سيرة وعلامات

نصيف جاسم محمد

الحوار المتمدن-العدد: 6674 - 2020 / 9 / 11 - 19:48
المحور: الادب والفن
    

سيرة وعلامات..
كاسندرا- فازاريللي
في سياق السلسلة التي نقدمها حول بعض من المصممين وعلاماتهم التي نحاول عن طريقها قدر الإستطاعة ملامسة أهم إنتاجاتهم المؤثرة والفاعلة في السوق الإقتصادي والتجاري، ويقف (كاسندرا) و(فازاريللي) كمؤثِريَن بعد أن قدم كل منهما علامة تجارية إستحوذت إتباه الجمهور .
- كاسندرا
عُرف (أدولف مورون كاساندر) بإسم (كاسندرا) ، ولد عام (1901) في أوكرانيا . عمل في عديد الشركات كمصمم (Hachard and Cie) و(Lille) و (McCorquodale & Co) و(Bemrose & Sons) و( Nijgh en Van Ditmar) هي أمثلة قليلة على سبيل المثال لا الحصر.
درس في مدرسة الفنون الجميلة (باريس) وكان رسامًا ومصمما للملصقات التجارية والخطوط وتُظهر تقنياته الكرافيكية المبتكرة تأثيرات السريالية والتكعيبية،وكان ملصق (Dubonnet) أحد أكثر أعماله شهرةً ، وبينما نشأ نجاحه الأساس في تصميم الملصقات ، قام أيضًا بتصميم أغلفة المجلات والإعلانات والشعارات والخطوط، وفي عام(1937) قام بتصميم خط (Peignot) لمسبك (Deberny & Peignot) في باريس.
ما إستطاع (كاساندرا) القيام به ببراعة هو مزج أشكال الحروف بتناغم استثنائي مع مزج الأشكال الرومانية والمائلة بنجاح في الوقت نفسه، كما تمكن من التقاط الإحساس والغموض الجنسي تمامًا عند مصمم الأزياء (Yves Saint Laurent) عندما صمم علامته(fashionindustrybroadcast.com).
يشرح (بول جي روبرتس) ،مؤسس وكالة العلامات التجارية (Desire Groupe and Fashion Industry Broadcast) سبب كون هُوية علامة (YSL) الكلاسيكية تصميمًا لا مثيل له في تاريخ الموضة فهي إحدى العلامات التجارية الأكثر شهرة في العالم، وتُعد نقطة تركيز في عدد من الحملات الإعلانية ، والمجلات ، وتصاميم الملابس ، والإكسسوارات ، والمزيد.
صمم العلامة من الحروف الأُوَل للإسم واحد عمودي لـ( Y) و( S) و( L) عن طريق مزج( sans) و( serifs) مع ربطه بأشكال رومانية ومائلة في آنٍ واحد.، وتحدى القاعدة في هذا الشعار عن طريق كسر مبادئ عدم الاختلاط في نفس الكلمات نفسها مع ميزتي الحرف لأنهما "غير متوافقين". العلامة لا تشوبها شائبة مع عدم توافر حروف مركبة فردية أو خطوط متفاوتة المظهر تتدفق الكلمات "Y ، S ، L" بين بعضها بعضًا ، مما يُحدث إيقاعًا بين الحروف.
اصبحت العلامةالجديدة رمزًا للرفاهية والجودة ولا تمثل العلامة نفسها فحسب ، بل أيضًا ما تمثله ويمثله. هذا ما يجعلها ليس علامة فقط جيدة ، ولكن أيضًا رائعة ،وقد تبدو بسيطة للغاية وضيقة الحدود، نظيفة ، جريئة، ولكن عندما تنظر إلى الخط على وجه التحديد وتحلل التصميم ترى أنه وضع التفكير والدقة العالية في التصميم. (medium.com/fgd1-the-archive) .
- فازاريللي
ولد فيكتور فازاريللي عام (1906-1997) واسمه الحقيقي جيوزو فازارهيلي ، في بيكس ( المجر) ، وعندما كان في الثالثة من عمره ، رسم صفوفًا من الزهور، أو الأصداف، أو الحشرات وقام بترقيم الصفحات عن طريق الأبجدية الهندسية. في وقت لاحق أصبح رائد الفن البصري، ولكن قبل سنواته عمل مصمم كرافيك إعلاني .
درس أوائل ثلاثينيات القرن الماضي في باوهاوس ( المجر) وأصبح على دراية بالتجريد والهندسة، وكانت باوهاوس لا تروج لهذه للفنون الخالصة فحسب ، بل تروج أيضًا للفنون التطبيقية، "يجب أن يكون للفن هدف وأن يحمل رسالة ، فضلا عن أن يتكيف مع مجتمع في تحديث كامل وتصنيع".
تعلم أهمية التركيب والتجريد المطبق في مجال الإتصال، وبناءً على نصيحة استاذه (ساندور بورتنيك) تعلم كيف يكسب رزقه من عمل جيد والإعلان حتى يتمكن من تكريس نفسه لأعمال شخصية أخرى.
عام (1947) قال: "يجب على رسام الكاريكاتير أن يكتم شخصيته ، وإذا لزم الأمر ، يضحى بها ، ويختلف ذوق العمل الإعلاني ونوعه وفهمه وأسلوبه باختلاف شريحة السكان التي يتعامل معها. المشكلة هي تختلف اختلافًا جوهريًا عن ملصق كرة القدم الذي يسعى عن طريقه المصمم لجذب الجمهور،وخلال الحرب العالمية الثانية ، اقترب من السريالية والتقى بـ(بريتون) و(ريفيرت) وكان مهتمًا بـ (كاندنسكي ) و(موندريان) و(مالفيتش) و(كلي) .
