سهيل أبوفخر
الحوار المتمدن-العدد: 1603 - 2006 / 7 / 6 - 09:57
المحور:
الصحافة والاعلام
هل رحلت سلوى أم رحلت برحيلها السلوى؟
سلوى.. أعرفها من بعيد صحافية متميزة مثلما يعرفها الناس. لم يكن لي أي صلة خاصة بها. فقط بضع إيميلات قصيرة أرسلتها قبل وفاتها.. بضع كلمات كانت تفوح معرفةً وإنسانيةً ونضالاً وأمومةً وأملاً.. فكم أنت حنونةٌ بحضورك، وكم أنت قاسيةٌ برحيلك يا سلوى!
ثمة أناس إذ تتبادل معهم كلمات قليلة، تشعر كأنك تعرفهم دهراً. هذا ما حصل لي مع سلوى، فبعد صدور بيان مثقفي السويداء، تلقيت منها إيميلاً يحوي نسخة عن مقالها الذي نشرته في وكالة الأنباء العربية والذي أشارت فيه لبياننا. عندما شكرتها على إشارتها تلك، أرسلت جواباً تقول فيه: "لا شكر على واجب، فأنا منكم وفيكم! أوقاتاً سعيدة أتمناها لكم في جبل الشهامة والعظمة".
أنا منكم وفيكم! أي كلمة بسيطة شعرنا من خلالها أنها أختنا أو أمنا أو حتى ابنتنا.. صدق الانتماء لدى سلوى أنها تنتمي للحقيقة وللناس أجمعين.. تنتمي للفعل الإنساني، وعندما تنتمي للكلمة فهي تنتمي إلى "الكلمة- الفعل".
عندما انقطعت إيميلات سلوى، شعرت بالقلق عليها. كأنني كنت أعرف أن شيئاً ما يحصل لها. لم يكن عندي رقم هاتفها. تابعت أخبار وكالة الأنباء العربية فلم أجد خبراً كتبته سلوى. ازداد قلقي، إلى أن دخلت مكتبي في الصباح متحمساً لأنجز عملي، ليطالعني خبر سباتها. شعرت أنني أفقد برحيلها بعضاً من قلبي!
سلوى التي لم ألتق بها مطلقاً، أشعر كأنها أحد أفراد أسرتي. اضطربت قليلاً: كنت مكسوراً أمام قدرٍ رهيبٍ جعلني لا أستطيع أن أواجهه منفرداً.. ذهبت إلى أحد الأصدقاء، ففي أوقات الشدة والحزن يشعر المرء بحاجة ماسة إلى تعاطف الآخرين معه. قلت له: "سأقيم عزاء لسلوى في بيتي"، أجابني: "لا! عزاء سلوى في كل بيت"!
فتحيةً لروحك الطاهرة من "جبل الشهامة والعظمة"!
أيتها الشهمة العظيمة!
#سهيل_أبوفخر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