أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - شريف حسني الشريف - مسارات الوجع الفلسطيني














المزيد.....

مسارات الوجع الفلسطيني


شريف حسني الشريف

الحوار المتمدن-العدد: 6666 - 2020 / 9 / 3 - 18:36
المحور: القضية الفلسطينية
    



أربع صور تتحد معا لتشكل سيرة غير مكتوبة، وإطارا للجسد الفلسطيني الممزق، الذي تنام عن أحزانه الدنيا، في استعارة لعبارة حملتها جدران مخيم اليرموك في دمشق، عاصمة الشتات الفلسطيني في يوم ما.
• الصورة الأولى لثلاثة أشقاء طواهم الموت في مخيم النصيرات بغزة جراء اشعال شمعة لتضيء نومهم بكوابيس أقل وحشية من مشاهدات النهار المتكررة.
قيل أن تشعل شمعة خير من أن تلعن الظلام. ولكن في غزة أن تلعن الظلام خير من إشعال شمعة تسببت في إحداث كل هذا الحريق. و إن كان قد تبقى للألم من القول ما لم يبح به بعد. فالفعالية معدومة باستثناء الشجب والادانة، وتلك حيلة العاجزين دوما.
كان للأم أحلامها الصغيرة وخططها المستقبلية، وكان للأب طموحا لا يحد، بأن يطوع المستحيل بسواعد صغاره كي يحققوا ما عجز هو عن تحقيقه، كل ذلك الآن غدا أمنيات مبددة.
هذه الشعلة الصغيرة التي لا تكاد تضيء مساحة تتسع لجناحي فراشة، تركت جرحا بحجم بركان وفجيعة قد تبلغ عتبات المطلق. من بصيص ضوء باهت إلى اشتعال يطال ثلاث حيوات، وتدمير لحياة من تبقى، حين لا يتبقى من الإرث سوى حفنات من رماد، وذكريات كالوتد مغروسة في قلب لم يبق له من أثر من أحبهم سوى نشيج يتجدد، على امتداد ما تبقى من العمر.
• والصورة الثانية هي صورة الفلسطيني المسن، الذي مارس الجنود الإسرائيليون ساديتهم عليه بأبشع صورها، وهو يستميت متشبثا بأرضه. حيث تناثرت شظايا الجسد المثقل بالهموم على الأرض ، ولكن الروح التي لا تتزحزح كصخرة من صوان، هي ما يشكل أديم هذه الأرض.
• الصورة الثالثة للشهيد الفلسطيني الأسير داوود الخطيب الذي استشهد يوم الأربعاء3/9/2020، في سجن عوفر بالقرب من رام الله. نتيجة إصابته بجلطة قلبية، بعد معاناة طويلة من مضاعفات الإهمال الطبي، من قبل سلطات الاحتلال، لحالته المرضية، عقب إصابته بجلطة مماثلة في العام 2017. وقبيل انتهاء فترة سجنه البالغة 18 عاما، قضى أغلبها، ولم يبق له سوى أشهر قليلة ليخرج من سجون الاحتلال إلى فضاء حرية موهومة ولكن على الأقل أخف وطأة على الروح التي لم تنكسر، وربما من سجن أصغر إلى سجن أكبر.
• الصورة الرابعة هي صورة الفلسطيني اللاجئ في وطنه والقابع في منافي الشتات تتوزعه أصقاع الأرض المترامية في ظل احتلال خارجي و احتلال داخلي وباسم الحفاظ على الحياة يتم سلب الحياة كي يتربع السادة والقادة، باسم المبادئ والشهداء ، وكي يحولوا ربيع الحياة الى خريف شاحب وطموح مقتول فلا مكان سوى لذكريات عمن كان هنا.
ما بين احتراق مؤجل وتشبث بالأرض حتى الرمق الأخير، واعتقال واستشهاد، وتشريد، هذه هي سيرة الحضور الفلسطيني في سياق واقع منهزم، وسطور التلاشي في ظل الحضور الكامل.



#شريف_حسني_الشريف (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطلبة الفلسطينيون في ال 48 عام دراسي بين افتتاح حذر وتأجيل
- الفلاسفة والعمل
- حين يعادل التوق الى الماء الحياة
- المثقف والسلطة


المزيد.....




- مصر: بدء تحصيل الإيجار القديم بالأسعار الجديدة.. ومحامي: -ال ...
- -انبهرت من التقدم-.. نجيب ساويرس يشعل تفاعلا بحديثه عن تركيا ...
- أمطار غزيرة تسبب فيضانات مفاجئة في شمال تايلاند وتحذيرات من ...
- أسطول الصمود يغادر برشلونة في محاولة لكسر الحصار على غزة
- خطة ترامب: غزة تحت وصاية أمريكية ل10 سنوات والمال مقابل الرح ...
- لبوة العدالة: الدكتورة ناليدي باندور ضد إسرائيل
- قمة منظمة شنغهاي.. نحو بديل عن الريادة الغربية للعالم؟
- وزارة الصحة: مقتل 98 فلسطينيا على الأقل بنيران إسرائيلية في ...
- صفقات تاريخية في الدوري الإنكليزي: إيزاك إلى ليفربول ودونارو ...
- 11 شهيدا من صحفيي الجزيرة في حرب إسرائيل على رواة الحقيقة


المزيد.....

- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه
- تمزيق الأقنعة التنكرية -3 / سعيد مضيه
- لتمزيق الأقنعة التنكرية عن الكيان الصهيو امبريالي / سعيد مضيه
- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - شريف حسني الشريف - مسارات الوجع الفلسطيني