أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عاصم علي سعيد - الحرية بين الضرورة الوجودية والضرورة الأخلاقية














المزيد.....

الحرية بين الضرورة الوجودية والضرورة الأخلاقية


عاصم علي سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 6682 - 2020 / 9 / 20 - 19:24
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الحرية بين الضرورة الوجودية والضرورة الأخلاقية
بالمناسبة هذه الآية من المنقول الديني كل دول العالم الحر مضمننها في دساتيرهم .. لو علموا ذلك أو لم يعلموا إلا نحن أصحاب ذات الدين... الآية هذه أساس كل الحقوق والواجبات ..(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَىٰ وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيد).. يعني (المواطنين)
مشكلة المشايخ أنهم يردون أن يفصلوا بينهم هنا في (الحياة الدنيا)..
وعندما تضف إليها هذه الآية (لاإِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ۚ فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَا ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ).. تعرف جلياً أن جنس الإكراه ليس من الدين يعني أن أي شخص يكرهك على اعتناق تصور معين أو فهم معين للدين هذا ليس من الدين .. وأي شخص يتم إكراه على شئ يأتي يوم القيامة حاملاً حجية الإكراه على من أكرهه .. وهنا يتساوى (الإكراه على الإيمان ... مع الإكراه على الكفر)..
أكثر الإسلاميين فهما لمعنى الحرية فهم عصري وإرتقى في فهمه لقول النص المؤسس: (لاإِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ۚ فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَا ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) هو المفكر السوداني محمد أبوالقاسم حاج حمد عبر مسطورة التحفة (جدلية الغيب والإنسان والطبيعة) لأنه جعل الحرية (ضرورة وجودية) مثلها مثل الهواء والماء .. والحاجة هنا كانت تتطلب توسيع المواعين التشريعية في الفكر الاسلامي لتستوعب هذه (الحرية).. التي لا وجود لها في المنظور الفقهي إلا عبر (الحرية ضد العبودية والرق) وفقط.. لذلك استعان به الدكتور (محمد شحرور) في بناء مشروعه وأروع شئ في العاِلم أو المفكر عندما يعترف بفضل غيره وهذا نادراً جداً في عصرنا هذا .. فاعترف بأن هذا الطيف الواسع لمفهوم (للحرية) وجده عند (محمد أبوالقاسم حاج حمد)..
الإسلامي الآخر الذي اعتبر الحرية ضرورة هو الدكتور حسن الترابي زعيم الجبهة الاسلامية في السودان ..ولكن الفرق بينه والحاج حمد.. أن الترابي اعتبر الحرية (ضرورة أخلاقية) وهنا يكمن الخلل .. الأخلاق دائما نسبية والسياسة تتطغى على الأخلاق في أحايين كثيرة .. فالترابي الذي يجاهر بعدم مشروعية حد الردة في الإسلام لم يستطيع أن يضمنه في الدستور الذي خطه بيده..
وهذه أقرأها هكذا.. بين بلال وعمرو بن هشام (بلال على الأرض وعمرو فوق رأسه يمسك بكرباجه وسيفه... ترجع ولأقتلك) وفي مفهوم الترابي كدستوري (حد الردة) بلال مكان عمرو بن هشام ونفسك العبارة (ترجع ولأقتلك) ... وهذا عين الإكراه الذي نفاه الله عن دينه
وللترابي موقف آخر مع الأب فليب غبوش عندما سأله فليب عن ترشح الشخص المسيحي لرئاسة الجمهورية في السودان تهرب الترابي كثيرا في بادئي الأمر عن هذه الإجابة وآخيرا رد بعدم جواز الترشيح بعد إصرار الأب فليب غبوش على ذلك.. الترابي هنا وهناك ليس متذبذب بل تتصارع داخله الهواجس ما بين (ابن رشد والغزالي النسخة المعدلة) ما بين (المعرفة عن طريق الإيمان) و(المعرفة عن طريق البرهان) جدلية ابن رشد التي إرتكز عليها الغرب في النهضة وعبروا بها... ونبذتها بيئتها التي أفرزتها فتسلط المشايخ ورجال الدين والفقهاء ساهم في إجهاض التجربة بتغبيش الوعي فقعد الشرق المؤمن ينتظر رجال الدين أن يحلوا له مشاكله عن طريق (المعرفة بالإيمان) تاركين الشق الحركي في المعادلة والمتفاعل مع الوجود (المعرفة عن طريق البرهان) بل منافحين لها بكل السبل فضاع العقل بين (استبداد المشايخ .. واستبداد السلطان) العبارة التي أفرد لها عبدالرحمن الكواكبي كتابا كاملا (طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد) ... رغم الوصية الإلهية حسب المنقول الديني.. باتباع الطريقة الإبراهيمية (الحنيفية) (جدلية الخلق في حوار الله وإبراهيم النبي) وهي المعرفة عن طريق البرهان .. ولا عجب إذا توقف العقل المؤمن عن انتاج المعرفة .. لنبذه طريق البرهان المحفوف بالشكوك والظنون خوفا من الإنزلاق إلى متاهات المجهول .. لذلك تجد (الدعشنة) تبرز أنيابها عند الأصوليون دائما وهو اندفاع ايماني ينقصه الإيمان البرهاني الذي عبر عنه إبراهيم النبي ب(حتى يطمئن قلبي) فمرد الدعشنة هو عدم إطمئنان القلب لعدم بحثه عن البرهان وجموده عند الابتداعات الفقية الموروثة التي حلت محل النص الأصلي فأستمدت القداسة منه.. لأنها ابنة بيئتها ولا تصلح للاستمرار مفسرة للواقع المتغير والمتشكل دوما مما ينتج فراغا كبيرا بين الواقع المعاش وذلك التفسير للنص الديني مما يشكل لدينا عقليات ذات تصورات متناقضة تؤمن بالشئ وضده في آن واحد.. فينتج عن ذلك فراغ بين الواقع والتفاسير.. فيكمل هذا الفراغ إما بالسب تارة أو التكفير تارة أو اشهار سيف القتل في أحايين كثيرة ليتحقق له إطمئنان القلب بمحو الآخر أو المخالف.
لذلك قمة الجهاد هو (المجاهدة لرفع الإكراه عن الناس) ليعبدوه بملئ إرادتهم أويعصوه بملئ إرادتهم.. كما يقول الدكتور شحرور ليكون الفصل بينهم يوم القيامة وليتحقق للإنسان وجوده الكامل وليتفاعل مع الثلاثية الوجودية العظيمة (الغيب والطبيعة والإنسان) ولتتحقق كلمة الإله (لا إكراه في الدين)



#عاصم_علي_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلمانية في فكر الليبراليون الاسلاميون أو ما يسمى (اليسار ا ...
- شعارات الاسلاميون في السياسة بين الوفاء و الانتكاسة: (السودا ...


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عاصم علي سعيد - الحرية بين الضرورة الوجودية والضرورة الأخلاقية