أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد بن ابراهيم - معركة بدر في فصل الصيف: الجمعة 17 صفر العدة / رمضان النسي. (1)















المزيد.....



معركة بدر في فصل الصيف: الجمعة 17 صفر العدة / رمضان النسي. (1)


محمد بن ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 6691 - 2020 / 9 / 30 - 15:49
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


المقال بمثابة رسالة إلى النسأة الجدد الذين يصومون هذا العام بشهر صفر الخير، رمضان الإزدلاف الموافق لشهر شتنبر 2020، ونحن نسميه هنا رمضان الإزدلاف: بما هو تقويم الشهور القمرية على المواسم الشمسية طلبا لثباتها، تمييزا له عن شهر رمضان العدة المستقيمة، وعن شهر رمضان النسيء، كما عرفه الجاهليون: بترك المحرم عاما، واثباته عاما، لمواطأة عدة ما حرم الله. وهي رسالة نثرت كلماتها في تضاعيف مقالاتنا السابقة عن النسيء كما عرفه الجاهليون، ومن خلال مقالاتنا حول دراسة الظروف الزمنية الجوانية الواردة في بعض غزوات الرسول وسراياه بين بدر وأحد، بهدف اثبات أن الشهور التي أرخت بها شهور نسي لا شهور عدة مستقيمة، ومن تم يبطل الاحتجاج بها على ثبات أشهر القمر في عهد الرسول، وهذه الظروف الزمنية من شأنها أن تحيل على الزمن الموسمي الذي وقعت فيه الأحداث. و قد وردت هذه الظروف والحيثيات في متن الروايات عرضا دون أن يكون الغرض منها التأريخ أو التوطين الزمني للحدث، ومن خلال النظر في مدى تطابقها مع المواسم الشمسية التي تحيل عليها، والتحقق من مدى موافقة الشهور القمرية التي أرخت بها مع هذه المواسم الشمسية نستطيع أن نثبت بطلان فرضية الإزدلاف وصحة دوران الأشهر القمرية على الفصول في عهد الرسول، وأن نرد كل اشكال في ذلك إلى النسيء الجاهلي، ومن ثم نستطيع أن نؤكد كذلك عبر دراسة نماذج من هذه الشواهد مطابقة التقويم القمري المعمول به حاليا مع التقويم القمري الذي التزم به الرسول، ونفند تبعا لذلك مزاعم النسأة الجدد باستمرار اضافة شهر التقويم إلى الاشهر القمرية في عهد الرسول لحصر دورانها إلى غاية السنة السابعة عشر للهجرة، حينما قرر عمر ابن الخطاب بزعمهم توقيف العمل بالنسيء، بناء على ما يدعون أنه قراءة خاطئة للآية 37 من سورة التوبة. وهي شواهد واشكالات تبين أن ما هم فيه ضلالة يضلون بها عن الدين القيم الذي ارتضاه القرءان للمؤمنين به؛ دون أن يمدونا بقرائن وأدلة حقيقية من صلب القرءان أومن صلب السيرة النبوية أو بخلاصات الدراسات النقدية والتمحيصية الرصينة والمحكمة التي أنجزوها في المتن الاسلامي ودلتهم على عوار التقويم الحالي ومخالفته للتقويم الذي سار عليه الرسول في زمنه، وقد سبق وفندنا رياضيا عبثية استدلالهم بموافقة شهر رجب لشهر أغسطس في معركة اليرموك في مقالاتنا عن أوهام النسأة الجدد المنشورة في هذا الموقع، وبينا أنه مغالطة لا يقبلها الحساب، فالشهور القمرية بما فيها رجب تدور على المواسم، ومن العادي أن تصادف أثناء دورانها شهر أغسطس كما باقي الشهور التي تدور عليها فيوافقها وتوافقه، ويمكن اثبات أن شهر رجب العدة الذي أرخت به معركة اليرموك قد وافق شهر أغسطس بشكل رياضي، انطلاقا من أي رجب آخر على مدار التاريخ الهجري من أول رجب شهده إلى رجب يومنا هذا، وقد وضحنا ذلك في مقالاتنا عن النسيء القرآني كما عرفه الجاهليون. فهؤلاء النسأة الجدد قد صادروا على تكذيب وتجاوز كل المرويات الاسلامية سواء بوصفها نصوصا بظاهرها الأصولي المحض، أو بوصفها مادة مصدرية يشتغل عليها الباحث في التاريخ بناء على أدواته وفرضياته، يتعامل معها وفق عدته المنهجية ومنظومته التفسيرية والنقدية المتسائلة والإستشكالية، ليحدد استنادا إلى معرفته التاريخية وأدوات صنعته حدود الذاكرة من حمى التاريخ، حدود الرواية من ظلال السياسة، فكل الروايات بالنسبة لنا صادقة ولا تحتمل إلا الصدق، فلا ينضح الإناء إلا بما فيه، وما فيه هو ما يهمنا بالدرجة الأولى، أما الصدق والكذب فهو مسألة أخلاقية لا تعني الباحث في التاريخ ولا تجيب عن أسئلته، وهي بالدرجة الأولى مسألة أسس عليها منهج أهل الحديث وكتب الرجال والجرح والتعديل، وتبقى مسألة الوضع والثبوت مسألة محكومة بحدود هذا المنهج ورهاناته.
