أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رشيد اغويان - لحظة من فضلك














المزيد.....

لحظة من فضلك


رشيد اغويان

الحوار المتمدن-العدد: 6693 - 2020 / 10 / 3 - 03:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سيدي القاضي، لحظةً من فضلك.

أرجو ألا أصيبك بالملل. أعرف أنك متعبٌ ولا وقت لديك لتستمع إلى مواطن خارج أسوار المحكمة، لكني بعد كل هذا مضطر إلى أن أكلّمك. سأتحدث إليك باحترام كما يليق بمقامك، وسأظل أخاطبك بما يشبه الالتماس وليس في ذلك تزلف ولا تملق، بل لأني أعرف مقامي جيدا، وأعرف حجمي جيدا. لن أجرؤ على أن أحتج في حضرتك، فاحتجاجي مهما بلغت جرأته وصراحته ووضوحه لن يغير وضعنا قليلا، لكنه سيؤلم أولادي كثيرا. ولهذا لن أنتبه إلى أولئك الذين من أنفاقهم المظلمة يحرضونني على التطاول عليك، لن أفعلها... لو كان في ذلك خير لكان هؤلاء المندسون تحت الأرض أوّلَ الفاعلين.

سيدي القاضي،

نُقِرّ معا بأن هناك ظلما، لأن قدرنا ألا نعيش معا إلا بوجود الظلم. فلولا الظلم لما التجأنا إليك، ولا كنت أنت قاضيا. قدرك أن تحكم بيننا إذ يستغيث بك المظلوم من الظالم، وقدرنا نحن أن ننتظر حكمك ونرضى بحكمك. فإن أنصفنا كان ما توقعناه، وإن رأيناه غير منصف طأطأنا رؤوسنا داخل القاعة ومضينا إلى خلواتنا الباردة، هناك فقط سترتفع الرؤوس عاليا عاليا عاليا حيث العدالة التي لا تنظر إلى بيانات الحكومة ولا إلى مقامات المتقاضين، ولا تهتز بما يردده المستشارون ويتوعد به الادعاء.

سيدي القاضي،

لم يسبق لي أن وقفت أمامك يوما، لكني حين أرى صاحب رأي أو فكرة أو موقف في قفص الاتهام أشعر كما لو أني أنا الماثل أمامك. هناك العديد ممن قادتهم الأقدار إلى قاعة المحكمة أتقاسم معهم أسماءهم وملامحهم وأفكارهم ومخاوفهم وأحلامهم، وهواءَ هذا الوطن. ليتك تدرك كم أنا خائف على وطني وعلى نفسي من محكمة تحكم بالسجن على رجل من أجل رأي أو فكرة، وتدين امرأة من أجل موقف. فهؤلاء المدانون كان من الممكن أن نكون نحن بدلا عنهم في قفص الاتهام.

ولهذا تجدني سيدي القاضي كلما قرأت عن محاكمة كاتب أو حقوقي أو مفكر أو طالب أو صاحب رأي أدعو الله أن يُلهمك سداد القرار. أتمنى حينها ألا تهتم بما يقوله ممثل الادعاء، لأنه باسم المجتمع دائما ـ في مثل هذه الحالات ـ يطالب بإنزال أقصى العقوبات.

أتابع تفاصيل المحاكمة وأتمنى ألا تهتم بما يردده من تستشيرهم. قد يكون أغلبهم من الناصحين الصادقين، لكنّ بعضا منهم قد يسيئون إليك إذ يتوخون مساعدتك. منهم من قد يقايضنا باسمك خارج القاعة ونبيع له ما شاء بما شاء ونشتري منه كما يريد ونحن صاغرون... ومنهم من خَبِرناه "غرّاقا" فيأتي إلينا متنكرا في بذلة محام كي نطمئن إليه وتتزعزع ثقتنا في غيره... باسمك سيدي القاضي يخاطبوننا ويخوفوننا من غضبك كي نخضع.

سيدي القاضي،

إننا جميعا لا نتصور أن يكون أحد منا مكانك على رأس المحكمة، فقد ارتضيناك قاضيا ورضينا بحكمك... ولأننا نريده ـ كما تريده ـ حكما عادلا، نلتمس منك بكل احترام أن تنظر مجددا ـ بعيدا عن المستشارين ـ في الملفات التي رافقها ضجيج، وأن تُعيد ـ بعيدا عن المدعي العام ـ فتحَ ملفات لفّها الصمت. نريد أن ينام الجميع بسلام، فهناك من لن ينم بعد، من ذا الذي يستطيع أن ينام قرير العين وقد ترك خلفه انتحابَ أمهاتٍ وبكاءَ أطفال وصرخةَ مظلومين؟



#رشيد_اغويان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما علاقة الانتخابات بجائحة كورونا (كوفيد 19)
- الحركة التلاميذية تاريخ يتطلع للمستقبل المشرق
- تزوجي رجلا يقرأ
- الحب في زمن كورونا في المغرب
- الماركسية وتحرير النساء
- كورونا والمجتمع العربي
- المرآة التالسينتية


المزيد.....




- هل قررت قطر إغلاق مكتب حماس في الدوحة؟ المتحدث باسم الخارجية ...
- لبنان - 49 عاما بعد اندلاع الحرب الأهلية: هل من سلم أهلي في ...
- القضاء الفرنسي يستدعي مجموعة من النواب الداعمين لفلسطين بتهم ...
- رئيسي من باكستان: إذا هاجمت إسرائيل أراضينا فلن يتبقى منها ش ...
- -تهجرت عام 1948، ولن أتهجر مرة أخرى-
- بعد سلسلة من الزلازل.. استمرار عمليات إزالة الأنقاض في تايوا ...
- الجيش الإسرائيلي ينفي ادعاءات بدفن جثث فلسطينيين في غزة
- علييف: باكو ويريفان أقرب من أي وقت مضى إلى اتفاق السلام
- -تجارة باسم الدين-.. حقوقيات مغربيات ينتقدن تطبيق -الزواج ال ...
- لأول مرة.. الجيش الروسي يدمر نظام صواريخ مضادة للطائرات MIM- ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رشيد اغويان - لحظة من فضلك