أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى كامل الدراجي - المرشحون لانتخابات 2020 عن الحزب الديمقراطي جو بايدن الأفكار والمواقف السياسة















المزيد.....



المرشحون لانتخابات 2020 عن الحزب الديمقراطي جو بايدن الأفكار والمواقف السياسة


مصطفى كامل الدراجي

الحوار المتمدن-العدد: 6690 - 2020 / 9 / 28 - 01:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المرشحون لانتخابات 2020 عن الحزب الديمقراطي
جو بايدن الأفكار والمواقف السياسة
في هذه الانتخابات لدينا مرشح يسعى إلى ولاية ثانية وهو المرشح الجمهوري ترامب، اما الحزب الديمقراطي فقد بداء السباق الانتخابي داخل أروقة الحزب في وقت مبكر ليتنافس ما يقرب 30 مرشحاً ليمثل الحزب في الانتخابات الرئاسية، وكانت أولى الحملات الانتخابية لعضو الكونغرس السابق جون ديلاني الذي بداء حملته في صيف عام 2017 وانضم إليه أندرو يانغ بعد ذلك بشهرين، لكن بعد عامين ونصف من الحملة الانتخابية اعترف ديلاني بالهزيمة وانسحب في يناير/ كانون الثاني 2019 بعد حصوله على 1 ٪ فقط من الأصوات في ولاية ايوا و 3 ٪ في نيو هامبشاير، اما عن أخر الحملات الانتخابية او التي بدأت بوقت متأخر عن باقي حملات المتنافسين هي حمل المرشح مايكل بلومبرج إذ كانت إستراتيجيته تتمثل في التركيز على الولايات التي تصوت يوم الثلاثاء الكبير لحجم الأصوات الكبير التي يمكن كسبها في ذلك اليوم، وإنفاق مايكل مبالغ ضخمة من ثروته الشخصية على الحملات الإعلانية، وفي النهاية خرج كل المتسابقين في يوم الثلاثاء الكبير، ولم يبقى إلا جو بايدن الذي فاز في 8 ولايات من بين 11 ولاية التي صوتت في ذلك اليوم، ومن ثم أصبح هو المرشح الديمقراطي للانتخابات الرئاسية الأمريكية 2020.


المتنافسين عن الحزب الديمقراطي وأوقات انطلاق حملاتهم الانتخابية للترشح لتمثيل الحزب في الانتخابات الرئاسية 2020.

أما عن ابرز المرشحين في الحزب الديمقراطي الذي شاركوا في السباق الانتخابي للرئاسة الأمريكية 2020، عن الحزب الديمقراطي هم:
• بيرني ساندرز: يحظى ساندرز بدعم التقدميين الأمريكيين فضلاً عن دعم الأقليات لا سيما المسلمين وذلك بسبب دعمه لقضاياهم وتبنيه لها، واختار ساندرز الناشط فايز شاكر ذو الأصول الباكستانية لإدارة حملته الانتخابية، وهو ما يتسق مع دعواته الرافضة للعنصرية التي يتم ممارستها ضد المسلمين والعرب في الولايات المتحدة، فضلاً عن ذلك يدعم ساندرز المقاومة الفلسطينية ضد دول إسرائيل رغم انتمائه للديانة اليهودية، وهو ما يدعم ضرورة التفريق بين اليهودية كديانة سماوية والصهيونية كحركة شعبوية، وقد نجا ساندرز وعائلته من جرائم النازيين في بولندا إذ هرب مع عائلته، وهو في سن السابعة عشر، و في السياق ذاته دعا ساندرز في انتخاباته المحلية بولاية فيرمونت عام 1971 إلى قطع الأسلحة عن إسرائيل، خاض ساندر الانتخابات اكثر من مرة وفشل؛ إذ فشل في انتخابات 2016 أمام كلينتون. وسيكون ساندرز في التاسعة والسبعين من عمره في هذه الانتخابات .
• إليزابيث وارين: كانت وارين من أبرز اليساريين التقدميين شعبوية وذلك لمواقفها من القطاع المالي إثر الأزمة المالية التي ضربت العالم عام 2008وأثناء عضويتها في مجلس الشيوخ قامت باستجواب المديرين التنفيذيين في وول ستريت جورنال، وتنتقد صراحة مبدأ عدم المساواة في توزيع الدخل.
• بيتو أوروك: يعدّ من ابرز الشخصيات الديمقراطية الصاعدة في ساحة السياسة الأمريكية؛ إذ تمكن من الإطاحة بعضو مجلس الشيوخ تيد كروز الجمهوري عن ولاية تكساس في انتخابات التجديد النصفي 2018. ويرى التقدميون أنه واحد من قلائل اليسار الذين أظهروا قدرتهم على تنشيط حشود كبيرة من المؤيدين. ويرغب التيار اليساري التقدمي في الحصول على مرشح يتناسب مع نوع الخطاب الشعبوي الذي يوجهه ترامب لليمينيين.
• جوليان كاسترو: تولى كاسترو موقع وزير في إدارة أوباما، وقد شغل موقع عمدة سان انطونيو، ويرى المحللون أن سيرته الذاتية قوية وتراثه من أصل إسباني قد يكون مفيداً له في احتمالية اختياره لموقع نائب الرئيس بعد فشله في السباق الانتخابي، وفي حال ترجع بايدن عن قراره في اختيار نائب للرئيس رجل وليس سيدة.
• كوري بوكر: يرفع شعارات العدالة، وتأكيد على المطالب الاجتماعية للمجتمع الأمريكي، كان أحد قادة مجلس الشيوخ الذين دعموا قوانين إصلاح العدالة الجنائية، واقترح برنامج ادخار تديره الحكومة يسمى (روابط الأطفال) للحد من عدم المساواة.
• وين ميسام: تعود جذور ميسام إلى جامايكا، وتقوم حملته على فكرة الحلم الأمريكي، وقد أصبح أول عمدة أسود لمدينة ميرامار بجنوب فلوريدا في عام 2015، وهو مدافع عن الأقليات العرقية في أمريكا و مؤيد للعدالة والمساواة بينهم ويرى بان أمريكا هي وطن لجميع الأعراق والأديان، ويقول في ذلك في أحد تصريحاته: (أمريكا ملك لنا جميعً،ً أعدكم أن أمريكا لنا جميعاً لهذا السبب سوف أترشح للرئاسة)، اتخذ ميسام مواقف تقدمية بشأن البنادق والهجرة والقضايا البيئية. واقترح إلغاء أكثر من 1.5 تريليون دولار من ديون الطلاب المستحقة على 44 مليون طالب أمريكي، وهو ما يجعل فئة الطلاب تكون أكثر قرباً لخطابه.
وكما ذكرنا سلفاً بعد مضي عدة أشهر في السباق الانتخابي بين مرشحي الحزب الديمقراطي وبالتحديد بعد الثلاثاء الكبير في السباق الانتخابي الأمريكي تحدد بشكل واضح من هو مرشح الحزب الديمقراطي الذي سينافس الرئيس ترامب في السباق نحو البيت الأبيض، والذي تمثل بجو بايدن، لذلك سوف نسلط الضوء أكثر عن شخصية جو بايدن، و إلى أي اتجاه او جناح من أجنحة الحزب الديمقراطي ينتمي، وما هي محطات حياته السياسية، وما هي انجازاته خلال مسيرته السياسية، والي أي مدرسة من مداس السياسة الخارجية ينتمي، وما هو برنامجه الحزبي للانتخابات 2020 ، وما هي حظوظه في الفوز، وأخراً سوف نستشرف ما يمكن ان تكون عليه امريكا في حال فوزه في الانتخابات الرئاسية الأمريكية .

أولاً: أهم تيارات الحزب الديمقراطية في انتخابات 2020.
من المعروف ان الحزب الديمقراطية الأمريكية يعتنق الأيديولوجية الليبرالية التقدمية او التحررية على عكس الحزب الجمهوري الذي يعتنق الأيديولوجية الليبرالية المحافظة، لكن لا يمكن لأي حزب ان يعتنق إفراده الأفكار ذاتها وبنفس المستوى، ومن ثم يظهر هناك من هو متطرف إلى اليمن وهناك متطرف إلى اليسار وبين هذين الاتجاهين هناك اتجاهات وتيارات عدة، وهذا هو ديدن الحزب الديمقراطي الأمريكي، إذ يحتوي على إفراد يعتنقون الأيديولوجية الليبرالية وهم باتجاه أقصى اليسار إذ أصبح يطلق عليهم الليبراليين الاشتراكين، وهناك من هم في أقصى اليمين وهم اقرب الى الحزب الجمهوري في بعض وجهات نظرهم، وبشكل عام قد ظهره الاتجاهات او الأجنحة في الحزب الديمقراطي في أوجها وبمختلف إشكالها في انتخابات 2020 وبرزت الخلافات بين أجنحة الحزب بشكل واضح، وكأن تلك الخلافات لم تغادر الحزب الديمقراطي منذ ان عصفت بالحزب خسارة السباق الانتخابي للرئاسة في انتخابات 2016، أمام الرئيس ترامب، لذا كانت الأضواء مسلطة بشكل كبير على الاستقطاب والانتماءات لأجنحة الحزب الديمقراطي في هذه الحقبة بشكل كبير، وكيف توزع المرشحين على أجنحة الحزب الديمقراطي من اقصى اليسار إلى اقصى اليمين، وعلى اثر ذلك أثيرت عدة تساؤلات بين المهتمين بالشؤون الأمريكية منها، لماذا تحضا أجنحة الحزب الديمقراطي الآن بأهمية كبيرة لدى الباحثين والمراقبين للانتخابات الرئاسية لعام 2020 ؟، والي أي اتجاه داخل الحزب الديمقراطي ينتمي بايدن ؟.
اتجاهات او أجنحة الحزب الديمقراطي.
هناك عدة تصنيفات للاتجاهات دخل الحزب الديمقراطي الأمريكي فهناك تصنيف رباعي وهناك تصنيف خماسي واخر سداسي وكل تصنيف يختلف باختلاف المرحلة السياسية، ونشاط الأفراد الذين يمثلون هذا الاتجاه لكن في العادة هناك تصنيف رباعي للحزب الديمقراطي وهو الأوضح بشكل عام والأكثر تداول بين الباحثين، وخاصة في تلك المرحلة وهي كالأتي :

اليساريين في الحزب الديمقراطي .
وهم الجناح الديمقراطي التقدمي الشعبوي اقتصادياً، وتكون جذور الأيديولوجية لها امتداد الى روزفلت والصفقة الجديدة، وهذا الجناح في الحزب الديمقراطي يركز بشكل كبير على الجانب الاقتصادي ويتكون من الذكور البيض، وذوي الدخل المنخفض، و هو اصغر الاجنح في الحزب الديمقراطي .
ان هذه المجموعة يكون جوهر توجهاتها وعمادها الاقتصاد على باقي النواحي مثل الامور الاجتماعية والدفاع وغيرها، فهم يتبنى مجموعة من الأفكار الاقتصادية مفادها: يجب ان تشمل برامج الرعاية الصحية جميع الأمريكيين، وضرورة جعل الحد الأدنى للأجور ما لا يقل عن 15 دولاراً، ويجب ان يكون التعليم بمختلف مراحله بما فيه التعليم الجامعي مجاني وللجميع، و دعم الضمان الاجتماعي الموسع، وفرض ضرائب أعلى على الاغنياء، وهم أيضاً مؤيدون جداً لمشاريع للبيئة النظيفة ويريدون العمل من أجل مستقبل خال من انبعاثات الغازات الملوثة للبيئة مع حظر تام على استخراج النفط الاحفوري و والزيادة في حفر المناجم، و يشكك اصحاب هذه الجناح في صفقات التجارة الحرة معتقدين أنها تمكن الشركات على حساب العمال، ووظائف التصنيع ، واللوائح البيئية، وتعتقد أن الاتفاقيات التجارية تستبعد الوظائف من الولايات المتحدة، وبالتالي كانت هذه المجموعة تعارض بشدة شراكة الرئيس أوباما عبر المحيط الهادئ.
وفي السياسية الخارجية يمثل اصحاب هذا الجناح حمائم الديمقراطيين فهم معارضين للحرب على العراق، وانهم يعارض التدخل العسكري في سوريا، حتى أن البعض يشعرون بالقلق من عداوة الولايات المتحدة مع روسيا ويرون ان هذه العداوة او الحرب البرادة الجديدة قد تضر بالولايات المتحدة الأمريكية لا بل ضرورة العمل مع روسيا لحل مختلف القضايا العالمية مثل قضية ايران.
اما اجتماعياً فعلى الرغم من أن هذا الجناح يوصف بالتقدمي اجتماعياً، فإنه يعطي الأولوية لمكافحة عدم المساواة في الدخل، ولا يدعم التأمين الصحي او النظام المختلط بين الحكومي او الشركات، و يدعم النظام الحكومي لصالح الرعاية الصحية للجميع، كما يعدم عدم تجريم العابرين ( المهاجرين بما فيهم المهاجرين الغير شرعيين) للحدود الأمريكية وعّدها جنحة وفق القانون الأمريكي ومن ثم يحكم علها الشخص لمدة تصل الى ستة اشهر، او كذلك ترفض فصل العائلات المهاجرة في بعض الحالات بسبب مخالفات بسيطة في السجلات الجنائية للوالدين، مثل مخالفات المرور أو أضرار في الممتلكات واستبعاد المخالفين من الولايات المتحدة، كذلك يدعو أصحاب هذا الجناح الى سن ومناقشة قانون تقديم الاعتذار و التعويضات لأحفاد الرجال والنساء المستعبدين الذين تضرروا من العبودية وإرثها سابقاً في الولايات المتحدة الأمريكية وما زالوا يعانون من أثرها الى ألان .
يسعى هذا الجناح إلى إعادة الحزب الديمقراطي إلى جذوره من الطبقة العاملة بأجندة اقتصادية تقدمية راسخة، ومن مؤيدو هذه الأفكار في الحزب الديمقراطي امثال إليزابيث وارن، والسناتور جيف ميركلي والنائب تولسي جابارد، و العضو في الكونغرس بيرنيكراتس.
التقدميون و الشعبويون .
وهو ابرز الاتجاهات او الاجنحة في الحزب الديمقراطي وأكثرها عدد من حيث المنتمين وأكثرها شهر لتصبح بمثابة حركة وطنية، فالتقدميون يؤمنون بفكرة التقدم من اجل تجاوز الوضع الراهن إلى ظروف اجتماعية أكثر مساواة وعدالة تتماشى مع المبادئ الديمقراطية الأمريكية الأصلية مثل الحرية والمساواة والصالح العام، برز هذا الاتجاه داخل الحزب الديمقراطي برزت التقدمية كحركة فكرية بين عامي (1890 -1920) كاستجابة للعديد من المشكلات المرتبطة بتصنيع الاقتصاد الأمريكي - الكساد الاقتصادي المتكرر، والفساد السياسي، والفقر المتزايد، وتدني الأجور، وظروف العمل السيئة، والمعيشة، وعمل الأطفال، الافتقار إلى القدرة على المساومة الجماعية، والمنتجات الاستهلاكية غير الآمنة، وإساءة استخدام الموارد الطبيعية- ، هذا الاتجاه بفكرة جسده الرئيس الأمريكي السابق توماس وودرو ويلسون في برنامجه الحرية الجديدة، ثم تلاه الرئيس فرانكلين دي روزفلت في برنامجه الصفقة الجديدة او الاتفاق الجديد، كذلك صنف بعض الكتاب الأمريكيين ان بيل كلينتون واوباما ضمن هذا الاتجاه، و الاتجاه التقدمية في القرن الواحد والعشرين يختلف اختلافاً كبيراً عن الحركة التقدمية التاريخية في القرنين التاسع عشر والعشرين، فجناح التقدميون في الحزب الديمقراطي شكلوا تجمع داخل الحزب في عام 2004 عرف باسم (الديمقراطيون التقدميون الأمريكيون PDA) إثناء انعقاد المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي لعام 2004 في ولاية ماساتشوستس من قبل أعضاء الحزب (تيم كاربنتر، ستيف كوبل ، كيفين سبيديل ، ميمي كينيدي)، وفي العام 2014 وضعت عضوة مجلس الشيوخ التقدمية "سابقاً"إ ليزابيث وارن عام 2014 الوصايا الإحدى عشرة في (التقدمية)، هذه الوصايا تميزت بالصرامة في ما يتعلق بكل من تنظيم الشركات، والتعليم الرخيص، والاستثمار العلمي، وحماية البيئة، والزيادة في الأجور، والأجر المتساوي والعادل، والمساواة في الزواج وإصلاح الهجرة، والاستفادة الكاملة من الرعاية الصحية الأسرية وغيرها، والتقدميون اليوم يركزون في مطالبهم على المساواة العرقية وحقوق الأقليات، ويدينون الإمبريالية الأمريكية أي يعارضون الحرب و الاحتلال ويؤدون العمل الدبلوماسي مع ايران ، ووهم اقل ثأثراً بالدين، لكن كلا من التقدمية التاريخية والاتجاه التقدمي الحديثة يشتركان في فكرة التجارة العادلة والتي تعني حماية حقوق المستهلكين والعمال وكذلك البيئة، ويعارضون اتفاقيات التجارة الحرة والاسواق المفتوحة لأنها في نضرهم تؤدي إلى عدم المساواة الاقتصادية التي يجب تحسينها وتستغل العمال في جميع انحاء العالم، ويجب زيادة سيطرة الدولة على الاقتصاد، وتخفيف عدم المساواة بالدخل، وتقديم برنامج رعاية صحية للجميع تقوده الدولة، ورفع الحد الأدنى للأجور من اجل تحقيق شيء من المساواة، واتخاذ تدابير بيئة على المصانع لان المتضرر الاول من مشاكل البيئة هم الفقراء وتقليل الاعتماد على النفط والوقود الاحفوري والعمل على تطوير الطاقة البديلة، والعمل على إلغاء التميز العنصري ضد الأقليات ، هذا الاتجاه الذي يعمل دائمان لحل المشاكل العمال والطبقة الفقيرة في المجتمع الأمريكي من الكساد العظيم إلى الأزمة الاقتصادية بعد حكم الرئيس بوش وتولي الرئاسة للرئيس الديمقراطي كلينتون عملت على خلق قاعدة جماهيره كبيرة لديها من العمال والفقراء و الأقليات وهؤلاء يسمون بالشعبويين او حزام الصدأ.
و الشعبويون او (حزام الصدأ) هم الموالين للحزب الديمقراطي المنتمي الى حزام الصدأ وهم أصحاب الياقة الزرقاء "وهي أشار إلى العمال او الطبقة العاملة التي تؤدي عملاً يدوياً غير زراعي وقد يشمل عمل ذو الياقات الزرقاء التصنيع والتعدين والصرف الصحي"، وهم الجناح النقابي للحزب للديمقراطيين يتركز هؤلاء بشكل كبير في الغرب الأوسط الأمريكي، وهذه المقاطعات تشكل الجمهور الأساسي من الناخبين للحزب الديمقراطي، إذ صوتوا الى الرئيس السابق أوباما في عامي 2008 و 2012، لكن نفس هؤلاء الناخبين دعموا دونالد ترامب في عام 2016 عندما كانت بعض برامجه الحزبية تلامس أفكارهم واحتياجاتهم.
وهؤلاء الشعبويين يؤمنون بمجموعة من السياسات التقدمية الاقتصادية والاجتماعية المحافظة مثل حماية الضمان الاجتماعي، والرعاية الطبية، والمساعدات الطبية التي تتكفلها الدولة، ورفع الحد الأدنى للأجور، ويميلون إلى أن يكونوا "حمائيين" اي يؤمنون بسياسة الحماية الاقتصادية وعدم فتح الأسواق، فالتجارة الحرة قد ألحقت الإذى بهم، ويرون يجب على أن الولايات المتحدة أن تكون أكثر صرامة مع الصين في القضايا الاقتصادية، وهؤلاء هم غالباً في خلاف مع التكنوقراط المؤيد للعولمة و فتح الأسواق الأمريكية في الحزب الديمقراطي.
ان فوز ترامب بصوت هذه الشريحة جاء نتيجة عدة عوامل أهما وعد ترامب بإلغاء الاتفاقيات التجارية الخارجية بما فيها إعادة التفاوض أو الانسحاب من اتفاقية (نافتا NAFTA) أو اتفاقية التجارة الحرة مع أمريكا الشمالية ، وزيادة فرص العمل، وتقليل الهجرة من اجل زيادة فرص لعمل، وعدم نقل المصانع ورؤؤس الأموال الأمريكية الى الصين، واستخدام فولإذ الولايات المتحدة للبنية التحتية المحلية التي وعد ترامب بإعادة بنائها، الشعبوين يشكلون نسبة (20-30) بالمئة من أصوات الحزب الديمقراطي.
اجتماعياً لا يعدّ الشعبويين محافظين اجتماعياُ او يسارين بالضرورة، لكنهم يشعرون بالغربة من تركيز الحزب الديمقراطي الأخير على القضايا الثقافية في حديثه مع الناخبين في مسائل بزواج المثليين أو المهاجرين، لكن في المجمل يهتم غالبيتهم بالضمان الصحي والتعليم المجاني، والعدالة الاجتماعية، والبطالة وأثرها الاجتماعي والهجرة والعمالة الأجنبية ، واستطاع هؤلاء تنظيم نفسهم بشكل اكبر مع الحزب الديمقراطي ليشكلوا عام 2016 تجمع عرف باسم (تجمع ذوي الياقات الزرقاء) وأخيراً يمثل الجناح التقدمي في انتخابات الحزب الديمقراطي 2020 بيرني ساندرس.

