|
تغول إدارة شركة الطرق السيارة لن يثني أجراءها في خدمات الصيانة والحراسة عن نضالهم، بقلم، إ.س صحافي متضامن
المناضل-ة
الحوار المتمدن-العدد: 6719 - 2020 / 10 / 30 - 22:04
المحور:
الحركة العمالية والنقابية
يخوض عشرات عمال الصيانة والحراسة، المنظمين في الاتحاد المغربي للشغل، نضالا مستمرا من أجل العودة إلى عملهم. ففي حربها على التنظيم النقابي طردتهم إحدى شركات المناولة التي تعاقدت معها الشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب. وقد سبق أن استصدرت الشركة الوطنية للطرق السيارة قرارا قضائية استعجاليا لإخلاء معتصم نظمه العمال، وذلك بتاريخ 14 سبتمبر2020 وقد فك الاعتصام فعلا، واستمر مشكل عشرات العمال ومعهم أسرهم المشردة. وخلال المعركة الجارية، البادئة يوم 26 أكتوبر 2020، عادت شركة الطرق السيارة فلجأت مرة أخرى إلى القضاء الاستعجالي بعد الوقفة الاحتجاجية التي نظمها المطرودون أمام مقرها المركزي بالرباط. مبررات قمعية خاوية يُستفاد من مقال الدعوى الاستعجالية أن شركة الطرق السيارة تعتبر العمال مضربين إضرابا سمته عشوائيا، بينما هم مطرودون من العمل، و ما كانوا يقومون به مسند حاليا لعمال جدد. واعتبرت الشركة الوقفة الاحتجاجية اعتصاما، فطالبت بفكه. واستندت الدعوى على أن الإضراب إن كان حقا من الحقوق فيجب ألا يعرقل العمل أو يحتل الأماكن العمومية. بهذا الشكل التضليلي ترفع الشركة وقفة احتجاجية أمام مقرها المركزي إلى مقام إضراب واعتصام وحتى عرقلة لحرية العمل [ هذه التهمة التي يسجن بها النقابيون بمقتضى الفصل 288 من القانون الجنائي] واحتلال الأماكن العمومية . وتواصل معتبرة ما سمته التجمهر أمام مقرها المركزي "غير مشروع ويستوجب تدخل قاضي الأمر لفك الاعتصام الواقع بفعل تجمع العمال"، جاهلة او متجاهلة أن الوقفة الاحتجاجية فعل قانوني لا يحتاج ترخيصا، وبالتالي فهو مشروع. وليكن في علم شركة أوتوروت أن حتى المسيرة، التي يفرض قانون المغرب القمعي حصولها على ترخيص، لا ينبغي تفريقها بمبرر عدم التصريح المسبق. هذا بالضبط ما ذكرت به حتى مؤسسة رسمية ("المجلس الوطني لحقوق الإنسان")، بناء على القرار 25/38 الصادر عن مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة [انظر تقرير "المجلس الوطني لحقوق الإنسان" حول احتجاجات جرادة -6-7-8 مارس 2020، الصفحة 19]. وما هذا التذكير سوى دليل إضافي على عدم مطابقة الواقع المغربي لما جاء في دستور 2011 من "تشبث بحقوق الإنسان كما هي متعارف عليها عالميا". إن المسارعة كل مرة إلى إحضار المفوضين القضائيين، و رفع دعاوى استعجالية ضد العمال، ما هو إلا أسلوب للتخويف وإشاعة البلبلة ، وإلهاء النقابيين بالطلوع والنزول في المحاكم، من أجل إفشال النضالات. السمعة، وأية سمعة؟ وقد أثارت الشركة مسألة سمعتها لتبرير ما أقدمت عليه، وهو مجرد ادعاء فارغ. فسمعة هذه الشركة سيئة جدا أصلا، لأنها دخلت في نزاع تاريخي مع معظم العاملين لديها بفرض المناولة و برفض ترسيم شغلية مراكز الاستغلال رغم خوضهم نضالات مريرة طيلة سنوات من أجل ذلك. كما ان سمعة الشركة ذهبت كليا مع عدم التزامها بتنفيذ حتى ما سمته "ميثاقا اجتماعيا" رغم طول المدة التي مرت على توقيعه مع النقابة الممثلة لمستخدمي مراكز الاستغلال. وفوق هذا وذاك هل ما يسمى سمعة الشركة أهم وأعظم من مصير عشرات الأسر العمالية التي شردتها شركة المناولة بتواطؤ مفضوح مع الشركة الوطنية للطرق السيارة؟ بطلان التنصل من العلاقة بعمال الحراسة و الصيانة وأخيرأ اعتبرت الشركة الوطنية للطرق السيارة ان لا علاقة قانونية لها بالعمال المحتجين، عمال الصيانة والحراسة. وجود علاقة قانونية مباشرة او عدم وجودها أمر شكلي لا يعفي الشركة الوطنية من المسؤولية. فهي بصفتها الشركة الأم التي عقدت صفقة مناولة معنية بحقوق الأجراء. وإلا لماذا تسمي المدونة من يبرم صفقة مناولة بالمقاول الأصلي؟ ولماذا تنص في مادتها 89 على أنه في حالة إعسار مقاولة المناولة تقع مسؤولية أجور العمال وعطلهم و اشتراكاتهم في الضمان الاجتماعي والتعويض عن الطرد على كاهل المقاول الأصلي؟ لا يمكن للشركة الوطنية للطرق السيارة ان تتنصل من مسؤوليتها. فعمال الصيانة والحراسة عاملون في مرافقها، وما توظيفهم بالمناولة إلا حيلة [مكلفة ماليا، وفيها ريع مفضوح لصالح مقاولة المناولة] لتشتيت العمال ومنع دفاعهم عن حقوقهم. ولعلم الشركة الوطنية للطرق السيارة، فقد استمر المكتب الشريف للفوسفاط يتنكر طيلة سنوات لمئات عمال المناولة العاملين في الفوسفاط، رغم نضالاتهم العديدة. وكان مكتب الفوسفاط اثناء تلك النضالات ينشر بلاغات في الصحافة يقول فيها نفس ما تقول شركة الاتوروت اليوم، أي أنه علاقة قانونية تربطه بشغيلة المناولة . لكن السياق النضالي لعام 2011 (حركة 20 فبراير وما رافقها ومن ديناميات كفاحية) جعل مكتب الفوسفاط يرسم أكثر من 700 من عمال المناولة دفعة واحدة. وهذا الترسيم وارد وممكن لو اتحد عمال الاتوروت، من مستخدمي مراكز الاستغلال وعمال الصيانة والحراسة والأطر وشغيلة الإدارة، بنمطق التضامن العمالي. الترسيم ممكن إذا استفاد نضال كافة شغيلة الطرق السيارة من دعم المركزية النقابية الاتحاد المغربي للشغل، ومساندة باقي مكونات الحركة النقابية المغربية.
