أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - الطيب حموذة - المُفكر حمُّودة بن [ ساعي]














المزيد.....

المُفكر حمُّودة بن [ ساعي]


الطيب حموذة

الحوار المتمدن-العدد: 6732 - 2020 / 11 / 14 - 20:51
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


(عاش ما كسب ، مات ما خلَّى).

إنه الذي قال عنه البشير الإبراهيمي [إنك عالم، لكن ينقصك فن التصرف مثل الشيطان] ، إنه مكتبة متنقلة للعلم والفكر ، والذي أهداه مالك بن نبي تكريما في كتابه الظاهرة القرآنية الصادر في 1946 قائلا :
[إلى صديقي، وأستاذي، حمودة بن ساعي ، الذي عانى كثيرا من تحالف القوى الاستعمارية الشرسة، التي جعلته مهمشا في الساحة، مثل آخرين]
وهو الذي أدهش الكاتب و المفكر الفرنسي أندري جيد بقوله ( أقر بأنه أدهشني بأفكاره ) ، إنه رجل نخبوي يشرف الفكر الإسلامي ، وهو الذي أذهل المستشرق الفرنسي (لويس ماسينيون) بأفكاره التنويرية وعده خطرا على سياسة فرنسا الإستعمارية ،وحرمه من مناقشة أطروحته عن فكر أبي حامد الغزالي ، إنه الذي فضل حياة العزوبية استرضاء لنهمه الفكري ، فهو لم يتزوج ولم ينجب ، عاش غريبا ومات غريبا فطوبى للغرباء .
°°°محمد حمودة بن ساعي ، من مواليد باتنة عام 1902 من أصول لموشية أمازيغية ، تلقى تعليمة الأولي في مسقط رأسه ثم أنتقل إلى قسنطينة لينهل من علم جمعية العلماء ، وكان شغوفا بمتابعة دروس رئيس الجمعية ابن باديس الذي كثيرا ما شجعه الإنخراط في الجمعية ، نهمه الفكري وثقافته [ بالعربي/ والفرنسي ] زاد من طموحه الثقافي فهاجر إلى باريس معاصرا لرواد الإصلاح في العالم الإسلامي، كمحمد عبده ، والأفغاني ، والكواكبي ، ومالك بن نبي ، و طه حسين ، فكان الحي اللاَّتيني حيث مُجمَّع السوربون يعج برواد الفكر التنويري من المسلمين والغربيين .
°°°في باريس درس الفلسفة وتعرف عن كثب على فلاسفة الأنوار من (روسو) و(سبينوزا ) .... وله علائق فكرية حميدة مع الكاتب أندري جيد Andre GID و جون بول سارتر JEAN PAUL SARTRE وغيرهما ... وله إسقاطات حميدة بين الفلسفتين الإسلامية والغربية .
°°°المستشرق (لويس ماسينيون )المشبوه بتعاملاته مع الدوائر الإستعمارية ومخابراتها تفطن إلى خطورة أفكار حمودة بن ساعي الوطنية والتحررية ، فضيق عليه وأفشل مساعيه في مناقشة رسالته حول فكر أبي حامد الغزَّالي .
°°° علاقة بن ساعي ب(مالك بن نبي ) علاقة تناغم فكري علها ناتجة من تشابه السجايا وثقافتهما المزدوجة (فرنسي / عربي) و اعتبار أنفسهما صفوة مؤهلة لقيادة تيار الإصلاح ، فلهذا كان توجههما نحو [ إصلاح الإصلاح ] ؟ فهما المؤهلان لقيادة حركة تنويرية تنبع من جذور الإسلام لا من تفسيراته اللاحقة ، لعلها شبيهة بحركية الفلكي المولود الحافظي أو ( شكيب أرسلان) في تساؤله المعجز: [لماذا تخلف المسلمون وتقدم غيرهم ؟ ] فقد انتقدا بن ساعي و ابن نبي جمعية علماء المسلمين تنظيمها وفعاليتها في المؤتمر الإسلامي 1936 .
°°حُظي حمودة بن ساعي بمنصب برئاسة (جمعية طلبة إفريقيا الشمالية المسلمين Association des etudiants musulmans Nord-AFRICAINES
في باريس سنة 1932 ، بهدف تكوين نخب مغاربية جامعة للدفاع عن قضايانا الوطنية المشتركة ، له مقالات عدة عن الإسلام مثل : الإسلام ديانة العدل ، مقال في تكريم جهود الأمير خالد ، وأخرى في تشريف المغامرة المستشرقة Isabelle Eberhardt التي عاشت في إقليم الأوراس ، وقدم محاضرات قيمة مثل ( القرآن والسياسة ) وله إسهامات غير منشورة ككتاباته على مرحلة طفولته ، وفي (خدمة الإسلام) ، و(خدمة الجزائر) ، فسجله مثقل بالتدوين والكتابة طيلة الثلاثين سنة التي سبقت منتصف القرن العشرين ، ليصوم بعدها عن الكتابة طيلة ثلاثين سنة بعدها ،وهو في بلده التي تعرض فيها لصنوف التهميش والإزدراء حتى قال بأن [ العنصرية ليست وليدة اليوم ] .
°° تعرض لصنوف من التهميش بسبب الخوف من آرائه الإصلاحية ، فقد أغلقت في وجهه دور النشر و صفحات الجرائد ، زمن حكم بومدين فأصبح معوزا عاجزا عن اقتناء (جريد لومند) التي اعتاد على قراءتها ، فزمن الإستقلال عنده نضال تسبب له في إحديداب عموده الفقري ، وفقرٌ لا زمه طيلة حياته إلى مماته عاش أواخر أيامه في باتنة كاتبا عموميا مدخوله لا يسد حاجاته الأساسية وغيره من توافه البشر يبذرون الأموال العامة بلا حسيب ولا رقيب ، مات المفكر غريبا بجسمه وفكره .
°°هذا المفكر المجهول الذي اكتشفه (فضيل بومالة) في حصة الجليس المتلفزة في عام 1998 وهو على فراش الموت ، ترك إرثا فكريا مجهولا عبارة عن مخطوطات و جذاذات ومقالات تنتظر النشر ، فقد نُقل الإرث الفكري للرجل - بعد وفاته- على متن شاحنة لوجهة مجهولة ، فلعل الزمن كفيل باسترجاعها إذا لم تتلف حرقا بالطريقة ذاتها التي اتلفت مؤلفات أبن رشد ، فأفكاره إن ظهرت للعلن ستعيد قراءة الكثير من المسلمات التي نعتقدها صوبا ،فالرجل صادق في أقواله و الصادقون القائلون للحقيقة مصيرهم التشويه والتقزيم و التهميش أو الإفناء .