الليبراليين التقليدين او الوسطيين .
والمعروفين أيضاً بالديمقراطيين المعتدلين او الوسطين او الديمقراطيين الجدد هو الجناح الوسط في أحزب الديمقراطي الذي يدعوا الى العدالة الاجتماعية والسمة الغالبة على توجهاته انه يغلب القضايا الاجتماعية على الاقتصادية، ويتكون في الغالب من الأقليات والنساء والشباب الأمريكيين في الكليات وفي المناطق الحضرية والساحلية، ويمتاز أنصار هذا الشريحة من الحزب بالتعليم الجيد والثراء واغلبهم من التكنوقراط، وهم ناشطون سياسياً للغاية، وهؤلاء معارضين بشدة لترامب، وكثيراً ما يحضرون مسيرات احتجاجية ضد سياساته، وعلى الأخص مسيرات النساء، وهم يؤيدون إي مرشح ديمقراطي معتدل في أطروحاته الاقتصادية، لكن يرون ضرورة توفر تأيد لأي مرشح للحزب لأفكارهم الاجتماعية التقليدية وهي ذاتها أفكار الحزب الديمقراطي مثل حقوق الإجهاض المدفوعة الثمن من الحكومة، وزواج المثلين، وحماية المهاجرين والعدالة العرقية، والحرية الدينية والفصل التام بين الدين والسياسية، ويعتبرونها قضايا اساسية لقيم الحزب، وبالتالي يعارضون التسوية في هذه المجالات، وهم وفق هذه المنول لبراليين في القضايا الاجتماعية اكثر من القضايا الاقتصادية، وهم بالتالي على خلاف مع الشعبويين الذين يعطون للاقتصاد اولوية على القضايا الاجتماعية ، ويخالفونهم أيضا بموضوع التجارة فهم يرغبون بتجاره حرة مفتوحة عادلة تضمن الحقوق الاقتصادية المواطن الأمريكي، وما تضمنه سياسية كلينتون و اوباما، واهم شخصيات هذا الجناح في الانتخابات الرئاسية 2020هم جو بايدن، وأيمي كلوبوشار، وبيت وبوتيجيج، ومايكل بلومبرج، وكوري بوكر،اما ابرز شخصيات هذا الاتجاه هو بيل كلينتون و اوباما، وابرز مؤسسات هذا الجناح داخل الحزب الديمقراطي، وهم اعظاء في بالكونغرس الأمريكي (الائتلاف الديمقراطي الجديد) تأسس في عام 1997، و(شبكة الديمقراطيين الجدد) تأسست عام 1996بعد انشقاقها عن مجلس القيادة الديمقراطي.

الديمقراطيين المحافظين .
هو الجناح الرابع في الحزب الديمقراطي وأصغرها لكنه الأكثر نفوذاً داخل الحزب، ويمثل هذا الاتجاه الأغنياء نسبياً، والمتعلمين جيداً، ويتمركز أنصار هذا الجناح في المناطق الحضرية،مثل مقاطعة أرلينغتون، فيرجينيا، وبعض ضواحي واشنطن العاصمة، وهم يولون أهمية الجانب الاجتماعي على حساب الجانب الاقتصادي، فاجتماعياً هم يؤيدون الأفكار المحافظة بشأن حقوق النساء في الإجهاض، وحقوق المثليين، ومعالجة قضايا حقوق الأقليات، والسيطرة على الأسلحة ،وإصلاح الهجرة ،وتشريع قوانين تغير المناخ، وفي الجانب الاقتصادي هم يؤيدون عمل الحكومة مع القطاع الخاص لتشجيع الابتكار بدلا من العمل ضد الشركات التجارية الكبرى، و يدعمون التجارة الحرة، ويتبنون العولمة باعتبارها حتمية ومفيدة اقتصادياً، كذلك يتبنى المحافظين الديمقراطيين برنامج (المسؤولية المالية) وجوهر هذا البرنامج ان الحكومة الفيدرالية تسير على مسار مالي غير مسؤول وغير مستدام إذ تنمو برامج الإنفاق بسرعة أكبر مما يمكن للاقتصاد مواكبته، وبالتالي لابد من الضرورة تطبيق برنامج (المسؤولية المالية) وهذا يعين أن الحكومة تسعى إلى تحقيق المستوى المناسب من الإنفاق الحكومي والضرائب، أي القدرة على الموازنة بين الإنفاق الحكومي والضرائب في الواقع ، ستحدد التزام الدولة بتعظيم الدخول باستخدام قوى الإنفاق مع ضمان عدم ارتفاع التضخم والهدف من البرنامج هو الحفاظ على التمويل العام المستدام، و المساهمة في أنشاء دولة أفضل وأكثر قوة وازدهارا للجيل القادم، و سيساعد هذا البرنامج على مواجهة التحديات المالية القصيرة والطويلة الأجل على حد سواء في وضع الأمة على طريق الرخاء الدائم وارتفاع مستوى المعيشة.
ولابد الإشارة هنا ان هذا الاتجاه هو أكثر الاتجاهات تشعب وضبابية ولا يوجد تحديد دقيق لأفكاره او أعضائه حتى ان بعض المفكرين والكتاب الأمريكان قسم هذا الجناح الى اتجاهين. الاول: جناح محافظ مالياً وليبرالي أجماعياً، اي انه يطابق توجهات الاتجاه المحافظ اجتماعياً لكنه يختلف معه اقتصادياً إذ يدعو في الاقتصاد خفض الضرائب على الأغنياء، وخفض الإنفاق الحكومي على المشاريع العامة، والدين الحكومي ليس مؤشر على ضعف الحكومة اقتصادياً، والدفاع عن التجارة الحرة ورفع القيود الدولية عن الاقتصاد، والدعوة الى خصخصة بعض المرافق الحكومية، وهو وفق هذه الأفكار الاقتصادية اقرب الى أفكار الحزب الجمهوري اقتصادياً . اما الاتجاه الآخر فهو محافظ اجتماعياً و لبرالي او تقدمي اقتصادياً، اي انه يخذ أفكار اجتماعية محافظة مثل حضر الإجهاض بعد ان يبلغ عمر الجنين 20 أسبوع، ومنهم من يعارض استخدام الأموال الحكومية في الإجهاض- على الرغم من انهم مدافعين عن الحياة، ويرون يجب ان تكون مادة التربة الجنسية تهدف الى الامتناع عن الجنس خارج الإطار القانوني والديني وليس بهدف التربية الجنسية الشاملة، ودعم الصلاة في المدرسية، وعلى الرغم من تأيدهم للمثلين وهي وجهت نظر اغلب الديمقراطيين لكنهم يعارضون تأطيرها بالشكل القانوني نتيجة أسباب اجتماعية كونها منافي للوضع الطبيعي الاجتماعي لتكوين الاسرة، ولأسباب دنية ايضاً كون كل الأديان تحرم وتعاقب زواج المثلين، ويستنكرون القتل الرحيم الذي يؤيده كل أجنحة الحزب الديمقراطية، و يمانعون تقنين تعاطي المارجوانا في الولايات المتحدة، وهم بذلك اقرب الى أفكار الحزب الجمهوري اجتماعياً، اما اقتصاديين فهم يؤدون أفكار الحزب الديمقراطي بصورة عام بشأن تدخل الدولة في الاقتصاد والضرائب التصاعدية، و وضع حد أدنى للأجور،و التعليم المجاني، ومن ابرز المرشحين عن الجناح المحافظ في الحزب الديمقراطي الذين خاضوا انتخابات 2020، هم النواب سيث مولتون ، وإريك سوالويل ، وجون ديلاني ، وتيم رايان ، والسيناتور مايكل بينيت، وحاكم ولاية لويزيانا جون بيل إدواردز .

لابد الإشارة هنا هناك تداخل بين الاتجاهات او الأجنحة داخل الحزب الديمقراطي، ولا يوجد حد فاصل او مقياس دقيق يحدد انتماء كل شخص لأي جناح من هذه الأجنحة، وقد يختلف انتماء الأشخاص و مواقفهم حسب الظروف والأحداث لكن في الغالب الأعم هذه هي الأربع أجنحة المكونة للحزب الديمقراطي والتي مثلها اغلب المرشحين لانتخابات 2020 للرئاسة الأمريكية، ولابد الإشارة هنا أيضاً الى امر مهم ان تصنيف الأجنحة او تيارات الحزب الديمقراطي الى ثلاث او خمس او ست تيارات لا يعود فقط الى ورؤية كل من يصنف الحزب الديمقراطي وطبيعة نظرته الى الحزب وشخوصه ؛ بل يعود أيضاً طبيعة السباق الانتخابي لمرشحي الحزب الديمقراطي لعام 2020 ، إذا ان هذه المرحلة ابرز لنا امر مهم هو تحول الحزب الديمقراطي نحو اليسار الليبرالي، إذ يمكن وصف اغلب أطروحات من خاض السباق الانتخابي 2020، تمثل التوجه اليسار في السباق الانتخابية سابقاً في حقبة الرئيس السابق بن كلينتون او اوباما، بل حتى الجناح المعتدل او الوسط الان في الحزب الديمقراطي هو اليسار الديمقراطي قبل بضع سنوات ضمن قراءة ايدلولوجية الحزب الديمقراطي، إذ تم وصف المجال الديمقراطي الأساسي بصورة عامة في الولايات المتحدة الأمريكية لعام 2020 بأنه أكثر ليبرالية بكثير من السنوات السابقة، وخاصة في الحزب الديمقراطي، فقد روج المرشحين الديمقراطيين للسباق الرئاسي 2020 عدداً من السياسات التقدمية التي لم تكن حتى قيد النظر في الانتخابات الرئاسية الأخيرة 2018، مثل ضرورة عدم تجريم الأشخاص الذي يجتازون الحدود بطريقة غير قانونية، وفرض ضرائب أعلى على الأثرياء و والتعويضات التي تقدم لأحفاد الرجال والنساء المستعبدين(العبيد سابقاً)، وما هو أكثر من ذلك حصل اثنان من أكثر المرشحين ليبرالية والذين يصفون نفسهم بالاشتراكين الديمقراطيين وهما السيناتور إليزابيث وارن وبيرني ساندرز، على أصوات كبيرة في السباق الانتخابي للحزب الديمقراطي 2020 بل ان ساندرز نافس بايدن على ترشيح الحزب الديمقراطي للرئاسة، كل هذا التحول يشر إلى تحول الحزب الديمقراطي الى اليساري الليبرالي.
ان التحول في الحزب الديمقراطي هو نتيجة تحول في الراي العام الأمريكي حول مجموعة من القضايا الاجتماعية بمرور الوقت فلو نظرنا إلى بيانات من المسح الاجتماعي العام الذي يتتبع الرأي العام حول دور الحكومة في مجموعة متنوعة من مجالات السياسة المختلفة بين عامي 1986 و 2018، ولو لاحظنا مواضيع محدد من المسح الشامل مثل الرعاية الصحية للجميع، ومواضيع العرق والهجرة، ستظهر لنا البيانات أن الديمقراطيين أصبحوا أكثر ليبرالية بالفعل بمرور الوقت، على سبيل المثال، ازدادت نسبة الديمقراطيين الذين يعتقدون أن الحكومة لديها التزام خاص للمساعدة في تحسين مستوى معيشة السود بسبب التمييز السابق بأكثر من 20 نقطة مئوية بين عامي 1986 و 2018 ، في حين أن النسبة التي تعتقد أن عدد المهاجرين إلى الولايات المتحدة ينبغي أن يرتفع، كانت الزيادة من 10 في المائة عام 2004 إلى 35 في المائة عام 2018، انتقل الديمقراطيون أيضاً إلى اليسار في مجال الرعاية الصحية ، ولكن كما ترون في الرسوم البيانية أدناه، ظل الديمقراطيون يدعمون منذ حقبة طويلة قيام الحكومة بدور أكثر نشاطاً في الرعاية الصحية في حين شهد دعم قضايا العرق والهجرة ارتفاعاً حاداً فى السنوات الاخيرة، ايضاً البيانات تشير الى ان ليس الديمقراطيون فقط يتحركون لليسار في هذه القضايا، بل أن الناخبين العامين أصبحوا أكثر ليبرالية أيضاً خلال السنوات الثلاثين الماضية .








لكن على الرغم من أن الحزب الديمقراطي انتقل إلى اليسار في السنوات الأخيرة ، فإن صعود الاتجاه اليساري المستمر ليس حتمياً، فقد يكون نتيجة طبيعة صعبوه موجة الشعبوية الأمريكية التي تميل إلى الجانب المحافظ بالحزب الجمهوري، كذلك وجهت انتقادات للجناح الليبرالي اليسار او التقدمية في الحزب الديمقراطي في المرحلة الأولية من الانتخابات لكونه روج إلى أفكار ليبرالية للغاية بل وصفها العض بالاشتراكية ولم يكن المجتمع الأمريكي قد إلفها من قبل، وبينما تنمو بالتأكيد نسبة الليبراليين في الحزب الديمقراطي فإن 53 بالمائة من الديمقراطيين لا يزالون يعدّون معتدلين أو محافظين، وفقاً لبيانات من مركز (بيو (Pew ، وهذا ما تبين بالفعل بفوز المعتدلين او الوسطين في السباق الانتخابي 2020 بفوز جو بايدن .
كذلك لابد الإشارة إلى ان هناك انقسام حاد ألان دخل الحزب الديمقراطي منذ عام 2016 بعد خسارته في الانتخابات امام ترامب فالحزب الديمقراطي مقسوم بين من يريد من جيل الشباب إعادة في أفكار الحزب الديمقراطي وإعادة تشكيل المجال السياسي داخل الولايات حتى إعادة الهيكلة لمؤسسات الديمقراطية الأمريكية. هؤلاء الشباب هو من يدعمون الجناح اليساري في الحروب موزعون بين ثلاثة مرشحين هم: ساندرز، ووارن، وبيوتيغدج، يظهر هذا الميل لإصلاح الديمقراطية الأمريكية في خطاب ساندرز الذي يريد إجراء تغييرات جذرية على القوانين الانتخابية داخل الحزب الديمقراطي وداخل السياسة الأمريكية، ومن أفكاره التي يروج إليها أيضاً إنهاء فكرة المجمع الانتخابي نحو مزيد من الديمقراطية المباشرة، كذلك بوتيدغيدج يطرح فكرة زيادة أعضاء المحكمة العليا وإنهاء سيطرة السياسة الحزبية على اختيار أعضاء المحكمة العليا، كذلك إعطاء أدوار أكبر للمحكمة في فرض القوانين على المستوى الفيدرالي مثل قوانين حق الإجهاض وزواج المثليين.
على الجانب الآخر يبدو الجناح الأكثر محافظة في الحزب والمسمى بالحرس القديم للحزب مستمراً في دعم بايدن الذي يروج لنفسه في الانتخابات التمهيدية على أنه الشخص الوسطي او المعتدل الذي لن يؤدي انتخابه إلى مزيد من الانقسام في الحزب الديمقراطي، لا يؤيد الحرس القديم الهجوم على الرأسمالية الأمريكية والشركات الكبرى وزيادة قوة قبضة الدولة اقتصادياً واجتماعياً بطريقة أشبه بالاشتراكية كما يفعل ساندرز، أو كما تحاول إليزابيث وارن أن تفعل بطريقة أكثر إصلاحية للمؤسسة الأمريكية، ان الحرس القديم يريدون بقاء النظام الرأسمالي الأمريكي لأنه جوهر النظام الأمريكي وفلسفة، ولا يمكن اخذ ذلك النظام نحو الأفكار اليسارية الاشتراكية لكن لابد من أصلحه بين الحين والاخر من اجل تحقيق شيء من العدالة الاجتماعية والمساواة، و ألان كل ما يهم هذا الجناح هو التخلص من ترامب ولم شمل الحزب الديمقراطي مرة أخرى، خاصة في ظل سيطرته الحالية على الكونغرس .

