأولوية على حساب القومية والوطن .

فتحول العربي الشيعي العراقي واللبناني واليمني والخليجي عموما الى صف الشيعي الفارسي مقابل انحياز العربي السني ( ولو بمشاعره ) لسياسات دول الخليج وتركيا حتى لو لم تكن متوافقة مع المصالح الوطنية والقومية بل ظهرت تيارات تدعو الى احتضان مقاتلي ( الخلافة الإسلامية ) واحتضانهم من أجل صد الهجمة ( الرافضية الشيعية ؟! ) .

وفي الساحة الكردية وعلى سبيل المثال انتقل الكردي الشيعي الإيراني الى صف النظام منذ انطلاق مقاومة الحركة الكردية لنظام الخميني ، وواجه بالوقت ذاته الحركة الكردية ، وتغيرت قيادة قنديل لل ب ك ك من غالبية سنية الى غالبية علوية – شيعية تماشيا مع الاستقطاب المذهبي ، حتى في العراق غادر قادة معروفون من الكرد الفيليين في بغداد الحركة الكردية صوب تنظيمات الكتل الشيعية وأصبح نجل أحد سكرتيري – الحزب الديموقراطي الكردستاني – السابقين معتمدا للتنظيمات الشيعية الموالية لطهران الى درجة تنصيبه مديرا لاحدى البنوك الإيرانية بالعراق وشملته العقوبات الامريكية لتلك الأسباب .

وقد شهدت الحركة الكردية السورية بعض النماذج القليلة وبشكل مختلف لدى أفراد معدودين من الكرد العلويين في علاقاتهم مع أوساط النظام والتي اتخذت مسارا أمنيا بحتا حيث قد نتابع الحديث فيه مستقبلا اذا دعت الحاجة .
هل هو انتقال من استراتيجية – الاستقطاب الديني المذهبي – الى استراتيجية – توازن المصالح - ؟

بعد مايقارب النصف قرن تحدث سابقة فريدة من نوعها والتي تجلت بوضوح في مسالة الصراع على – ناكورني قراباغ – حيث تركيا السنية تقف الى جانب آذربايجان الشيعية ذات الأصول التركية ، أي بعكس المسار السائد حتى الان بمنح الأولوية للانتماء القومي على حساب المذهبي وتصطف ايران الشيعية بمسافة اقرب مع أرمينيا وأبعد من آذربايجان الشيعية مما يعد اختراقا للمألوف خلال الحقبة الأخيرة .
أما روسيا المسيحية فتقف في موقع اقرب الى آذربايجان المسلمة منها الى أرمينيا المسيحية ( التي من المفترض أن تكون الراعية لها ) فقد أشرفت على وقف اطلاق النار والفصل بين المتقاتلين والاتفاق الذي يصب لمصلحة – باكو - الذي اعتبره رئيس أرمينيا بمثابة – تجرع للسم - فهل هذا مؤشر للعودة الى استراتيجية توازن المصالح الاقتصادية ؟ .
قبل نحو ثلاثين عاما أطلق الرئيس الجورجي الأسبق والقيادي السابق في الحزب الشيوعي السوفييتي ووزير خارجيته – أدوارد شيفرنازدة – خلال توديعه الأيام الأخيرة للاتحاد السوفييتي شعار ( توازن المصالح ) بدلا من الصراع وسباق التسلح تمهيدا لتصحيح العلاقات الدولية والابتعاد عن الدوافع الآيديولوجية والبحث عن المشتركات حيث السلام والاستقرار والرخاء لمصلحة الجميع .

فهل يعود فرقاء الصراع الدائر في الدولتين السوفيتيتين السابقتين الى الاسترشاد بما طرحه رفيقهما وجارهما ؟ وهل هناك نهج جديد يتسم بالمرونة والاعتدال والافاق الواسعة بديلا عن نهج التعصب الاعمى للهويات الدينية والقومية والمذهبية الضيقة على صعيد العلاقات بين الدول والشعوب ؟ ويتحول الى اتجاه عام في مستقبل العلاقات بين الدول والشعوب في المنطقة في ظل تحولات اعمق واوسع تنتظره البشرية وخصوصا في الشرق الأوسط الذي طال انتظار شعوبه لبزوغ فجر التجديد والتطوير والخلاص من الفتن الطائفية ومخططات جناحي الإسلام السياسي التي تدفع الشعوب ثمنها بل تشكل وقودها ، واحلال السلام وحل قضاياه المستعصية والتفرغ لحل المشاكل والبناء والتنمية ؟ .