إن من شأن المقاربة التي نقدمها عبر استعادة النسيء الجاهلي وتوزيعه على الكلندار النبوي من 570 الى 632 ميلادية وفق التقويم الميلادي الغريغوري، أن تقدم لنا مفاتيح جديدة لدراسة تأريخ أحداث السيرة والكشف عن الاختلالات التأريخية والصعوبات الكرنولوجية التي اعترضت كتاب السيرة في سبيل ترتيب أحداثها وتأريخها، ومن شأن الدراسة المقارنة لمتون السيرة ومزامنتها مع الأزمنة والمواسم التي تحيل عليها بشكل مباشر أو غير مباشر أن يبرهن أن "التقويم" القمري حساب يدور على الأزمنة، وأنه ظل كذلك من عهد الرسول إلى يومنا هذا، فهو عداد أشهر لا غير، وأن لا سبيل بالتالي إلى نقل صوم رمضان من شهر العدة إلى شهر الإزدلاف، ولدينا على ذلك من الشواهد في متون السيرة ما يدحض أي قول آخر ويحجر على اجرائيته طالما لم يقدم لنا تفسيرا مقبولا وتعليلا منطقيا لا يقيم من المصادرة على تكذيب المتون الاسلامية حجة العاجز، ذلك أن الاشكال الذي تثيره هذه الغزوات بالنسبة لعدد من الباحثين فيما يخص عدم تطابق أزمنة الروايات الداخلية مع الموافق الموسمي للشهور القمرية التي أرخت بها مرده تسرب شهور ضلالة النسيء الجاهلي كما عرفناه وطبقناه كلنداريا إلى شهور العدة المستقيمة، وليس بسبب فرضية الغاء شهر الازدلاف، وإذا كنا قد بنينا اطروحتنا الأساسية في مقال غزوة السويق لم تكن في ذي الحجة؟ على أساس الحفاظ على غزوتي بدر وأحد كمعلمين حجرا على ترتيب أحداث السيرة بينهما، وانتهينا فيه إلى الاقرار بافتعال كتاب السيرة والمغازي للسياقات والروابط المنطقية التي تحفظ التسلسل الزمني والترتيبي للأحداث، فإن الانصاف والانفتاح على التجريب يقتضي عدم التسليم بثبات معلمي بدر وأحد والتشكيك المنهجي الحذر في صحة كون الشهر الذي أرختا به شهر عدة مستقيمة، ومن ثم يتسنى لنا تمحيص جميع الفرضيات والاحتمالات الواردة مع اعادة النظر في مدى اتساق التسلسل الزمني للأحداث في سيرة ابن اسحاق وفق هذه الفرضية المضادة بما يمكننا في النهاية من اعادة النظر في توطيننا للغزوات بين بدر وأحد وتفهم سكوته عن تحديد تاريخ لبعض الغزوات وتركها معلقة بين ذلك، والواقع أننا على اطمئنان تام بمصداقية توطين معركة أحد في شوال العدة كونها مؤرخة من الطرفين معا، ولا طالما أرقنا السؤال في مدى مصداقية تأريخ غزوة بدر بشهر رمضان لاعتبارات عدة سنفصلها في هذا المقال. فماذا لو كانت المعركة في الصيف وليس في شهر مارس 624 الموافق لرمضان العدة الذي أرخوها به؟
يعد بحث هذا السؤال كابوسا حقيقيا بالنسبة لنا كمسلمين، استقر عندنا بشكل موروث أن الغزوة كانت صبيحة يوم الجمعة 17 رمضان من السنة الثانية للهجرة الموافق لشهر مارس 624 ميلادية، بل وتقام البرامج وتصعد المنابر احتفاء بذكراها مع حلول الشهر الفضيل، حتى أنني قمت في سلسة مقالات : ليلة القدر وتقويم الليالي العددية، باعتبار تأريخها- بعد دراسة جميع الروايات المتضاربة التي أرخت لها والترجيح بينها كلنداريا - شاهدا خارجيا من صلب السيرة النبوية على تحري الرسول لصبيحة ليلة القدر الرابع عشر من رمضان في غزوتي بدر وفتح مكة، وعز علي حقيقة حينها مجرد التساؤل عن امكانية أن تكون الغزوة في غير الزمن الذي توارثناه جيلا بعد جيل، على أن امكانية سقوط هذا الشاهد لا يسقط ما بيناه بشأن ليلة القدر من خلال الاشتغال على النص القرءاني وفق فرضية الأنظمة العددية في السياقات القصصية عن الأقوام الغابرة، بل إن خطورة هذا السؤال تكمن فيما يترتب عنه من امكانية سقوط غزوة بدر كمعلم للتأريخ والترتيب حجر في الأصل على ترتيب كتاب المغازي للغزوات بين بدر وأحد، وصادرنا على صحته وسلامته في مقال " غزوة السويق لم تكن في شهر ذي الحجة؟ فماذا لو أن غزوة بدر في شهر رمضان النسي وليس في شهر رمضان العدة؟ بقدر ما يمسح هذا التساؤل الطاولة ليفتح أبوابا جديدة لبعض الروايات التي أهملتها الثقافة السائدة أو حارت فيها، بقدر ما يصعب عملية الترتيب ويجعلنا في حيص بيص من أمرنا. بيد أن أهمية مثل هذا العمل لا تقدر بثمن، فمن شأن تقديم طروحات جديدة ومتماسكة بشأن التقويم الهجري أن يبين للناس أن الاشكالات المناخية والتأريخية المطروحة في غزوات وأحداث السيرة مردها إلى تأريخ كثير من الحوادث بشهور ضلالة النسي وليس بشهور العدة المستقيمة، مما يكون سبيلا الى نقض طروحات وهواجس الازدلاف فيما يخص صحة التقويم القمري المعمول به حاليا وفق أشهر العدة المستقيمة.
إن الاجابة بشكل منهجي عن السؤال أعلاه يقتضي :
1. دراسة المساق الترتيبي لمعركة بدر عند كل من ابن اسحاق والواقدي:

• رتب ابن اسحاق غزوة بدر بعد كل من سرية عبد الله بن جحش إلى بطن نخلة، التي أرخ لها بشهر رجب، وتحويل القبلة في شعبان على رأس ثمانية عشر شهرا من مقدم الرسول إلى المدينة، وهو الترتيب الذي وافقه فيه الواقدي حين جعل بدوره بدر القتال بعد سرية عبدالله بن جحش إلى بطن نخلة في رجب على رأس سبعة عشر شهرا. ( مغازي الواقدي- الجزء 1- الصفحة 13 وما بعدها / السيرة النبوية - ابن هشام الحميري - ج ٢ - الصفحة ٤٣٥ وما بعدها).
• تتضمن روايات سرية عبد الله بن جحش مفارقة تتمثل في التناقض القائم بين تشنيع قريش على المسلمين استحلال الشهر الحرام في شهر رجب من جهة، ومعاتبة الرسول لأصحاب السرية على القتال في الشهر الحرام، بقوله لهم: ما أمرتكم بالقتال في الشهر الحرام ( شهر ؟) من جهة اخرى فالثابت أن قريش كانت تعمل بمبدأ النسيء، ووفق هذه الضلالة من المستبعد أن يكون رجب الذي شنعت فيه قريش القتال فيه على المسلمين، هو نفسه الشهر الحرام الذي عاتب الرسول أصحابه على القتال فيه لاختلاف أشهر العدة المستقيمة عن أشهر ضلالة النسيء، ومن ثم فان السرية ارخت بشهر رجب النسي وليس بشهر رجب العدة المستقيمة. ثم إن تأريخ ابن اسحاق لتحويل القبلة بشهر شعبان بعد هذه السرية على رأس ثمانية عشر شهرا أمر فيه خلاف ولم يكن محل اجماع حقيقي، فقد نقل الطبري في تفسيره حديث أأنس بن مالك بتغيير القبلة على رأس تسعة أشهر أو عشرة أشهر من مهاجر الرسول: 2155- حدثنا عمرو بن علي قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عثمان بن سعد الكاتب قال، حدثنا أنس بن مالك قال: صلى نبي الله صلى الله عليه وسلم نحو بيت المقدس تسعة أشهر أو عشرة أشهر. فبينما هو قائمٌ يصلي الظهر بالمدينة وقد صلى ركعتين نحو بيت المقدس, انصرف بوَجْهه إلى الكعبة, فقال السفهاء: " ما وَلاهُم عن قبلتهم التي كانوا عَليها ". فيما ذهب آخرون إلى أن تحويل القبلة كان في الثامن من المحرم؟ ويمتد الخلاف في الشهرإلى غير ذلك :"وحولت القبلة في شهر رجب من السنة المذكورة التي هي الثانية في نصفه، وقيل في نصف شعبان. قال بعضهم: وعليه الجمهور الأعظم، وقيل كان في جمادي الآخرة، أي فقد قيل «إنه في المدينة إلى بيت المقدس ستة عشر شهرا، وقيل سبعة عشر شهرا وقيل أربعة عشر شهرا، وقيل غير ذلك، وتقدم أنه صلى في مسجده بعد تمامه إلى بيت المقدس خمسة أشهر"( السيرة الحلبية ويكي مصدر). و"اختلف في أي شهر كان تحويل القبلة. فقال محمد بن حبيب: في نصف شعبان، وهو الذي ذكره النووي في الروضة وأقره، مع كونه رجح في شرحه على صحيح مسلم رواية ستة عشر شهرا لكونها مجزوما بها عند مسلم، ولا يستقيم أن يكون ذلك في شعبان إلا بإلغاء شهري القدوم والتحويل. وجزم موسى بن عقبة بأن التحويل كان في جمادى الآخرة."( سبل الهدى والرشاد - الصالحي الشامي - ج ٣ - الصفحة ٣٧٣).