وفي ظل تلك الأجنحة الفكرية في الحزب الديمقراطي الى أي جناح ينتمي جوبايدن؟
يطرح بايدن نفسه كالليبرالي تقليدي او يمثل الجناح الوسط في الحزب الديمقراطي، ويظهر ذلك واضحاً في سياق السباق الانتخابي الديمقراطي الذي فاز به كمرشح للحزب، فظهر الجناح اليساري في الحزب الديمقراطي الذي مثله بيرني ساندرس إليزابيث وارن، وظهر الجناح المحافظ في الحزب الديمقراطي الذي سيث مولتون، وإريك سوالويل، وجون ديلاني، وتيم رايان واخرون، ومن ثم كان بايدن هو ممثل الجناح التقليدي او الوسط في الحزب الديمقراطي ،لكن تبقى الإشارة الى ان هناك قراءات أخرى في انتماء بايدن لأحد الأجنحة الحزب الديمقراطي وهذه القراءات ناتجة عن أمرين الاول: هي قراءات مختلفة ناتجة عن التنوع الفكري والاختلاف في تقيم البرنامج الانتخابي والوعود التي طرحها جون بايدن، والأمر الثاني: يمتلك بايدن تاريخ طويل في السياسي ولديه الكثير من التصريحات والتصرفات المتضاربة في بعض الأحيان على طول مسيرته السياسية، وهذا التضارب او الاختلاف مرتبط بالظروف الآنية لتلك المواقف، ومن ثم جعل الكتاب والمفكرين ينظرون الى جون بايدن من الناحية الفكرية بأكثر من زاوية، ومن جهة أخرى هناك أكثر من تصنيف كما اشرنا لأجنحة الحزب الديمقراطي، وبالتالي قد تتداخل الانتماءات والتوجهات.
فهناك من يرى بان جو بايدن ليس وسطي او معتدل بال هو اقرب إلى اليساري في الحزب الديمقراطي وأصحاب هذا الرأي يرون ان أي مرشح للرئيس عن الحزب الديمقراطي لم يوافق على أي شيء مثل الصفقة الخضراء الجديدة الراديكالية لبايدين، إذ تبلغ تكليف العمل بها عشرات التريليونات الدولارات وهدفها المتمثل في القضاء على استخدام جميع أنواع الوقود الأحفوري، كذلك لم يطلب أي مرشح ديمقراطي على الإطلاق تحديد حد أدنى وطني للأجور يبلغ 15 دولاراُ في الساعة، لكن بايدن طالب بذلك، كذلك تحرك جو بايدن اليسار بشكل ملحوظ فيما يتعلق في أفكارة وبرنامجه الانتخابي للرئاسة لعام 2020 بشأن قضايا الإجهاض، ورفض عقوبة الإعدام ، ودعم التجارة الحرة، وبالتالي لا يمكن ان نصف اتجاه بايدن في الحزب الديمقراطي بالمعتدل بل ان هذه الوصف ينطبق على كان أوباما أو بيل كلينتون رئيساً.
ويرى آخرين ان بان جو بايدن يقترح أجندة شاملة للسياسة الداخلية إذا تم تبنيها ستجعله أحد أكثر الرؤساء ليبرالية في التاريخ الأمريكي أي انه ليبرالي جديد، ولأنه خاض سباق داخل الحزب الديمقراطي حدد فيه جناحه الأيسر من قبل الاشتراكي الديمقراطي بيرني ساندرز لا يمكن عدّ أطروحاته الفكرية يسارية.
فابدين قد لا يطالب بإزالة كل ديون الطلاب وتوفير الكليات المجانية للطلاب، لكنه يريد بالفعل إنفاق 1.5 تريليون دولار إضافي لدعم التعليم من مرحلة ما قبل المدرسة حتى الكلية، وقد لا يذهب لتطبيق الصفقة الخضراء الجديدة التي يدعو اليها، لكنه يذكرها على أنها إطار حاسم في خطته المناخية البالغة 1.7 تريليون دولار، ولا يدعو كما دعا سانديرز اليساري بضرورة ان تكون الخطة الرعاية تؤدي إلى استبدال كل التأمين الخاص بخطة واحدة تديرها الحكومة والتي تبلغ قيمتها 34 تريليون دولار والتي تهدف إلى استبدال كل التأمين الخاص بخطة واحدة تديرها الحكومة ،فبايدن يريد إنفاق 750 مليار دولار لتوسيع خطة "اوباما كير" الصحية بان يشمل المزيد من الإعانات وخطة تديرها الحكومة من شأنها أن تؤدي إلى تآكل التأمين الخاص بمرور الوقت، كما اقترح بايدن تخصيص 3.2 تريليون دولار من خلال الزيادات الضريبية، بما في ذلك مضاعفة ضريبة أرباح رأس المال عن طريق فرض الضرائب على الاستثمارات كدخل عادي، وتعهد أيضاً بإلغاء التخفيضات الضريبية لترامب الممنوحة للأغنياء، فضلاً عن ذلك يريد بايدن إنفاق 1.3 تريليون دولار على فاتورة بنية تحتية ضخمة، و 640 مليار دولار لدعم الإسكان ، و 125 مليار دولار إضافية لمكافحة تجارة الأفيون، كذلك فقد وعد بايدن بالتخلص من الوقود الأحفوري، وطلب من عمال المناجم تعلم البرمجة لأنهم سيتركون عملهم، وقد وعد بمضاعفة الحد الأدنى للأجور إلى 15 دولاراً للساعة، وقد طرح بايدن يمكن اسم السناتور إليزابيث وارن وهي واحدة من الشخصيات البارزة في أقصى اليسار كوزير الخزانة في حكومته وقال بايدن بنفسه إنه يريد أن يتولى بيتو أورورك الليبرالي الجديد مسؤولية قضية الأسلحة، والأخير هو صاحب فكرة مصادرة الأسلحة بشكل مباشر من جميع المواطنين الأمريكيين ماعدا بعض الاستثناءات، إذن من الواضح إلى حد ما ان المدرسة الإيديولوجية التي تنتمي إليها رؤيته جو بايدن هي الليبرالية الجديدة .
هناك رأي أخر في أفكار والإيديولوجية التي يعتنقها جو بايدن إذ يرى الكاتب (كارلو انفرنيتزي أتشيتي)، في تقرير له في مجلة (فورين بوليسي) يوصف فيه التوجه السياسي لـ(جو بايدن) بالقول أن بايدن يمثل توجهاً قريباً من الأحزاب الديمقراطية المسيحية، التي حكمت الدول الأوروبية بعد الحرب العالمية الثانية، وإن كان يختلف عنهم بصورة تجعله نسخة أمريكية، أيديولوجية بايدن تتميز بأسلوب مميز من النزعة المحافظة الأوروبية أكثر من ارتباطها بأيديولوجية بأوباما أو كلينتون الليبرالية الجديدة، ولان جو بايدن مألوفًا إلى حد كبير للغاية لدى الأمريكيين بعد مشاهدته في دهاليز السياسة الأمريكية على مدى أكثر من أربعة عقود، هناك ميل طبيعي إلى افتراض أن بايدن ليبرالي جديد لانه يعرف بالفعل نائب الرئيس السابق "اوباما" ليس مجرد شخصيته وسيرة حياته ولكن طابع أفكاره السياسية، ولقد أصبح من المعتاد وصف سياسته بمثل تلك التوصيفات الجاهزة مثل «وسطي» أو «معتدل» الا ان هذا التوصيف خاطئ.
فبأن بايدن يسعى إلى السير على درب وسط بين القومية المتطرفة لدونالد ترامب واشتراكية بيرني ساندرز الديمقراطية، وهي طريقة مشابه لفصيلة محددة من النزعة المحافظة في القارة الأوروبية، سعت لتمييز نفسها عن كل من الفاشية في أقصى اليمين، والاشتراكية الثورية في أقصى اليسار، خلال سنوات ما بين الحربين وما بعد الحرب مباشرة: وهي التقاليد السياسية للديمقراطية المسيحية، وهذا ما تبناه زعيم حزب العمال البريطاني توني بلير فكرة (الطريق الثالث) في التسعينيات، كذلك وصلت هذه الأيديولوجية إلى السلطة في معظم الدول الأوروبية، في أعقاب الحرب العالمية الثانية، تحت قيادة شخصيات مثل المستشار الألماني كونراد أديناور، ورئيس الوزراء الإيطالي ألتشيدي دي جاسبيري، ورئيس الوزراء الفرنسي روبير شومان. لكنها ما تزال أيضاً بارزة اليوم في ألمانيا تحت إدارة المستشارة أنجيلا ميركل، وفي برلمان ومفوضية الاتحاد الأوروبي التي تقودها أورسولا فون دير لين، وإن إيديولوجية بايدن تُفهم على أنها تقترب من تقليد أوروبي متميز، تقليد قد يشير إلى إرث بايدن النهائي في الولايات المتحدة وهو الطريق الثالث.
ويمكن تمييز الإيديولوجية الديمقراطية المسيحية، النابعة من الجهود الفكرية في القرن التاسع عشر، للتوفيق بين العقيدة الاجتماعية الكاثوليكية والديمقراطية الحديثة، من خلال ثلاثة مبادئ أساسية: مفهوم به مسحة أخلاقية لـ(النظام الطبيعي) بوصفه مجتمعاً متناغماً ومتكاملًا؛ ومفهوم تصحيحي لدولة الرفاهية كوسيلة لحماية الوحدة الاجتماعية والاستقرار، من خطر استيلاء الراديكاليين على السلطة؛ ومفهوم الممارسة الديمقراطية كعملية مستمرة من توافق الآراء، والتوفيق بين المصالح الاجتماعية المتضاربة، ليجد كل من هذه الملامح الثلاثة صدىً قويًّا في الموقف السياسي الحالي، لبايدن وكذلك خطابه، ولتنظر في ادعاء حملته المستمر بأنه يخوض (معركة من أجل روح أمريكا) وهذا يشير إلى فكرة وجود تهديد روحي، وفي نهاية المطاف وجودي، يقدم بايدن نفسه على أنه متراس في مواجهتهما، من الواضح أن التهديد المعني هو السياسات الانقسامية والأسلوب الوقح للرئيس الأمريكي الحالي، وفي وقوفه ضده، يدعي بايدن أنه يستعيد الوحدة الوطنية، وشعوراً مشتركاً بدماثة الخلق.
يكتسب مفهوم الروح الأمريكية هذا جوهراً إضافيًّا من خلال إشارات بايدن المتكررة إلى أفكار الكرامة، والشرف، واللباقة، والعمل الشاق، تشير جميع هذه المصطلحات إلى رؤية مثالية للمجتمع الأمريكي بوصفه نظاماً متناغماً ومتكاملًا من الناحية العضوية، نظاماً يقوم على أساس من التعاون المتبادل ومجموعة مشتركة من القيم الأخلاقية، والأهم من ذلك أنه يقع من الناحية الزمنية في مكان ما في الماضي، وهناك لازمة متكررة في خطابات بايدن السياسية؛ إذ يقول: (ليست هذه هي الطريقة التي علمنا بها آباؤنا)، هذا هو البعد المحافظ للغاية لوعد بايدن بمعالجة الانقسامات التي تتفشى في المجتمع الأمريكي، وهو البُعد الذي يذكِّرنا بالتركيز التاريخي للديمقراطية المسيحية الأوروبية على قيم الوحدة الوطنية، واستعادة النظام الاجتماعي في أعقاب الحرب العالمية الثانية، على سبيل المثال، كان ألتشيدي دي جاسبيري يصف الحزب الديمقراطي المسيحي الإيطالي في أربعينيات وخمسينيات القرن العشرين، بأنه (حزب الأمة)، حين كان يفكر فيه بوصفه آلية للتوفيق بين الجماعات والمصالح الاجتماعية المتضاربة في البلاد.
ولدى بايدن نظرة مماثلة لدور الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة المعاصرة، وبالنظر إلى الطريقة التي تحول بها الحزب الجمهوري تحت قيادة ترامب، يبدو أن بايدن يعتقد أن دور الديمقراطيين الآن هو إعادة توحيد الأمة بأسرها تحت راية مبادئها التقليدية الأخلاقية والسياسية، المتمثلة في الشمول ودماثة الخلق.
كذلك يدعم المفهوم العضوي نفسه للمجتمع، مقترحات السياسة الاجتماعية والاقتصادية الرئيسة لبايدن. على النقيض من دفاع ساندرز عن برامج استحقاق الرفاهية العامة مثل (الرعاية الطبية للجميع)، والتعليم الجامعي المجاني العام، أيضاً يعتقد بايدن أن دور تدخل الدولة في الاقتصاد يجب أن يركز على حماية الفئات المحرومة اجتماعيًّا. ويتجلى ذلك في تمديده المقترح لبرنامج الرعاية الصحية الذي وضعه أوباما (أوباما كير) لأولئك الذين يحتاجون إليه، (مثل، غير المؤمَّن عليهم والعاطلين عن العمل) والتعليم المجاني في كليات المجتمع في المناطق الأكثر حرماناً.
هذا النهج له ما يبرره بالإشارة إلى فكرة كلاسيكية أخرى ترتبط بالديمقراطية المسيحية، وهي أنه يجب على كل فرد أن يسهم بأفضل ما لديه في رفاهية المجتمع ككل، في حين أن هذا ينطوي على قدر ما من إعادة التوزيع الاجتماعي والاقتصادي، فإنه يبتعد عن الفكرة الأكثر راديكالية، بأن المجتمع يجب أن يطمح إلى شكل ما من المساواة الجوهرية، وكذلك الشكلية، في الواقع قدم بايدن على نحوٍ صريح برنامج سياسته الاجتماعية والاقتصادية كوسيلة للتأكد من أن كل شخص لديه حصة في الاقتصاد الرأسمالي، وبصورة ضمنية كوسيلة لحمايته من التهديد المتصور لاستيلاء الراديكاليين على السلطة، سواء من أقصى اليسار، أو أقصى اليمين، وهذا يشبه إلى حد كبير منطق الأحزاب الديمقراطية المسيحية في أوروبا التي دعمت سياسات دولة الرفاهية في أعقاب الحرب العالمية الثانية، كإجراءات معادية للثورة على نحوٍ صريح، كان حدسهم هو أن تحسين أوضاع الفئات الأكثر فقراً من خلال إجراءات المساعدة المستهدفة، مثل التحويلات النقدية، أو الفوائد العينية، من شأنه أن يقوِّض فرص تقدم التحولات الأكثر راديكالية في النظام الاجتماعي والاقتصادي القائم، من خلال منحهم شيئًا ليخسروه.
وأخيراً فإن الملمح المميز لأسلوب بايدن السياسي، هو التزامه بالمصالحة الاجتماعية من خلال الحلول السياسية الوسط، فمنذ بداية مسيرته السياسية عزز بايدن صورة لنفسه على أنه من بناة الجسور .
ثانياً: إلى أي مدارس السياسية الخارجية الأمريكية ينتمي بايدن؟
كما اشرنا سابقاً ان الكاتب الأمريكي والتر راسل ميد في كتابه تقاليد (السياسة الخارجية الأميركية وكيف غيرت العالم) صنف السياسية الخارجية الأمريكية الى أربع مدارس او مذاهب فكرية أمريكية، وهي المدرسة الهاملتونية، والمدرسة الجيفرسونية، والمدرسة الجاكسونية، والمدرسة الويلسونية، وبايدن من الطبيعي يستق أفكاره او تتطابق مع احد هذه المداس، ومن اجل معرفة الى اي مداس السياسية الخارجية الأمريكية ينتمي بايدن سنعتمد في تصنيفه على عدة ركائز منها رؤى وأفكار الحزب الديمقراطي في شأن السياسة الخارجية، و تاريخ بايدن ومواقفه السياسية، و أفكاره التي يطرحها في السباق الانتخابي 2020.
