أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إيرينى سمير حكيم - ما بالكَ تنظر يا داود هكذا؟














المزيد.....

ما بالكَ تنظر يا داود هكذا؟


إيرينى سمير حكيم
كاتبة وفنانة ومخرجة

(Ereiny Samir Hakim)


الحوار المتمدن-العدد: 6728 - 2020 / 11 / 9 - 01:52
المحور: الادب والفن
    


(حوار مُتخيَّل .. بين داود وجندى أمين له .. تلميذه وشقيقه الروحىّ الذى لا يتركه أبدا .. لا فى أزمنة الحروب ولا أزمنة السلام .. ولا فى الانتصارات أو الهزائم .. حوار يدور بينهما أمام خيام أحد المعسكرات اللاتى سكناها .. فى وقت ما بين الراحة بعد احدى المعارك والإعداد لأخرى)
**********

ما بالكَ تنظر يا دواد هكذا؟!
هل هى نظرة ذعر ام صدمةَ؟

أسئلة رشقت صمتى الشارد بحجارة كلماتها
وأنا أعرف جيداً ما هو تأثير رمي الحجارة
وكيف يكون صدى صوتها

قالها لى صديقي وأخى
أهم جنودى المخلصين
تلميذى ومُستأمَّن تجاربي وآلامى .. الأمين

أجبته مع تنهد وذفير
نعم يا عزيزي
إنها صدمة وذعر الصدمة
إنها تفكير عميق فى المصير

كيف لكلتا العينين أن يكلّا عن الاتشعال بالتحدى والفرح
الم يكن صاحبهما هو قاتل جلياط الخطير؟
الم يكن هو المحُتفَى به من الشعب وجمعه الغفير
وهو الذى سبب الذعر لجموع الأعداء
وهروبهم فى وقتٍ صغير؟

استمر العزيز فى أسئلته ضاغطاً على صمتى وشرودي
فأجبته محاولاً ألَّا أخرج عن أعتاب غموضى
فالأمر يرهقنى سواء فى كلامي أو سكوتى

عن أى جلياط تتحدث يا عزيزي؟

شَحَب وجهه خوفاً من أن يكون أصاب المرض عقلى
وقال بصوت متحشرج وهو مشفقاً على حزنى

الغالي داود .. ما بك؟
كم جلياط واجهناه؟ وكم جلياط عرفناه؟
كم جلياط قتلت وفى معركتك معه انتصرت؟

عزلت صمتى عنى حتى لا أضايق عزيزي
الذى حاول أن يكون سندى فى ضيقي

نعم .. إنه جلياط الذى قد قتَلت
ولكنى وجدت نفسي فى مواجهة جلياط اخر
أشد قسوة وأكثر سلطة
هكذا بُحت وأجبت

أجبته لأزيل تعجبه
ولكننى زدتُ من حيرته

بتلعثم قال لى
هلا فسرت لى يا حبيب؟
اشرح لى الأمر حتى أكون من مساعدتك قريب

أجبته وأنا أحاول أن أحبس الدموع فى عينىّ
عندما قتلت جلياط نعمة القدير ساندتنى
ولكن بعد ذلك
موقف شاول المَمسوح من الرب .. صدمتنى
إن الذعر يملأ عينيّ
لأن شاول بدأ يضطهدنى ويطاردنى
أخاف يا أخى العزيز
أن النعمة تتركنى
وغريزة البقاء تلتهمنى
ولا أجد أمامى سوى الدفاع عن نفسي

إنه يجبرنى على حرب لا أريد خوضها
ويدفعنى إلى سُبل دفاع لا أرغب سَلكها

هل زالت حيرتك الأن؟
أرأيت لما عيني شاردة لا تنام
يملأها صدمة وذعر .. وتفتقد السلام؟
لأننى أخاف الحرمان
أخاف الحرمان يوماً بسبب ضعفى
من نعمة الرب ومن انسانيتى
ومن أن انطرح يوماً أرضاً وحيداً ندمان

أجابنى وصوته يملأه الأشجان
آه يا سيدى على جحيم الكتمان
كل هذه الصراعات تملأ قلبك النقي المليء بالايمان!

لا تنسى أن الذى مَسَح شاول
وبين شعب الرب رَفَعّهُ وعلّاه
هو من مَسَحكَ أنت
وهو على قيد الحياة
وأنت كنت فى مملكته
مجرد أحد الرعاة

يا سيدى اننى يومياً أسمع من خيمتى المجاورة
مزاميرك التى فى الإيمان مصارعة
فلتعلو صراعاتك ومعها ألحان صلواتك
ولتحمِلَك المِسحة التى فيك بقوة إيمانك المتفجرة

لقد سمعتك تنشد البارحة
أرسل من علياءه وأخذني وانتشلني من المياه الغامرة

نعم سيدي لقد مررَت بغرق وأهوال
وأنا شاهد على أن يد الرب كانت معك ولم تتركك للزوال
فالقدير الذى أعطى البحر سلطان الإبتلاع
بيده هو أيضاً سلطان الإنتشال

لقد واجَهتَ جلياط الذى أعطاه الرب القوة
لكن هو أيضاً الذى أعطاك عليه النُصرة
ولقد أسقطته أرضاً بَحجَرَة

