أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سالم الدليمي - أسيل تَدعوكم لِقراءة رسالتَها














المزيد.....

أسيل تَدعوكم لِقراءة رسالتَها


سالم الدليمي

الحوار المتمدن-العدد: 6667 - 2020 / 9 / 4 - 01:32
المحور: المجتمع المدني
    


أسمَها: أسيل طارق عبد الحميد أبو طالب
والدها: الكاتِب الصحفي طارِق عبد الحميد
ووالدتها: الكاتِبة الصحفية رَشا رِفعَت شاهين

محظوظةٌ أسيل بوالديها، تشّربت الوعي والحِس الإنساني منهما، رقيقة القلب جداً، عطوفة جداً، تسيل دموعها وتُمضي يومها حزينة لمرأى طفل معاق أو حتى كلباً هزيلاً هدّهُ الجوع.
أسيل المُفعَمة بالإنسانية اهتمّت بالأخبار المثيرة بالعالم، ربما بحكم عمل والديها بالصحافة.
سمعت في التاسعة من عمرها بطفلة صينية عمرها ثلاث سنوات أنقذت خمسة أطفال في مقاطعة جيانغشي في شرقي الصين. حكَت لها والدتها تفاصيل قصة تلك الطفلة التي أُصيَبتْ بسرطان الدماغ، وكيف انتبهت أمها عندما بدأ مشيها يتعثّر، وعندما أصبح علاجها مستحيلاً حدَّثها والدها "ليو شياو باو" عن التبرّع.
وتسرد والدة أسيل الحكاية لها فتقول:
قال والد الطفلة الصينية: " كانت كلمة (التبرع) صعبة الفهم بالنسبة للصغيرة، لذلك حاولتُ أن أشرح لها أننا سنُعطي شيئاً من جسدها يمكن أن تنقذ حياة الآخرين ليعيشوا سُعداء، فوافقت وهي تبتسم".
وأن الأب "ليو شياو باو" قال في وداع صغيرته الراحلة: (لقد أَضَأتِ حياة خمسة أشخاص، أنتِ بلا شَك الأميرة الأكثر جَمالاً في العالم)
زُرِعَت فكرة التبرّع بالأعضاء برأس طفلة التسع سنوات المصرية أسيل، لكنها لم تَعرِف لها موعداً للتنفيذ.
ربما حَلِمَت أن تَكون هيَ الأميرة المصرية الأكثر جَمالاً في العالم أيضاً.
كبرَت أسيل وهي الآن في التاسعة عشرةَ من عمرها الميمون. وبات وباء كوفيد 19يُهدد الأرواح بكل مكان.
قبل أيام أحسَّت أسيل بصداع شديد وبعض أعراض المرض، وكانت المعاناة ثقيلة على الشابة الصغيرة، فشعرَت بدنوِّ أجَلِها، وبدأ الشعور بمفارقة الحياة يقترب سريعاً بتعاقب الأيّام. وكانت فكرة التبرّع بأعضائها أول ما قفز في خاطرها لحيّز التنفيذ قبل كل الرغبات الأخيرة حين يُسيطر شبح الموت على الإنسان المستسلِم لقدرِهِ..
فحرَّرت وصيتها الأخيرة، لتوصي بأعضائها السَليمة للمرضى، وبنصيبها من ميراث ومقتنياتها للجمعيات الخيريّة، ولم تَحْتَمِل تَصوّر حزن ذَويها ومحبّيها فأوصَت بعدم البُكاء في مراسم العَزاء.
بعد أيّام تبيّن أن نَتيجة الاختبار سَلبية وأن أسيل مُصابة بإنفلونزا حادّة.
شُكراً لأسيل التي لم تَكبر، التي لا تزال تعيش بداخلها طفلة التسع سنوات.
لقد ألهَمت حكاية طفلة الثلاث سنوات دولة الصين العظيمة لتُنشئ موقعاً على الأنترنت يُسجّل الصينيون الراغبون بالتبرّع بأعضائهم أسمائهم فيه، وأصدرت حكومتهم قوانين جديدة تُنظَّم عمليات التبرّع وتُشجِّع المتبرّع بدعمه في حياته.
يمكن للصيني دخول هذا الموقع ليختار حقلاً لتسجيل أسمه
www.china-organdonation.org.cn
فما فرق أسيلُنا المصرية عن تلك الطفلة الصينية سوى أن حكاية الأولى وصلت لكل الصين ولرئيسها فأصبحَت أيقونةً ومُلهِمةً لشعبِها!!
رُبَّما نستمتع جميعاً بقراءة حكاية أسيل كخبرٍ عابِر، كعادتنا في الهروب من مسؤولياتنا، الرجاء أن تنشروا عن أسيل وتتكلموا عنها في صفحاتكم على التواصل الاجتماعي فهي النموذج المشرف الراقي للحِس الإنساني، عَلَّ أن تُشكِّل أصواتكم ضغطاً على حكوماتنا ومؤسساتنا الدينية التي لا زالت تُحرِّم التبرّع بالأعضاء وتَحرم الكثيرون من حَق الحياة فيموت الآلاف يومياً بحوادث الطرق وغيرها.
فلا زالَت فتوى الشيخ الشَعراوي قائمة: (التبرّع بالأعضاء البَشرية وزراعة الأعضاء وغَسيل الكِلى حَرام بحُجة (إن ده تعطيل لاراده الله وإحنا ليه نأخَّر لقاءه بربّنا!)
حَمداً لله على سلامَتكِ يا أسيل، يا نَبعاً للمَحبّة والإنسانيّة.. لعلَّ شعوركِ وتفكيرك بالتبرّع في أحرج وقت يظّنه المرء أنه يعد ساعاته الأخيرة تنازلياً، يوقِظُ في القارئ مسؤولية تَبنّي المُساهَمة بإنقاذ الحياة بنشرِ الوعي بهذا الجانب الإنساني، فأصواتنا مُجتمعة ستجبِر الحكومات والمؤسسات الدّينية على تَبنّي قوانيناً أكثر إنسانية، فقد يكون أيّاً مِنّا بحاجتها في إنقاذ حياته.

أدناه رابط صورة أسيل ووصيتها
https://www.up4.cc/2020-09/159915691448971.jpg



#سالم_الدليمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عَتَبي عليكَ صديقيَ المُلحِد ج 5 - الخمر وصلاة العُراة وإهان ...
- عَتَبي عليكَ صديقيَ المُلحِد - ج 4 - -هذا دينٌ وَضَعَهُ نفرٌ ...
- عَتَبي عليكَ صديقيَ المُلحِد - ج 4 - فريضة الحَج أم الحَك ! ...
- عَتَبي عليكَ صَديقيَ المُلحِد ج 3
- عَتَبي عليكَ صديقيَ المُلحِد ج 3
- عَتَبي عليكَ صديقيَ المُلحِد ج 2
- عَتَبي عليكَ صديقيَ المُلحِد


المزيد.....




- الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة الغربية
- الرئيس الايراني: ادعياء حقوق الانسان يقمعون المدافعين عن مظل ...
- -التعاون الإسلامي- تدعو جميع الدول لدعم تقرير بشأن -الأونروا ...
- نادي الأسير الفلسطيني: عمليات الإفراج محدودة مقابل استمرار ح ...
- 8 شهداء بقصف فلسطينيين غرب غزة، واعتقال معلمة بمخيم الجلزون ...
- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سالم الدليمي - أسيل تَدعوكم لِقراءة رسالتَها