• إن أصل الخلاف في تحديد تاريخ تحويل القبلة وغيرها من الأحداث الهامة يفسر في حقيقة الأمر بتسرب شهور ضلالة النسي إلى شهور العدة وتأريخ كثير من الحوادث به، والتأسيس عليها كشهور عدة مستقيمة مما أوقعنا في تناقضات صارخة، فتجد أن روايات غزوة ما تتحدث عن ظروف زمنية لا علاقة لها بالموافق الشمسي للشهر الذي أرخت به، بل تجد في متنها مفارقات لا سبيل إلى حلها إلا باستعادة ضلالة النسي، والنظر في امكانية اعادة الترتيب للأحداث وفق ذلك، فالخلاف في تاريخ تحويل القبلة يمكن حله بالانطلاق من رواية انس بن مالك التي نقلها الطبري، ومن المفارقة التي ينطوي عليها تشنيع قريش على محمد القتال في الشهر الحرام من جهة ومعاتبة الرسول لأصحاب السرية على القتال في الشهر الحرام من جهة أخرى بقوله: "ما امرتكم بالقتال في الشهر الحرام" إلا إذا قلتم أن الرسول كان يعتد ويصوم وفق ضلالة النسي. فحديث أنس حدد خلافا لقول الجمهور الفاصل الزمني بين الهجرة النبوية في ربيع الاول/ شتنبر622؛ وحدث تحويل القبلة على رأس 9 إلى 10 أشهر، وحيث أن ابن اسحاق أرخ لهذه السرية في رجب، فإن رجب المقصود تبعا لذلك هو رجب النسي في الطور 15 المواطئ لشهر ذي الحجة العدة على رأس 10 أشهر من هجرة الرسول ( السنة الاولى للهجرة )، فهو العاشر باحتساب شهر الهجرة ربيع الأول، وهو التاسع بالعد من ربيع الثاني، وهو الشهر الذي وقع فيه تحويل القبلة، وقد امتد من 8 يونيو الى 6 يوليوز623 ميلادية غريغورية. أما شعبان الذي أرخ به الواقدي تحويل القبلة، وفي يوم الثلاثاء للنصف منه؛ فهو بدوره شعبان النسيء المواطئ لشهر محرم العدة من السنة الثانية على رأس 11 شهر من هجرة الرسول، ويوم الثلاثاء يوافق فيه ثمان ليال خلون من المحرم، كما يوافق الثلاثاء في شعبان النسي المقابل له خمسة عشرة ليلة خلت منه وفق تقويم الليالي العددية بالحساب المحض، ولعله قد ابتدر الشهر من آخره كما هي عادته؟ ووجب التنويه أيضا أن السابع عشر من رجب "النسي" الذي حدده بعضهم كتأريخ لتحويل القبلة يوافق أيضا سبعة عشرة ليلة خلت من ذي الحجة العدة/ رجب النسي. وعليه نقرر باطمئنان أن تحويل القبلة كان في شهر ذي الحجة العدة المستقيمة المواطئ بشهر رجب النسيء، ورجب هذا اشتهر أمره بين قريش كشهر استحل فيه المسلمون القتال، فأرخت به الغزوة؛ وهو في واقع الحال شهر ضلالة أضلنا عن تحقيق كثير من الحوادث التي جرت في عهد الرسول.
• يترتب عن الاطاحة بشهر رجب كشهر جرى فيه تحويل القبلة وبعث سرية عبد الله بن جحش، الاطاحة آليا وبشكل مباشر بمعركة بدر من عرش رمضان العدة إلى صفر الخير من السنة الثانية على رأس 12 شهرا من هجرة الرسول المواطئ بشهر رمضان النسي في الطور 14 من دورة النسي الأخيرة. وقد امتد شهر صفر العدة الذي شهد معركة بدر من 6 غشت إلى 4 شتنبر 623 ميلادية غريغورية، مما يحل لنا عددا من الاشكالات الروائية المفارقة لخصائص شهر مارس 624 الذي أرخوا به غزوة بدر، ويحل مشكلة بعض السياقات التي رأينا أن كتاب المغازي و السير قد افتعلوها افتعالا في المقال السابق عن غزوة السويق لما صادرنا فيه على ثبات تاريخ بدر كمعلم، والحال أننا كنا ندرس هذه السياقات في الزمن الخاطئ، ولم نجرؤ أن نشكك في مصداقية التوطين الزمني لغزوة بدر، ولم ألوي من جهد الرأي أن أبقيها حيث هي. لكن، لا سبيل إلى ذلك: سواء من حيث الروايات المستبعدة أو من حيث المساقات والسياقات الترتيبية، أو من حيث الظروف الزمنية الجوانية الواردة في متن الروايات المتعلقة بها في المغازي و السير، بل وفي حديث صحيح على منهج المحدثين؟ أو من حيث استحالة موافقة الجمعة لسبعة عشرة ليلة خلت مع رمضان العدة الذي أرخت به؛ في حين أن هذا الجمعة لسبع عشرة ليلة خلت ولثلاث عشرة بقيت يوافقُ بسهولة في شهر رمضان النسي من الطور 14 المواطئ لشهر صفر العدة على رأس 12 شهرا من الهجرة النبوية إلى المدينة.
2. دراسة الظروف الزمنية الواردة في نصوص و روايات معركة بدر.
