أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جورج كتن - عندما يخلط الإخوان الدين بالسياسة الوطنية















المزيد.....

عندما يخلط الإخوان الدين بالسياسة الوطنية


جورج كتن

الحوار المتمدن-العدد: 1610 - 2006 / 7 / 13 - 10:51
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


العالم والدول والمجتمعات والناس يتبدلون, والأحزاب والبرامج والأهداف والوسائل تتغير, حتى الإخوان المسلمون تطوروا رغم اعتمادهم مرجعية دينية ثابتة, فلتواكب الجماعة في سوريا العصر وسنة الكون المتغيرة قدمت "رؤية لمشروع حضاري لسوريا المستقبل" لإثبات أنها انتقلت من الترويج للدولة الدينية إلى الدعوة للدولة الحديثة, واعترفت بخصوصية الانتقال من عصر إلى عصر في فهم النص الشرعي, وقبلت الاستفادة من تجارب الشعوب وثقافات الأمم ومعطيات الحضارة الإنسانية..
فهل طبقت ذلك في فهمها للمسألة الوطنية؟
لكون الجماعة منظمة شعبوية تستخدم الدين في السياسة لأن مفاهيمه الأكثر انتشاراً في أوساط مجتمع متخلف, فقد هربت من الجواب لتطرح عموميات وطنية تقليدية لم تتجاوز في "الرؤية" مفاهيم: الكيان الغاصب.. قطر المواجهة السوري.. جبهة عربية إسلامية واستراتيجية عسكرية لعمل مباشر لتحرير كافة الأراضي المحتلة...إعادة القضية الفلسطينية لبعدها العربي والإسلامي.. التخلي عن خيار المفاوضات والتمسك بخيار المقاومة.. تفعيل المقاطعة ومقاومة التطبيع..الخ.
قفزت عموميات "الرؤية" عن الوقائع المحلية والإقليمية والدولية وعن تجربة طويلة منذ قيام إسرائيل حتى الآن شهدت حروب ونكبات وهزائم, وجربت جميع أنواع المواجهات والجبهات والصمود والتصدي والممانعة, وتجاهلت أن إسرائيل أصبحت أمراً واقعاً دولياً, وأن السلام ضرورة لكلا الطرفين المتصارعين بعد أن عملت الدول العربية "للتحرير" على حساب التنمية ففشلت في الاثنين معاً.. وإنه يمكن استرداد الأرض المحتلة عام 1967 مقابل السلام كما في الاتفاقيات مع مصر والأردن.
تبني الإخوان مع اقترابهم من "التمكن" في عدد من البلدان, سياسة واقعية في المجال الديمقراطي لكنهم في المسألة الوطنية رفضوا البناء على التجارب السابقة, ففي فلسطين تتردد "حماس" في نبذ العنف والاعتراف بإسرائيل وقبول حل الدولتين, ولم يتأكد بعد مدى التزامها بوثيقة الأسرى، فهي تصر على تكرار تجربة منظمة التحرير وترفض الاعتراف بنتائجها الفاشلة التي فرضت انتقالها لسياسة واقعية, فحماس تستمر بالتمسك بشعارها القديم: "فلسطين وقف إسلامي لا يمكن التنازل عن أي جزء منه", فعندما يتدخل الدين في السياسة يبتعد العقل والواقع ويحلق الخيال والأوهام.
فيما الإخوان المصريون لا يعترفون بإسرائيل ولا يحترمون الاتفاقيات التي وقعت معها واستعادت مصر بموجبها جميع أراضيها المحتلة, ويدعون لإخضاعها لاستفتاء مع توقع أن تكون نتيجته إسقاط الاتفاقيات, مما يعني العودة للحروب والاحتلالات في ظروف أسوأ بكثير. فحسب المفاهيم التي تخلط الدين بالسياسة فإن عدم الاعتراف بإسرائيل أهم من الأرض والسلام وأي شيء آخر.
بينما المرشد العام السوري البيانوني, أطلق خطاباً سياسياً بعيداً عن الدين يوافق فيه على: "إجراء محادثات سلام مع إسرائيل إذا قادت لانسحابها من الأراضي المحتلة ومنحها الفلسطينيين حقوقهم.." كما سبق أن صرح لصحيفة الزمان –يناير 2006-:" علينا تحرير الأرض السورية بكل الوسائل.. لا نمانع التفاوض المباشر مع إسرائيل لاستردادها .. وبعدها يمكن الحديث عن اتفاق سلام مع إسرائيل..".
وهو موقف, يناقض عموميات "مشروع الرؤية", وفي الحد الأدنى يوضحها بسياسة واقعية, عرض صاحبه لاتهامات حتى من معارضين مفترضين, فالأستاذ "رجا الناصر"–إيلاف 27-6- اتهم الذين يبدون استعداداً لمفاوضة العدو الصهيوني بأنهم يسعون لتحسين صورتهم لدى الأميركان.
بينما المراقب السابق للجماعة "عدنان سعد الدين" –"صفحات سورية" 4-7- رد بشكل غير مباشر مؤكداً أن الثوابت المستندة لنصوص دينية هي بمثابة "العقيدة" غير القابلة للتغيير: " نصت أحكام الشريعة على وجوب إعلان الجهاد ضد الصهاينة.. وتطهير الوطن من رجسهم.. فلا صلح معهم ولا شرعية لاغتصابهم أي شبر من أرضنا المقدسة.. ودولتهم في أرض القدس المباركة إلى زوال.. وعليهم أن يرحلوا إلى بولونيا وروسيا.."!!
وهو خطاب قديم سبق أن استعمله حكام عرب أعلنوا أنهم سيرمون اليهود في البحر, فرمونا أسفل هضبة الجولان شمالاً وخلف نهر الأردن شرقاً ووراء قناة السويس غرباً.
أما الكاتب "الطاهر إبراهيم" المتفرغ للدفاع عن سياسات الجماعة السورية فشكك في إدلاء البيانوني بمثل هذا التصريح, وحول سهامه لاتهام النظام السوري بتقديم تنازلات أثناء مفاوضات الشرع - باراك عام 2000 وقبول الورقة السورية بإنهاء حالة الحرب مع إسرائيل والتسليم بحقها فيما اغتصبته من أرض فلسطين, بل "دفع فلسطين كلها ثمناً لاستعادة هضبة الجولان" !! .. وإزالة روح العداء بين الطرفين وإقامة علاقات سلم عادية..
هل يأمل الكاتب من المفاوضات استعادة الجولان دون الثمن الوارد في قرارات الشرعية الدولية: "الأرض مقابل السلام" !؟
هل يفضل استمرار حالة العداء والحرب بناء على خلط الدين بالسياسة حسب الآية التي اعتبرها أساساً لرسم السياسة الوطنية: "ليجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا", التي كانت نافعة أيام الحروب مع قريظة والقينقاع..؟
وهل استمرار روح العداء الأبدي لليهود أهم من استرداد الجولان !؟ ألا يمكن الاستشهاد ب "إذا جنحوا للسلم فاجنحوا لها" ؟
هل سيسارع الكاتب, عندما تقبل حماس بحل الدولتين وتعترف بإسرائيل في حدود 4 حزيران, لاتهامها بالتفريط بالعداء المقدس لليهود !؟
يتجاهل الكاتب أن المسألة الفلسطينية لم تعد ورقة بيد أحد سوى أصحابها, وأن سياسة الاستقلالية الفلسطينية لم تعد تسمح بالتدخل للمزاودة على الفلسطينيين في نضالهم لإقامة دولتهم في الضفة والقطاع, وأن أرضهم ليست كما يدعي: "وقفاً على الشعوب العربية والمسلمة", بل وقفاً لسكانها الفلسطينيين.
هل ستستفيد الجماعة من التجربة المرة "الوطنية" خلال نصف قرن وتواكب العصر بسياسات وطنية واقعية كما حاول أن يفعل البيانوني, أم ستتمسك بالشعارات القديمة التي فات أوانها؟
ألم تعد الجماعة في "رؤيتها" بالاعتراف بخصوصية العصر الراهن في فهم النص الشرعي ؟
الجماعة برأينا ليست عصية على التطور والتغيير, والجدل في صفوفها بين معتدلين ومتشددين سيؤدي لسياسات لا تخلط الوقائع السياسية بالنصوص الدينية, أما المتطرفون فلن يجدوا أمامهم إلا الالتحاق بالمنظمات الإرهابية الأصولية الملاحقة دولياً.



