فاطمة حمود
الحوار المتمدن-العدد: 6687 - 2020 / 9 / 25 - 09:49
المحور:
الادب والفن
الولادة .. الصرخة الأولى
السقوط الأول ..كان يوم سقطت من رحم أمي محمّلة بجينات البكاء ..
فكانت الصرخة الأولى المبهمة، الغير مفهومة الملامح،المشبعة ببذور الحنين إلى مكان النشأة الأولى ..
كلّ سقوط تلاها .. كان امتدادًا لتلك الصرخة..
وولادة جديدة..لنوع جديد من الألم ..
هكذا..إلى اليوم.. الذي فقدت فيه صوتي
ولدت بفمٍ مفتوح.. وعينين مغمضتين ..الكل حولي يتكلمون بلغة لا أفهمها.. هذه المرة..لم أسمع صوت أبي وأمي ..وإخوتي الخمسة..
صوت البكاء ..يتوقف عند الحنجرة تمامًا _كالوقوف على الحواجز في مداخل مدن وطني_فيظنونني أبتسم ..لدرجة الإغماض.. وحدي أعرف التشوّه الذي رافق ولادتي الأخيرة .. إن كان يحقّ لي أن أدعوه تشوّهًا .. ولدت بقلب عرطل..احتلّ مساحة الرئتين وأحكم الإطباق على كلّ مسامات جسدي الصغير..وكلّما حاولت النطق بما يمليه عليّ،
تخرج صرخة مكتومة.
القابلةالمسؤولة عن ولادتي تمسكني بقوة من قدميّ الصغيرتين وتعاود صفعي على مؤخّرتي..بلا رحمة كي أبكي بصوت عالٍ..ينذر برئتين سليمتين..لكن ابتسامة البله لا تفارق وجهي، مرابطة على تخوم البكاء، وهذا العالم القادمة إليه لا أفهمه ولا يفهمني..!!
#فاطمة_حمود (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