• حيثية نزول المطر والتفاعل الايجابي معه من الطرفين : إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّنَ السَّمَاءِ مَاءً لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَىٰ قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ ( الانفال-11): يمثل نزول المطر قبيل معركة بدر علامة مناخية غير ذات أهيمه كبرى كقرينة على تأريخ الغزوة، بالقياس إلى موقع منطقة بدر المداري وخصائصه المناخية الاقليمية المعتدلة البرودة إلى باردة شتاءً مع أمطار قليلة تكثر فيما بين نونبر ويناير، ويبلغ متوسط الأيام الممطرة في شهر مارس وفق البيانات الحالية 1,6 بمتوسط يومي للحرارة في حدود 23,7 درجة مئوية، ما يجعل المنطقة من أفضل المشاتي الحالية بالمملكة على ان الحرارة تنزل في ليالي الشتاء إلى 10مئوية، ويمكن التعويل الى حد ما على معطيات الطقس الواردة في روايات غزوة الأحزاب، والتي كانت تقريبا في نفس الزمن الموسمي : مارس/ أبريل لنباء تصور ذهني عن الحالة الجهوية زمن بدر لو كانت فعلا في فصل الشتاء. أما فصل الصيف بمنطقة بدر فشديد الحرارة والرطوبة بفعل عامل القرب من البحر، مع هبوب رياح السموم، وتتلقى المنطقة معظم التساقطات في هذا الفصل. وما يهمنا بالدرجة الأولى هنا هي طبيعة هذا المطر الذي هطل على المسلمين وكيف تفاعلوا معه ، فقد وصفته الروايات بأنه طش من المطر، وهو تعبير يليق بزخة رعدية صيفية أغاثهم الله بها بعدما غلب المشركون على ماء بدر فأصابهم الظمأ، وجعلوا يصلون مجنبين محدثين حتى تعاظم ذلك في صدورهم، فأنزل الله من السماء ماء حتى سال الوادي فشرب المؤمنون وملؤا الأسقية وسقوا الركاب واغتسلوا من الجنابة، فجعل الله في ذلك طهورا وثبت به الاقدام، وذلك أنه كانت بينهم وبين القوم رملة فبعث الله المطر عليها فضربها حثى اشتدت وثبتت عليها الاقدام ( تفسير ابن كثير - ابن كثير - ج ٢ - الصفحة ٣٠٤ / جامع البيان - إبن جرير الطبري - ج ٩ - الصفحة ٢٦٠).يظهر من مجموع الروايات الواردة أن تفاعل الفريقين مع هذا المطر كان تفاعلا ايجابيا فقد استفاد منه المسلمون للاغتسال وارواء الظمأ، ولم يحفل به أبو جهل وتنحى مع قومه ليلا بناحية والسماء تمطر/ تسح عليه". فيما نام المسلمون "وَمَا أَصَابَهُمْ مِنْ الْمَطَرِ مَا يُؤْذِيهِمْ" حتى أن" رِفَاعَةُ بْنُ رَافِعِ بْنِ مَالِكٍ قال : غَلَبَنِي النّوْمُ، فاحتملت حَتّى اغْتَسَلْت آخِرَ اللّيْلِ " ولنا ان نتقبل في شهر مارس كل شيء إلا أن يصرح رفاعة بن رافع أنه اغتسل في آخر الليل ! في خلاء من المفروض أن يكون بحسب توطينهم للغزوة في شهر مارس خلاء باردا تنزل فيه درجة الحرارة الليلة إلى ما دون 10 درجات بفعل تأثير العوامل القارية !!! نحن لا نفهم والحال هذه كيف لم ترد من الفريقين أي رواية تعبر عن شكوى من البرد والقر كالتي تحفل بها غزوة الخندق بالمدينة، وقد كانت في نفس الموسم الزمني الذي وطنت به معركة بدر بين مارس وابريل 627 وبينها وبين منطقة بدر 150 كلم فقط. ولنا أن نذكر هنا تجنبا للإسقاط التاريخي برواية حذيفة عن ليلة من ليالي الخندق: لقد رأيتنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الأحزاب في ليلة ذات ريح شديدة وقر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا رجل يأتيني بخبر القوم، يكون معي يوم القيامة؟ [فسكتنا] فلم يجبه منا أحد، ثم الثانية ثم الثالثة مثله. ثم قال: يا حذيفة قم فأتنا بخبر القوم، فلم أجد بدا إذ دعاني باسمي أن أقوم، فقال ائتني بخبر القوم ولا تذعرهم علي. قال: فمضيت كأنما أمشي في حمام حتى أتيتهم، فإذا أبو سفيان يصلي ظهره بالنار، فوضعت سهما في كبد قوسي، وأردت أن أرميه، ثم ذكرت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تذعرهم علي، ولو رميته لأصبته، فرجعت كأنما أمشي في حمام، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأصابني البرد حين رجعت وقررت، فأخبرت رسول الله صلى الله عليه وسلم وألبسني من فضل عباءة كانت عليه يصلي فيها، فلم أبرح نائما حتى الصبح، فلما أن أصبحت، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قم يا نومان.( البداية والنهاية - ابن كثير - ج ٤ - الصفحة ١٣١) وأيا كان موقفنا من هذه الرواية فهي نموذج فقط من الروايات الشاهدة على شدة القر والجوع في غزوة الأحزاب.
• حيثية الصراع على الماء وشدة الحر: على النقيض من ذلك اشتد الصراع في بدر بين الطرفين على التحكم في الماء، وانطلق المسلمون في اطار خطة عسكرية إلى أدنى ماء القوم، فبنوا عليه حوضا وقذفوا فيه الآنية، حتى يتسنى لهم أثناء المعركة أن يشربوا ويقاتلوا، وغوروا ما سواه من ماء القلب انهاكا للمشركين بحرمانهم من الماء، في الصيف القائظ يكفي ان تسيطر على الماء لترفع من حظوظ النصر في المعركة، ولهذا تنكد عتبة لذلك فقال: إنّ هَذَا لَهُوَ النّكَدُ، وَإِنّهُمْ قَدْ أَخَذُوا سُقّاءَكُمْ". وقبيل المعركة "وَقَفَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْظُرُ إلَى الصّفُوفِ، فَاسْتَقْبَلَ الْمَغْرِبَ، وَجَعَلَ الشّمْسَ خَلْفَهُ، وَأَقْبَلَ الْمُشْرِكُونَ فَاسْتَقْبَلُوا الشّمْسَ، فَنَزَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْعُدْوَةِ الشّامِيّةِ وَنَزَلُوا بِالْعُدْوَةِ الْيَمَانِيّةِ- عُدْوَتَا النّهْرِ وَالْوَادِي جَنْبَتَاهُ". فكل هذه المؤشرات تشير إلى أن المعركة جرت في الصيف القائظ، ولدينا في ذلك حديث صحيح وفق منهج المحدثين: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ اسْتَقْبَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْكَعْبَةَ فَدَعَا عَلَى نَفَرٍ مِنْ قُرَيْشٍ عَلَى شَيْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ وَعُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ وَالْوَلِيدِ بْنِ عُتْبَةَ وَأَبِي جَهْلِ بْنِ هِشَامٍ فَأَشْهَدُ بِاللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُهُمْ صَرْعَى قَدْ غَيَّرَتْهُمْ الشَّمْسُ وَكَانَ يَوْمًا حَارًّا (صحيح البخاري - البخاري - ج ٥ - الصفحة ٦). فقد صرح عبدالله ابن مسعود في هذا الحديث أن يوم بدر كان يوما حارا لدرجة أن حرارة الشمس غيرت جثت القتلى من المشركين. وانتفخ أمية بن خلف "فِي دِرْعِهِ فَمَلَأَهَا، فَذَهَبُوا لِيُحَرّكُوهُ فَتَزَايَلَ لَحْمُهُ"، وهذا لا يمكن أن يكون مقبولا وفق الحس المشترك إلا في زمن القيظ والحر الشديد لا في درجات حرارة منتصف شهر مارس، ولو كان ذلك في صحراء قاحلة بشبه الجزيرة العربية، وسيظل مع هذا ميعاد بدر مثار جدل، وهو كذلك في صلب القرءان فقال الله: إذْ أَنتُم بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُم بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَىٰ وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنكُمْ ۚ وَلَوْ تَوَاعَدتُّمْ لَاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ ۙ وَلَٰكِن لِّيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَىٰ مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ ۗ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ ( الانفال 42). لفتتنا هذه الآية إلى أن المعركة كانت بغير ميعاد فشكلت أحد المفاتيح المهمة التي تبصرت فيها زمن وقوع المعركة وقطعت شكي باليقين أن الميعاد كان في غير رمضان الذي نعرف، فالروايات التي وردت عن صيام الرسول والمسلمين في معركة بدر تبقى غير مسلم بها من الناحية الحديثية.
