أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الاء سميسم - عطور الذاكرة














المزيد.....

عطور الذاكرة


الاء سميسم

الحوار المتمدن-العدد: 6683 - 2020 / 9 / 21 - 14:14
المحور: الادب والفن
    


فيجي٠٠٠٠٠٠ vijie

عندما تقرا هذه الكلمة( فيجي) تتخيل انك في احدى ضواحي فرنسا التى لم تزورها وانت مستلقي على شاطئ من الرمال البيضاء تعبث بالرمل لتكون الاصداف بين يديك وتسارع لتجميعها ٠٠ امامك امواج البحر الزرقاء الهادئة التي تعكس لون السماء ٠٠ تعزف لك الحان وموسيقى مونامور على الة الفلوت٠٠هذا العطر الفرنسي العالق في ذاكرتي منذ ان شممته في بيتنا ٠٠كنت صغيرة بعمر المراهقة احدى عشر عاما او اكبر قليلا عندما كان والدي يضع منه قطرات على رقبته الجميلة٠٠قارورة العطر صغيرة تحوي القليل وتحفظ في الحقيبة اليدوية٠٠زجاجتها طويلة رفيعة بطول اصبع يد السبابة وبراسها الذهبي اللامع كاشراقة وجه ابي٠
لا زلت اتنفس هذا العطر حيث كان من ضمن الهدايا( الصوغة) التي جاء بها والدي من الكويت مع هدايا اخري كالباروكات ودشاديش حمراء جميلة واحدة لعمتى والاخرى لامي٠
منذ ذلك الوقت وانا اعشق العطور نمت في داخلي وورثتها من ابي٠٠كان يملأ البيت عطرا يوميا عند خروجه للدرس٠٠ وكان يتفنن في رش العطر ٠٠ففي ايام الصيف الحار الملتهب كان السرداب ملجأنا وقبل المغرب بساعة نصعد الى باحة البيت حيث يشغل والدي المبردة المعلقة على الحائط واراه كيف يفتح احد ابوابها ليضع عطرا في الماء ليملأ البيت نسائم من الهواء المنعش البارد٠
يقول خبراء العطور ان الذين يعملون في صناعة العطور يجب ان تكون لهم ميزة ربانية هي تمييز العطور عن طريق الشم فهم يعرفون كل نوع للحصول عل العطر الجيد الجديد .. ورثت هذه الميزة واتحسس بسرعة واعرف نوع العطر واعتمد على تلك الحاسة للاستدلال عليه٠
علمنا والدي على حب العديد من العطور ٠٠ اتذكرعطر سكائره وما اجملها كان يختارها بشكل خاص سكائر مستوردة امثال الروثمان بنوعية العادي والعلبة المربعة الذهبية حيث نستخرج السيكارة من خلال رفع شريط الفلتر الذهبي كنت اشعر براحة عندما يمر دخانها علي وتشعر برجولة من يدخنها٠٠ اما سكائر ( دي مو ريه) ذات العلبة البيضاء والحمراء فكان ابي يقدمها لتجربها وتمييز نوعيتها٠٠ اما سكائر ( كنت) السكائر البيضاء الرشيقة كان ابي يطلب من امي تجربتها وترك سكائر المزبن ذات الصناعة اليدوية وكنت اشتريها لها من محل الحاج البغدادي في السوق الصغير مقابل حضرة الامام علي ع واشتريها بشكل (ضبة) اي حزمة ويعرف لمن اشتريها وبعد ايام قليلة كان مجلس العزاء في بيتنا نحضر صندوق او صينية لانواع عديدة من السكائر بضمنها المزبن وكان ابي يطلب من امي تبديل سيكارتها المزبن بهذه السيكارة ويقول انهاتصلح للنساء لانها باردة٠٠ اناجربت السيكارة ولكنني لم ادخنها ولم احبها واتعجب الان كيف كان ابي لا يمنع امي من التدخين
كيف لي ان انسى هذا الحب للزوجة والابناء والبنات وكيف يتعامل والدي معنا ويترك لنا حرية الاختيار وجو الفرح المستمر بطرح النكات والذكريات وبالاخص مع عمتى وضحكتها العالية الجميلة٠٠
لا زلت اذكر عطر والدي نقطة زيتية واحدة من كل جهة تبقى اسابيع٠٠بحثت عن هذا العطر لدى العديد من سفراتي الى دبي والصين والعديد من مطارات الدول والمتاجر ولم اجده ولا زلت اتمنى الحصول عليه
هواية حب العطور ورثتها من والدي وظلت عالقة به وبي حيث نرى عدة انواع مت القلونيا والشانيل المركزةولدي اكثر من عشرين نوعا من العطور التى اقتنيها من كل بلد ليبقى العطر يذكرني به ولكنها لا تشبه عطر فيجي .
واخيرا لا زلت اتذكر جيدا يوم الخميس يوم الثامن من شهر ايار عام ١٩٧٥ عندما فاح عطر والدي عند نزوله من غرفته وقد تحضر للسفر كالعادة الى كربلاء للزيارة ولكنه كان مسرعا ذاهبا الى الحياة الاخرى دون رجعة تاركا عطرا منعشا فواحا ملأ البيت ولا زال العطر باقي اشمه في اي وقت منذ عشرات السنين٠٠٠
عطر عصي على النسيان .. يخترق ركام الزمن والذكريات .






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- في الذكرى العشرين للأندلسيات… الصويرة تحلم أن تكون -زرياب ال ...
- أَصْدَاءٌ فِي صَحْرَاءْ
- من أجل قاعة رقص ترامب.. هدم دار السينما التاريخية في البيت ا ...
- شاهد/ذهبية ثالثة لإيران في فنون القتال المختلطة للسيدات
- معرض النيابة العامة الدولي للكتائب بطرابلس يناقش الثقافة كجس ...
- شاهد.. فيلم نادر عن -أبو البرنامج الصاروخي الإيراني-
- تمثال من الخبز طوله متران.. فنان يحوّل ظاهرةً على الإنترنت إ ...
- مسك الختام.. أناقة المشاهير في حفل اختتام مهرجان الجونة السي ...
- ايران تحرز ميداليتين ذهبيتين في الفنون القتالية ببطولة آسيا ...
- فلسفة الذكاء الاصطناعي.. الوعي بين الفكرة والآلة


المزيد.....

- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور
- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الاء سميسم - عطور الذاكرة