فالحزب الديمقراطي عموما وبمختلف اتجاهاته اليسارية واليمينية يتخذ من أفكار المدرسة الويلسونية (المثالية) ممزوجة بأفكار بالمدرسة الهاميلتونية (الواقعية) أساس لأفكاره في السياسة الخارجية، فهو يؤمن بالعمل ضمن المؤسسات الدولية والشراكات الدولية وإيمانه بالتجارة الحرة المفتوحة بين جميع دول العالم، وتفضيل الدبلوماسية كاده في السياسة الخارجية على القوة العسكرية، وكذلك يؤمن بنشر الديمقراطية من الداخل- إي من دخل الدول نفسها- ودون اي تدخل عسكري، اما مواقف وأفكار بايدن في السياسية الخارجية الأمريكية كونه عضو في الحزب الديمقراطي منذ بديات مسيرته السياسية تطابق أيديولوجية وتوجهات الحزب الديمقراطي، فلبايدن سجل كبير من المواقف والتصريحات والتشريعات في السياسية الخارجية الأمريكية نتيجة مسيرته الطويلة كعضو كونه عمل في أكثر من موقع و في مجال صنع او اتخاذ قرار في السياسية الخارجية كعضو في الكونغرس في لجنة العلاقات الخارجية او منصب نائب الرئيس في حقبة الرئيس اوباما الأولى، ومسؤول عن ملفات خارجية كثيرة منها العراق أوكرانيا، الصين، وغيرها من الملفات، ففي بداية حياته السياسية في مجلس الشيوخ عام 1973 عبر عن مواقف مناهضة لحرب فيتنام (1955 ـ 1975) كجزء من فصيل في الحزب الديمقراطي مناهض لتلك الحرب ليس بدافع اخلاقي بل راى انها غلط سياسي فالولايات المتحدة ليست شرطي العالم، كما اعترض على حرب الخليج عام 1991، إثر اجتياح العراق للكويت عام 1990، ثم بدء عملية غربية وعربية مشتركة لتحريرها، أي عبر الشركة الدولية، لكن في المقابل دعم بايدن تدخل الحلف الأطلسي في البوسنة عامي 1994-1995، وهذا التفويض يعبر عن رؤية واقعية لبايدن إذ يرى يمكن دعم التدخل الإنساني في البلقان لأن الفوضى والعنف في أوروبا يهددان الأمن القومي الأمريكي، ولأن الولايات المتحدة تملك القدرة على التدخل وتحديد النتيجة، وصوّت في الكونغرس لصالح إعطاء تفويض للرئيس جورج بوش الابن بغزو العراق عام 2003، لكنه كان يشكك في الإيمان الساذج بقدرة أمريكا على تثبيت الديمقراطية في أماكن استبدادية، و في عام 2006 عندما غرق العراق في حرب وطائفية، وعودة الاضطرابات إلى أفغانستان، أصبح بايدن أكثر أحبطاً من قدرة الولايات المتحدة على بناء الدول بعد الحرب، وكان يرى أنها مهمة تجاوزت صبر الولايات المتحدة ومواردها ومصالحها، وفي تلك الحقبة ظهر رأي بايدن في صحيفة "نيويورك تايمز" عام 2006 بتقسيم العراق لا ثلاث دول حسب التوجهات الطائفية الذي تراجع عنه في ما بعد، وعندما ضمت روسيا شبه جزيرة القرم وأرسلت قوات خاصة إلى شرق أوكرانيا دعا بايدن الى شحن صواريخ مضادة للدبابات وغيرها من الأسلحة الدفاعية الفتاكة الى اوكرانيا على الرغم من أنه عارض إرسال أسلحة أثقل او نقل اي قوات أمريكية لاوكرانيا، ورى أن الأوكرانيين لا يمتلكون القدرة على الفوز في معركة مع روسيا إلا أنهم يمكن ان يصبوا القوات الخاصة الروسية بضرر كبير وترفع بين صفوفهم عدد القتلى، وهو مشهد قد يقوض الدعم المحلي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وبالتالي يمنعه من إرسال المزيد من القوات، وكان معارض للتدخل الأمريكي في ليبيا عام 2011، لانه كان يرى بان الولايات المتحدة ليس لديها مصالح قومية ذات أولوية مهم وبالتالي يجب أن نبقى خارج ليبيا، كذلك اعترض على رفع عديد القوات الأميركية في العراق عام 2007 وفي أفغانستان عام 2011، لأنه كان يرى بان لا فائدة من حماية حكومة في أفغانستان ترعى الفساد وغير جادة بمحاربة الفاسدين الذين هم جزء من الدولة الضعيفة، وبالتالي أي جهد للولايات المتحدة لمحاربة القادة في أفغانستان سيذهب سودا، وكذلك لابد من استكمال الصراع مع القاعدة في باكستان والا فان جهود الولايات المتحدة لا تنتج عن تغير وهي تبذير للأموال ولأرواح وهذا الموقف يمثل المدرسة المثالية أيضاً، ونصح أوباما عام 2011 بعدم الموافقة على عملية قتل زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، لأن فرصة النجاح كانت منخفضة جدًا بسبب عدم اليقين المطلق بوجود بن لادن في الموقع ، كذلك دعم بايدن قصف سوريا عام 2013، بعد أن استخدم رئيسها بشار الأسد الأسلحة الكيماوية ضد شعبه حسب تعبره، لأنه كان يرى ان بشار الأسد قد تجاوز الخط الأحمر الذي وضعه أوباما ولابد من حماية المجتمع السوري الأعزل، وهو موقف قريب من توجهات الاتجاه المثالي أيضاً، لكن فوض أوباما قرار قصف النظام السوري إلى الكونغرس الذي رفض منحه السلطة .
أما جوهر برنامجه الانتخابي لعام 2020، يتمثل في دعوته الى أعادة القيادة الأمريكية للعالم، ويدعو الى نشر القيم الليبرالية الديمقراطية الأمريكية عبر عقد مؤتمر دولي يروج للقيم الديمقراطية، و اتخاذ من المثل والقيم الأمريكية أساس لقوة الولايات المتحدة عبر شعاره الذي يطلب من الأمريكيين الأيمان بقوة المثل والقيم الأمريكية، وان تعيد الولايات المتحدة نفسها قائدة للدول الديمقراطية وتعمل لإصلاح الديمقراطيات العالمية والدفاع عنها، وتجيد التزام الولايات المتحدة بالاتفاقيات الدولية ومنها تفاق الولايات المتحدة مع إيران الذي انسحب منها الرئيس ترامب والعودة أيضاً الى اتفاق باريس بشأن المناخ، والعودة كذلك الى المنظمات الدولية والعمل الجماعي من اجل مواجهة المشكلات الدولية والدعوة الى التجارة الحرة المفتوحة بين جميع دول العالم، وإعطاء الدبلوماسية الأمريكية الأولوية في أدوات السياسية الخارجية، ولا يستخدم القوة العسكرية إلا للدفاع عن المصالح الأمريكية.
إذن بايدن وفق توجهات الحزب الديمقراطي وممارساته السياسية، وأفكاره التي طرحها في البرنامج الانتخابي، يمكن تصنف أفكاره ضمن توجهات او أفكار المدرسة الويلسونية المثالية، و التي تؤمن بضرورة وجود سياسة خارجية أمريكية نشطة تسعى إلى نشر وترسيخ المبادئ الليبرالية الديمقراطية في العالم، والدفاع عن حقوق الإنسان، والتعاون مع المجتمع الدولي من خلال تفعيل دور المؤسسات الدولية، وترى أن على الولايات المتحدة الأمريكية التزام أخلاقي لنشر القيم الأمريكية في أنحاء العالم، وذلك عبر تدعيم أسلوب الإرساليات المثالية التي تبشر بعالم ديمقراطي ومجتمع دولي مسالم، وترى أن الدول كلها متساوية فيما بينها أمام القانون الدولي، وتتفق هذه المدرسة مع المدرسة الهاملتونية الواقعية من ناحية ضرورة وجود سياسة خارجية نشطة وشاملة تهدف إلى نشر وترسيخ المبادئ الديمقراطية في كل أنحاء العالم، عوضاً عن تنمية المصالح الذاتية وجيش أمريكي قوي والنظر بواقعية الى مهددات الأمن الوطني الأمريكي وكيفية التعامل معها.
ثالثاً: نبذة عن حياة جو بايدن وانجازاته السياسية .
ولد جوزيف (جو) بايدن في ولاية بنسلفانيا سنة 1942 من عائلة كاثوليكية من أصل إيرلندي. ومنذ أن كان طالبا شابا في الحقوق، كان لديه أفكارا واضحة في ان يخوض غمار السياسية وفي أول مواعيده مع نيليا هانتر، التي أصبحت فيما بعد زوجته، اعترف برغبته في أن يُنتخب سيناتوراً، وسنحت له الفرصة لتحويل الحلم إلى واقع ملموس بعد ثماني سنوات، عندما لم يظهر منافس في انتخابات أحد أعضاء مجلس الشيوخ عن ولاية ديلاوير أمام كاليب بوغز المنتهية ولايته، وهو جمهوري قريب من التقاعد لكن أقنعه الرئيس ريتشارد نيكسون آنذاك بالترشح لحقبة ثالثة.
عمل جو بايدن كمحامٍ متدربٍ في ويلمنجتون، وديلاوير، ثم انتُخب ليكون قنصل مجلس مقاطعة نيوكاسل من 1970 وحتى 1972، إذ قرر الترشح لانتخابات مجلس الشيوخ الأمريكي بسبب موائمة الفرصة لبايدن نتيجة تنحي جايمس بوجز الجمهوري المرشح للفوز، ففاز بايدن بالانتخابات على الرغم من إعادة ترشيح بوجز لنفسه بدعوة من الرئيس الأمريكي آنذاك (ريتشارد نيكسون)، كما ساعدته حملته الانتخابية التي تركز على حماية البيئة، ومعالجة قضايا الهجرة، والتأمين الصحي، والحقوق المدنية، والانسحاب من فيتنام، وغيرها من القضايا التي جعلته أقرب وأكثر قدرة على التواصل مع الناخبين، تسلم مكتبه ولقبه كسيناتور عام 1973 إذ كان في الثلاثين من عمره، وبالتالي سادس أصغر سيناتور في تاريخ الولايات المتحدة، وأكثرهم استمراريةً في المجلس عبر إعادة انتخابه 6 مراتٍ متتالية، منتصراً على جايمس باكستر عام 1987، وجون بوريس عام 1984، ثم جاين برادي في 1990، ورايموند كلاتورثي عام 1996، وبأغلبية 60% من الأصوات في العام 2000، وأُعيد انتخابه بعدها لآخر مرة في 2008 إذ كان رابع أكبر عضو في المجلس .
خلال جميع دوراته كسيناتور كان جو بايدن رئيساً للجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، اختاره الكونغرس كأحد الشخصيات الاثني عشر الذين أحدثوا فرقاً في السياسات الخارجية الأمريكية، إضافةً لتسلمه عدة مهامٍ في اللجنة القضائية التي ترأسها مرةً وحيدة، إذ شارك خلالها بصياغة العديد من قوانين الجريمة الفيدرالية، بما فيها التركيز على قضايا الحد من التسلح، والتحكم في جريمة العنف وإجراءات تطبيق القانون لعام 1994 المعروف بـ(قانون بايدن للجريمة)،أما القانون الأبرز الذي عمل عليه بايدن هو قانون العنف ضد المرأة التاريخي الصادر في 1994 أيضاً، والذي يتضمن العديد من الإجراءات للحد من العنف المنزلي، مزوداً مليارات الدولارات للأموال الفيدرالية من أجل التوصل للجرائم المبنية على الجنس وحلها، كم أصدر تشريع (أطفال 2000) الذي يضمن تأمين الحاسب، والمدرس، والإنترنت، ودورات التقوية وغيرها مما قد يحتاجه طلاب المدارس في القطاعين العام والخاص والمشترك .
رشح جو بايدن نفسه في العام 1991 للانتخابات الرئاسية سعياً منه ليصبح أصغر رئيس للولايات المتحدة منذ جون كينيدي، لكنه تعرّض لعارضٍ صحيٍ أوقف حملته الانتخابية على إثره،استأنف عمله في الكونغرس بعد سبعة أشهر من إصابته الدماغية حتى استقالته عام 2009، إذ عين نائباً للرئيس الأمريكي آنذاك باراك أوباما، بدأ بايدن عمله في منصبه الجديد كنائب للرئيس الـ 47 للولايات المتحدة باراك أوباما، بعد أن كان قد ترشح ضده في الانتخابات الرئاسية عام 2008، لكنه قام بالانسحاب نظراً لمنافسيه البارزين هيلاري كلينتون، وباراك أوباما، وفشله في حشد الناخبين إلى جانب بضع تعليقاتٍ أدلى بها أدت لإيذاء حملته، وتركيز الإعلام بشكلٍ رئيس على المرشحة الأسكية سارة بالين،تلاها اجتماعه بشكلٍ سري مع باراك أوباما إثر انتخابه رئيساً رغبةً من الأخير أن يشغل بايدن منصب نائبه، رغم ضعف العلاقات بينهما أثناء عملهما معاً في لجنة السياسات الخارجية في الكونغرس، فتم انتخاب بايدن نائباً للرئيس ليكون السيناتور الوحيد بتاريخ ديلاوير الذي يحتل هذا المنصب .
تولى بايدن دور مستشارٍ مهمٍ وراء الكواليس، منها فصل النزاعات مع منافسي أوباما، والحصول على دعم مجلس الشيوخ في العديد من تشريعات أوباما، منها (حزمة التحفيز) التي واجهت بشكل فعال الركود المستمر، وأوجدت فرصاً عديدة للعمل، وقانون حماية المرضى والرعاية الصحية وغيرها،فحققت وجهات نظره أهميةً كبيرة في البيت الأبيض جعلت الجميع داخله يعيد النظر باستراتيجياته، وحظي بثقةٍ كبيرةٍ على الرغم من زلات اللسان والتصريحات المتهورة التي كان يدليها أحيانًا، كما قاد جهودًا ناجحةً للحصول على موافقة الكونغرس على معاهدة (ستارت) الجديدة، التي تنص على خفض التسليح النووي بين روسيا والولايات المتحدة بدءاً من عام 2010.
انتُخب لولايةٍ ثانية في منصب نائب الرئيس الأمريكي وفق تذكرة (أوباما- بايدن) في نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2012 متغلبةً على تذكرة (رومني- ريان)، سبقتها نيته في الترشح للانتخابات الرئاسية، لكنه تراجع عنها لصالح أوباما الذي عينه رئيساً لمنظمة (ضد العنف)، التي أنشأت لمعالجة ظاهر العنف المسلح المتفاقمة في البلاد، كما قام بتمرير قانون الإعفاء لدافعي الضرائب الأمريكي لعام 2012 لمنع سقوط البلاد في هاويةٍ ماليةٍ وفق صفقة مع ميتش ماكونيل زعيم للجمهوريين بمجلس الشيوخ، ما رفع معدلات الدخل وجعل الكثير من التخفيضات الضريبية دائمة، لكنه فشل في تمرير تشريع خفض التسليح، وتم عزله أثناء مناقشات الكونغرس لأزمة سقف الدين لعام 2013، وقانون المخصصات المستمرة لعام 2014 .
قام خلال حقبة ولايته الثانية كنائبٍ للرئيس بالاستعداد للحملة الرئاسية لعام 2016 إذ كان من الممكن أن يكون أكبر رئيس في تاريخ التنصيب، مقابل انخفاض شعبية هيلاري كلينتون بدا الأمر، ليتراجع لاحقًا، ويُعلن دعمه لكلينتون التي كانت تواجه دونالد ترامب في الانتخابات التي ربحها الأخير، وانتهت معها ولاية بايدن الذي يعد أبرز معارضي سياسات ترامب، تسلم في الأيام الأخيرة لولاية أوباما في 2017 أعلى وسام مدني في البلاد وسام الحرية، الذي منحه إياه أوباما خلال حفلٍ أقيم في البيت الأبيض، عمل بعدها أستاذا في جامعة بنسلفانيا .
أعلن في منتصف عام 2019 ترشحه للانتخابات الرئاسية الأمريكية المقرر إجرائها في نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2020 عن الحزب الديمقراطي في مواجهة ترامب، وعلى الرغم من انضمام بايدن المتأخر للسباق الرئاسي إلا أنه يعد من أقوى المرشحين ويتخذ جو من شعار (الولايات المتحدة في حالة حرب لإنقاذ روح الأمة) كرسالة حملة الانتخابية، وإذا حقق الفوز فسيبلغ عمره يوم تنصيبه 78 سنة وسيكون أكبر رئيس على الإطلاق يستقر في البيت الأبيض (وهو ما ينطبق أيضاً على ترامب، الذي إذا أعيد انتخابه سيبلغ 74 سنة).
رابعاُ: أهم أفكاره جو بايدن على صعيد السياسية الداخلية و الخارجية.
يمكن قراءة أفكار بايدن السياسية على مستوى السياسية الداخلية والخارجي من خلال ملاحظة أهم الفقرات التي يطرحها في برنامجه الانتخابي 2020، وسنقسم استعراض برنامجه على قسمين القسم الأول سنناقش فيه كل القضايا المهمة للناخب الأمريكية على المستوى الداخلي، والقسم الثاني سنناقش برنامج بايدن على صعيد السياسة الخارجية وبالتحديد القضايا المهمة في السياسة الخارجية مثل الشرق الأوسط وإيران و الصين و روسيا والتسلح ،وغيرها من الامور.
برنامج بايدن الانتخابي على الصعيد الداخلي.