• حيثية الصيام: أورد الواقدي شيئا من الروايات التي تتحدث عن الصيام يوم بدر بصيغة قَالُوا: وقالوا وَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَصَامَ يَوْمًا أَوْ يَوْمَيْنِ، ثُمّ رَجَعَ وَنَادَى مُنَادِيهِ: يَا مَعْشَرَ الْعُصَاةِ، إنّي مُفْطِرٌ فَأَفْطِرُوا! وَذَلِكَ أَنّهُ قَدْ كَانَ قَالَ لَهُمْ قَبْلَ ذَلِكَ «أَفْطِرُوا» فَلَمْ يَفْعَلُوا" وهي رواية أليق بفتح مكة، ذلك أن ابن اسحاق لم يورد من أمر الصيام في بدر شيئا، وروى الترمذي، وأحمد من طريق ابْن لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ مَعْمَرِ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ عَنْ ابْنِ المُسَيِّبِ ، أَنَّهُ سَأَلَهُ عَنِ الصَّوْمِ فِي السَّفَرِ، فَحَدَّثَ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ قَالَ: " غَزَوْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَزْوَتَيْنِ فِي رَمَضَانَ: يَوْمَ بَدْرٍ، وَالفَتْحِ، فَأَفْطَرْنَا فِيهِمَا " وَفِي البَابِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ: حَدِيثُ عُمَرَ لا نَعْرِفُهُ إِلا مِنْ هَذَا الوَجْهِ، وَقَدْ رُوِيَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ " أَمَرَ بِالفِطْرِ فِي غَزْوَةٍ غَزَاهَا " (شرح كتاب الصيام من سنن الترمذي- الصفحة 232). وهو حديث ضعفه الألباني في ضعيف الترمذي وأحمد شاكر،" ولكن جوّد إسناده الحافظ ابن كثير رحمه الله في "مسند الفاروق" (1/279) ، وقال محققو المسند :" حديث قوي، عبد الله بن لهيعة سيئ الحفظ ، لكن رواه عنه قُتيبة بنُ سعيد ، وروايةُ قتيبة عنه صالحة معتبرٌ بها، وسعيد بن المسيب سمع من عمر، وعلى قول من قال : لم يسمع، فإن مرسله صحيح ، قال أبو طالب : قلت لأحمد بن حنبل: سعيد عن عمر حجة؟ قال: هو عندنا حجة، قد رأى عمر وسمع منه، إذا لم يقبل سعيد عن عمر فمن يقبل؟ " انتهى. وكذا حسنه الملا علي القاري في "شرح مسند أبي حنيفة" (1/ 399) وجزم الحافظ ابن رجب الحنبلي رحمه الله به ، فقال: " فرض عليه صلى الله عليه وسلم رمضان في ثاني سنة من الهجرة ، فهو أول رمضان صامه وصامه المسلمون معه". ( نقلا هن موقع الاسلام سؤال وجواب). وروى البخاري في صحيحه : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ ، أَنَّ إِسْمَاعِيلَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ ، حَدَّثَهُ عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ فِي يَوْمٍ حَارٍّ حَتَّى يَضَعَ الرَّجُلُ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ مِنْ شِدَّةِ الحَرِّ ، وَمَا فِينَا صَائِمٌ إِلَّا مَا كَانَ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَابْنِ رَوَاحَةَ. (نقلا عن موقع جامع السنة وشروحها) والراوي لم يصرح في هذه الرواية بطبيعة الصوم هل هو من صوم شهر رمضان أم من صوم التطوع. كما لم يحدد في أي سفرة كان ذلك. ومن المستبعد أن تكون السفرة المقصودة غزوة بدر لتأخر اسلام الراوي عنها فلم يشهدها، وقد صرح في رواية مسلم من طريق سعيد بن عبد العزيز بأن ذلك كان في شهر رمضان ولو استعرضنا جميع رمضانات العدة بين 622 الى 623 ميلادية لما وافق أحدها زمن الحر الشديد، فهذه الرمضانات انتقلت في كامل هذه المدة من شهر مارس إلى شهر دجنبر فيما وافق كثير من رمضانات النسيء مواسم الحر والقيظ فهل كان الرسول يجهل موقع شهر رمضان العدة فصام في رمضان النسيء؟ لعل هذا ما تريد مثل هذه الاحاديث التي تتحدث عن الصيام في زمن الحر الشديد أن توهمنا به؟ المؤكد أن الرسول يعلم يقينا شهور العدة من شهور النسيء لكن متى استعلن بذلك؟ وهل صام المسلمون مند البداية في شهر رمضان العدة أم صاموا إلى غاية نزول سورة براءة في رمضان النسي؟ هذه اسئلة تبقى معلقة وما من سبيل إلى طرقها إلا بجمع الفتات من الإشارات والأخبار ومما لا يقيم حجة ولا يشفي غليلا، ويتبين مما قاله المحدثون أن هذه الاحاديث ليست بحجة قوية، وعليه لا يمكن التعويل عليها في اثبات أن رمضان بدر رمضان عدة وصيام.
• من الشواهد الدالة أيضا على أن معركة بدر كانت في فصل الصيف ما أورده الواقدي في شأن قتل سالم بن عمير العمري لأبي عفك اليهودي في شوال عقب بدر التي كانت حسب السائد في رمضان على رأس 19 شهرا. وهو في الواقع شوال النسي/ ربيع الأول العدة على رأس 13 شهرا من الهجرة بشاهد قوله "ليلة صائفة" وبدلالة ترتيبه للحدث بعد بدر التي بينا أنها في صفر العدة / رمضان النسي، وشوال على رأس 20 شهرا الذي أرخ به ليس به ليال صائفة ينام فيها الانسان بفناء الدار، إذ كان موافقا ل: مارس وأبريل. فقال: نذر أن يقتله، وطلب له غرة، حتى كانت ليلة صائفة فنام أبو عفك بالفناء وعلم به سالم بن عمير فأقبل فوضع السيف على كبده ثم اعتمد عليه حتى خش في الفراش وصاح عدو الله فثاب إليه ناس ممن هم على قوله فأدخلوه منزله وقبروه. (الطبقات الكبرى - محمد بن سعد - ج ٢ - الصفحة ٢٨).
3. دراسة مدى مطابقة التواريخ المذكورة مع شهر رمضان العدة من السنة الثانية للهجرة:
 تاريخ الخروج لطلب العير: ( انظر العام 55 في الكلندار على الرابط أسفله).