قد يبدو هذا حلما. لكن، بهذه الطريقة و ليس بغيرها تتحقق المكاسب الكبيرة، عاجلا أو آجلا. ومن سار على الدرب وصل . • من أجل وحدة عمالية لإلغاء ما يسمى بالمناولة وكافة أشكال العمل غير القار • لا للاستغلال الرأسمالي ، لا للقمع و القهر الطبقيين • النصر لعمال الصيانة والحراسة باتوروت المغرب. * عاش التضامن والوحدة العماليين من أجل عمل لائق وحياة كريمة
#المناضل-ة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الولايات المتحدة: عشية الانتخابات، تزايد الشكوك والتوترات، و
...
-
صفحة تُطوى في بوليفيا بعد فوز لويس آرس، مأخوذ من موقع الحزب
...
-
عشرات أسر عمال المناجم بجبل عوام بلا مورد عيش منذ شهور، بقلم
...
-
بعد تشريد عشرات الأسر العمالية، اوتوروت المغرب تواصل الحرب ع
...
-
الحرب على النقابة العمالية على أشدها في قطاع الطرق السيارة:
...
-
بيلاروسيا - كل الدعم للتعبئات ضد حكم لوكاشنكو المطلق ! بيان
...
-
حرمان المفروض عليهن- هم التعاقد من الترقية بالشهادة مرة أخرى
...
-
ترامب مستعد لفعل أي شيء للفوز بالانتخابات رغم كوفيد والحرائق
...
-
لن يَفِلَّ الحديدَ إلا الحديدُ ولن يُسقِطَ قانونَ منع الإضرا
...
-
تقرير تركيبي لأوضاع مدينة مراكش في ظل الأزمة الصحية (كوفيد-1
...
-
الحرية الفورية لمعتقلي حراك الريف المضربين عن الطعام في سجون
...
-
شغيلة التعليمين العمومي والخصوصي: نفس المهام وتفاوت في الأجو
...
-
من أجل تعليم حضوري عمومي ومجاني وجيد؛ بيان نقابيات ونقابيي ت
...
-
المذكرة الوزارية رقم 20×039: شوط إضافي لتطبيق الخطة الاسترات
...
-
جرادة، بويزكارن، محاميد الغزلان: تشديد القمع لدرء القادم من
...
-
خبراء تربويون في خدمة الهجمة النيوليبرالية على التعليم والتو
...
-
أغسطس 1920: المؤتمر الثاني للأممية الشيوعية
-
المقرر الوزاري بشأن تنظيم السنة الدراسية 2020- 2021 إحكام ال
...
-
نظام أغنياء الطوائف المفلس يدمر بيروت... إلى الكفاح من أجل ت
...
-
سوريا، الدروس التاريخية للثورة – حصيلة نقدية
المزيد.....
-
سائقو التطبيقات الذكية يستهجنون تغليظ العقوبات بتعديلات قانو
...
-
21.9 بالمئة معدل البطالة للربع الأول من العام 2023
-
البطالة بين الشباب.. ضربة جديدة للاقتصاد الصيني!
-
الكويت: السفارة الفلبينية تغلق مركز إيوائها وتسلم 412 عاملة
...
-
هل ينهي قانون الضمان الصحي الجديد معاناة المواطنين؟
-
اللقاء التواصلي حول المستجدات الاجتماعية و الاقتصادية
-
أسرى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ينهون إضرابهم عن الطعام
-
خريجو تخصص -معلم صف- يعتصمون قريبا للمطالبة بتوظيفهم
-
إطلاق رواتب متقاعدي العمال المضمونين لشهر حزيران
-
New employers’ crime in Perama Shipyards-1 worker killed-Imm
...
المزيد.....
-
مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال
/ حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
-
نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها
/ جهاد عقل
-
نظرية الطبقة في عصرنا
/ دلير زنكنة
-
ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟
/ محمد الحنفي
-
نضالات مناجم جبل عوام في أواخر القرن العشرين
/ عذري مازغ
-
نهاية الطبقة العاملة؟
/ دلير زنكنة
-
الكلمة الافتتاحية للأمين العام للاتحاد الدولي للنقابات جورج
...
/ جورج مافريكوس
-
حول المسألة النّقابيّة (مقرّر المؤتمر الخامس للأمميّة الشيوع
...
/ إبراهيم العثماني
-
"المخاض النقابي و السياسي العسير، 1999 - 2013، ورزازات تتحدث
...
/ حميد مجدي
-
تطوّر مصر الاقتصادي وأهداف الحركة النّقابيّة المصريّة (معرّب
...
/ إبراهيم العثماني
المزيد.....
|