أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جميل احمد المصري - المقاطعة الحقيقية والانفصالية














المزيد.....

المقاطعة الحقيقية والانفصالية


جميل احمد المصري

الحوار المتمدن-العدد: 6718 - 2020 / 10 / 29 - 11:59
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تنتشر دعاوى مقاطعة المنتجات الفرنسية بعد خطاب ماكرون عن الانفصالية الإسلامية وخطورتها على قيم الجمهورية الفرنسية كما انتشرت من قبل مع الدنمارك . ولا اعتقد ان هذه الحملات ستستمر فعليا فمن من المسلمين يقدر على الاستغناء عن اي منتج فرنسي يستخدمه مثل اجهزة المنزلية او سيارته او دواءه ؟ هل سيتوقف زحفهم إلى السفارات الفرنسية لطلب تأشيرات لكي يبحثوا عن فرص لحياة أفضل هناك ؟ هل يقدرون فعلا عن مقاطعة فرنسا حقا والعودة إلى بلادهم التي هربوا منها ؟

التهديد بالمقاطعة هو مجرد شكل وموجه ستعبر سريعًا كما غيرها من تلك الحملات.

العالم العربي والإسلامي في مقاطعة حقيقية عن القيم الحضارية والإنسانية ولولا الاعتماد على منتجات هذه الحضارات لعاد إلى الحروب (الغزو/الغزوات) وسفك الدماء وأسواق العبيد كما بدأ.
وكما تفعل داعش وغيرها من الحركات الاسلامية التي لم تشتهر إلا بالقتل وقطع الرؤوس. جاء شيخ الازهر في مصر منذ ايام يندد ويهدد بمقاضاة فرنسا و رئيسها بسبب تصريحاته وتبعه الاعلامي المصري عمرو اديب بتأييد شيخ الأزهر بل ويشجع انه مستعد لعمل حملات لجمع المال الكافي لدفع التكاليف اللازمة للمحامين لعمل دعوة في فرنسا !! الا يعتبر هذا تدخل في الشأن الداخلي لفرنسا ؟! حين تحدث رئيس فرنسا من عامين تقريبا عن وضع حقوق الإنسان في مصر رد الرئيس المصري أنه لكل شعب عاداته وقيمه الخاص التي لا يجب علي الدول الأخري التدخل فيها فهل ما يفعله شيخ الازهر الان انه تدخل في الشأن الداخلي لفرنسا ؟

هل سيقبل شيخ الازهر او اي حكومة من دولة اسلامية الحديث عن أي انتهاكات لحقوق الإنسان في دولهم ؟ و اذكر هنا اعتراض شيخ الأزهر علي تونس حين قامت بالمساواة في الميراث في تونس، فهل قدم شيخ الأزهر شيء مفيد لبلده قبل أن يتدخل في شؤون الغير ؟

شيخ الأزهر ومؤسساته - على الرغم انها تستحوذ على أكثر من ١٢ مليار جنية سنويا من الموازنة المصرية - فهم فقط مهتمون بسجن المفكرين او منعهم مثل اسلام بحيري ، او بالتحريض كما فعلوا مع فرج فودة وغيره من قبل، او بتدريس مناهج تدعوا للعنف والكراهية في مناهجهم وكتبهم. الأزهر و رجاله لهم تاريخ طويل في رفض أي تطور حضاري مثلما رفض تجريم العبودية في مصر العالم الإسلامي حتى عهد الخديوي إسماعيل عام ١٨٧٤ ، وكذلك منع تعليم الفتيات في المعاهد حتى عهد عبد الناصر ، وعدم قبول الخلع حتى عهد السادات و الدفاع عن ختان الفتيات حتي عهد مبارك.

عفوا انهم في حاجة لعمل مقاطعة لأنهم في مقاطعة فعلية مع الحضارة والقيم الانسانية العالمية، ولن يقدروا علي مقاطعة كافة منتجاتها فعليا والا لما استخدموا العلوم والتكنولوجيا التي يستخدمونها في نشر ومحاربة أي من القيم الانسانية الحديثة. انهم فقط يحتاجون أن ينفتحوا على العالم والاندماج معه افضل من الانفصال عنه والاندماج مع الأفكار القديمة التي تطورت بفعل الزمن والتراكم المعرفي والعلمي الحديث.

هل يتصور الأزهر الذي يتحكم في القوانين المصرية بالدستور ان له الحق في التدخل في تشريعات وسياسات الدول الاخري كما كان يفعل بابا روما في العصور الوسطي ؟

أردوغان من أيام خرج ليقول ان الرئيس الفرنسي يحتاج إلى دواء عقلي !! فهل بذلك تغطي علي الانخفاض الاقتصاد التركي والتدخل في شؤون الدول الأخرى مثل ليبيا ؟ هل تقدر حقا الاستغناء عن الحقيبة الفرنسية لزوجتك ؟ أو مصانع سيارات رينو في تركيا ؟ ام انه مجرد كلام بدون افعال ؟

أما الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في خطابه الأخير تحدث عن نسبة المتطرفين بأن نسبتهم لا تذكر على الرغم من أنه لسنين منذ وهو يتحدث دائما عن مكافحة الإرهاب !! فهل حقا انتهى الإرهاب من مصر وباقي دول المنطقة ؟

تحدث ايضا السيسي عن أن هناك كلام يجرح مشاعر الملايين، فهل الكلام يجرح المشاعر وقطع الرؤس والقتل لم يجرح مشاعر الملايين او مليار ونص ؟

متى تحركت تلك الملايين او المليار ونصف عندما قتلت بن لادن مدنيين في أمريكا قد أحداث سبتمبر أم انهم فرحوا بهذا الشيخ واحتفلوا بانتصارهم بما حدث من دمار وخراب وقتل ؟

متي تحركوا او خرجوا عندما حينما احتلت داعش العراق و سوريا ؟ أو حين قطعت الرقاب علي مرئي مسمع من العالم كله ؟ وكم من هؤلاء الملايين دعمهم ماديا او تطوع بنفسه معهم ؟

خلال القرن السابق كم من حركات اسلامية قامت بالحوادث الارهابية والقتل في مصر والتي وصلت إلى اغتيال رئيسها السادات عام ١٩٨١ ، هل تخلصت مصر من تطرف جماعة الاخوان المسلمين ومحاولاتها المستميتة علي حكم مصر والعودة مجددا للسياسة ؟ ألم يطلب السيسي من الأزهر تجديد الخطاب الديني وقال لهم بالنص أنه سوف يحاجيهم تمام الله ؟!

عفوا هؤلاء المليار ونص اغلبيتهم من لا يحترم معتقدات الغير ويطالب هو باحترام معتقداته، هم ايضا من لا يساوي بين حقوق المرأة والرجل، هم أيضا من يعانون من رهاب المثلية الجنسية و يسجنونهم ان لم يقتلوهم كما يفعلون مع اي صاحب فكر جديد حتى وإن كان يقول انه مسلم !!

نعم العالم العربي والإسلامي في حالة انعزالية ومقاطعة مع قيم القرن الواحد والعشرين لأنهم إنعزلوا مع أفكار قديمة تعدي عليها اكثر من اربعة عشر قرن من الزمان.



#جميل_احمد_المصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- العراق.. المقاومة الإسلامية تستهدف هدفاً حيوياً في حيفا
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن ضرب -هدف حيوي- في حيفا (في ...
- لقطات توثق لحظة اغتيال أحد قادة -الجماعة الإسلامية- في لبنان ...
- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جميل احمد المصري - المقاطعة الحقيقية والانفصالية