أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين البعقوبي - طائر التحرير














المزيد.....

طائر التحرير


حسين البعقوبي

الحوار المتمدن-العدد: 6697 - 2020 / 10 / 8 - 22:11
المحور: الادب والفن
    


قصة للاطفال
حين يرحل الأطفال عن الدنيا تنبت لهم أجنحة يطيرون بها عاليا ليحلقوا فوق الأماكن التي أحبوها ، أو تلك التي حلموا بزيارتها .. لكن الكبار منعوهم من زيارتها خوفا عليهم . وحين يفرغون من زيارة كل الأماكن ينطلقون إلى السماء وهم يضحكون ، ليلتحقوا بغيرهم من الأطفال . وفي السماء ستكون الجنان بانتظارهم وفيها كل أنواع اللعب والمرح والحلوى بكل أنواعها وألوانها ، وحتى الأطعمة والفواكه الطازجة تكون متوفرة بكميات كبيرة وبألوان براقة جميلة .
في ذلك اليوم الذي نتحدث عنه .. حان موعد صفاء الصغير ليلتحق بأقرانه الصغار، كان صباحا جديدا وجميلا من صباحات بغداد . وقد شعر صفاء قبل أن يرحل أن لديه أجنحة ويكاد يطير من الفرح ، بعد أن أخبره والده أخيرا أنه سيلبي رغبته الملحة في أن يصطحبه معه إلى ساحة التحرير . وكان والده قد وعده أكثر من مرة بذلك ، لكن أمه كانت دائما تقف بينه وبين تحقيق رغبته تلك خوفا عليه .
لذا حين جاء اليوم الموعود ، وتأكد له أن والدته قد لان قلبها ورضيت أن يذهب . شعر بسعادة غامرة . لكن أمه كانت حتى لحظة خروجه من المنزل تتحاشى النظر إليه كي لا يرى دموعها وهي تودعه .
كان صفاء يستمع منذ فترة ليست بالقصيرة الى والديه وهما يتحدثان عن الوطن وعن الانتفاضة ضد الظلم .. لم تكن في بيتهم الصغيرة الا غرفة نوم واحدة .. لذا كان والداه يضنان انه نائم حين يتحدثان عن مثل هذه المواضيع .
وفي كل ليلة كان صفاء يسمع تفاصيل جديدة عن ساحة التحرير .. وعن حلم والديه بأن تتحقق مطالب المتظاهرين في وطن محترم بلا لصوص وفاسدين . لم يكن يفهم كثيرا معاني الكلمات التي تصل مسامعه .. لكنه يوما بعد آخر بدأ يحلم هو الآخر بوطن حر .. وطن كبير .. بيت كبير يستطيع أن يلعب فيه ويمرح براحته .. وطعام وملبس أفضل من ذلك الذي يحصل عليه بسبب فقر عائلته .
لذا .. في ذلك اليوم السعيد الذي بدأت فيه بعض أمانيه تتحقق .. وهو في الطريق إلى ساحة التحرير .. كان كلما اقترب كلما شعر انه يكاد يطير وخطواته بالكاد تلامس الأرض .. فيحاول كل مرة أن يفلت يده من قبضة والده ، كي يسبقه في الوصول إلى الساحة .لكن والده كان يتمسك به أكثر كي لا يفقده .
شاهد صفاء الجموع الغفيرة وهم يرابطون في ساحة التحرير .. شاهد علم العراق يرفع عاليا .. شاهد بوسترات لشهداء ساحة التحرير .. أشار لوالده : بابا .. هذا اسمه صفاء السراي .. على اسمي . الأب قال لولده : نعم صغيري هذا صفاء البطل .. صفاء العراقي الذي ضحى بروحه من أجل الوطن . الطفل قال : ليتني أكون بطلا مثله . الأب احتضن ولده .. ضمه إلى صدره بقوة .. أراد أن يقول له.. لم يأت أوانك بعد صغيري .. لكنه سمع في تلك اللحظة صوت أطلاق قذيفة مسيلة للدموع .. كان يعرف الصوت جيدا .. لكن لم يسمعه قريبا إلى هذه الدرجة . صرخ صغيره . ثم اختفى صوته .
جاء الصغار الذين يمتلكون أجنحة . حلقوا حول رأس الأب وابنه . ثم حملوا الابن من بين ذراعي أبيه .. وانطلقوا به إلى الأعلى .. قال لهم الصغير : لحظة ثمة شيء يثقل رأسي . امتدت يد احد الصغار المجنحين وانتزعت عبوة الغاز المسيل للدموع من رأسه . وطببته ليعود جميلا مكتملا .. قال لهم : أريد أن احلق فوق ساحة التحرير .. أريد أن أودع أبي وأمي . قالوا له : ودعهم .. قل لهم ما تريد سيسمعونك بقلوبهم وليس آذانهم .
صفاء الصغير .. وبعد أن زار كل الأماكن التي كان يتمنى زيارتها .. انطلق مع الصغار من أقرانه إلى الأعلى .. وكلما ارتفع عاليا كلما رأى أناسا من كل شكل ولون . صفاء حين وصل أخيرا إلى المكان الذي ينتظره .. كان صفاء الكبير بانتظاره .






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- اختفاء يوزف مِنْغِله: فيلم يكشف الجانب النفسي لطبيب أوشفيتس ...
- قصة القلعة الحمراء التي يجري فيها نهر -الجنة-
- زيتون فلسطين.. دليل مرئي للأشجار وزيتها وسكانها
- توم كروز يلقي خطابا مؤثرا بعد تسلّمه جائزة الأوسكار الفخرية ...
- جائزة -الكتاب العربي- تبحث تعزيز التعاون مع مؤسسات ثقافية وأ ...
- تايلور سويفت تتألق بفستان ذهبي من نيكولا جبران في إطلاق ألبو ...
- اكتشاف طريق روماني قديم بين برقة وطلميثة يكشف ألغازا أثرية ج ...
- حوارية مع سقراط
- موسيقى الـ-راب- العربية.. هل يحافظ -فن الشارع- على وفائه لجذ ...
- الإعلان عن الفائزين بجائزة فلسطين للكتاب 2025 في دورتها الـ1 ...


المزيد.....

- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين البعقوبي - طائر التحرير