أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناجح المعموري - أنا والآخر: حكايات نهار حسب الله















المزيد.....

أنا والآخر: حكايات نهار حسب الله


ناجح المعموري

الحوار المتمدن-العدد: 6690 - 2020 / 9 / 28 - 01:15
المحور: الادب والفن
    


العنوان مثير جداً ، لأنه يصلح لموضوع ثقافي ، ويتوافق مع الدراسات الثقافية والنقد الثقافي ولا يستجيب له السرد ، يحمل مشروعاً قصصياً عن الأنا والآخر ،

والذي هو أكثر تحاوراً مع العلاقة الثنائية بين الشرق والغرب ، وأيضاً هو قابل أن يكون تبدّياً لعلاقة بين طرفين ضمن مجموعة آدمية وسط فضاء اجتماعي ومهني ، ويصح له تمثيل التباين أو التماثل بين شخصين ضمن اهتمام مشترك . حيث تساعد الثنائية الكشف عن خصائص كل منهما . كما انه يفضي للذات وجعلها تمركزاً قوياً عبر الابتداء بالأنا ضمن العنونة التي ستكشف لنا لاحقاً ونحن نقرأ قصص المجموعة بانها تجربة جديدة تماماً ، لم يسبقه احد من قبل في كيفية الحوار مع الأخر ، وآلية الوصول اليه عبر تنوعات الثقافة والفكر والمعرفة ، حيث يكون الآخر مرآة ناصعة وواضحة ، يلتقط منها هذا القصاص الشاب المبدع شذرة واحدة ، وجد فيها فرصته كي تتضح الأنا متجاورة وقوية مع الآخر ، إنه بفعله هذا ينطوي على مغامرة ، لكنها ذكية ، توفر له فرصة الحوار مع الآخر المستدعي ثقافياً والمنتج منه فنياً ، عبر بناء سردي ملفت للانتباه بالآلية التي اختارها والكيفية التي التقط فيها شذرة صارت مفتاحاً لقصته ، القصة التي سيجد من يقرأها ذات حضور حكمي وثقافي ، دالة على عقل عارف ، ضرورة الابتكار لطريقة خاصة به ، ولكن للأسف لم تُثر اهتمام احد المهتمين بكتابة العروض اليومية وهي تستحق اكثر من غيرها الذي انشغل بها الكثير .

ونهار حسب الله ، قاص شاب ، صدر له عدد من المجاميع ورواية ويبدو لي على الاقل بأنه مكتسب لخبرة مثيرة ، منحته طاقة الدخول ، الى وسط مشتبك مع أطرافه . واستطاع بهدوء الإعلان ، عن أنا وعبر المثير والمدهش ، لانه ذهب للتشارك مع اخر المهمش ، في كل أمكنة العالم ، لا بل لم يكتف بذلك ، بل فتح نافذته أوسع واكثر بعداً ، عندما ذهب للاهتمام معنياً لتصوير تجاعيد الوجه المتعبة ، لأنه منتمٍ لها وتطرّف أكثر في عناياته التوجه للآخر المختلف معه ، والمتباين وإياه وهنا التمعت ذاكرة هذا القاص ليفتح مجالاً حيوياً بحضوره الثقافي . ولم يتجاهل كينونته الآدمية ، وعناصره الفكرية ، ومراياه العاكسة ، لمتابعة أحزانه ومخاوفه الأزلية . وكأنه تبدّى صوتاً لمن لا صوت له ، ولسناً لمن أدمن الحياة على الهامش . وألمح نهار حسب الى أن الحياة إحدى الحقائق الكبرى في العالم ، هذا ما قالته له بيرل بك وذهب وراء ذلك وقضى عمره الطويل واكتشف بأن حياة الأنا ومن معه لا تنتمي اليها أبداً ، هذا هو الجنون أو الحكمة ، التي قالها الكاتب المعروف مارك تورين :

" صاحب الفكرة الجديدة مجرم حتى تكتب لفكرته النجاح " لذا أتمنى أن أبدأ من الجريمة التي التصقت بأفكاري هذه // ص7 .

