أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عدنان الصباح - تضخيم الذات ... تسخيف القضية














المزيد.....

تضخيم الذات ... تسخيف القضية


عدنان الصباح
(ADNAN ALSABBAH)


الحوار المتمدن-العدد: 6680 - 2020 / 9 / 18 - 15:59
المحور: القضية الفلسطينية
    


من يستمع إلى قادتنا وسياسيينا عند حديثهم عن الذات الفردية أو الجمعية في الخطاب العلني يعتقد أننا أكثر شعوب الأرض نزاهة وقوة ووحدة وخلقا وقيما على وجه الأرض وان انتصاراتنا تطال عنان السماء وان ما يجمعنا من حب يكفي لتوزيعه على كل بقاع الأرض وحين تطفو خلافاتنا على السطح تسمع منا ما لا يحتمله عقل ولا تستسيغه أذن في وصفنا لبعض من أوصاف تبدأ بالتخوين والتكفير وتنتهي بالدعارة مرورا بالفساد واللصوصية وكل الجرائم.
غريب أمرنا في العنتريات على بعضنا ورفضنا الانصياع أو التنازل لبعضنا حتى ولو كانت مصلحتنا ومصلحة الوطن تتطلب منا ذلك والأغرب في الأمر أن تعاملنا مع بعضنا يتصف بالمطلق بمعنى أن على الآخر الفلسطيني أن يخضع لإرادتي وما أريد وما أفكر ولا يجوز له أن يكون موجودا ولا أن يشاركني حتى الكفاح ضد الأعداء.
في خطابنا ضد الاحتلال عادة ما نستخدم اللغة التالية " إن عدتم عدنا ... " وهذا يعني أنكم ايها المحتلون إذا لم تبادروا بالهجوم فنحن ملتزمون وفي خطاب آخر نهدد الاحتلال انه إذا فكر بالهجوم فسيجد ردا قاسيا لن يحتمله, وفي حالات وحالات نعلن عند استشهاد احد القادة ان الثأر سيكون قاسيا ومجلجلا وهل نهب الارض والقتل اليومي ومواصلة وجود الاحتلال لا يستدعي ردا وكان علاقتنا بقضيتنا تبدأ وتنتهي عند اجراءات الاحتلال لا عند وجوده, وهذا يعني انه إذا لم يهاجم فلا شيء لدينا ضده لنهاجمه وفي كل الحالات فالاحتلال يهاجم ونتكبد كل الخسائر ثم نحتفل بالانتصار دون ان يدري احد أي انتصار وما هي الانجازات التي تحققت ودون أن يفكر احد بإحصاء خسائرنا وخسائر العدو المادية والمعنوية فالاحتلال يحصي من أصيبوا بالهلع ونخجل نحن من الإتيان على ذكر ذلك حتى في سرنا وكان الأمر عيبا ونقيصة.
منذ كانت الثورة الفلسطينية في ذروة عزها وقوتها وسمعتها التي جابت الأرض كل الأرض كانت خلافاتنا متواصلة بكل أشكال العنف وقد وصلت حد القتل في حالات كثيرة قتل فيها أبناء الفصائل رفاق سلاحهم في الفصائل الأخرى وجرى اغتيال العديدين بأيدي فلسطينية أحيانا بدون إعلان عن ذلك وقد تواصل ذلك حد القطيعة أو الانقسام أو الحسم أو الانفصال أيا كانت التسميات فالنتيجة أن غزة تدار وتحكم من قبل حركة حماس بينما تدار الضفة وتحكم من قبل حركة فتح مهما كانت التسميات الأخرى مع إدراك الجميع أننا نتحدث عن حكم لا يحكم إلا بإرادة الاحتلال فغزة محاصرة بالكامل والضفة مقطعة الأشلاء حسب الحروف الأبجدية ومع ذلك لا زلنا ننفخ في قربة الأنا ونتوعد ونتحدث عن حرمة الدم الذي نريقه بأيدينا إما باقتتال فصائلي كما حدث في غزة أو باقتتال عشائري كما يحدث يوميا في كل مكان في كل فلسطين ويبدو ذلك بأبهى صوره في الأراضي المحتلة عام 1948م.
حال من التمزق وتشتيت الموقف في غزة والضفة والداخل وقضايا لم تعد موحدة بل ولا تشبه بعضها فغزة تغني بواد الحصار واحتياجات أهلها حد صارت اللغة هناك تطال الهموم اليومية والالتزام بالتهدئة وشروطها مطلبا وطنيا وأصبحت شنطة قطر بوابة الأمل لأهلنا هناك والضفة بلا رواتب لكل موظفيها وتعاني من كورونا أكثر من أي بلد آخر من دول المحيط والشتات يبحث عن مكان له بعيدا عن فلسطين وصارا سمهم مغتربين لا لاجئين وصار هم الحصول على أي جنسية بديلا لحلم العودة والتحرير وفي الداخل المحتل عام 1948م حدث ولا حرج ولا احد يعنيه أمرهم بعد ان صاروا رعايا لدولة الاحتلال بقبولنا وفي هذا الخضم البشع يظل الانقسام أبشع ما لدينا مع كل محاولاتنا لتجميل صورتنا أمام أنفسنا كذبا مع إدراكنا لهذا الكذب فالجميع يتحدث عن الوحدة ويمارس الفرقة والجميع يتحدث عن مواجهة الاحتلال ومقاومته في حين نواجه بعضنا ونقاوم بعضنا الجميع يبحث عن حلفاء في حين نواصل فقدان الأصدقاء.
قبل أوسلو وإثناء الانتفاضة كان اسم فلسطين وشعبها يجوب الأرض مدويا وعاليا ومحترما وقد يصل حد القداسة لدى شعوب الأرض كل الأرض وكان صوت الشعب والثورة مهابا ومحترما بحب يصل احيانا حد القداسة الى ان تمكنا وبأيدينا منذ واوسلو الى ان نجحنا بجعل الدولة الغير قائمة دولتان والوطن اوطان نقتتل وننقسم ونختلف على الوهم تاركين الاحتلال يفعل بارضنا وشعبنا ما يريد دون ان تهتز لنا رقبة لتصبح الأنا الفردية أو الحزبية فوق أي اعتبار بما في ذلك اعتبار القضية ففي دولة الاحتلال تحقق حكومتهم يوميا انتصارات ويتظاهر ناسهم لإسقاط رئيس وزرائهم لفساده, في حين تنتفخ انانا كذبا ويتم تسخيف قضيتنا على الارض.
من يسمع تصريحاتنا عن محاصرة امريكا ودولة الاحتلال والانتصارات الدبلوماسية التي تطوف الدنيا يعتقد اننا اصبحنا بين ليلة ضحاها ورثة الاتحاد السوفياتي طيب الذكر, وان الحرب الباردة مع امريكا وزمن القطبين قد عاد من جديد, والقدس لا زالت عصية وحيفا عادت بيافا لرفح وجنين, ولندن مضرب لخيلنا وبيوت العرب لا تستقبل نتنياهو وتنسانا, ولن يجرؤ العرب حتى اللحظة على رفض مطلب لنا لإدانة لفظية لعلاقة جديدة مع دولة الاحتلال وترتعش ابو ظبي والمنامة ومسقط والدوحة والخرطوم خوفا من غضبنا ولا يجرؤ عربي على استقبال قادة الاحتلال او مصافحتهم لعلمهم انه لا زال بإمكان الغضب الفلسطيني ان يشعل غضب تميم بقضها وقضيضها دون ان تدري لماذا.



