أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - مهند عجلاني - مبغى المعبد














المزيد.....

مبغى المعبد


مهند عجلاني

الحوار المتمدن-العدد: 6689 - 2020 / 9 / 27 - 04:56
المحور: حقوق الانسان
    


ليست مشكلة الكاهن هو أنه يحرّم الزواج بين أناس لا تجتمع (أديانها)، مشكلته هو أنه يحلل الزواج بين أناس لا تجتمع (قلوبها)!. وفي هذه المشكلة للمعبد، مارست البشرية زناها في الزواج أكثر من المبغى!.

فالفقه يزوج بكل بساطة فتاة، يعرف فقيه حارتها أنها تكره الخاطب، بل وتحب غيره حد العشق. لا أعرف؛ لكم لعن (الزواج) الكهنة، ولا أعرف لكم أصبحت من النساء غانيات في محراب المعبد عينه. هنالك حيث منحن أجسادهن باسم الزواج. لذا، حينما يقول قاسم أمين: ”إني بحثت كثيرا في عائلات مما يقال أنها في إتفاق تام، فما وجدت إلى الآن، لا زوجا يحب امرأته، ولا امرأة تحب زوجها، فيما يسمى بالعائلات السعيدة“. فهو لا يقصد إلا زيف شريعة الزواج الكهنوتي وخطيئتها مع مجتمعاتنا بهذا المؤدى. لذا، ليس المشكلة في الزواج الاعتباطي -الاعتباطي هو عديم المعنى- هو أننا زناة فيه، المسألة هو أن معظمنا (كاذبون فيه)، وهو أسوأ في منطق القيم.

بسبب تلك (الحلية الاعتباطية) للتزويج لم يتوانَ أن يقول أحد تلامذة النبي لأب أراد أن يزوج ابنته إعتباطيا: ”فإنك إن زوجتها، فكأنما قُدتَّ إلى الزنا“. حيث يغدو الزوجان زناة في عين زوجيتهما/زواجهما.

هذه الكلمة النبوية لا تتجه في قسوتها إلى تأكيد أن (معظم الأزواج ليسوا أزواجا) فحسب، وإن كثيرا مما يسمى زواجا ما هو إلا زنا. وإنما تتجه أيضا في قسوتها إلى مفردة (قُدتَّ)، التي تقع على الأب وليس الزوجان. لتعددى هنا المسألة من عهر الزواج إلى عهر الأبوة. باعتبارها مسألة قيمة لا جسد، ومسألة معنى لا حلال وحرام. وبالتالي لأنها مسألة شرف لا دين، رغم أنه ليس الدين إلا الشرف مع الناس ومع الله.

هنا يمكن أن تظهر رزية الزواج في سيرته الكهنوتية/التقليدية الجافة، بأنها رزية اسم ليس إلا، حين يتورط بغير وجوده. وبالتالي فما هو في الحياة ومعابدها ليس زواجا في الحقيقة، ولا شأن للاسم به. لتتأكد المسألة في كلها، هو أن معظم الأزواج ليسوا أزواجا. لذا لم يصدر الزنا إلا عن المعبد في شرعته الزوجية. ولم تفسد الأخلاق إلا بالزواج، لأنه قتل الحب، ذلك لأنه أحاله على المعبد، ولم يحيله على القلب، ولأن الزواج الحقيقي هو الحب عينه. فالعاشقان زوجان دائما، سواء قَبِلَ المعبد أم لم يقبل، جمعهما بيت أم لم يجمعهما، بل سواءا قررا ذلك أم لم يقررا، فقيس (ابن الملوح) زوج ليلى، وإن لم يتزوجا. وفي هذا المنطق، يسخر العشق كثيراً من الكاهن في الحلال والحرام.

ما تريد أن تقوله الطبيعة في دلالتها هو أنه ليس كل من دخلا المعبد كانا زوجين، كما أنه ليس كل من دخلا الفراش كانا زانيين، فلطالما يزني الزوج بعين زوجته، حينما يخدعان بعضهما بالعيش معا دون رغبة، لغاية ما، ولطالما يكون أحدهم إلهيا مع غانيته إن حضره العشق، (فكل عشق شريف)، مهما تجاوز أصحابه قوانين المعبد والبشرية.

لذا، المرأة التي تتزوج برجل لأجل مال أو جاه فهي زانية، وإن سماها المعبد زوجة. بل من الأهون قبحا في سلّم القيم أن ترتبط لأجل جسده على أن ترتبط من أجل جاهه وماله. أما المرأة التي تترك زواجا من الحب لأجل زواج من المال والجاه، فهذه حمقاء في الكفر وليس في الحب فحسب، وزانية في الروح وليس في الجسد فحسب.

المصدر: كتاب "مبغى المعبد" لعبد الرزاق الجبران.



#مهند_عجلاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يكذبون، وفوق كذبهم تبني الطيور أعشاشها!


المزيد.....




- رايتس ووتش وهارفارد تدقان ناقوس الخطر بشأن أثر المتفجرات على ...
- بن غفير يدعو لـ -إعدام الفلسطينيين- لتخفيف اكتظاظ السجون
- الضرب والتعذيب سياسة يومية.. هيئة الأسرى: استمرار الإجراءات ...
- وزارة الدفاع الوطني بالجزائر: إرهابي يسلم نفسه للجيش واعتقال ...
- أميركا تؤكد عدم تغير موقفها بشأن عضوية فلسطين بالأمم المتحدة ...
- برنامج الأغذية العالمي: لم نتمكن من نقل سوى 9 قوافل مساعدات ...
- قيس سعيد: من أولوياتنا مكافحة شبكات الإجرام وتوجيه المهاجرين ...
- -قتلوا النازحين وحاصروا المدارس- - شهود عيان يروون لبي بي سي ...
- نادي الأسير الفلسطيني: ارتفاع حصيلة الاعتقالات بعد 7 أكتوبر ...
- برنامج الأغذية العالمي يدعو لوقف إطلاق النار في غزة: السرعة ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - مهند عجلاني - مبغى المعبد