أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جواد البشيتي - كيف تكون -الوحدة الجدلية العليا- بين الفلسفة والعلم؟














المزيد.....

كيف تكون -الوحدة الجدلية العليا- بين الفلسفة والعلم؟


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 6694 - 2020 / 10 / 4 - 21:37
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تأكيداً وإبرازاً لأهمية الفلسفة في وعينا وثفافتنا وحياتنا أقول إنَّ الفلسفة هي كيف ينظر المرء إلى العالم، وكيف يفهمه ويتصوَّره.
الفلسفة لا يمكن أبدا أن تنتفي حاجة البشر إليها، فهي عِلْم الواقع الذي ضاق به كل عِلْم.
إنَّها عِلْم القوانين الموضوعية العامة للعالَم، فللواقع في شموله وكُلِّيَتِه من القوانين الموضوعية ما يُوَلِّد الحاجة إلى الفلسفة، عِلْماً تُكْتَشَف فيه وتُصاغ تلك القوانين.
وكل من يضرب صفحا عن الفلسفة العِلْميَّة إنَّما هو إنسانٌ اختار أن يَجْهَل الواقع الموضوعي في كُلِّيَتِه، أو أنْ يَفْهَم "العالَم" على أنَّه أجزاء، مُنْفَصِلٌ بعضها عن بعض، لكلِّ جزء منها قوانينه الموضوعية؛ ولكن ليس من قوانين موضوعية عامَّة، تَشْتَرِكُ فيها أجزاء العالَم جميعاً.
ويكفي أنْ نُقِرَّ بالحقيقة الموضوعية الكبرى، وهي أنَّ "العالَم" واحدٌ موحَّد، على تنوُّعه وكثرة أجزائه وجوانبه، حتى لا نَجِد مناصاً من عِلْمٍ يسعى في اكتشاف ومعرفة القوانين الكونية العامَّة، الأوسع نطاقا من قوانين الفيزياء والكيمياء والميكانيك.. وهذا العِلْم لا يمْكِنه إلا أن يكون الفلسفة، على أن تكون "عِلْمِيَّة"، تَبْحَثُ عن "الحقيقة"، بمقياسها العِلْمي ـ الموضوعي.
كل عِلْم إنَّما يتوفَّر على دراسة جانب (أو جزء) من الواقع الموضوعي، أمَّا الفلسفة فتتوفَّر على دراسة الواقع الموضوعي في كُلِّيَتِه.
ما هي "الصاعقة"، وما سببها، وكيف نتغلَّب عليها؟
إذا فهمنا "الصاعقة" على أنَّها "ظاهرة مادية"، لها "سبب مادي"، فإننا سنسعى في التغلُّب عليها بـ "وسيلة مادية (مانعة الصواعق)"؛ أمَّا إذا فهمناها فهما مثاليا، وعلى أنَّها من مظاهر غضب الله (علينا) وقوَّته، فسوف نلجأ إلى "الصلاة" بصفتها وسيلة للتغلُّب عليها.
من دون صلاة يمكننا التغلُّب على خطر الصاعقة؛ لكن بالصلاة وحدها لا يمكننا ذلك أبداً.
وبما يوافِق هذا المعنى قال شاعر: لكل امرئ في ما يحاول مذهب.
وفي شأن إشكالية "الحقيقة" لا بدَّ من جلاء أهمية التجربة العملية، فمن هذه التجربة ليس إلا تَعلَّم الإنسان أمرا في منتهى الأهمية وهو أنه لا يمكنه فعل أي شيء يرغب في فعله، أي لكونه فحسب يرغب في فعله؛ فثمَّة قوانين موضوعية مادية ينبغي للإنسان موافقة فكره معها إذا ما أراد لفعله النجاح.
الإنسان، في سعيه المعرفي، إنَّما يستهدف الوصول إلى "الحقيقة"، أي إلى فهم الأمور فهما يمْكن، عبر الممارسة والتجربة العملية، إقامة الدليل على صحَّته.
وتوصُّلا إلى "الحقيقة" لا بدَّ من إنشاء وتطوير منهج، يتأكَّد، عبر الممارسة والتجربة العملية، أنَّ أخْذَنا به يُوْصلنا إلى "الحقيقة"، التي ليس من ميزان نزنها به سوى ميزان الممارسة والتجربة العملية.
وهذا المنهج هو ما تواضع الفلاسفة على تسميته "المنطق"، متوفِّرين على إنشاء وتطوير قواعد ومبادئ له.
و"الفكر"، أو "التفكير"، ينبغي له أن يراعي، تلك القواعد والمبادئ، وأن يستمسك بها ويتقيَّد، إذا ما أراد صاحبه الوصول إلى "الحقيقة"؛ فمِنْ أين جاء "المنطق"، بقواعده ومبادئه، إلى رأس الإنسان؟
