أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - روزا سيناترا - وهل يستوي بائعُ السّعادة وحفّار القلوب ؟














المزيد.....

وهل يستوي بائعُ السّعادة وحفّار القلوب ؟


روزا سيناترا

الحوار المتمدن-العدد: 6664 - 2020 / 9 / 1 - 03:22
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


قفزتُ من شرفة الشمس وحاولتُ العودة لعالم البشر وتحديدا هبطتُ في بقعةٍ من أرض العرب وقبل أن اطرح السلامَ على سكان المكان نتفوا وردتي وقالوا أن الأبيض خيّرٌ أكثر مما يجب وأن النقاط السوداء ستمنح أجنحة ملاكي النائم في قلبي مناعة الأرضيين !
قلتُ لا بأس سأتجاوز المرئي الحزين بالخيال الملون ورحتُ أخرج من جيوبي النجوم وأنثرها في الأنهار وحين وقفت على الحافة سألني الصيادون عن نواياي قلت وهل جمال القلوب في اخضرار ربيعه يفسّرُ؟ وهل على الجوريات في قبائلكم ان تعتذر لأنها في كل صباحٍ تغني وتبتسمُ ؟
صمتوا ولكنهم وبكلّ قوتهم حاولوا الامساك بآخر شراييني المربوطة بنور الله وقطعها وزجّي في بحار أحكامهم الغبية كي أغرق بإدعاء القضاء والقدر لا أرجلهم الممدودة كسكاكين الجزارين !
تمسكت بجذوع الأشجار ومن حيث لا أعلم راودتني صورة العذراء على صفحة السماء وظلت ابتسامتها ترفعني إلى قمم الجبال وهناك قادتني ساقاي الى نيران الحكمة كي أقف وأتفرج على كل الذين يتقاتلون تحتي من أجل الحق الذي يدّعون، يقتلون باسمك يا الله، يذبحون النساء باسمك يا الله، يسرقون الحصالات باسمك يا الله ثم يقولون انهم سيبنون المساجد والكنائس،يتحزبون تحت شعارات الإستقامة والمصلحة العامة وهم من يعيثون في الأرض ويفسدون، يستغلون طيبة الطيبين، ينهشون لحم الأحياء ويلوكون جلد أمواتهم ثم عليهم يترحمون، ينزعون الغطاء عمن سترتهم، يمنعون الهواء عن كل الذين يحاولون نشر عطر الأمل ولو للمرة الأخيرة، يخطفون اوكسجينهم ويحقنونهم بالإحباط في كل مرة من جديد وهم نائمين !
يزرعون الإشارات المرورية ويضيئونها بالأحمر لكل من عاش غراماً وكتب شعراً ورسم شجرة، يلوثون الهواء والماء بإدعاء غريزة البقاء ثم يبكون على أجسادهم التي تشتعل من الحرارة بعد كل نشرة أخبار، يفجرون الجمال بقنابل شائعاتهم التي لا تنتهي حتى بعد انهيار النهار في كل يوم، يزيّنون الإسمنت والأبراج بالنخيل ويتناسون إضاءة أرواحهم المعتمة ثم يدّعون الإنسانية والعفة بشعارات الكرز وحمامات السلام وغصن الزيتون !
نظراتهم عنيفة تقاتل بدون سبب، جبهاتهم عريضة تقرأ فيها كل ما هو صراع بين الحلال والحرام لا سعياً وراء النقاء، وجوههم تنذرك انك مقبل على معركة جديدة لا مشياً رقيقا في دروب الحياة ..
لن يفهموك يا الله، حتى لو وضعت كل الوصايا في قارب من الزهور وإن حملتهم الحب كلّه في جرة ماء وبحة ناي..لن يفهموك
سيظنون دوما ان المجد لأوسمة الشرف والعقاب وأن الثواب وحده مرهون للمآذن والأجراس وأننا نسير كلنا على جسر واحد..
كأنما الحب لغة واحدة والإيمان لهجة واحدة وكأننا الى العنوان ذاته كلّنا ذاهبون، وهل يستوي بائع السّعادة بحفار القلوب؟
حاولت العودة لعالم البشر يا رب وما نبت على كفي إلا الأشواك وفي الوقت الذي حاولت فيه إصلاح ندوب النوافذ المكسورة أحاطني القناصون من كل الجهات فرفعت يداي كي أراك واضحا فيّ ، فالذي لم يجد الله في قلبه لن يجده في السماء !


https://www.facebook.com/rozasinatra2020



#روزا_سيناترا (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تباً للبكيني أبو القنابل والستيان أبو وردتين
- من مختبرات الفحولة مع خالص حبي
- أيوة أنا بطلة بورنو وبطلة حياتي بس أنتم الكومبارس
- الإعلام العربي كلب أثر محشش-


المزيد.....




- بين تحليل صور جوية وتصريحات مشرعين.. ماذا نعلم عن منشآت إيرا ...
- بعد 3 سنوات من إزالته من قائمة المخدرات.. حكومة تايلاند تفرض ...
- غزة: صراع من أجل البقاء ولو إلى حين.. هكذا يُصنع الوقود من ا ...
- قتلى بينهم طيار في أعنف هجوم جوي روسي على أوكرانيا منذ بدء ا ...
- مخيم الهول.. ملجأ يضم عائلات مقاتلي تنظيم الدولة
- 3 دولارات ثمن الحياة.. مغردون: من المسؤول عن فاجعة -شهيدات ل ...
- عرض أميركي يقابله شروط لبنانية.. هل تؤتي زيارة باراك ثمارها؟ ...
- حماس تشترط وترامب يضغط.. هل تقترب صفقة غزة؟
- بولتون يكشف -السبب الحقيقي- الذي ضرب ترامب إيران لأجله
- روسيا تشن -أضخم هجوم جوي- على أوكرانيا


المزيد.....

- اليسار بين التراجع والصعود.. الأسباب والتحديات / رشيد غويلب
- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - روزا سيناترا - وهل يستوي بائعُ السّعادة وحفّار القلوب ؟