في هذه المقولة المركزة والمثيرة للتأمل ، اختصر القاص نهار حسب الله ما يريد التعريف به وتنبيه المتلقي به ، موظفاً مقولة مارك تورني ، الذي تجاور معه ودنى منه وحقق بذلك مع الآخرين الكثر عنونة مجموعته بالذهاب للآخر ، لا يتجاور معه فقط ، بل يتخالف وإياه ، لكنه في الحالتين قابل بالآخر ومتعلم منه ، ومعترف به لأنه أخذ من حكمته التي استخلصها من تجاربه وتاريخه الطويل وأراد أن يقول لنا ، لمن سيقرأ قصصه القصيرة بأن منتج لأفكار جديدة إذاً هو مجرم حتى اللحظة التي يتأكد فيها من أن أفكاره حازت على ما يؤهلها على النجاح ، وهذا ينطوي على تعرف أكثر للوسط أو الأفراد اللذين قرأوا أفكاره مكتوبة قصصاً قصيرة . لأنه استل أفكاراً مثيرة وخطيرة معلناً عبرها خطورة ما عرف وصعوبة الذي عاشه ولابد أن يضع كل ذلك أمام الآخر وكان أولاً قد أخذ من الآخر ، ولاحقاً وضعها أمامه . إنه نوع فريد من الذكاء والدقة بالتقاط ما ينبه القارئ لجنون موجود وكامن ، بحيث تحول الى مكنونية تعرف عليها قاص شاب اسمه نهار حسب الله استكمال قراءة ( قصص قصيرة جداً ) تستلزم العودة ثانية لاحصاء ما انشغلت به أكثر ، فوجدت بأن الحب أكثر حضوراً وهيمنة في الحياة والعالم ، حياة الأفراد العلماء والفلاسفة وعلماء النفس والمجانين لكن أحدها مثير جداً ، أخذني لأسطورة الخطيئة التي أشاعت وأفسدت جمالية النزول ومغادرة الترف والبدء بالعمل الذي يعطينا العقل حياة جديدة ، " لأننا خسرنا الجنة ابتدأنا نحب " فالحب هو الطاقة المولدة المانحة للشعراء تخيلاً جميلاً وهو الأغنية التي نستعين بها لحظة الضيق وقال بن عربي : " الحب هو مبتدأ العبادات والمعتقدات ولابد من إشارة لوجود الجندر : الذكورة والأنوثة ، ضمن عنوان المجموعة ، فهو يعني أنا والآخر ، سيادة خطاب البطرياركي لكن في المجموعة : أنا وهي .

أنا والآخر حكايات ، حكم ، خلاصات قراءة ، مدونات منحنا اياها القاص ونجح في إعادة وبناء الكثير منها وحقق تداخلاً بيننا وبين أنا وهو ولأن حكايته مع أجاثا كريستي نستطيع أن نتحدث عنها لأنها أقوى بلاغة وبشعرية من بين كثير أطلعنا عليه ، ولعبت خصوصية العلاقة بينها وبين مالوان دوراً في حكاية نهار حسب الله . وهي أيضاً غذت حكمتها بتجربة فريدة ، زاوجت فيها بين جسد الأنثى والذكورة ، الأنثى باقية صالحة للتدوين والكتابة على جسدها ، وأيضاً الحفر فيه والبحث عن مكنوناته السرية لأن الأنثى بخضوعها للنظام الاجتماعي متكتمة . وأيضاً كان لعمل مالوان تأثير في تنبيه لذكاء كريستي التي قالت حكمة المرأة التي لا تشيخ أبداً إذ كان زوجها إثارياً ، لأنه يظل دائما منشغل بالحفريات فيه لاكتشاف ما هو مجهول . الذكاء طافح في مقولة أجاثا كريستي التي عرفت عبر عمرها الطويل بأن زوجها العالم الآثاري مالوان حفر ونقب الكثير من المواقع التاريخية ووصل الى كشوفات عن المرحلة العميقة التي كانت وهي غير معروفة . وأنا وجدت في اشارة القاص ذكاء وعلاقة اسطورية بين المرأة والأرض التي هي دال رمزي ،دلالته امومية وما قالته كريستي ينطوي على هذه الاشارة الرمزية العميقة . والمشترك بين المرأة والأرض معروف منذ العتبات الاولى للحضارة الشرقية / السومرية / والاكدية / والاخريات .

مسرور بما وفرته لي مستلات نهار حسب الله التي تميزت بما هي عليه ، حتى رتابة الحكي والتقرير ، حكمة القاص فتحت لنا نافذة للتعرف على سيرة قراءاته وتنوعاته التي اشتملت على السرد / التشكيل / الموسيقى / الفلسفة / السياسة / السينما / كان كل ما موجود في الحياة كائن مجاوراً للقاص من هنا توفر على حساسية وحكمة



#ناجح_المعموري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رنين السرد في جمهورية البرتقال


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناجح المعموري - أنا والآخر: حكايات نهار حسب الله