لم يجئ إلا من مَصْدَرٍ واحد هو "التجربة العملية (الممارسة)" للإنسان في سياق صراعه مع الطبيعة.
إنَّ "النجاح" و"الفشل" في التجارب العملية للإنسان هما ما فرضا عليه أن يكون "منطقيا في تفكيره".
"والمنطقية في التفكير" لم تنشأ لدى البشر إلا بصفة كونها "شرط بقاء".
كل جماعة من الناس تميل إلى الوقوف، فكرا وعملا، ضد كل تغيير لحال اجتماعية يعود عليها بقاؤها واستمرارها، بالنفع والفائدة، فكيف إذا كانت تلك الحال تعطيها "حصَّة الأسد" من ثروة المجتمع المادية، الاقتصادية والمالية؟!
وينطوي موقف ذوي المصالح الفئوية الضيِّقة من "الواقع" على التناقض الآت:
السعي في حماية وإدامة "الواقع" الذي كالناقة تدر عليهم بلبنها، وإنكاره في الوقت نفسه، فاعترافهم به يتعارض مع مصالحهم، ويُحرِّض المتضررين منه على السعي إلى تغييره.
ما السبب الحقيقي لهذا الشيء، أو لهذه الظاهرة؟
كل الناس، ومهما اختلفت، أو تضاربت، مصالحهم وغاياتهم ودوافعهم، لا بدَّ لهم من أن يسألوا دائما هذا السؤال، وأن يسعوا في إجابته إجابة موضوعية؛ لأنَّ "الإجابة الموضوعي" هي الشرط الأولي لإنجاز كل عمل، ولو كان الشيطان هو الذي يقوم به.
وبعد ذلك، يتقرَّر الموقف من "الإجابة الموضوعية"، إيجابا أو سلبا، فإذا قضت "المصلحة" بنشر وإبراز تلك الإجابة، نُشِرت وأُبْرِزَت، وإذا كانت ضدَّ ذلك، حُجِبَت، بوسائل شتى، بعضها فكري، عن الأبصار والبصائر.
قد تسأل عن سبب "الفقر"، فتَشْرَع تحاول "إجابة موضوعية". وقد تتوصَّل إليها؛ ولكنَّ مصير هذه الإجابة تُقرِّره "مصلحتكَ"، فإذا كانت تقضي بمحاربة الفقر، وتغيير الواقع الموضوعي المُنْتِج والمنمِّي له، فإنَّكَ تسعى، عندئذٍ، في نشر وإبراز تلك الإجابة؛ أمَّا إذا كانت تقضي ببقاء وإدامة الفقر فإنَّكَ، عندئذٍ، تتوفَّر على مسخ تلك الإجابة، وحجب الحقيقة التي تنطوي عليها عن أبصار وبصائر الفقراء، مُسْتَخْدِما في سعيكَ هذا كل ما تستصلحه من أفكار ومعتقدات منافية للعِلْم، ومجافية للحقيقة الموضوعية.
وعندما يَعْجَز الإنسان، أو يُعْجَز، أي يُجْعَلَ عاجزا، عن فهم ومعرفة أسباب المصائب التي تحلُّ عليه، يَسْهُلَ جعله يَنْظُر إليها، ويفهمها، على أنَّها مُقَدَّرة عليه، أو قضاء مُقَدَّر.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ظاهرة -استحضار أرواح الماضي في الحاضر-!
- هكذا يُفْسِد أعداء المادية مفهوم -المادة-!
- دفاعاً عن -ماركسية- ماركس!
- ليس هكذا يُدَافع عن المادية!
- كيف أسَّس ديمقريطس للفيزياء الحديثة؟
- القول الفصل في مسألة -التسيير والتخيير-!
- رؤية كونية بعَيْن -الثلاثية الهيجلية-!
- -التَّزامُن- Simultaneity كونياً!
- سرعة الضوء ما بين -النسبية الخاصة- و-النسبية العامة-!
- تباطؤ الزمن.. ببساطة!
- الأوهام التلمودية تقود السياسة الدولية!
- عشر فرضيات لتفسير نشوء الكون!
- السوريون الجدد!
- انحناء -الزمكان- من وجهة نظر جدلية!
- في نسبية الزمن
- إبليس في رؤية مختلفة!
- الطريقة النسبية في غزو الفضاء!
- الاقتصاد السياسي للنقود
- أسرار قوَّة وحيوية الفكر المادي!
- -الإرادة- ما بين -المثالية- و-المادية- في الفهم والتفسير!


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جواد البشيتي - كيف تكون -الوحدة الجدلية العليا- بين الفلسفة والعلم؟