• قال ابن إسحاق: وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليال مضت من شهر رمضان في أصحابه - قال ابن هشام: خرج [يوم الاثنين] لثمان ليال خلون من شهر رمضان - واستعمل عمرو بن أم مكتوم - ويقال اسمه: عبد الله ابن أم مكتوم أخا بنى عامر بن لؤي - على الصلاة بالناس، ثم رد أبا لبابة من الروحاء، واستعمله على المدينة. (السيرة النبوية - ابن هشام الحميري - ج ٢ - الصفحة ٤٤٥).
• قال ابن إسحاق: خرج في طلبه يوم الأربعاء لثلاث خلون من شهر رمضان وهي غزوة بدر. قال ابن إسحاق: وحدثني أبو جعفر محمد بن علي قال: كانت وقعة بدر يوم الجمعة لسبع عشرة ليلة خلت من شهر رمضان. (تاريخ خليفة بن خياط - خليفة بن خياط العصفري - الصفحة ٣١).
• اختلفت روايات السيرة في تاريخ خروج الرسول في طلب عير قريش، والذي في سيرة ابن هشام عن ابن اسحاق انه وقع في ليال مضين من رمضان دون تسمية اليوم والتاريخ ، فيما قال ابن هشام أن ذلك كان يوم الاثنين لثمان خلون من رمضان (السيرة النبوية - ابن هشام الحميري - ج ٢ - الصفحة ٤٤٥) فيما نقل خليفة ابن خياط عن ابن اسحاق أن الخروج كان يوم الاربعاء لثلاث خلون من شهر رمضان؟ (تاريخ خليفة بن خياط - خليفة بن خياط العصفري - الصفحة ٣١). أما الواقدي فذهب إلى أن الرسول خرج إلى السقيا ضاحية المدينة واستعرض المقاتلة هناك يوم الأحد لاثنتي عشرة ليلة خلت من رمضان (مغازي الواقدي –الجزء 1 – ص 21) وقال ابن سعد : فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينة يوم السبت لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر رمضان على رأس تسعة عشر شهرا من مهاجره وذلك بعدما وجه طلحة بن عبيد الله وسعيد بن زيد بعشر ليال. (الطبقات الكبرى - محمد بن سعد - ج ٢ - الصفحة ١٢). وكان قد ندب المسلمين وخرج بمن معه يوم السبت الثاني عشر من رمضان بعد تسعة عشر شهرا من مهاجره، (وقيل: خرج لثمان خلون من رمضان وذلك بعد ما وجه طلحة بن عبد الله وسعيد بن زيد بعشر ليال) فخرج معه المهاجرون وخرجت الأنصار ولم يكن غزا بأحد منهم قبل ذلك، فنزل بالبقع (ويقال لها بئر أبي عنبة، وهي على ميل من المدينة)، والتقيا على أربع مراحل من المدينة، وهي بيوت السقيا، يوم الأحد لثنتي عشرة خلت من رمضان. (إمتاع الأسماع - المقريزي - ج ١ - الصفحة ٨١). و قال البغدادي: خرج صلى الله عليه يوم الأربعاء لثمان خلون من شهر رمضان فظفر وأثخن في قريش قتلا وأسرا ورجع ظافرا غانما يوم الأربعاء لثمان بقين من رمضان ( كتاب المحبر - محمد بن حبيب البغدادي - الصفحة ١١١).
• هذه الأقوال جميعا لا تصح في رمضان على رأس 19 شهرا، حتى وإن أخذنا بمبدأ الرؤية بالعين المجردة، فرمضان العدة من السنة الثانية الذي أرخوا به معركة بدر إما أن يكون أوله السبت وفق مبدأ تقويم الليالي العددية أو الأحد وفق تقويم ملاحقة الهلال ! ولا يحتمل أن يكون أوله في غير ذلك، فتولد الهلال فلكيا وقع نهار الجمعة 27 فبراير 624 ميلادية غريغورية على الساعة الثامنة صباحا بالتوقيت العالمي وإلى غاية مساء السبت 28 فبراير 624 ميلادية غريغورية كان عمر الهلال يزيد عن 30 ساعة، فهو والحالة هذه هلال يرى ليلة الأحد وفق المقاييس المغربية في الرؤية، وهي مقاييس معروفة للجميع ولا تثبت هلالا إلا إذا قارب عمره 24 ساعة فأكثر. ونحن إذ تنزلنا إلى الرؤية العيانية فإنما لإثبات أن جميع هذه التواريخ المذكورة لا يمكن مطلقا موافقتها كما هي مع شهر رمضان المزعوم كيفما قلبت الأمر، وبيننا وبينكم الكلندار وبرنامج المواقيت الدقيقة الصادر عن مركز الفلك الدولي، فيوم الأربعاء الذي عزوه إلى ابن اسحاق هو لأربع خلون وليس لثلاث. ويوم الاثنين هو لتسع خلون وليس لثمان كما قالوا. ويوم السبت لثنتي عشرة ليلة خلت الذي قال به ابن سعد عن الواقدي، وإن كان الذي في المغازي هو يوم الأحد لثنتي عشرة ليلة خلت، بعيد جدا من أن يوافق أيام شهر رمضان العدة من السنة الثانية للهجرة، فقد كان ذلك موافقا فيه للخميس وليس الأحد ولا السبت، وبهذا يتبين أن تاريخ الخروج وأيامه التي ذكروها لا يمكن مواطأتها كلنداريا في رمضان العدة هذا بأي شكل من الأشكال فلكيا كان أو رؤيويا. فهل المشكل في تواريخهم أم أن المشكل في رمضان الذي نبحث فيه. لقد آن لنا أن نقتنع بأن غزوة بدر لم تكن أبدا في شهر الله المعظم رمضان العدة من السنة الثانية للهجرة.