قبل مناقشة خطة بايدن وبرنامجه الانتخابي لابد من الإشارة ان بايدن يوجه برامجه الانتخابية بشكل أساس الى الطبقة الوسطى الأمريكية بحث يسعى لكي تكون اغلب برامجه في الانتخابات توائم تطلعات واحتياجات تلك الشريحة من المجتمع، ويرى بايدن ان أهمية الطبقة الوسطى تنبع من كون تلك الشريحة من المجتمع تجلب الاستقرار الاجتماعي إذا استقرت اقتصادياً، ولهذه الشريحة دور مهم في الدورة الاقتصادية كونهم هم من ينتجون السلع والأغراض ومن يخدمون بالمكاتب ومن يستهلك المنتجات، وان هشاشة او ضعف تلك الطبقة تودي الى تمزيق الدول، وقيادات الحزب الجمهوري لا يخشون من تمزيق تلك الطبقة عن طريق دعم الأغنياء على حساب رفاه تلك الطبقة، وبالتالي لابد من تأمين وطمائنينة تلك الطبقة لكي يعش الامريكون برفاه، وإذا ما استعادة تلك الطبقة قوتها استعادة الدولة الأمريكية قوتها وريادتها، ويطرح بايدن خمس نقاط او خطوات من اجل مساعدة تلك الطبقة :
اولاً: التعامل مع عدم المساواة في الدخل. عن طريق تشريع قانون ضريبي تصاعدي مؤيد للنمو يعامل العمال كمبدعين للوظائف وليس فقط المستثمرين ليزيد من العائدات المالية الكافية من اجل توفير الضمان الاجتماعي والرعاية الطبية للطبقة العاملة. ثانياً: يرى بايدن إذ لم تعد 12 سنه من التعليم الثانوية كافية لتولي بعض الوظائف، إذا لابد من النظر في مناهج وبرامج التعليم وعادة التركيز على برامج رقمنة ، وأتمتة ، والذكاء الاصطناعي، ويجب أن تكون الكليات الحكومية ذات الأربع سنوات مجانية . ثالثًا: تمكين العمال عن طريق دفع أجور عادله وتمكين النقابات للدفاع عن العمال. رابعاً: إعادة بناء البنية التحتية لهذه الأمة. وخامساً: التوزيع العادل للاستثمارات على جميع الولايات. ويرى بايدن إذا ما حققنا تلك الشروط التي تنهض بالطبقة الوسطى بمختلف أشكالها المهمشين سابقاً من النساء والرجال السود والأقليات ألاتينية والآسيوية وغيرها ستحافظ الولايات المتحدة على عظمتها .
إذن خطاب بايدن هو خطاب الحزب الديمقراطي التقليد، خاطب لجمهور الحزب الديمقراطي من الطبقة الوسطى والأقليات و ذوي البشرة السوداء الذين يشكلون ايضاً الطبقة الوسطى والفقير، وهو في هذا الخطاب يحاول ملامسة احتياجاتهم وبالذات الطبقة الشعبوية التي صوت لترامب في انتخابات 2016، اما عن اهم برامجه على المستوى الداخلي فقد تمثلت بالاتي:
• الناحية الصحية يدعم بايدن خطة الرئيس أوباما الصحية المسماة (اوباما كير) ، ويرى بايدن بهذا الخصوص ان الجمهوريين يسعون إلى إسقاط هذه القانون عبر الكونغرس، لكن سأعمل للمحافظة على هذا القانون وسد بعض الثغرات الموجودة فيه ليشمل كل الأمريكيين من الفقراء والطبقة الوسطى، وخطة بايدن للرعاية الصحية في حالة تسلمه الرئاسة بعد انتخابات 2020 تتمحور في التالي: منح كل أمريكي إمكانية الحصول على تأمين صحي بأسعار معقولة وذلك من خلال منح الأمريكيين خياًرات جديدة في التأمين من خلال خيار تنويع خيارات التامين الصحي وتنويع الشركات التي تقدم التامين وزيادة قيمة الإعفاءات الضريبية للأسر الفقيرة و للشركات الرعية الصحية من اجل خفض أقساط التأمين وتوسيع التغطية لمزيد من الأمريكيين العاملين، المساعدة على دفع الفواتير المفاجأة - التكاليف التي تنتج عن إمراض او أعراض مفاجئة غير مؤمن عليها من قبل الموطن لأنهم على غير دراية بها أي تقع بشكل مفاجئ- للفقراء وذوي الدخل المحدود، وتوسيع وتنويع شركات التأمين للرعاية الصحية من جل منع الاحتكارات وزيادة المنافسة بين الشركات لتقديم خدمات أفضل، وجعل الأفراد يتفاوضون بشكل مباشر مع شركات الأدوية بدل من مفاوضات شركات الرعاية الصحية في بعض الأمور، الحد من الأسعار المرتفعة لبعض الأدوية المحتكرة من قبل بعض الشركات، السماح للمستهلكين بشراء الأدوية من غير المناشئ الأمريكية من اجل تخفض أسعار التأمين الصحي، وستكون الرعاية الصحية حق للجميع بغض النظرعن اللون والعرق والقومية والديانة، والعمل على التسهيل الوصول الى أدوية منع الحمل و الدفاع عن الحق الدستوري للمرأة في الإجهاض ورفع كل العراقيل القانونية على هذا الحق، واستعادة التمويل الفدرالي لتنظيم الأسرة، والعمل على تعطيل او الغاء القوانين الخاصة بالمساعدات الأمريكية للدول الفقيرة التي تشترط وضع قوانين على الإجهاض، مضاعفة استثمار الولايات المتحدة في المراكز الصحية المجتمعية، تقدم مراكز الصحة المجتمعية الرعاية الأولية وما قبل الولادة وغيرها من الرعاية المهمة للسكان الذين يعانون من نقص الخدمات الصحية والفقراء مجاناً، ومضاعفة الاستثمار الفيدرالي في هذه المراكز من اجل الوصول إلى رعاية صحية عالية الجودة للسكان الذين هم في أمس الحاجة إليها ، وفق هذه البرنامج ان بايدن اقترب جدا من يسار الحزب الديمقراطي وخاص في مسالة الإجهاض.
• ومن ناحية الهجرة صوت بايدن لصالح قانون السياج الآمن في عام 2006 الذي بنى جدراناً وحواجز إضافية على طول حدود المكسيك، كما دعم قرار ترامب بناء جدار على الحدود المكسيكية مؤخراً، لكن يرى ان الولايات المتحدة لا تسعى إلى ترحيل العوائل اللاجئة او فصلهم عن عائلاتهم، ولا ترضى بمنع أطفال المهاجرين عن التعليم، وإنهاء الاحتجاز المطول للمهاجرين الغير شرعيين وإلغاء القيود المفروضة على السفر من العديد من الدول ذات الأغلبية المسلمة، وإعادة دمج اكثر من 11 مليون مهاجر غير شرعي في الولايات المتحدة في المجتمع الأمريكي وجعلهم مواطنين صالحين، وتوسيع نطاق الحصول على تأشيرات العمل في المناطق ذات الاحتياجات الاقتصادية وتعزيز الحد الأقصى السنوي لاستقبال اللاجئين الأمريكيين إلى 125000 بدل من 18000 حالياً، وضرورة العمل على استثمار 4 مليارات دولار في أمريكا الوسطى لوقف العنف وتحفيز التنمية الاقتصادية واستهداف الفساد من أجل إبطاء موجة الهجرة إلى الولايات المتحدة.
هناك انتقادات كثيرة على هذه الفقرة من البرنامج، إذ يحتاج بايدن إلى موافقة مجلس الشيوخ ذو الأغلبية الجمهورية لتمرير مثل هذا القانون، وان تمرير مثل هذه الأفكار سيتعارض مع المادة 1325 من قانون الهجرة والجنسية الأمريكي الذي يجرم عبور الحدود دون إذن، وموجب هذا الاقتراح لن يتم توجيه اتهام للمهاجرين على الإطلاق بارتكاب جريمة، أو ترحيلهم على الفور، أو احتجازهم لمدة أطول من الوقت الضروري للغاية لعبور الحدود، ويقترح بايدن بدل هذا القرار او تعطيل هذا القرار اعتماد خطة اوباما (المجتمعات الأمنة) وهي تعتمد على ترحيل المهاجرين الذين يشكلون تهديداً للأمن القومي والسلامة العامة فقط، لكن هذا البرنامج قد فشل وأوقف العمل به في عهد اوباما بسبب ان البرنامج يهدف إلى ترحيل الأشخاص الذين لديهم سجلات جرائم عنف في المقام الأول، وتكمن صعوبة تطبيق هذا البرنامج في صعب رسم الخط الفاصل بين من يشكل تهديداً ومن لا يفعل ذلك، وخاصة ان ترك تسمية من يشكل خطر على الأمن القومي الأمريكي للسلطة التقديرية الأفراد ضباط الهجرة .
• وحول تغيير المناخ يرى بان في خطة الانتخابية 2020 ان تغير المناخ يشكل خطراً كبيراً وتهديداً وجودياً على كل الولايات المتحدة والعالم وهذا الخطر ليس فقط على البيئة بل على الصحة وبالأحرى هو خرط على للأمن القومي الأمريكي، وان التغير المناخي يعرض أمننا القومي للخطر من خلال ما ينتج عنه من عدم الاستقرار الإقليمي الذي سيتطلب أنشطة إغاثة مدعومة من الجيش الأمريكي، ويمكن أن يجعل المناطق أكثر عرضة للأنشطة الإرهابية، لذا بإمكان الولايات المتحدة عن طريق تسخير ابتكاراتها و مواهبها من تحويل هذا التهديد إلى فرصة لإعادة تنشيط قطاع الطاقة في الولايات المتحدة وتعزيز النمو على مستوى الاقتصاد بأكمله، إذ يمكن للولايات المتحدة إنشاء صناعات ويجاد وظائف جديدة عن طريق الطبقة المتوسطة إذا ما استثمرنا بالطاقة النظيفة، وإذا ما تحقق ذلك سنقود الولايات المتحدة العالم وتصبح القوة العظمى للطاقة النظيفة في العالم، يمكننا تصدير تكنولوجيا الطاقة النظيفة لدينا في جميع أنحاء العالم، وبالتالي لابد من تحقيق عدة امور لتحقيق هذا المشروع منها: التأكد من أن الولايات المتحدة ستحقق اقتصاد طاقة نظيفة بنسبة 100٪ وتصل فيه نسبة انبعثات التلوثات إلى صفرية في موعد لا يتجاوز 2050، العمل على أعادة بناء البنى التحتية بشكل مرن يستوعب الطاقة النظيفة ويعتمد عليها، وقادرة على استيعاب المخاطر الناتج عن تغير المناخ، وضع حد للشركات التي تلوث البيئة وفق قوانين عادلة، دعم العمال والمجتمعات التي تسهم في ايجاد الثورة الصناعية الجديدة المعتمدة على الطاقة النظيفة، وتحشيد المجتمع الدولي من اجل مواجه التغير المناخي، هذه على الصعيد الداخلي لخطة بايدن وتوجهات لتغير المناخ، اما خارجياً فيؤيد بايدن اتفاقات باريس التي انسحب منها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في عام 2017، ويصف بايدن هذه الاتفاقات بأنه أفضل طريقة لحماية اطفال الولايات المتحدة والعالم عن طريق أيجاد بيئة آمنة ونظيفة .
• تجارة السلاح. من ابرز الأمور التي تشغل الناخبين ومثار جدل بين الحزبين قضية السلاح الشخصي والجمعية الأمريكية للبنادق، فجو بايدن يرى أن العنف المسلح هو وباء للصحة العامة في الولايات المتحدة وهناك ما يقرب من40,000 شخص يموتون بسبب إصابات الأسلحة النارية كل عام، والعديد من الجرحى، بعض هذه الوفيات والإصابات هي نتيجة لإطلاق النار الجماعي والبعض الآخر هو نتيجة أعمال العنف اليومية أو الانتحار، واستطاعت من تشريع قوانين ضد مخاطر البنادق مرتين الأول في عام 1993، الذي يخص أنشاء نظام فحص الخلفية النفسية والاجتماعي لشخص المقدم لشراء السلاح وصوت عليه الكونغرس بنجاح الذي أبعد منذ ذلك الحين أكثر من 3 ملايين سلاح ناري من الأيادي الخطرة، وفي عام 1994، صوت الكونغرس على قانون الحضر لمدة 10 سنوات على بيع الأسلحة الهجومية والأسلحة عالية السعة من الذخيرة، وعلى أساس تلك الخلفية قام بايدن بصياغة أفكاره ضمن برنامجه الانتخابي الذي حمل الوعود التالية : أعطاء أولوية لإلغاء قانون حماية مصنعي الأسلحة عن تحمل المسؤولية المدنية عن منتجاتهم، حظر تصنيع وبيع الأسلحة الهجومية والعالية السعة التذخيرية وتنظيم حيازة الأسلحة الهجومية الموجودة بموجب قانون الأسلحة النارية الوطني، وضع برنامجاً لإعادة شراء ألأسلحة الهجومية لدى الأفراد، دعم تشريعات تقييد عدد الأسلحة النارية التي يمكن للفرد شراؤها، العمل على أيجاد تشريع للتحقق من الخلفية النفسية والاجتماعية لمن يرغب بشراء سلاح، التشديد على بيع الأسلحة في الانترنيت، إعادة سياسة أوباما- بايدن لإبقاء الأسلحة بعيدة عن أيدي بعض الأشخاص غير القادرين على إدارة شؤونهم لأسباب عقلية، سن تشريع يحظر على الفرد الذي أدين بجريمة جنحة بدافع الكراهية، أو تلقى عقوبة محسنة لجنحة بسبب الكراهية أو التحيز في ارتكابها، من شراء أو حيازة سلاح ناري،إنشاء برنامج فعال لضمان منع الأفراد الذين أصبحوا ممنوعين من حيازة الأسلحة النارية من التخلي عن أسلحتهم، إنشاء فرقة عمل جديدة معنية بالتحرش والإساءة عبر الإنترنت للتركيز على العلاقة بين إطلاق النار الجماعي والتحرش عبر الإنترنت والتطرف والعنف ضد المرأة، والعمل على جعل كل الأسلحة المباعة في الولايات المتحدة تعمل بطريقة ذكية-البصمة- من اجل ان لا يتلاعب بها غير الأشخاص الذين تم فحصهم من قبل الدولة، كذلك دعم التشريع الذي يحمل البالغين المسؤولية الجنائية والمدنية عن منح القاصر حق الوصول المباشر إلى سلاح ناري بشكل مباشر أو إهمال، واخيراً العمل على منع (بنادق الاشباح) وهي البنادق التي يتم أنتاجها عن طريق شراء مجموعة من أجزاء البندقية المفككة أو طباعة سلاح ناري ثلاثي الأبعاد .
ومن الأفكار الاخرى التي يحملها البرنامج الانتخابي لبايدن على صعيد السياسة الداخلية هي قضية الاجهاض فعلى الرغم من اعتناق بايدن الكاثوليكية التي ترفض الإجهاض، لكنه يرى ضرورة إتاحة الإجهاض من الناحية القانونية، كذلك حافظ بايدن على دعمه لتعديل (هايد) والذي يحظر توفير الأموال من الحكومة الفيدرالية لصالح عمليات الإجهاض، كما يدعم بايدن زواج المثليين بعدما أصبح قانونياً بحكم المحكمة العليا في 2015 حسب تعبيره، ويؤيد السماح للأميركيين المتحولين جنسياً بالعمل في الجيش الأميركي، والذي ألغت إدارة ترامب ، كما يؤيد بايدن مجانية التعليم الجامعي، فضلاً عن تأييده مجانية رياض الأطفال ومرحلة ما قبل المدرسة وزيادة التعليم الثانوي من 12 عام إلى 14 عام من اجل سد الثغرات بالتعليم وزيادة متطلبات سوق العمل الحديث، والعمل على اعفاء ديون الطلاب من اجل التعليم وزيادة اجور المعلمين، بل يطرح فكرة مجانية التعليم الجامعي للجميع وهو بذالك جمع بين حب اليساريين في الحزب الديمقراطي للبرامج الكبرى التي تسيطر عليها الدولة وتشمل الجميع وخاصة الفقراء، وإيمان التقدميين في الحزب بالتعليم كمحرك مركزي للعدالة الاقتصادية، اما في الجانب الضريبي يسعى بايدن فرض ضرائب أعلى على الأثرياء في الولايات المتحدة، كجزء من سياسة الدخل السلبي، وزيادة الإعفاءات الضريبية على عائلات الطبقة الوسطى، بما في ذلك التوسع في الائتمانات الضريبية للأطفال ، كما اشتمل برنامج بايدن على فقرات تخص المرأة والعنف ضدها، وفقرات تخص المتقاعدين، والحملات الانتخابية، وخطة للعدالة الجنائية، و للسكان، والمواد المخدرة، وخطة بايدن للعجز الاقتصادي،وفقرات تخص معالجة جائحة كورونا.
برنامج بايدن الانتخابي على الصعيد الخارجي (السياسة الدولية).
يرتكز جو بايدن في أفكار للسياسة الخارجية، والتي تمثلت برنامجه الانتخابي حول فكر رئيسة وهي (ضرورة القيادة الأمريكية) وفي هذا الإطار يرى بايدن لابد للولايات المتحدة من قيادة العالم، وهو أمر ضروري وان ما تمتلك الولايات المتحدة من عوامل قوة تفوق كل الدول وتكمن هذه العوامل أولاً وقبل كل شيء في اقتصاد الولايات المتحدة الأمريكية الديناميكي، والجيش الذي لا نظير له ، والقيم العالمية، فقوتنا الاقتصادية وريادة ابتكاراتناً في العالم ، مدعوماً بسيادة القانون، وأرقى جامعات الأبحاث، وثقافة لا مثيل لها لريادة الأعمال، كما جعلت الولايات المتحدة الاستثمارات الذكية إلى جانب البراعة الأمريكية الولايات المتحدة مركزًا لثورة طاقة عالمية، سواء في مصادر الطاقة المتجددة أو في الوقود الأحفوري، كل هذه النقاط القوة الأساسية ساعدت الولايات المتحدة في توسيع وتحديث شبكة التحالفات والشراكات التي لا مثيل لها في العالم وتضمينها في نظام دولي أوسع للقواعد والمؤسسات.
فبايدن يرى أن الولايات المتحدة هي أفضل مكان للشركات للاستثمار في جميع أنحاء العالم، والوجهة الأولى للاستثمار الأجنبي المباشر، وان الاقتصاد القوي هو الأساس لاستمرار جيش الوليات المتحدة الذي لا مثيل له، والذي يجعل امريكا مستمر في التفوق على منافسينا حسب تعبيره، كذلك يرى بادن ان الولايات المتحدة تمتلك أقوى القوات البرية في تاريخ العالم، وقدرة لا مثيل لها للقوة البحرية والجوية التي يمكنها الوصول الى أي ركن من أركان العالم، وأفضل قوات للعمليات الخاصة في العالم، وتعمل الولايات المتحدة على تعزيز قدراتنا في الفضاء، والاستثمار في الأنظمة غير المأهولة وغيرها من التقنيات التي تغير مسار القوة الى صالحها، وتلك القوة حسب وجه نر بايدن الولايات المتحدة الان في وضع جيد للحفاظ على تفوقتا النوعي لسنوات قادمة.
اذن بايدن يرى ان كل هذه الأمور تشير الى حقيقة أخرى: إن قوة الولايات المتحدة الكبرى بعناصرها ليست هي مثال قوتنا، بل قوة الولايات المتحدة بقوة مثلها (نؤمن بقوة مثلنا وليس بمثالية قوتنا - نؤمن بقوة نموذجنا وليس في نموذج قوتنا greatest strength is not the example of our power but the power of our example)، فبايدن يرى ان التزام الولايات المتحدة الأمريكية وتمسكها بقيمها والتزامها بالتسامح والعدالة والحرية هو ما يميزها عن القوى العظمى الأخرى.
كذلك يرى بايدن إن شبكة الحلفاء والشركاء للولايات المتدة منقطعة النظير، ضاعفت قدرتها على القيادة، وان معالجة المشكلات العالمية عن طريق العمل الجماعي من تنظيم داعش إلى إيبولا إلى تغير المناخ، بنفس القدر من الأهمية كان التزام الولايات المتحدة بتقوية النظام الدولي المفتوح، فالولايات المتحدة هي من قامت ببناء البنية الأساسية للنظام الدولي بعد دمار الحرب العالمية الثانية، وقد خدمت النظام الدولي، والعالم بشكل جيد منذ ذلك الحين لهذا السبب استثمرت الولايات المتحدة الكثير من الطاقة للدفاع عن قواعد النظام الدولي والعمل على توسيعه، فالولايات المتحدة تعمل على توقيع اتفاقيات تحديد الأسلحة وعدم الانتشار النووي، وقيادة الجهود العالمية لإغلاق التجارب النووية، وتوسيع التجارة الحرة، وحماية البيئة، وتعزيز المعايير الجديدة لمواجهة التحديات الناشئة في البحر وفي الفضاء الإلكتروني .
وبذلك يرى بايدن نتيجة لإمكانيات الولايات المتحدة الأمريكية المادية والمعنوية المتمثلة بقيم الولايات المتحدة وقوتها الاقتصادية والعسكرية و قوة اتساع شبكة حلفائها لا يوجد بلد في وضع أفضل من الولايات المتحدة لقيادة العالم في القرن الحادي والعشرين.
وعلى أسس فكر بايدن بضرورة قيادة الولايات المتحدة للعالم لأنها قادر لما تمتلكه من إمكانيات وقدرات على جميع المستويات، فانه يتخذ عقيدة له خاصة للتعامل مع قضايا السياسة الخارجية ولهذه العقيدة حسب وجهة نظر بايدن أربعة اركان رئيسة :
1. لا تستخدم القوة إلا إذا كانت مهمة ومستدامة و تقدم نتيجة حتمية فاستخدام القوة دون التفكير بالخطوات التي تعقب استخدامها قد يتسبب بمشكلات.
2. دعم وتعزيز التحالفات الدولية والإقليمية، وبناء المصالح المشتركة حول القضايا ذات الاهتمام العالمي بين شركاء امريكا من اجل الحفاظ على الشركات والمصالح الدولية المشتركة، فالعالم يتغير وهش ولا يمكن لأميركا أن تفعل كل ما يلزم القيام به بمفردها.
3. التفكير في الاستجابات النسبية للتهديدات، اي ضرورة أعادة النظر وردة الفعل على التهديدات التي تواجه الأمة الأمريكية وتشكل خطر على مصيرها، إذا يرى بايدن التهديدات الوجودية الحقيقية التي تواجه الأمة ليس إرهاباً، حتى بوجد تنظيم داعش الإرهاب كتهديد حقيقي، لكنه الأخير ليس تهديداً وجودياً لوجود الولايات المتحدة الأمريكية، فيمكن للإرهاب أن يسبب مشكلات حقيقية ويمكن أن تقوض الثقة بين الدول وأن تقتل أعداداً كبيرة نسبياً من الناس، لكن الإرهاب ليس تهديداً وجودياً للولايات المتحدة الأمريكية، بل التهديد يأتي من وجود الأسلحة النووية الفضفاضة، والصراع النووي غير المقصود الذي ينفجر مع قوة نووية أخرى مثل روسيا أو الصين، وتشمل التهديدات الكبيرة الأخرى للولايات المتحدة الأمريكية بتوجهات الشخصية غير المستقرة في كوريا الشمالية "الرئيس كيم جونغ أون" ، وباكستان التي تمثل أخطر دولة في العالم نتيجة لوضعها الغير مستقر وامتلاكها السلاح النووي.
4. العلاقات والجانب الشخصي لصنع السياسة الخارجية مع الحلفاء والأعداء، إذ يرى بايدن ان العلاقات الشخصية تكشف للسياسي الطبيعة الشخصية للآخرين والتعرف على تفضيلاتهم، اي ما يكرهون ويحبون وإيجاد جانب من الثقة المتبادلة، وبالتالي يسهل على السياسي اتخاذ قراراته وخاصة في السياسة الخارجية إذ كانت لدية علاقات شخصية واسعة مع كبار السياسيين بالعام.
يتخذ جو بايدن من أخطاء أدارة ترامب حسب تعبيره منطلقاً لبرنامجه الانتخابي لعام 2020، ويعدّ هذا البرنامج كردة فعل على الإدارة السيئة لترامب في قضايا السياسية الخارجية التي أفقدت الولايات المتحدة هيبتها، ومن جانب اخر كانت اغلب أفكار بايدن التي تمثلت في البرنامج الانتخابي بشأن السياسية الخارجية تمثل توجهات الحزب الديمقراطي ومداسه الفكرية التي يعتنق أفكارها (المثالية – الواقعية) في السياسة الخارجية.
إذ يحدد جو بادين في مقال له في مجلة (Foreign Policy) الصادرة بشهر ابريل/نيسان 2020، المخاطر التي تحيط بالولايات المتحدة نتيجة تولي ترامب السلطة، ويرى ان الولايات المتحدة تحت أدارة ترامب قد تراجعت مصداقيتها، ونفوذها في العالم، وتراجع العمل الدبلوماسي والاستخباراتي والعسكري مما شجع خصومناً، وبدد نفوذناً للتعامل مع تحديات الأمن القومي من كوريا الشمالية إلى إيران، ومن سوريا إلى أفغانستان إلى فنزويلا، لقد شنت ادارة ترامب حروبا تجارية غير حكيمة، ضد أصدقاء وأعداء الولايات المتحدة على حد سواء، والتي تضر بالطبقة الوسطى الأمريكية، لقد تنازل ترامب أيضاً عن القيادة الأمريكية للعالم عن طريق تخليه في حشد العمل الجماعي لمواجهة التهديدات الجديدة للعالم، وخاصة تلك الفريدة من نوعها لهذا القرن، وفي الوقت نفسه أصبحت التحديات العالمية التي تواجه الولايات المتحدة - من تغير المناخ والهجرة الجماعية إلى الاضطراب التكنولوجي والأمراض المعدية - أكثر تعقيداً وأكثر إلحاحاً، بينما قوض التقدم السريع للسلطوية والقومية والليبرالية قدرتنا على مواجهتها بشكل جماعي؛ إن الديمقراطيات - التي أصيبت بالشلل بسبب الحزبية المفرطة، والتي تعثرت بسبب الفساد، والتي تثقل كاهلها التفاوت الشديد - تجد صعوبة في تقديمها لشعوبها. الثقة في المؤسسات الديمقراطية في تراجع، الخوف من الآخر مرتفع، والنظام الدولي الذي شيدته الولايات المتحدة بعناية فائقة يتفكك، يميل ترامب والديمغرافيون حول العالم حول قوة الولايات المتحدة لتحقيق مكاسب شخصية وسياسية .
ومن اجل مواجهة تلك المخاطر يطرح بايدن خطة في برنامجه الانتخابي التي مثلت توجهات في السياسة الخارجية حملت تلك الخطة عنوان (مثلٌ او أنموذج القوة الأمريكية: خطة بايدن لقيادة العالم الديمقراطي لمواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين) تكمن جوهر فكرة جو بايدن للسياسة الخارجية لأمريكية باستعادة القيادة الكريمة في الداخل والقيادة المحترمة على المسرح العالمي، اي يبدأ في خطته بصلاح الديمقراطية الأمريكية من الداخل للانطلاق نحو القيادة العالمية، لانه يرى ان الداخل والخارج الأمريكي مرتبطة ارتباطًا وثيقاً، فبايدن يرى: ( انه سيعمل على تعزيز الأمن والازدهار والقيم في الولايات المتحدة من خلال اتخاذ خطوات فورية لتجديد ديمقراطيتنا وتحالفاتنا، وحماية مستقبلنا الاقتصادي، ومرة أخرى تضع الولايات المتحدة على رأس الدول لتقود العالم لمواجهة التحديات العالمية الأكثر إلحاحا).
ويرى بايدن هناك أهمية كبيرة في أعادة الاعتبار والعمل وفق القيم والديمقراطية الأمريكية للإعادة أعمار امريكا وحفظ امنها القومي واستعادة قيادتها للعالم بالقول: ( إن الديمقراطية هي أصل مجتمعنا، وهو ينبوع قوتنا، ومصدر تجددنا إنها تقوي وتضخم قيادتنا لإبقائنا بأمان في العالم، إنها محرك براعتنا الذي يقود ازدهارنا الاقتصادي، إنه قلب من نحن وكيف نرى العالم وكيف يرانا العالم، هذا هو السبب في أن قدرة أمريكا على أن تكون قوة للتقدم في العالم وتعبئة العمل الجماعي تبدأ من الداخل، يجب على الولايات المتحدة أن تقود ليس فقط بمثالية القوة الأمريكية، ولكن بقوة مثالنا )، وفي هذا الصدد يرى بادين ان الديمقراطية الأمريكية تعاني من الكثير من المشكلات، وبالتالي هي اليوم عاجزة عن قيادة العالم بالشكل المثالي، وإذ ما ردنا قيادة العالم من جديد علينا معالجة تلك المشاكل عن طريق عدة خطوات منها :
• تعزيز الديمقراطية الأمريكية داخلياً وذلك عن طريق اصلاح النظام التعليمي وجعله مجانا وإصلاح نظام العدالة الجنائية لإزالة التفاوت غير العادلة، واعادة النظر بقانون تمويل الحملات الانتخابية والدفاع عن النظام الانتخابية من الهجمات السبرانية، ومكافحة الفساد المالي، ووضع حد لتلاعب الشركات الكبرى، والعودة فوراً إلى الإحاطات الصحفية اليومية في البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأمريكية ووزارة الدفاع الأمريكية من اجل الشفافية مع الشعب الأمريكي.
• استعادة الولايات المتحدة الأمريكية قيادتها الأخلاقية للعالم وذلك عن طريق وضع حد فوري للممارسات المروعة المتمثلة في فصل العائلات على حدودنا واحتجاز الأطفال المهاجرين في السجون الربحية، وضع سياسيات جديدة بين الحدود مع كل من المكسيك وكندا للتعامل مع المهاجرين ونقل البضائع، حماية المحاربين القدامى وعائلاتهم، حماية المهاجرين الذين فرو من بلدانهم بسبب الحروب، إنهاء حظر السفر ضد الأشخاص من الدول ذات الأغلبية المسلمة، استقبال اللاجئين على مستوى يتناسب مع مسؤوليتنا وحاجتنا العالمية، معالجة مسالة حقوق النساء عالمياً، وإعادة الالتزام العالمي بشأن تغير المناخ، تنشيط التزامنا الوطني بالنهوض بحقوق الإنسان والديمقراطية في جميع أنحاء العالم.
ويرى بايدن بعد اتخاذ هذه الخطوات الأساسية لتعزيز الأساس الديمقراطي لأمريكا سيعمل الى الدعوة لقمة عالمية للديمقراطية خلال العام الاول من تسلم المنصب والهدف من هذا التجمع هو : تعزيز المؤسسات الديمقراطية العالمية، ومواجهة تحدي الدول التي تتراجع في الديمقراطية والليبرالية، وصياغة جدول أعمال مشترك لمواجهة التهديدات للقيم الليبرالية العالمية المشتركة، ويتوقع بايدن ان هذه القمة ستعطي ثلاث نتائج من خلال تحفيز التزامات الدول وهي مكافحة الفساد ، مقاومة الاستبداد عالمياً، النهوض بحقوق الإنسان في الدول المجتمع والدول خارج الاجتماع، وسيضم الاجتماع بجانب الدول منظمات المجتمع المدني من جميع أنحاء العالم التي عن الديمقراطية وحقوق الإنسان والقطاع الخاص بما في ذلك شركات التكنولوجيا وعمالقة وسائل التواصل الاجتماعي من اجل تعريفهم بمسؤولياتهم والتزامهم في الحفاظ على المجتمعات الديمقراطية المفتوحة وحماية حرية التعبير
وبعد هذه المؤتمر يتم العمل على تحقيق مجموعة من الأهداف في السياسية الخارجية الأمريكية منها :
• اعتماد سياسة خارجية تحقق الرفاه الاقتصادية للطبقة الوسطى التي هي عماد الديمقراطية في الولايات المتحدة.
• تجديد القيادة الأمريكية للعالم والعمل على تعبئة العمل العالمي بشأن التهديدات العالمية المشتركة، بما في ذلك التهديد المتجدد بالحرب النووية ، والهجرة الجماعية ، والأثر المدمر للتكنولوجيات الجديدة، وتغير المناخ، والعمل على إنهاء الحروب الأمريكية إلى الأبد في أفغانستان والشرق الأوسط ، والتي كلفتنا الكثير من الدماء والأموال، إذ ستعيد الوليات المتحدة الغالبية العظمى من قواتها إلى الوطن من أفغانستان، و ستكون مهمتها القضاء على القاعدة وتنظيم داعش، وسوف ينتهي الدعم الامريكي للحرب التي تقودها السعودية في اليمن، والسبب في ذلك إن البقاء في صراعات لا يمكن كسبها يستنزف قدرات الولايات المتحدة على القيادة في قضايا أخرى تتطلب اهتمامنا ، ويمنعها من إعادة بناء الأدوات الأخرى للقوة الأمريكية.
• جعل الدبلوماسية كأداة رئيسة للانخراط العالمي، فلا بد من اعادة بناء وزارة الخارجية الأمريكية بشكل حديثة ورشيق - من خلال الاستثمار في سلك الدبلوماسي وإعادة تمكينه والافادة من المواهب الكاملة وثراء تنوع الولايات المتحدة الأمريكية.
• العمل عل أعادة الشركات الدولية مع الدول الحليفة للولايات المتحدة بشكل اكبر وايجاد شركات جديد، وتجديد تجديد التزام الولايات الأمريكية المتحدة بالحد من التسلح ، والعودة في التفاوض مع إيران بشان السلاح النووي، والتفاوض مع كوريا الشمالية بالتعاون مع الصين لنزع سلاحها النووي، وإعادة العمل بمعاهدة ستارت الجديدة التي ترتكز على الاستقرار الاستراتيجي بين الولايات المتحدة وروسيا واستخدام ذلك كأساس لترتيبات جديدة لتحديد الأسلحة .
اما اهم أفكار بايدن بشأن مجموعة من القضايا في السياسة الخارجية التي تجسدت في برنامجه الانتخابي تتمثل بالاتي:
• الصين
يرى بايدن الولايات المتحدة والصين يمتلكان أكبر اقتصاديين في العالم، لذا فإن مصائر البلدين متشابكة بشكل حتمي، سيكون مسار علاقتنا من خلال التعاون المعزز والمنافسة المسؤولة، لقد وجدنا أرضية مشتركة مع بكين وحققنا تقدمًا تاريخيًا في معالجة التحديات العالمية مثل تغير المناخ والأمراض الوبائية والفقر والانتشار النووي، وفي الوقت نفسه وقفنا بحزم بشأن قضايا مثل حقوق الإنسان والملكية الفكرية وحرية الملاحة، سيزداد عمل التوازن هذا صعوبة، ويرى بايدن كذلك ان صعود الصين تحدٍ خطير، وان ممارساتها التجارية مسيئة لامريكا، وانها إذ استمرت في صعودها الاقتصادي والتكنولوجي قد تتقدم على الولايات المتحدة في التقنيات الجديدة ، وإن نهج المواجهة للرئيس دونالد ترامب يؤدي إلى نتائج عكسية ويقود الى ان ينفر الحلفاء الذين ينبغي تجنيدهم في جبهة واسعة للضغط على بكين.
وإن التعريفات الكمركية العامة لترامب مع بكين خاطئة و تهزم نفسها بنفسها، وبدلاً من ذلك لابد إلى الانتقام المستهدف ضد الصين باستخدام قوانين التجارة الحالية وبناء جبهة موحدة من الحلفاء، ولا بد الحذر من أن الصين لانها تقوم باستثمارات ضخمة في الطاقة والبنية التحتية والتكنولوجيا التي تهدد بترك الولايات المتحدة وراءها، و ان اتفاق ترامب التجاري مع الصين في المرحلة الأولى بتاريخ يناير/ كانون الثاني 2020 ، جعل بكين الرابح الأكبر، وان زيادة مشتريات المنتجات الزراعية الأمريكية لن تعالج الممارسات الاقتصادية غير القانونية وغير العادلة للصين، وان سياسية ترامب خاطئ بشأن قبول تأكيدات الصين بشأن وباء فيروس كورونا، لكن يتفق بايدن مع ترامب على أن الصين تخرق قواعد التجارة الدولية، وتدعم الشركات الصينية بشكل غير عادل، وتميز ضد الشركات الأمريكية وتسرق ممتلكاتها الفكرية و إن مليون وظيفة صناعية فقدت في الصين.
و يتعهد بايدن في حال انتخابه كرئيس سيعمل على إعادة تنشيط الولايات المتحدة كقوة في المحيط الهادئ من خلال زيادة الوجود البحري للولايات المتحدة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ وتعميق العلاقات مع دول من بينها أستراليا وإندونيسيا واليابان وكوريا الجنوبية لتوضيح لبكين أن واشنطن لن تعود الى الأسفل، و أن العالم الحر يجب أن يتحد في مواجهة الاستبداد التكنولوجيا الفائقة في الصين وان على واشنطن تشكيل القواعد والأعراف، والمؤسسات التي ستحكم الاستخدام العالمي للتكنولوجيات الجديدة، مثل الذكاء الاصطناعي، كذلك يرى بادن ان الفساد الصين والانقسامات الداخلية يؤشران على انهم ليسوا المنافسين بالنسبة لنا، و أن احتجاز الصين لأكثر من مليون مسلم في منطقة شينجيانغ هو غير مقبول وعلى الولايات المتحدة تدعم العقوبات ضد الأفراد والشركات المشاركة بانتهاك حقوق الإنسان، وكذلك العمل على إدانتها في مجلس الأمن للأمم المتحدة .
• روسيا.
يرى بايدن ينبغي للولايات المتحدة أن تواصل مع روسيا اتباع سياسة تجمع بين الحاجة الملحة للردع من جهة، والسعي الحكيم للتعاون التكتيكي والاستقرار الاستراتيجي من ناحية أخرى، ويرى بايدن ان محاولة روسيا لضم شبه جزيرة القرم هو امر غير قانوني، وان عدوانها المستمر على شرق أوكرانيا هو انتهاك للمبادئ الأساسية لنظام ما بعد الحرب الباردة المتمثلة بالسيادة وحرمة الحدود في أوروبا ورداً على ذلك حشدنا حلفائنا في أوروبا وأماكن أخرى لفرض تكاليف حقيقية على روسيا، موضحين أن هذا الضغط سيستمر حتى تلتزم روسيا بالتزاماتها بموجب الاتفاقات التي تم التوصل إليها في مينسك والتي تهدف إلى إنهاء الصراع، وفي الوقت نفسه فإن الجمع بين مبادرة الطمأنينة الأوروبية التي تبلغ قيمتها 3.4 مليار دولار أمريكي وعمليات الانتشار الجديدة لحلف الناتو في بولندا ودول البلطيق سيعزز حلفائنا الأوروبيين وسيوفر حصناً ضد المزيد من العدوان الروسي لسنوات قادمة، الولايات المتحدة ستحث أوروبا على إنفاق المزيد من الأموال على الدفاع وتنويع مصادر الطاقة من أجل تقليل قابليتها للإكراه الروسي واحتكار مصادر الطاقة، من جانب اخر ان الاستثمار في المؤسسات الأساسية لأوربا لا يتطلب العودة إلى التفكير البسيط في الحرب الباردة، بل يجب أن تظل الولايات المتحدة منفتحة للتعاون مع روسيا إذ تتداخل مصالحنا كما أظهرنا مع الاتفاق النووي الإيراني، وكذلك مع اتفاقية ستارت الجديدة بشأن الأسلحة النووية، وضرورة التعاون مع روسيا في انهاء الحرب في سوريا وضرورة التواصل المباشر مع روسيا لشرح كل نوايا البلدين من اجل لا تثير التقنيات العسكرية الجديدة مخاطر سوء التقدير والتصعيد، والحفاظ على الاستقرار الاستراتيجي .
• إيران .
يرى بايدن لا يمكن تقسيم العالم إلى صديق وعدو، فالواقع في الشؤون الدولية يتطلب في بعض الأحيان العمل مع بعض الدول التي لا تمثل تهديد مباشر لأمننا القومي، لهذا يرى بايدن ان أدارة اوباما كانت ناجحة في أدارت علاقتها مع إيران إذ اغتنمت إمكانية تجاوز الصراع الذي استمر ثلاثة عقود مع إيران لإبرام اتفاق نووي، فإيران ليست صديقة ولا شريك، لكن استعدادنا لكسر المحرمات وإشراك النظام مباشرة إلى جانب نجاحنا في حشد ضغط دولي غير مسبوق على إيران للتفاوض أزال بسلام أحد أكبر التهديدات للأمن العالمي وهو شبح حصول إيران على سلاح نووي، فبعد مرور عام على الاتفاق قامت إيران بإزالة ثلثي أجهزة الطرد المركزي بشكل يمكن التحقق منه، وتم شحنها إلى خارج البلاد بنسبة 98 في المائة من اليورانيوم منخفض التخصيب (بما يكفي لحوالي عشرة أسلحة نووية) ، وإزالة قلب مفاعل البلوتونيوم في آراك وملأه بالأسمنت، و وصول المفتشين الدوليين بشكل غير مسبوق إلى كامل سلسلة الإمداد النووي لضمان الامتثال الايراني، ان الصفقة تعيق كل مسار يمكن أن تسعى إيران من خلاله إلى تطوير أسلحة نووية ، ولا زالت هناك فرصة لمزيد من التواصل مع ايران إذا اعتدل سلوك النظام الايراني، وان الانسحاب من الاتفاق النووية مع إيران سيترك برنامج إيران النووي غير مقيد، ويزيد من التهديد لإسرائيل وشركائنا في الخليج، كذلك ان اي اتفاق نووي يجمع البلدين الولايات المتحدة بايران لا يجب أن يأتي على حساب التزاماتنا الصارمة تجاه حلفائنا وشركائنا في الشرق الأوسط بما في ذلك إسرائيل، فالولايات المتحدة تحتفظ بجميع الوسائل اللازمة بما في ذلك العقوبات الاقتصادية والغير اقتصادية، لمحاسبة إيران على أنشطتها المتعلقة بالصواريخ البالستية، ونحن ملتزمون بالعمل مع حلفائنا وشركائنا للرد على إيران في حالة أرادت إيران زعزعة الاستقرار في الدول الحليفة .
وفي ما يخص جائحة كورونا اصدر بايدن بيان تضمن إشادة بجهود الولايات المتحدة في مواجه الجائحة ،وطلب من ترامب تقديم المساعدات الطبية لإيران إذ كتب في رساله له بهذا الخصوص : تقود الولايات المتحدة الأمريكية العالم في أوقت الازمات، ويجب أن نكون أول من يقدم المساعدة للأشخاص الذين يتأذون أو في خطر، هذا ما نحن عليه، هذا ما كنا عليه دائما، وفي خضم هذا الوباء المميت الذي لا يحترم الحدود، يجب على الولايات المتحدة أن تتخذ خطوات لتقديم ما يمكننا تقديمه إلى تلك الدول الأكثر تضرراً من هذا الفيروس - بما في ذلك إيران - حتى مع إعطاء الأولوية لصحة الشعب الأمريكي.
في حين تعثرث الحكومة الإيرانية في الاستجابة بفعالية لهذه الأزمة، بما في ذلك إخفاء الحقيقة عن شعبها، ولا تزال تعمل بشكل استفزازي في المنطقة، فإن الشعب الإيراني يتألم بشدة، من السيئ أن تتخلى إدارة ترامب عن الاتفاق النووي الإيراني لصالح استراتيجية "أقصى ضغط" والتي أدت إلى نتائج عكسية سيئة، مما يشجع إيران على أن تصبح أكثر عدوانية وأن تستأنف برنامجها النووي، ومهما كانت خلافاتنا العميقة مع الحكومة الإيرانية ، يجب أن ندعم الشعب الإيراني، هناك بالفعل استثناءات إنسانية مطبقة للعقوبات، ولكن في الممارسة العملية ، فإن معظم الحكومات والمنظمات قلقة للغاية بشأن مخالفة العقوبات الأمريكية لتقديم المساعدة، يجب على إدارة ترامب اتخاذ خطوات فورية لمعالجة هذه المشكلة وتبسيط القنوات المصرفية والمساعدة الصحية العامة من دول أخرى استجابة للطوارئ الصحية في إيران، يجب أن تتضمن الخطوات المحددة ما يلي: إصدار تراخيص واسعة لشركات الأجهزة الصيدلانية والطبية ؛ إنشاء قناة مخصصة للبنوك الدولية وشركات النقل وشركات التأمين وشركات الخدمات الأخرى لمساعدة الإيرانيين في الحصول على العلاج الطبي المنقذ للحياة ؛ إصدار توجيهات جديدة بفرض عقوبات على هذه الجماعات ومنظمات المساعدة الدولية لتوضيح كيف يمكنهم الاستجابة بشكل فوري ومباشر وقانوني للمأساة في إيران،كما يجب على إيران القيام بلفتة إنسانية والسماح للمواطنين الأمريكيين المحتجزين بالعودة إلى ديارهم .
ان بايدن وفق هذا البيان لا يطلب تخفيف العقوبات على إيران او إيقافها لمدة محدد فقط؛ بل يدعو الى تبسيط الإجراءات وبيان او توضيح القنوات التي تقدم المساعدات الأمريكية لإيران، والعمل بشكل فعلي على ايصال تلك المساعدات، وليس الاكتفاء إطلاق البيانات في الإعلام، وان بيان او إعلان ترامب بانه سوف يقدم المساعدات الأمريكية لإيران لا يدفع الدول او الشركات العمل مع ايران لأنها تخشى من العقوبات الأمريكية .
• الشرق الأوسط .
شارك بايدن كعضو في مجلس الشيوخ ونائب الرئيس في تشكيل الدبلوماسية الأمريكية والسياسة العسكرية عبر الشرق الأوسط لحقبة طويلة، وكمرشح للرئاسة 2020 يضع خبرته في التعامل مع ملف العراق، وإسرائيل، وسوريا، وإيران، وغيرها من الدول والقضايا في المنطقة، أراء بايدن بشان ايران عرضناها سابقا وحول العراق سنعرضها في فقرة موقفه من الجماعات المسلحة،و بالتالي سنتطرق الى أرائه فقط بشان الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وأرائه بشأن كل من تركيا، والمملكة العربية السعودية وسوريا.
كان بايدن مؤيداً قوياً لإسرائيل طوال حياته السياسية، ووصف نفسه بأنه صهيوني، ولديه التزام قوي بأمن إسرائيل، لكنه يمارس الضغط على كل الحكومات الإسرائيلية من اجل تحقيق السلام مع الفلسطينيين، كما إنه يدعم حل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وينتقد نهج ترامب الأحادي الذي دعم الإسرائيليين على حساب الفلسطينيين وجعل المفاوضات أكثر صعوبة، لكن يدعم بايدن إبقاء السفارة الأمريكية في القدس بعد أن نقلها ترامب هناك في 2018، كما يقول بايدن إن على إسرائيل أن توقف النشاط الاستيطاني في الأراضي المحتلة وأن تقدم المزيد من المساعدة لغزة ، في حين يتعين على القادة الفلسطينيين أن يوقفوا تمجيد العنف والسعي الى استعماله في حل قضيتهم، كما يدعوا الدول العربية إلى تطبيع العلاقات مع إسرائيل.
اما موقف بايدن من الملف السوري فيرى ان سحب ترامب للقوات الأمريكية من شمال سوريا هو خيانة للأكراد و أكثر شيء مخجل فعله أي رئيس في التاريخ الحديث فيما يتعلق بالسياسة الخارجية الأمريكية حيال القضية الكردية، لان اكراد سوريا كانوا حلفاء لأمريكا في مقاتلة تنظيم داعش الارهابي، ويرى بايدن إن تركيا يجب أن تدفع ثمناً باهظاً لحملتها العسكرية في الأراضي الكردية السورية، ويعرب عن قلقه حيال إبقاء الولايات المتحدة الأسلحة النووية في تركيا، ويقترح دعم أقوى للمعارضة الداخلية للرئيس التركي رجب طيب اردوغان.
اما بشأن ملف المملكة العربية السعودية يرى بايدن بضرورة إعادة تقييم لدعم الولايات المتحدة للمملكة العربية السعودية في أعقاب مقتل الصحفي جمال خاشقجي، والحرب التي قادتها السعودية في اليمن، والانتهاكات المحلية لحقوق الإنسان، على الرغم من أن إدارة أوباما دعمت الحرب السعودية في اليمن ، إلا أن بايدن يقول إن على الولايات المتحدة إنهاء مشاركتها في الصراع الذي لا يمكن الفوز به، ويقول أيضاً إنه سيوقف مبيعات الأسلحة إلى المملكة وسيعامل المملكة على أنها منبوذة على المسرح العالمي، ولا بد الإشارة الى ان بايدن كان معارض باستمرار لسياسات المملكة السعودية، ففي عام 2014 ألقى باللوم على السعودية وحلفائها "السنة" للسماح لهم بتدفق الموارد إلى تنظيم داعش .
لابد الإشارة هنا أيضاَ ان المملكة العربية السعودية حليف استراتيجي مهم للولايات المتحدة الأمريكية في الخليج ولا يمكن الاستغناء عنه او الضغط عليه لاتخاذ سياسات معينه وخاصة مع وجدود شخصية قوية مثل محمد بن سلمان، وكذلك من غير الممكن الامتناع عن بيع الأسلحة للمملكة لانها قد تغير وجهتها في التسلح نحو روسيا او فرنسا وهذا الامر قد يضر بشركات السلاح الأمريكية وقد تؤثر تلك الشركات على بايدن لما تمتلكه من لوبي ضخم داخل الولايات المتحدة، كذلك هنالك ملف شاك من العلاقات الاقتصادية والاستثمارات بين امريكا والسعودية لا يمكنه فصله بسهوله، وبالتالي لا اعتقد ان بايدن سيضحي بتلك المصالح والموال الضخمة، وهذه التصريحات مجرد أفكار وبرامج انتخابية.