#جورج_كتن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما هو مشترك بين الإسلاميين المعتدلين والمتطرفين
- طريقة مبتكرة لعقاب السفاحين
- الصوملة : الإسلام هو الحل أم الدولة الحديثة
- رسالة إلى مؤتمر كردي سوري
- الأمازيغية والكردية صنوان
- مواجهة بين التنوير والظلامية في البحرين
- رسالة مفتوحة للإخوة في التحالف الكردي والجبهة الكردية
- حماس في فخ السلطة
- نعي موقع - مرآة سوريا تحجبت بإرادتها
- وصول الإسلاميين للسلطة ليس نهاية التاريخ
- تناقضات المعارضة السورية
- اقتراحات لبرنامج ليبرالي سوري
- لماذا لم تعد المسألة الفلسطينية قضية مركزية عربية
- شوكت غرز الدين -مواطن- من صلخد
- -2006 ربيع دمشق-
- هل تنحسر المسيحية عن موطنها الأول المشرقي؟
- من كان بلا خطيئة فليرمه بحجر
- هل تقود النجادية للفاشية والشوفينية؟
- تحالف عربي كردي للتغيير الديمقراطي السوري
- العقلية القديمة في قراءة -إعلان دمشق- أعضاء المؤتمر القومي ا ...


المزيد.....




- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جورج كتن - عندما يخلط الإخوان الدين بالسياسة الوطنية