أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عميرة هاس - 20 سنة على الانتفاضة الثانية، انتصار اسرائيل هو كامل تقريبا














المزيد.....

20 سنة على الانتفاضة الثانية، انتصار اسرائيل هو كامل تقريبا


عميرة هاس

الحوار المتمدن-العدد: 6691 - 2020 / 9 / 30 - 10:02
المحور: القضية الفلسطينية
    




الانتفاضة الثانية اندلعت لأن اسرائيل استغلت المفاوضات مع الفلسطينيين من اجل الدفع قدما بمشروعها للنهب والاستيطان. النفاق كان يصرخ إلى عنان السماء: من جهة، الحديث عن السلام، ومن الجهة الاخرى استمرار السيطرة على الفضاء الفلسطيني من اجل مصلحة وراحة اليهود. النفاق كان يصرخ ولكن الاسرائيليين لم يسمعوا.

الغضب والقرف من الاحتيال الاسرائيلي الذي تراكم على مدى سنوات الاحباط والاستيقاظ من اتفاقات اوسلو، اندلع في 29 أيلول 2000، في اليوم التالي لاستفزاز اريئيل شارون، بمصادقة رئيس الحكومة في حينه إيهود باراك. ولكن الانتفاضة الثانية لم تكن انتفاضة بالمعنى المقبول للكلمة: باستثناء ايامها الاولى هي لم تكن شعبية – مدنية، ومعظم الجمهور لم يشارك فيها، خلافا للانتفاضة التي اندلعت في العام 1987. الاساس الشعبي – الجماعي الذي بقي فيها هو الصمود الذي اظهره الفلسطينيون أمام خطوات القمع والاحباط والعقاب والاستنزاف الاقتصادي.



الجيش الاسرائيلي وحرس الحدود والشرطة، الذين قاموا بقمع المظاهرات بوسائل قاتلة من اليوم الاول، نجحوا في ردع متظاهرين محتملين. ياسر عرفات ورجاله خافوا من الانتقاد الذي ظهر ضد السلطة الفلسطينية وحركة فتح.

فقد منحوا الضوء الاخضر لأعضاء فتح والاجهزة الامنية لاستخدام السلاح في نقاط الاحتكاك مع الجيش الاسرائيلي، وهكذا يعودون ويرتدون قبعة المقاومة ويسيطرون على المظاهرات. وهم ايضا اعتقدوا بأن العسكرة ستعزز الموقف الفلسطيني في المفاوضات. وقد كانوا ما زالوا يؤمنون أنه بإمكانهم وقف الكولونيالية الاسرائيلية في مناطق 1967.

لقد نجح جهاز المتحدث بلسان الجيش الاسرائيلي والحكومة في جبهة الدعاية وقاما ببناء كذبة وكأن هناك معارك تدور بين جيوش متساوية، وأن الفلسطينيين هم الذين بدأوا بالأعمال العدائية. بعد ذلك، مثلما هي الحال الآن، الاغلبية الاسرائيلية لم تكن تحصي القتلى الفلسطينيين ولم تعتبر السيطرة على اراضيهم عدائية ممأسسة.



في المقابل، عدد الفلسطينيين غير المسلحين الذين قتلتهم اسرائيل أخذ يزداد. مع كل جنازة فإن مطالبة الفلسطينيين بالانتقام تعززت. مع ضوء اخضر من فوق قام فلسطينيون مسلحون بإطلاق النار على مدنيين اسرائيليين (الذين كانوا مسلحين مثل الكثير من المستوطنين) في الضفة الغربية وفي القطاع.

حماس انضمت بتأخر معين، واظهرت بأنه إذا كان النجاح يقاس بعدد جثث الاسرائيليين، فهي أكثر نجاعة من فتح. اسرائيل قامت بمحو الخط الاخضر. فلماذا لا تعود وتهاجم اسرائيليين. الاذرع المسلحة في حماس تنافست فيما بينها وخسرت في المنافسة مع اسرائيل على عدد القتلى. العمليات الانتحارية خلقت ميزان رعب مع الاسرائيليين، لكنها لم توقف جرافات الادارة المدنية.

الحديث يدور عن اربع اخفاقات. الانتفاضة الاولى مع مطالبتها المليئة بالأمل بدولة ذات سيادة في حدود الرابع من حزيران 1967، فشلت. محادثات مدريد واوسلو التي بدأت في اعقابها لم توقف شهوة اسرائيل للأراضي الفلسطينية. وفشل ايضا تكتيك الدبلوماسية والقبول في الامم المتحدة لمحمود عباس: ادانة دول الغرب ليست سياسة، بل هي مسألة ملحة.



ورغم النجاحات الصغيرة والمتناثرة، فشلت ايضا النضالات الشعبية والقانونية ضد السيطرة على الاراضي. واستخدام السلاح الذي ما زال يعتبر في نظر الكثير من الفلسطينيين كذروة النضال والمقاومة، رغم أن قلائل يحتاجونه، ايضا هذا السلاح لم يوقف العملية. هو يعكس الحنين الى الماضي، الغضب والرغبة في الانتقام، ولا توجد له أي قيمة استراتيجية.

بعد مرور عشرين سنة على الانتفاضة الثانية فإن انتصار اسرائيل هو تقريبا كامل: السطو المسلح والمخطط جيدا للأراضي الفلسطينية ينفذ يوميا بدون ازعاج. النموذج الذي خلقته اسرائيل في قطاع غزة يتم استنساخه في الضفة (بما في ذلك شرقي القدس) ويترجم الى مناطق للمقاعد، التي طالما أنها لا تظهر علامات غضب وتمرد، فإنها لا تهم اليهود في اسرائيل، التي هي الحاكم الاعلى.



#عميرة_هاس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحي الاستيطاني الجديد في الخليل مجرد بداية
- فلسطينيات يروين عن تعذيبهن خلال تحقيقات الشاباك
- أيها الفلسطينيات، صوتن
- خطوات ترامب ضد الأونروا جزء من مخطط لتصفية قضية اللاجئين الف ...
- جبناء إسرائيل
- زانية ماركسية
- كلمة جندي


المزيد.....




- بعشرات آلاف الجنود.. كوريا الشمالية تنخرط أكثر الى جانب روسي ...
- من إصلاحات ترامب: تسريح أكثر من 1350 موظفاً بالخارجية الأمري ...
- تحطم الطائرة الهندية: تحقيق يشير لانقطاع الوقود قبل وقت قصير ...
- قانون الأوقاف لعام 2025 تشريع أثار مخاوف المسلمين في الهند
- عاجل | الرئيس التركي: التغيرات التي حصلت في سوريا والعراق سا ...
- تقنية قطرية لتشخيص التوحد في 4 دقائق عبر تتبع حركة العين
- موقع إيطالي: حالات الانتحار تكشف انهيار جنود إسرائيل بسبب كا ...
- كلية العلوم بجامعة القادسية تحصل على المركز الاول في التصنيف ...
- انتحل صفة مضيف طيران للسفر مجانًا.. لكنّه لم يفلت من العقاب ...
- بسبب ملفات إبستين.. تصريح الرجل الثاني في FBI عن التفكير بال ...


المزيد.....

- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني
- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عميرة هاس - 20 سنة على الانتفاضة الثانية، انتصار اسرائيل هو كامل تقريبا