رحم الله محمد حمودة بن ساعي .






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مقتل عشرات الفلسطينيين بنيران الجيش الإسرائيلي في غزة رغم ال ...
- مسؤول إيراني لـCNN: سنرد -بضربات قاتلة- إذا هاجمتنا إسرائيل ...
- فيديو - حاملتا طائرات صينيتان تختتمان تدريبات قتالية في بحر ...
- بسبب زهران ممداني.. ترامب يهدد بقطع التمويل عن مدينة نيويورك ...
- موجات الحرّ تهدّد العالم.. من هم الأكثر عرضةً للخطر وما هي س ...
- بينما يناقش البرلمان قانون الإيجار.. -أمن الدولة- تمدد حبس أ ...
- كيف يمكنك البقاء بأمان خلال موجات الحر؟
- صيف لاهب يضرب جنوب أوروبا والملاحة عبر الراين في أزمة
- فرنسا: مناقشة إصلاح نظام السمعي البصري العمومي من قبل نواب ا ...
- صورة سيلفي لوزير مغربي مع أردوغان تثير انتقادات وردود فعل في ...


المزيد.....

- الاقتصاد السياسي لمكافحة الهجرة / حميد كشكولي
- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - الطيب حموذة - المُفكر حمُّودة بن [ ساعي]