• سياسية الدفاع الأمريكية، وحلف الناتو .
تكمن جوهر فكرة بايدن في استعمال القوة العسكرية في الخارج في ان تقتصر على بعض التدخلات العسكرية الأمريكية في الخارج ومعارضة اي تدخلات خارجية ان لم تكن للدفاع عن المصالح الحيوية للبلاد، وعندما يكون الهدف لتي تستخدم من اجله القوة العسكرية واضح وقابل للتحقيق، ولا يمكن استخدام القوات العسكرية في تغير الأنظمة الشمولية ونشر الديمقراطية، ولا يرغب بايدن بالقيام باي عمل انفرادي عسكري على الساحة الدولية، ويؤكد على أهمية الدبلوماسية والعمل من خلال التحالفات والمؤسسات العالمية، لكن يرى بان هناك استثناء في استخدام القوة العسكرية حينما يحتم الواجب الأخلاقي ومصلحتها في الامن الدولي على الولايات المتحدة الرد باستخدام القوة العسكرية على اي إبادة جماعية أو استخدام أسلحة بيولوجيا او كيميائية في جميع أنحاء العالم. كما أنه يفضل استخدام القوة لتجنب تعطيل تجارة النفط العالمية.
ويرى بايدن انه سيعمل على اعادة القوات القتالية الأمريكية الى الوطن من أفغانستان في حقبة ولايته الأولى بإطلاق الجهود الدبلوماسية رفيعة المستوى التي تشمل الدول المجاورة لأفغانستان، وهو يفضل الاحتفاظ بعدد صغير من القوات الخاصة والأصول الاستخباراتية في البلاد لمكافحة الإرهاب، بينما يواصل محادثات السلام مع طالبان.
ويرى بايدن أيضاً بأن الإنفاق العسكري يجب ان لا يركز بشكل كبير على الحروب التقليدية بدلاً من المجالات الناشئة للدفاع مثل الفضاء والفضاء الإلكتروني، وعلى الولايات المتحدة أن تسعى للحفاظ على تفوقها العسكري وسط عودة إلى منافسة القوى العظمى مع الصين وروسيا .
اما عن توجهات بايدن لحلف الناتو يرى ان من الضرورة دعم حلف شمال الأطلسي (الناتو) بقوة، وهو التحالف العسكري الوحيد الأبرز في تاريخ العالم، وهو الأساس الذي مكننا من الحفاظ على السلام والاستقرار على مدى الـ70 عاماً الماضية، إنه جوهر أمننا الجماعي، والأساس الذي تمكنت الولايات المتحدة من خلاله ممارسة مسؤولياتها في الأنحاء الأخرى من العالم ، كذلك يجب على جميع الدول في الحلف الالتزام بمخرجات قمة ويلز التي لها أهداف كمية ونوعية على الحلفاء للوفاء بها بحلول عام 2024 وكلاهما مهم لتقوية الحلف ، ويجب على الحلفاء الوفاء برفع التزامهم الحالي بما لا يقل عن 2 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي مقابل الدفاع عنهم في منظومة الحلف.
• الدبلوماسية والتحالفات الدولة.
يرى بايدن ان نظام ما بعد الحرب الذي بنية الولايات المتحدة مع حلفائنا يتعرض للهجوم، ويأتي الهجوم من اتجاهات متعددة من المستبدين الذين خنقوا الحرية باسم الأمن إلى الإرهابيين الذين ينشرون تطرفهم عبر الحدود، والقادة الوطنيين الذين يغذون الخوف والانقسام في الداخل، تستغل الدول غير الليبرالية القوية هذه اللحظة من خلال ملء فراغ القيادة العالمي بالقيم التي لا تتناسب مع القيم الأمريكية، إنهم ينظرون إلى نجاح نظامنا باعتباره تهديدًا لنظامهم - إذ يصنعون عالماً خال من الديمقراطيات عن طريق زرع الشك والخلافات في الديمقراطيات للضغط عليهم نحو الفشل على وجه الخصوص، ففي عهد الرئيس بوتين تسعى روسيا إلى العودة إلى عصر يسود فيه استخدام القوة وينقسم العالم إلى مناطق نفوذ، وفي الوقت نفسه تزايد التهديدات الدولية المشتركة مثل الإرهاب والهجمات السيبرانية والأوبئة، ومن ثم لا يمكن للولايات المتحدة أن تكسب هذه المعركة وحدها، وعلى وفق ذلك يجب علينا أن نقود من خلال شبكة تحالفاتنا وشراكاتنا التي لا مثيل لها، ومن خلال تأثيرنا الذي لا مثيل له في المؤسسات الدولية - المؤسسات التي يجب أن تكون أكثر كفاءة وفاعلية وعدالة وتعكس القوى والشركاء الجدد الناشئين، ويجب على الولايات المتحدة بناء تحالفات على كل مستوى للدفاع عن قواعد السلوك والمسؤولية الدولية وإنفاذها إذا لزم الأمر، ويجب عليها فضح ونزع سلاح الأدوات الديماغوجية التي يستخدمها المتطرفون لإلهام العنف وإثارة الفوضى أولئك الذين يشاركون في مزايا الأمن المشترك يشاركون أيضاً في مسؤوليتها، ويجب أن تعكس شراكاتنا التهديدات الحالية بينما تقوم بتوزيع التكاليف بشكل مناسب، ويرى بايدن إن انسحاب ترامب من المعاهدات وشجبه للتحالفات أدى إلى تراجع مكانة الولايات المتحدة في العالم، ويقول إنه سيجعل الدبلوماسية الأداة الرئيسة للسياسة الخارجية الأمريكية، وسوف يعيد بناء وزارة الخارجية، ويرى ضرورة إعادة الالتزام بالتحالفات الدولية وإعادة الدخول في الاتفاقات الدولية، وإعادة الانضمام إلى الاتفاق النووي الإيراني واتفاق باريس بشأن المناخ، وتعزيز التحالفات مع أستراليا وإسرائيل واليابان وكوريا الجنوبية، ويحذر من المد المتصاعد للشعبوية والقومية في جميع أنحاء العالم ، ويرى ان تصاعد هذا المد يؤدي الى انغلاق الدول على نفسها وازدياد العنصرية والانعزالية، وقد يؤدي الى انسحاب الولايات المتحدة من القيادة العالمية، ويرى بايدن ايضاً أن أعظم إنجاز في السياسة الخارجية للولايات المتحدة كانت الاستثمارات في مجال الأمن الجماعي وصنع شراكات مع الحلفاء .
• التطرف العنيف
يرى بايدن ان الإرهاب والتطرف العنيف ربما يمثل المثال الأكثر إرباكاً لخطر شديد عبر للحدود يتطلب قيادة أمريكية مستدامة، إذ تمثل القاعدة وداعش وفروعهم تهديدات حقيقية، وقد ذكّرتنا الهجمات في باريس وسان برناردينو وبروكسل وأورلاندو وإسطنبول وأماكن أخرى مراراً وتكراراً بأن الإرهاب يمكن أن يحدث في أي مكان وفي اي الوقت، حتى إذ ساد مناخ من الخوف وعدم اليقين حول الإرهاب الدولي يجب أن نتذكر أنه لا يمكن للإرهابيين تدمير الولايات المتحدة فيمكن تصنفها إنها تهديدات مهمة لكنها ليست وجودية، فعلى طول اكثر من عقد من الحرب في أفغانستان والعراق تعلمنا بعض الدروس الصعبة حول موعد وكيفية نشر القوة العسكرية لمواجهة هذا الخطر، حتى عندما قمنا بإخراج أكثر من 165.000 جندي أمريكي من القتال في أفغانستان والعراق، لم يتردد الرئيس أوباما في استخدام القوة للدفاع عن الشعب الأمريكي عند الضرورة، فقتالنا على تلك الأراضي وجميع إشكال التطرف والإرهاب لم يعيق نمو ايديولجيتها المتطرفة، إذن علينا ان نفكر بعناية في استخدام القوة لأننا نتفهم التكاليف البشرية الهائلة والعواقب غير المتوقعة للحرب فيجب أن نضمن أنه عندما نستخدم القوة أنها فعالة، وأن النجاح في ساحة المعركة لن يستمر إذا تجاوز التدخل العسكري الأمريكي التطورات السياسية على الأرض أو قدرة الشركاء المحليين على السيطرة على أراضيهم، وبالتالي سيتطلب الانتصار الدائم ضد القاعدة و داعش قوى محلية قابلة للحياة للسيطرة على المناطق المحررة ، وإعادة بناء المجتمعات المحطمة، والحكم بشكل فعال، ولهذا السبب عملنا مع أكثر من ثلاثين دولة لتدريب القوات الأفغانية لتعقب القاعدة والجماعات الإرهابية الأخرى، واستثمرنا كثيراً في بناء شراكة مع حكومة الوفاق الوطني في ليبيا ومع الحكومات الأفريقية الأخرى - من نيجيريا إلى الصومال إلى تونس - لملاحقة القاعدة والجماعات المنتسبة لتنظيم داعش.
ويذكر بادين ان القوات الأمريكية قامت في العراق وسوريا ببناء تحالف مكون من 66 عضوًا لتدريب القوات المحلية ، وقمنا بتزويد المجتمعات المتضررة بالمساعدة الإنسانية ،و لقد نشرنا قوات عمليات خاصة، واعتبارًا من يوليو/تموز 2016 ، شن تحالفنا أكثر من 13000 غارة جوية لدعم القوات البرية العراقية من خلال تعزيز تبادل المعلومات الاستخبارية والتعاون في إنفاذ القانون ، وعملنا مع شركائنا العراقيين لتحسين أمن حدودهم ، والحد من تدفق المقاتلين الأجانب إلى العراق وسوريا بنسبة 50 في المائة ، وخنق تمويل داعش، والنتيجة كانت خسر داعش دولتها المزعومة، ونحن نعمل مع المجتمع الدولي لتقديم مليارات الدولارات من المساعدات الإنسانية للنازحين في العراق وسوريا واللاجئين في جميع أنحاء المنطقة ومليارات أخرى لتحقيق الاستقرار وإعادة بناء المجتمعات المحررة من داعش، نحن منخرطون على أعلى المستويات في العراق لتشجيع المزيد من الشمول السياسي والمصالحة، ونحن نسعى بقوة إلى تسوية دبلوماسية لتحقيق انتقال سياسي في سوريا - لأنه لا يوجد فقط حل عسكري للصراع ؛ كما أنه لا توجد طريقة لإنهائها طالما ظل بشار الأسد في السلطة.
ويرى بايدن لابد الإشارة حتى وان انهزم داعش، سيستمر التحدي الجهادي ومن المحتمل أن تستمر الحركات الجهادية العنيفة الأخرى ذات المشاريع المحلية سواء كانت تمثل داعش او غير داعش في استغلال الأماكن غير الخاضعة للحكم وتهديد الاستقرار في الدول الرئيسة، كانت بوكو حرام تهديداً لنيجيريا قبل وقت طويل من إعادة تسمية نفسها باسم مقاطعة غرب إفريقيا التابعة للدولة الإسلامية، على سبيل المثال، وسيتعين معالجتها حتى لو تم تدمير داعش، والإيديولوجية السلفية الجهادية التي تدعم مثل هذه الجماعات لا تريد ان تمسك الارض فقد يغذي هذا الفكر أشخاص بعيدين عن الأراضي التي احتلها داعش في ما يسمى هجمات الذئاب المنفردة لتنفيذ هجمات مثل تلك الموجودة في سان برناردينو وأورلاندو ونيس، وقد يواصل المقاتلون الأجانب العائدون إلى الوطن من الجبهة محاولة الهجمات مثل تلك التي وقعت في باريس وبروكسل.
ويرى بايدن ايضاً ان مواجهة التنظيمات الجهادية التكفير مستقبلا بعد هزيمة داعش يحتم علينا استخدام قوتنا بطريقة ذكية ومستدامة وشاملة، اي ان محاربة الشبكات الإرهابية في الدول الأجنبية لابد ان يكون باستخدام مجموعات صغيرة من القوات الخاصة الأمريكية والضربات الجوية الهجومية بدلاً من نشر القوات الكبيرة، وسيتطلب هذا التطبيق المنضبط التعاون بين القوة العسكرية والاستخباراتية والدبلوماسيون والمتخصصون في التنمية، وسيتطلب العمل مع الشركاء المحليين والمجتمع الدولي لتحسين الحكم في الدول الهشة والفاشلة، وستتضمن مواجهة الأيديولوجيات المتطرفة على الإنترنت، لكن هذه الحملة الشاملة ضد التطرف العنيف لن تنجح إلا إذا تم تنفيذها بطريقة تتوافق مع قيمنا وكسب ود 1.5 مليار مسلم في العالم ومنهم الغالبية العظمى يرفضون وجهات النظر السلفية الجهادية، نحن نعلم أن القاعدة وداعش وأمثالهم يريدون صنع صدام بين الحضارات و تقسيم العالم الى صليبيين ومسلمين وهذا منافي الى قيمنا قيم التعايش السلمي.
إذن بايدن يؤمن وفق هذه الأفكار ان الحرب مع التنظيمات الجهادية لا ينتهي، وان الولايات المتحدة لا تقوم بأي حرب ضد اي تنظيم جهادي بشكل فردي بل لا بد من شراكة مع المجتمع الدولي لمواجه اي تهديد إرهابي، والاهم من ذلك هو قدرة البلد الذي يتعرض لهجمات تلك التنظيمات على الاستعداد في تقديم المساعدة للتحالف الدولي، و قدرته على النهوض بنفسه بعد تخليصه من الإرهاب، لان الولايات المتحدة غير مستعد ان تقوم بأي عمل ضد اي تنظيم إرهابي لا يمثل الاستدامة وجني الثمار على المستوى البعيد، وهي غير راغبة في الدخول بحروب طويلة حروب استنزاف مع هذه التنظيمات.
• معالجة التحديات العابر للحدود .
يرى بايدن بهذا الشأن ان هناك مجموعة من التهديدات العابرة للحدود تهدد جميع الدول مثل مسببات الأمراض ، والاضطرابات البيئية، وفيروسات الكمبيوتر، والأيديولوجيات الخبيثة لا تحترم الحدود، فالانعزالية لم تقدم أبداً أكثر من شعور زائف بالأمان، والآن أكثر من أي وقت مضى لا يمكن للولايات المتحدة الأمريكية أن تحمي أمنها من هذه المخاطر أو تجلس وننتظر حتى يحل الآخرون مشكلات العالم بنيابة عنها، أن الأمن الحقيقي يتطلب إيجاد حلول تمتد عبر الحدود لمعالج المشكلات العابرة للحدود، كما حدث عندما حشدنا العالم للتصدي لوباء الإيبولا في غرب إفريقيا في عام 2014، فقد قاومنا الدعوات بعزل الولايات المتحدة عن طريق للحجر الصحي وحظر السفر، لان العالم ينظر اليوم الينا كقائد لهم، وبالتالي لدينا كل نقاط القوة للإسهام في الحد من هذا الوباء، وبالتالي اسهم جيشنا وأخصائيي الرعاية الصحية والتنمية لدينا وبالتعاون مع الدبلوماسية و بمشاركة جميع الدول لتقديم مساعدة عاجلة ومنسقة أنقذت في نهاية المطاف مئات الآلاف من الأرواح، وعملنا أبعد من الإيبولا؛ فقمنا باستثمارات كبيرة وقمنا ببناء شراكات جديدة لمكافحة فيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز ، وتحويل المد ضد الملاريا، وتحسين صحة النساء والأطفال في جميع أنحاء أفريقيا من خلال مشاريع الأمن الصحي العالمي الخاصة بنا، وهي شراكة بين الولايات المتحدة وحوالي 50 دولة أخرى أطلقتها ادارة اوباما في عام 2014 ، فإننا نعزز قدرة البلدان المعرضة للخطر في أفريقيا وحول العالم لمكافحة تفشي المرض في المستقبل.
التهديدات العابر الوطنية الأخرى ليست سوى ضغطة زر حسب تعبير بايدن سواء كان من يقوم بالفعل الجهات الحكومية التي تسرق البيانات التجارية أو الحكومية أو المتسللين المجرمين الكوريين الشماليين أو المجهولين الذين يرتكبون هجمات إلكترونية ضد الشركات الأمريكية، وهذه الافعال او التهديدات السيبرانية تمثل تحدياً متزايداً للأمن القومي للولايات المتحدة ونزاهة الانتخابات وصحة الديمقراطية في البلاد، ويرى بايدن بتلك التهديدات السبب الذي دفع الولايات المتحدة الى القيام بتحصين الدفاعات الإلكترونية، وتوسيع نطاق الشراكات مع القطاع الخاص ومع الحكومات الأخرى، وتفويض وزارة الخزانة لفرض عقوبات ضد قراصنة المعلومات، وتعزيز قدرات الولايات المتحدة التقنية، والعمل على تحسين قدرة الولايات المتحدة على الاستجابة والتعافي من الهجمات الإلكترونية، وفي الوقت نفسه حصلت الولايات المتحدة على عدد من الالتزامات المهمة من الصين بشأن إجراءاتها عبر الإنترنت ، بما في ذلك اتفاقية عدم إجراء تجسس اقتصادي ممكّن عبر الإنترنت لتحقيق مكاسب تجارية، ويتبع عدد من الدول الأخرى خطوتنا وتأمين التزامات مماثلة خاصة بها، وستواصل الولايات المتحدة دعم الإنترنت المفتوح والشفاف والقابل للتشغيل المتبادل كمحرك للنمو الاقتصادي والمجتمع المدني وعليها بناء تحالفًا متناميًا من الدول ذات التفكير المماثل حول مجموعة من المعايير الطوعية لسلوك الدولة المسؤول في وقت السلم ، وهو جهد مهم لتعزيز الاستقرار في الفضاء السيبراني ، والذي أيده قادة من عدد من الدول الأكثر قدرة ، بما في ذلك تلك من G-7 و G-20، وير ضرورة ان تعمل الولايات المتحدة مع الدول الصديقة .
ويذكر بايدن في برنامجه الانتخابي 2020 انه سيدعو بعد فوزه إلى عقد قمة عالمية للضغط على شركات التكنولوجيا لتقديم تعهدات ملموسة لضمان أن برامجها لا تمكّن الدولة للمراقبة، وتسهل القمع كما في الصين وأماكن أخرى، وتنشر الكراهية، أو تحفز الناس على العنف، ويجب على الولايات المتحدة أن تستخدم المساعدات الخارجية لتزويد العالم مع "البدائل الرقمية لتكنولوجيا المراقبة كما في الصين، ويتعهد بايدن بالعمل مع حلفاء الولايات المتحدة لتطوير شبكات الخلوي 5G وغيرها من التكنولوجيات المتقدمة لضمان أن تبقى في مأمن من الاختراق من قبل خصوم الولايات المتحدة وخاصة الصين، ويرى بايدن بان هناك خطر داهم للولايات المتحدة يكمن ضعف شبكات الأمان الرقمي للبنى التحتية الأمريكية بما في ذلك شبكات النقل، وشبكات الكهرباء، وبالتالي لابد من زيادة الاستثمارات بهذا الشأن، وكذلك يحذر من قدرة الصين وروسيا لاستغلال الثغرات في النظام الرقابي للولايات المتحدة واستخدامها في الصناعة المالية مثل غسيل الاموال للالتفاف على الحظر المفروض على التمويل الأجنبي للانتخابات، وأخير يرى بادن ضرورة ان تقوم مواقع التواصل الاجتماعي العملاقة بضمان المسؤولية عن ما ينشره مستخدموها .
• فيروس كورونا .
بايدن ينتقد رد ترامب على جائحة فيروس كورونا ويرى ان ترامب جعلها مسرحية سياسية، وتعمد في تضليل المواطنين، وتفضيل الاقتصاد على صحة المواطنين، ويقترح بايدن في نيسان 2020 خط من ثلاثة ابعاد لمواجهة الفيروس : الاستجابة الصحية وتعني إنفاق كل ما يلزم لتنسيق الاستجابة الوطنية ، وتوسيع الخدمات الصحية، والاستجابة الاقتصادية اي دعم الاقتصاد الوطني، والاستجابة العالمية وتعني التعاون العالمي في القضاء على الفيروس والاستعداد لمواجهة الأوبئة في المستقبل.
تدعو خطته إلى تعبئة الرعاية الصحية الطارئة الوطنية التي تكثف الاختبارات، وتجعلها مجانياً، وتوفر الشفافية بشأن البيانات حول كل ما يتعلق بالفيروس، كما أنها تعد بتوسيع قدرات المستشفيات بسرعة من خلال إنشاء مستشفيات مؤقتة بسرعة من خلال تعبئة موارد وزارة الدفاع ، وتسريع إنشاء اللقاحات والعلاجات الأخرى، وتعد الخطة بجعل العلاج مجاني للأشخاص المصابين من خلال تعديل القوانين ذات الصلة التي تحكم خطط التأمين الصحي الخاصة والعامة، ويقترح بايدن تحفيز الشركات لإنتاج المزيد من معدات الحماية الشخصية مثل الأقنعة والقفازات، ونعمل على انتاج المعدات الصيدلانية والطبية في الولايات المتحدة بعد عقود من الاستعانة بمصادر خارجية لمعظم هذا الإنتاج في الخارج.
و وعد بايدن كذلك بقيادة استجابة عالمية موسعة، وبتنسيق من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، التي من شأنها مساعد الدول الضعيفة، وهو يتعهد أيضاً بتعاون أوثق مع منظمة الصحة العالمية والأمم المتحدة واللاعبين العالميين الآخرين لمواجهة الفيروس، ويتعهد أيضاً باعادة إدارة مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض للأمن الصحي العالمي والدفاع البيولوجي، وهو مكتب داخل مجلس الأمن القومي لإعداد وتنسيق الاستجابة للأوبئة التي قامت إدارة ترامب بحله في عام 2018، ووعد كذلك بتوسيع عدد الموظفين والتمويل لوزارة الخارجية وغيرها من البرامج الصحية للوكالات الفيدرالية.
على الصعيد الاقتصادي الداخلي يقترح خطته تتضمن مجموعة من البرامج والسياسات الفيدرالية لحماية العمال، وتشمل هذه السياسات الإجازات المرضية المدفوعة الاجر الإلزامية، واستحقاقات البطالة الموسعة، والتمويل الإضافي لبرامج الغذاء الفيدرالية، وبرامج رعاية الأطفال ، والقروض للشركات الصغيرة، كما يقترح بايدن في هذا الجانب بإنشاء "صندوق طوارئ محلي" جديد يسمح للمحافظين ورؤساء البلديات بالوصول إلى الأموال الفيدرالية من اجل تمويل مجموعة من الأغراض بما في ذلك الرهن العقاري والإعانات التجارية ، وبرامج الوظائف ، أو المدفوعات النقدية المباشرة للمواطنين.
وفي ختام خطة لمواجهة الفيروس ينتقد الصين بسبب نقص الشفافية في المراحل الأولى من الأزمة، ويرى بضرورة إرسال خبراء صحة أمريكيين إلى الصين لمعرفة تعبات الفيروس لأنه خطر للأمن القومي، ويرى كلك انه الأقدر على إدارة هذه الأزمة ويستشهد بتجربته كنائب للرئيس في عهد اوباما، إذ ساعد في قيادة استجابة إدارة أوباما لوباء H1N1 لعام 2009 ، الذي أطلقت فيه الإدارة بسرعة اختبارات جديدة ، ووباء إيبولا 2014 .
و في الختام يمكن القول إذا ما فاز بايدن في الانتخابات يمكن التبؤء بتصرفاته على وفق مجموعة من المعطيات السابقة مثل توجه الحزب الديمقراطي في السياسية الخارجية والبرنامج الانتخابي الذي وعد بتطبيقه، وشخصية بايدن وارثه في السياسة الخارجية، وبذلك يمكن الإشارة إلى مجموعة من الامور أهمها التالي:
1- لابد الإشارة في بادئ الامر، إلى امر مهم ان الشهر الأخير قبل الانتخابات لم تكن كافة في تحديد من هو الذي سيفوز في انتخابات الرئاسة الأمريكية والسبب هناك تقارب في عدد الناخبين المسجلين الذي سيصوتون إلى بايدن وترامب، مع ارجحية بسيطة لبايدن، وبالتالي يجعل التنبؤ صعب جداً خصوصاً ان استطلاعات الراي في انتخابات الرئاسية لعام 2016 قد فشلت في التنبؤ بمن يفوز ، عندما رجحت كفت هلري كلينتون على ترامب، هذا من جانب، ومن جانب اخر هناك عدة امور ستزيد من شعبية ترامب ، منها زيادة فرص العمل بعد تراجع حدة جائحة كورونا وفتح الاسواق، ورعاية الولايات المتحدة لمعاهدات السلام بين الامارات والبحرين واسرائيل.
2- سيركز بايدن على الأداة الدبلوماسية في السياسية الخارجية ولا يستخدم القوة العسكرية إلا عند تهديد مصالح الولايات المتحدة الأمريكية، وإذ استخدمها ستكون مجرد تدخلات بالقوات الخاصة والطائرات بدون طيار ولأوقات قصيرة جداً.
3- يشخص بايدن ان تهديد الولايات المتحدة متمثل بالصين وروسيا وإيران، وبالتالي سيعمل بالضغط على هذه الدول بالطرق الدبلوماسية والإجماع الدولي لحلفاء الولايات المتحدة الأمريكية وخاصة الصين لانه يرى فيها المنافس الحقيقي الصاعد للولايات المتحدة الأمريكية ولابد من احتوائها.
4- سيعود ليفاوض ايران على برنامجها النووي، لكنه مؤمن بالعقوبات الاقتصادية التي تفرض على ايران في حالة رفضها وانها تأتي ثمارها.
5- سيقوم بدعم العراق لواجهة داعش ، لكن يشترط موافقة الحكومة العراقية والشركاء الدوليين للقيام بالاعمال العسكرية والاستخبارتية، وجدية العراق بإنهاء التنظيم وبناء عراق امن بعيد عن الطائفية والتدخلات الخارجية.
6- ستعود الولايات المتحدة إلى اغلب المنظمات الدولية التي خرجت منها في زمن ترامب.
7- استمرار حالة القتال والمواجهة على الساحة السورية دون العمل بشكل جدي للإطاحة بنظام بشار الاسد، وعدم دعم المعارضة السورية باي مقومات عسكرية متقدمة لمواجهة قوات النظام وآلياته و ادواته العسكرية ، مع زيادة الدعم لأكراد سوريا.
8- أبقاء النهج السياسي في العلاقة مع دول مجلس التعاون الخليجي ومراعاة مصالح الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة، والمضي بسياسة احتواء هذه الدول إذ يمثل عنصر الطاقة التي لا يمكن الاستغناء عنه في الوقت الحاضر.



#مصطفى_كامل_الدراجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- واقع وأفاق تطور العلاقات العراقية - السعودية
- من يقف وراء سياسة دونالد ترامب طوال الاربع سنوات؟؟


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى كامل الدراجي - المرشحون لانتخابات 2020 عن الحزب الديمقراطي جو بايدن الأفكار والمواقف السياسة