 تاريخ المعركة:
• "ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم أدنى بدر عشاء ليلة جمعة لسبع عشرة مضت من شهر رمضان".( الطبقات الكبرى - محمد بن سعد - ج ٢ - الصفحة ١٥). قال ابن إسحاق: وحدثني أبو جعفر محمد بن علي قال: كانت وقعة بدر يوم الجمعة لسبع عشرة ليلة خلت من شهر رمضان. وحدثنا أبو داود قال: نا شعبة عن أبي إسحاق عن حجير عن علقمة والأسود عن عبد الله قال: التمسوا ليلة القدر يوم التقى الجمعان في تسع عشرة أو إحدى وعشرين. قال: ونا أبو نعيم الفضل بن دكين قال: نا عمرو بن عثمان بن موهب قال: سمعت موسى بن طلحة قال: سئل أبو أيوب عن يوم بدر فقال: إنه لسبع عشرة أو تسع عشرة خلت أو لثلاث عشرة أو إحدى عشرة بقيت. حدثني خليفة قال: نا سليمان بن داود قال: نا هشيم قال: أنا حصين بن عبد الرحمن عن عبد الله بن شداد قال: التقى الجمعان يوم تسع عشرة خلت من شهر رمضان. قال البيهقي: أخبرنا أبو الحسين بن بشران، حدثنا أبو عمرو بن السماك، حدثنا حنبل بن إسحاق، حدثنا أبو نعيم، حدثنا عمرو بن عثمان، سمعت موسى بن طلحة يقول: سئل أبو أيوب الأنصاري عن يوم بدر، فقال: إما لسبع عشرة خلت، أو ثلاث عشرة خلت، أو لإحدى عشرة بقيت، وإما لسبع عشرة بقيت. (السيرة النبوية - ابن كثير - ج ٢ - الصفحة ٤٦٥). حدثنا عفان قال حدثنا خالد بن عبد الله بن الزبير، عن ابيه، عن عامر بن ربيعة قال: كان يوم بدر يوم الاثنين لسبع عشرة ليلة خلت من رمضان. (التاريخ الكبير المسمى تاريخ ابن أبي خيثمة، ص 345). قال محمد بن سعد وهذا الثبت أنه يوم الجمعة وحديث يوم الاثنين شاذ (الطبقات الكبرى - محمد بن سعد - ج ٢ - الصفحة ٢١). "وقعة بدر العظمى وكانت وقعة بدر يوم الجمعة لثلاث عشرة ليلة بقيت من شهر رمضان، بعد مقدمه بثمانية عشر شهرا" فالتقوا يوم الجمعة لعشر خلون من شهر رمضان (تاريخ اليعقوبي - اليعقوبي - ج ٢ - الصفحة ٤٥). روى الإمام أحمد في مسنده من حديث ابن عباس - رضي الله عنهما - أنه قال: إن أهل بدر كانوا ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً، وكان المهاجرون ستة وأربعين، وكانت هزيمة أهل بدر لسبع عشرة مضين يوم الجمعة في شهر رمضان. وروى الطبراني من حديث عامر بن عبد الله البدري قال: كانت بدر صبيحة يوم الإثنين لسبع عشرة من رمضان. روى ابن جرير في تاريخه بسنده إلى الواقدي قال: فذكرت لمحمد بن صالح، فقال: هذا أعجب الأشياء، ما ظننت أن أحداً من أهل الدنيا شك في هذا، إنها صبيحة سبع عشرة من رمضان، يوم الجمعة. وروى ابن جرير في تاريخه من حديث الحسن بن علي بن أبي طالب قال: كانت ليلة الفرقان يوم التقى الجمعان لسبع عشرة من رمضان. ( تاريخ غزوة بدر، مقال بشبكة الالوكة).
• الذي عليه الجمهور أن معركة بدر كانت يوم الجمعة لسبع عشرة ليلة خلت من رمضان على رأس 19 شهرا من هجرة الرسول، و هو قول- كما غالبية أقوال الجمهور- لا يوصلك إلا إلى الحائط مباشرة، اذ يستحيل استحالة مطلقة أن يوافق الجمعة سبع عشرة ليلة خلت من رمضان العدة في السنة الثانية، إذ كان الثلاثاء هو السابع عشر وفق اليوم الغروبي ومبدأ الرؤية. وقد وقع في بعض الروايات المسندة إلى أبي أيوب الأنصاري أن غزوة بدر يحتمل ضمن الاحتمالات التي أوردها لشكه أن تكون لثلاث عشرة ليلة خلت ، كما هو مذكور في تاريخ ابن ابي خيثمة وهو القول الوحيد الذي يوافق في رمضان العدة من السنة الثانية الجمعة 13 رمضان وفق اليوم الغروبي والرؤية المجردة. أما جميع باقي الأقوال فيستحيل استحالة مطلقة أن توافق شيئا مما ذكر من أيام وتواريخ في شهر رمضان العدة من السنة الثانية، ونحن هنا لا ننفي صحة هذه التواريخ مطلقا، بل ننفي أن يكون محلها شهر رمضان على رأس 19 شهر من هجرة الرسول، فمن خلال قياس مدى مطابقتها مع أيام الشهر المذكور تبين لنا بشكل تجريبي و بما لامجال للشك فيه أنه ليس محلا لها إلا أن تكون أياما شبحية، في حين أنه يمكن موافقتها بسهولة في رمضان النسي المواطئ لصفر العدة على رأس اثنا عشرا شهرا من هجرة الرسول في ربيع الأول العدة.
 تاريخ الرجوع:
• و كان رجوعه من بدر إلى المدينة يوم الأربعاء لثماني ليال بقين من رمضان وأنه أقام بها بقية رمضان ثم غزا قرقرة الكدر.( تاريخ الطبري - الطبري - ج ٢ - الصفحة ١٧٤) ما قلناه عن تاريخ الخروج وتاريخ المعركة ينطبق أيضا وبالتبعية على تاريخ الرجوع، ذلك أن ثمان ليال بقين من رمضان العدة من السنة الثانية لا توافق يوم الاربعاء مطلقا وانما يوم السبت أو الاحد. وخلاصة القول أن التواريخ المذكورة لا تتوافق جميعا مع أيام شهر رمضان العدة من السنة الثانية للهجرة، ما يؤكد إلى جانب الشواهد الأخرى وبشكل لا رجعة فيه أن غزوة بدر لم تكن بأي حال من الأحوال في شهر رمضان المذكور، وأن كتاب المغازي والسير قد تعاملوا مع بعض الشهور المحفوظة على أساس أنها شهور عدة وهي في الأصل شهور نسيء، بل إن ابن اسحاق ذهب ضحيتها في تأريخه للهجرة والوفاة ما يفسر استحالة مطابقة قوله أن الهجرة والوفاة قد كانتا لثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الأول مع شهر ربيع العدة/ شتنبر 622 ، والواقع أنه قصد من تأريخه للهجرة شهر ربيع الأول النسي المواطئ لشهر شعبان العدة الموافق ل 13 مارس 622 ميلادية غريغورية ، ومن غريب الصدف أن يوافق تاريخه هذا صوم يوم استير والاحتفال بعيد البوريم اليهودي في 13 آذار( أنظر العام 53 من الكلندارعلى الرابط أسفله) على أننا وإن نبهنا إلى هذا الأمر لا نرى أن الهجرة كانت في هذا الوقت لاعتبارات عدة يطول بنا التفصيل فيها حاليا، وإنما أشرنا إلى ذلك كوهم منه. أما الوفاة فقد جعلها في يوم الاثنين لاثنتي عشر ليلة خلت من ربيع الأول العدة 10 هجرية المواطئ لربيع الأول النسي، والموافق ل 20 يونيو 630 ميلادية غريغورية. وهو في الحقيقة لإحدى عشرة ليلة خلت وفق تقويم الليالي العددية ولثنتي عشر ليلة خلت وفق مبدأ الرؤية، وهذا من الأخطاء التي وقع فيها بسبب ضلالة النسيء الجاهلي كما عرفه القرءان، وفي جميع الأحوال فإن تحديده لوفاة الرسول في يوم الاثنين لثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الأول ليس إلا محض عملية حسابية بإضافة 10 أعوام إلى تأريخه للهجرة في ربيع على أساس أنه شهر عدة، ولا يصح له أي منهما لأنهما أيام شبحية في شهري ربيع العدة الذي أرخت بهما الهجرة والوفاة ويمكن مطابقتهما بسهولة في الشهور التي ذكرنا، وقد تابعه الجمهور فيما قال بغير تمحيص فالكل عيال عليه في السيرة والأخبار، ويبدوا من خلال استقراء سيرته عند ابن هشام أنه يؤرخ الأعوام من ربيع الأول، ولولا تهذيب ابن هشام لبدا ذلك بشكل أوضح، وعمد إلى شهور نسيء فجعلها شهور عدة وبنى عليها تأريخه وهما منه أنها شهور عدة وإن لازمه تكرار قوله وولي المشركون تلك الحجة من تلك السنة كلما صادف شهر الحج.