والسؤال الذي لايغيب عن الاذهان : لماذا تركيا بالذات أحد أطراف هذه السابقة الأولى والفريدة وهي تقاد الان من حزب ورئيس محسوبين على نهج الإسلام السياسي ؟ ثم لماذا ايران أيضا وهي زعيمة الشيعية السياسية ؟ هل لكونهما منهكتان ومحاصرتان ؟ أم هناك نوع من التنسيق بين طهران وانقرة في سياق المبدأ ذاته : توازن المصالح ؟ أم أن مانطلق عليه سابقة مجرد حدث عابر لن يتكرر مرة أخرى ؟ .
وفي سياق متصل وبعلاقة وثيقة مع الحدث ومن اجل تنوير القارئ لابد ان نعيد الى الاذهان أن الزعيم السوفييتي – لينين – قرر انشاء جمهورية كردستان الحمراء ذات الحكم الذاتي عام ١٩٢٣ تابعة لمركز حكومة آذربايجان - في منطقة – ناكورنو قراباخ – وعاصمتها – لاجين – ودامت ستة أعوام قبل ان يجهز عليها – ستالين – ويهجر سكانها الكرد البالغ عددهم حينذاك ٣٧١٢٠ ٧٢٪ من نسبة السكان ، وفي عام ١٩٩٢ وفي اوج الصراع الأرميني – الاذربيجاني حاولت – يريفان – استخدام الكرد ضد الآذريين فاعلنت عن جمهورية – لاجين الكردية – ونصبت المرحوم – وكيل مصطفاييف – رئيسا ولكن ذلك لم يدم الا شهورا .



#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قضايا الخلاف وأشكال الصراع في الحركة الكردية
- تعقيب على مقابلة – مظلوم كوباني – مع المونيتور
- – ب ك ك – يواصل العنف من أجل البقاء
- نحن والشيوعييون السورييون
- عودة الى موضوعنا السابق
- قراءة في صفحات من ماضي الكرد السوريين القريب
- وفاء لتاريخ حركتنا
- قراءة في قيام ومسار حركة خويبون
- ستة عقود من عمر المخطط الأكثر عنصرية
- في توصيف السياسي المستقل
- في الثقافة والمثقفين
- وحدة الحركة أم اتفاق الأحزاب أم - خفض التصعيد - ؟
- قراءة في مستجدات الحالة الفلسطينية
- سؤال وجواب
- خطاب حزبي خشبي
- فرنسا أيضا قد تستثمر الوقت الضائع الأمريكي
- روسيا و - الوقت الضائع- الأمريكي
- قراءة في أزمة الحركة الكردية السورية
- صفحات منسية من تاريخ حركتنا ( 3 )
- صفحات منسية من تاريخ حركتنا - 2 -


المزيد.....




- الجيش الإسرائيلي يسيطر على معبر رفح من الجانب الفلسطيني ويرف ...
- فرنسا: ارتفاع الهجمات المعادية للسامية بنسبة 300 بالمئة في ا ...
- ولي عهد السعودية يتصل برئيس الإمارات.. وهذا ما كشفته الرياض ...
- فولودين: بوتين يعد ميزة لروسيا
- الجيش الاسرائيلي: قوات اللواء 401 سيطرت على الجهة الفلسطينية ...
- في حفل ضخم.. روسيا تستعد لتنصيب بوتين رئيساً للبلاد لولاية خ ...
- ماكرون وفون دير لاين يلتقيان بالرئيس الصيني شي جينبينغ في با ...
- تغطية مستمرة| بايدن يحذر من الهجوم على رفح ومجلس الحرب الإسر ...
- فلسطينيون يشقون طريقهم وسط الدمار ويسافرون من منطقة إلى اخرى ...
- جدار بوروسيا دورتموند يقف أمام حلم باريس سان جيرمان!


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح بدرالدين - سابقة - ناكورنو قراباخ - هل هي فاصل بين مرحلتين ؟