نعم إن ايمانك يواجه الكثير من القهر
لكن الرب طالما كان معك فى كل بحر
وأنقذك دوماً من كل شر

رددتُ عليهِ
إن هذا الحوار كله يا أخى
يدور بداخلى
إننى أعلمه وأؤمن به
وهو دائماً ايمانى ورايتى
ولكنى أخشى أن ازدياد الحصار
على ضعف انسانيتى
ينتهكنى ويزيد ضعفى .. ويُميتَنى

اننى لا أبتغى أن أكون ملكاً
لكنى أحيا فقط
لأظل فى نظر الله .. مسيحاً
ولأكون للشعب
فى حياتى ومماتى .. نوراً

أجابنى
يا شقيقي الروحيّ إنه جلِّياً صدقٌكَ
ولتعلم أن يد الله التى على قلبكَ
هى التى تجعلك تشتهى تلك الشهوة الروحية
وإلى مذبَحُها تدفعكَ
وإخلاصك لها
هو الذى سَيُفعِّلها فى أيامِكَ

ولا تضطرب فأنت الذى قلت
هل التراب يحمدكَ؟
وأنت من اختبرت واخبرتنى
يوم ما فى المساء بات بُكاءكَ
وفى الصباح الترنُم .. زارك َ

أجبته بنهوضٍ فى نفسي
نعم .. اننى فى أعماق قلبي
أعلم انه مُخلِّص مُخلِص
فهذا هو ربي
وهو الذى حُبه باركنى
ومن عطفهِ مسَحنى
ولن يتركنى حتى يُكمِلُنى
وسيحفظنى من الذلل .. وسَيُأمِنَنى

أجابنى بمحبة واثقة
أعلم يا معلمي وكلى ثقة راجية
أنك ستصل إلى ما كل وعدك اللهُ بهِ .. فيهِ
وأنك ستصل إلى ميناء هذا الوعد
وهو .. حاملك على منكبيهِ

ومن أجل أمانتك وسلامتك ليوم موتِكَ
سأظل بلا كللٍ أصلى لأجلكَ

قلت له ممنوناً لمحبتهِ الداعمةِ
إننى أعلم يا رفيق كل الأزمنة

أن صلاتكَ ستكون لى دوماً مساعداً
وكذلكَ أنت فى صلاتى ستكون دوماً .. ساكناً

وإننى لذاهُب الأن
إلى خلوةٍ مع الله بروح طاعة .. شاكراً
ولأجل ارشاد فى معركتى الحالية سأكون له مترجياً
ولأنتظر حضور روحه وله سأكون مستسلماً
ليهل إلى أيامى وتسبيحات مزاميرى ملهماً
فلقد تعودت فى كل انكسارات روحى
وأنا فى الطريق معه
أنه يجدد مثل النسر شبابي دائماً



#إيرينى_سمير_حكيم (هاشتاغ)       Ereiny_Samir_Hakim#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليس كل من قُتِل على يد راقصة كان يوحنا المعمدان!
- إحذروا الختان فى صوره المختلفة مثل أقدام اللوتس وغيرها!
- إلهى ألا تمسك السكين عن يد إبراهيم؟!
- من إحدى شهاداتى على الحياة!
- هل كنا فى احتياج إلى غلق الكنائس إلى حين؟
- اليوم أضحك مع سارة خِلسة
- يوسف لا تحاول أن تستعطف ساقى الملك
- تبرير يهوذا أو الجوكر موضة فى عالم الإنسانية الزائفة
- مصطفى شوقى موهبة مشتعلة قَبل ملطشة القلوب
- سر المسيح الدجال
- لا تحزن على الحريق يا كوازيمودو فلقد عادوا ليصلوا
- تراب الماس وخالد يوسف
- آنسنة الألوان وتلون الإنسانية فى فيلم فوتوكوبى
- تذمر جالاتيا على بجماليون
- صلاة القمر
- لست الإبن الضال .. أنا الدِرهَم المفقود
- لست لخدمة فوتيفار ولا لطمئنة خدام الملك
- احذر جماهيرية الذباب
- ابداع التمثيل الصامت فى مشهد النهاية من فيلم شادر السمك
- مُعزون متعبون


المزيد.....




- كيف تُغيّرنا الكلمات؟ علم اللغة البيئي ورحلة البحث عن لغة تن ...
- ما مصير السجادة الحمراء بعد انتهاء مهرجان كان السينمائي؟
- وفاة الممثلة الإيطالية ليا ماساري عن 91 عاما
- البروفيسور عبد الغفور الهدوي: الاستشراق ينساب في صمت عبر الخ ...
- الموت يغيب الفنان المصري عماد محرم
- -محاذاة الغريم-... كتاب جديد في أدب الرحلات لعبد الرحمن الما ...
- -أصيلة 46- في دورة صيفية مخصصة للجداريات والورشات التكوينية ...
- -نَفَسُ الله-.. هشاشة الذات بين غواية النسيان واحتراق الذاكر ...
- جبل كورك في كردستان العراق.. من خطر الألغام إلى رفاهية المنت ...
- لماذا يفضل صناع السينما بناء مدن بدلا من التصوير في الشارع؟ ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إيرينى سمير حكيم - ما بالكَ تنظر يا داود هكذا؟