4. نتائج وتداعيات البحث: في ضرورة اعادة ترتيب احداث السيرة بين الهجرة وبدر وبينها وبين أحد على ضوء اختلاط شهور النسي بشهور العدة في تأريخ الغزوات والسرايا:
• اتضح لنا من خلال هذا البحث بما لامجال للشك فيه عندي أن غزوة بدر لم تكن في شهر رمضان العدة من السنة الثانية للهجرة، وانما كانت في شهر رمضان النسي من الطور14 المواطئ لشهر صفر العدة من السنة الثانية للهجرة على رأس اثنا عشر شهرا من الهجرة النبوية في ربيع الأول العدة.
• تاريخ معركة بدر المحدد بيوم الجمعة لسبع عشرة ليلة خلت من رمضان يتوافق تماما مع الجمعة 17 صفر العدة بحسب تقويم الليالي العددية العالمي الموحد الموافق ل 22 غشت 623 ميلادية غريغورية، فتبقى بذلك ثلاث عشرة ليلة منه، وكان خروج الرسول في طلب العير حسب ما اورده البغدادي في المحبر صحيحا من حيث توافقه مع الاربعاء لثمان خلون من صفر/ رمضان "النسي، ومتوافقا ايضا مع اورده الطبري والبغدادي من كون الرسول رجع من بدر يوم الاربعاء لثمان خلون من رمضان "النسي" / صفر العدة. ( انظر العام 55 في الكلندار على الرابط اسفله) ويوافق الأحد لثنتي عشرة ليلة خلت الذي أورده الواقدي كتاريخ الخروج، الأحد لثنتي عشرة خلت من صفر العدة / رمضان النسي، ويترتب عن هذا التحديد عدة تداعيات مرتبطة بضرورة اعادة النظر في كل التواريخ المذكورة في السيرة النبوية بدءا من الهجرة إلى غزوة تبوك......
• بتحقيقنا لتاريخ غزوة بدر في شهر رمضان النسي/ صفر العدة على رأس 12 شهرا من الهجرة، فإنه وبشكل آلي تكون غزوة العشيرة قبلها بأربعة أشهر ( المدة التي تستغرقها الرحلة التجارية من مكة الى الشام) ما يجعلنا نوطن هذه الغزوة على رأس 8 أشهر من الهجرة النبوية، وهو ما يوافق تماما شهر جمادى الأولى الذي أرخت به: (في مستهل جمادى الاولى) لكن بوصفه جمادى الأولى النسي من الطور 14، المواطئ لشهر شوال العدة من السنة الأولى للهجرة، ووافق ذلك شهر أبريل 623 ميلادية، وفيه تستمر علمية تأبير النخل، فلعل ذلك ما ذهب الإمام علي للنظر إليه في هذه الغزوة هو وصاحبه عمار بن ياسر لما وجدوا قوما من بني مدلج يعملون في نخل لهم. ومن المعلوم أن الرسول خرج في هذه الغزوة لاعتراض قافلة فصلت من مكة نحو الشام، فيلزمها ما يقارب 40 يوما ذهابا ومثليها مكثا وايابا بحسب ظروف التجارة وتيسر أمر البيع والشراء، وهي نفسها القافلة التي خرج الرسول لاعتراضها لما رجعت إلى مكة وانتهى الأمر فيها إلى وقوع معركة بدرفي صفر/ رمضان النسي.( تاريخ الطبري - الطبري - ج ٢ - الصفحة ١٢٣). ويتبين لنا من هذا البحث ان توطين بعض غزوات الرسول عند كتاب المغازي والسير سابق لزمنه الحقيقي اذ كانت شهور النسي التي اعتدوها شهور عدة مستقيمة تمكنهم من تحقيق قفزات زمنية متباينة.
• سنعود إلى النظر في الترتيب الأولي الذي قمنا به في مقال غزوة السويق لم تكن في شهر ذي الحجة؟ على ضوء هذه المستجدات الجديدة بشأن معلم بدر في مقالات لاحقة.....

المرفقات: الكلندار النبوي وفق تقويم الليالي العددية العالمي الموحد.
https://drive.google.com/drive/folders/18Rfe2SwMAd60Gwch0r5p1falHvGVh37c?usp=sharing



#محمد_بن_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غزوة السويق لم تكن في شهر ذي الحجة ؟
- اوهام النسأة الجدد : في النسيء القرآني والنسيء التقويمي (3)
- اوهام النسأة الجدد : في النسيء القرآني والنسيء التقويمي (2)
- اوهام النسأة الجدد : في النسيء القرآني والنسيء التقويمي (1)
- النبي داوود وقضية النعاج وجهة نظر أخرى
- ليلة القدر وتقويم الليالي العددية العالمي الموحد (6)
- ليلة القدر وتقويم الليالي العددية العالمي الموحد (5)
- ليلة القدر وتقويم الليالي العددية العالمي الموحد (4)
- ليلة القدر وتقويم الليالي العددية العالمي الموحد (3)
- ليلة القدر وتقويم الليالي العددية العالمي الموحد (2)
- ليلة القدر وتقويم الليالي العددية العالمي الموحد (1)
- محاولة في الكرنولوجية النبوية الشريفة
- عمر النبي نوح المضاعف بين الألف سنة وال 1000 سنة
- الحجة في القرءان وحدة للقياس بمدين
- وحدات قياس الأجل في القرءان: الحول نموذجا
- اصحاب الكهف والرقيم واللامفكر فيه
- التناص العددي والطي البياني في رءيا يوسف والملك
- فواتح سورة الروم والجهل بالسنين


المزيد.....




- عباس: أمريكا هي الدولة الوحيدة القادرة على منع إسرائيل من ال ...
- هل غيرت الضربات الصاروخية الإيرانية الإسرائيلية الشرق الأوسط ...
- كيف وصل مصريون قُصّر غير مصحوبين بذويهم إلى اليونان؟
- جهود دولية حثيثة من أجل هدنة في غزة - هل تصمت المدافع قريبا؟ ...
- وسائل إعلام غربية تكشف لكييف تقارير سيئة
- الرئيس السوري يستعرض مع وزير خارجية البحرين التحضيرات للقمة ...
- -ما تم بذله يفوق الخيال-.. السيسي يوجه رسالة للمصريين بخصوص ...
- روبوتات -الساعي- المقاتلة الروسية تقتحم مواقع العدو وتحيّد 1 ...
- روسيا.. قانون جديد يمنح -روس كوسموس- حق بيع بيانات استشعار ا ...
- اكتشاف صلة بين فيتامين الشمس والاستجابة المناعية للسرطان


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد بن ابراهيم - معركة بدر في فصل الصيف: الجمعة 17 صفر العدة / رمضان النسي. (1)