#عدنان_الصباح (هاشتاغ)       ADNAN_ALSABBAH#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحن وعبد الرحمن الراشد وجامعة العرب
- اننا نواصل القول ... انهم يواصلون الفعل
- مصيدة أوسلو ... اصطياد الأسد
- الإمبريانولوجي - القيمة الفائضة والإستعباد عن بعد -
- خارج دائرة الفعل
- لا عاشت أوراق التوت
- قبل أن يقع الفأس في الرأس
- نجوع وخبزنا في بطونهم
- رسالة مهربة إلى عبد اللطيف اللعبي
- الجنائية الدولية ومنجل المفاوضات
- قرارات غير رشيدة
- سلاح الصمت
- فلسطين ... قضية الاشغال الشاقة
- روسيا والجسر الى الهاوية
- عجز المثقف ... سطوة السياسي
- كورونا ... تحدي اليقين وعدم اليقين
- الموت أولى يا سيدي ... رسالة الى السيد رئيس الوزراء
- كورونا أداة العالم الامبريانولوجي الجديد
- لن تنهزم الامبريالية بالوباء والأمنيات
- اعلنوا الوحدة من معازلكم


المزيد.....




- موسكو تؤكد استعدادها مع بكين للمساعدة في تحقيق الوحدة الفلسط ...
- هنية يهاتف وزير المخابرات المصرية بشأن مفاوضات وقف إطلاق الن ...
- مجموعة ملثمة مؤيدة لإسرائيل تهاجم مؤيدين للفلسطينيين في جامع ...
- شاهد: انهيار طريق سريع جنوبي الصين يودي بحياة 48 شخصاً
- واشنطن تعتبر تصريحات قيادة جورجيا حول تهديدات الغرب تقويضا ل ...
- عالم أحياء يكشف الخصائص المفيدة لزهور الزيزفون
- الشمس تومض باللون الأخضر لبضع ثوان في ظاهرة نادرة للغاية
- تحذيرات من علامات في كتبك القديمة قد تعني أنها -سامة عند الل ...
- الإعلام العبري يكشف عن انتشار غير عادي للجيش المصري على حدود ...
- دراسة تونسية تجد طريقة بسيطة لتعزيز فقدان الوزن


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عدنان الصباح - تضخيم الذات ... تسخيف القضية