عندما اكتشف (غوردس) عام (1948) وهي قرية في (بروفانس) تشكلت لديه رؤية جديدة حول منظور هذه المدينة العالية. "المدن والقرى الجنوبية التي تلتهمها الشمس الحارقة كشفت لي منظورًا متناقضًا. لم تنجح العين أبدًا في تعرف انتماء الظل أو قسم الجدار: اندماج كامل وفارغ ، وأشكال وخلفيات بديلة. ينضم مثل هذا المثلث أحيانًا إلى الماس على اليسار ، وأحيانًا إلى الأرجوحة على اليمين ، يقفز هذا المربع إلى أعلى أو يرتعش لأسفل ، وفقًا لما إذا كنت أقوم بدمجها مع بقعة خضراء داكنة أو إلى قطعة من السماء الباهتة. وهكذا تحولت الأشياء التي يمكن تحديدها إلى تجريدات وتجاوز عتبة الجشطالت ، بدأوا حياتهم الخاصة ".
هذا ويعد أحد أسلاف الفن البصري لوحاته المعقدة والخيالية بصريًا ، فقد أمضى مسارًا مهنيًا طويلًا مشهودًا له بالنقد في البحث عن منهج في صناعة الفن كان اجتماعيًا بعمق. لقد وضع أهمية أساسية على تطوير لغة بصرية جذابة يمكن الوصول إليها يمكن فهمها عالميًا - كانت هذه اللغة ، بالنسبة إليه هو التجريد الهندسي عن طريق مجموعات دقيقة من الخطوط والأشكال الهندسية والألوان والتظليل ، ابتكر لوحات تجذب الأنظار ، مليئة بوهم العمق والحركة والأبعاد الثلاثية. أكثر من الحيل التي ترضي العين ، وأصر" على الشكل النقي واللون النقي الذين يمكن أن يدلا على العالم.
تولى (لورنس فان دين اكر) زمام تصميم رينو عام(2009)، بينما كانت العلامة التجارية تبحث عن هُوية أفضل، ففي عام(2015) نشرت (رينو) ما تحب أن يُطلق عليه "عالم العلامة التجارية الجديد"، وقامت شركة صناعة السيارات الفرنسية بتحديث هُوية علامتها التجارية بشعار جديد وتوقيع جديد للعلامة التجارية أطلق عليه اسم "رينو - شغف مدى الحياة" ، وتُعد العلامة مكونًا رئيسًا لهُوية الشركة ، وغالبًا ما يشار إلى رينو باسم "العلامة التجارية الماسية". على مدار التسعين عامًا الماضية لخصت هُويتها عن طريق أحرف اسم "رينو" والشكل الماسي.
تأسست رينو عام(1898)على يد ثلاثة أشقاء (لويس ومارسيل وفرناند رينو) وأُطلق على الشركة في البداية اسم "Renault-Frères" وكانت العلامة الأُولى ظهرت عام(1900) بالأحرف الأُوَل ، مع اثنين من حرفي(Rs) متشابكين واستعملت هذه العلامة بشكل أساس على المستندات الداخلية ، ولم تُستعمل في المركبات ذات العلامات التجارية التي يمكن تعرفها عن طريق الإسم فقط على لوحة التشغيل والأحرف الأُوَل لـ Louis Renault) ) محفورة على محاور العجلات، وفي سنوات تلت جرت تغييرات عديدة على مظهر العلامة منها ما جرى عام(1923) إذ قررت (رينو) لأول مرة وضع علامة أمامية على سياراتها لتسهيل تعرفها عن طريق إعتماد شبكة دائرية مع اسم رينو في الوسط ، لكن التحديث الأهم هو عندما قررت الشركة تفعيل سياستها الخاصة بالفن والصناعة التي أُنشأت عام(1967) مع المسهمين بما في ذلك الرسام والفنان التشكيلي (فيكتور فازاريللي) عن طريق العمل مع ابنه (Yvaral) الذي صمم علامة تعتمد خطوطًا متوازية. ، وبعد عشرون عامًا من علامة (فازاريللي) قررت (رينو) مراجعة هُويتها المرئية ، وكانت العلامة التي ظهرت عام(1992)أبسط وأكثر بروزًا بنقوشها ثلاثية الأبعاد، وظهر أسم (رينو) أيضًا تحت الماس في كل مستند أو إعلان،وفي عام(2004)،حُدِثت الهوية المرئية مرة أخرى عن طريق وضع رمز الماس داخل مربع أصفر لإبراز ارتياحها.
صمم(فازاريللي) خطًا جديدًا مطور خصيصًا للعلامة ، في حين وُضِعَ ( الأصفر) لرينو "أكثر إشراقًا ودفئًا" وعُمِل كشريط بجانب العلامة،كما أُعيد صياغة العلامة الماسي ليكون أكبر ويعطي انطباعًا أفضل عن الجودة. لقد حُرِرَت من الصندوق الأصفر ، ما أضفى تأثيرًا أكبر عليها.

#نصيف_جاسم_محمد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات