أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - محمد سرحان - شبيحة الدعوة والتحرش














المزيد.....

شبيحة الدعوة والتحرش


محمد سرحان

الحوار المتمدن-العدد: 6663 - 2020 / 8 / 31 - 15:44
المحور: ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة
    


بعد كل حادثة تحرش أو اغتصاب وآخرها "حادثة فيرمونت" حيث اعتدى مجموعة من الشبان على شابة داخل فندق فيرمونت، وألقت النيابة عليهم بعد تقديم بلاغات وافتضاح أمر المتحرشين، تنطلق حملات لمكافحة التحرش يطلقها مواطنون على الإنترنت للقبض على المتحرشين الذين يطلقون عيونهم وألسنتهم وأياديهم على سيدات مصر وفتياتها. وفيما يدافع المواطنون عن حق السيدات في المشي والتنقل والتمتع بنعمة الأمن والأمان بعد أيام عصيبة تلت أحداث يناير 2011، يخرج علينا دعاة جدد - فيهم من عرفناه بعضلاته ومناظراته وفيهم من ورث الدعوة عن أبيه وفيهم من جرب كل شيء ففشل فلجأ إلى طريق الدعوة بالبوست واللايف وكتب العلوم الزائفة المختلطة بالتدين المغشوش – يخرج علينا هؤلاء ليلقوا اللوم على الضحايا على السيدات أو الفتيات الصغار وملابسهن. ولا أعرف حقيقة هل يقولون من منظورهم الديني أم منظورهم الاجتماعي. فالثابت دينيا أن ]قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِم[ سورة النور آية 30 و" العين تزني وزناها النظر، والأذن تزني وزناها السمع، واليد تزني وزناها البطش" و""لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له" حديث نبوي رواه الطبراني والبيهقي، فعن أي دين يتحدث هؤلاء؟! والثابت أخلاقيا واجتماعيا أن يحترم الرجال السيدات من حوله في أقواله وأفعاله في المواصلات والمكاتب والشوارع. إن تلفظ أحدٌ بلفظ خادش وكان على مرمى السمع سيدات، نهره الجميع أن يكف عن ذلك من أجل "الستات اللي معانا" هذا منطق العيب ومنطق الحارة والشارع المصري، منطق الجدعنة والمروءة التي لا يخلو منها شارع ولا تنقطع جيلا بعد جيل.
إن دفاع هؤلاء الدعاة المودرن - ومن يدافع عنهم ويتابعهم - عن تصرفات المتحرشين، وهي قلة نعترف بوجودها، وإصرارهم على لي عنق النصوص الدينية والأثر من أجل إطلاق البذاءة والسباب ونهش لحوم الآخرين بحجة الأخلاق والفضيلة، أي فضيلة تلك في شتم الآخرين والتشنيع عليهم وتكفيرهم لمجرد رفض إعطاء حجة دينية لمن يتحرش؟!
وحين يتلقى هؤلاء الدعاة الهجوم يقولون نحن لا ندافع عن المتحرش بل نحن ندافع عن زي المرأة المحتشم. فأي زي ارتداه عشرات الأطفال – من البنين والبنات - أغرى المتحرشون بالاعتداء عليهم وأي زي ارتداه المطرب "ت. ي." حين تحرش به طبيب الأسنان؟! ففي بلاد الدنيا ببما في ذلك بلاد عربية يسكنها متطرفون ينادون بالخلافة والشرعية ويزايدون علينا - ترتدي السيدات العربيات والأجنبيات ما يرتدين من ملابس لا ترتديها المصريات في غرف نومهن فلا يتحرش بهن أحد خوفا من عصا الشرطي والقانون الثقيلة.
ولا تنقصنا في في مصر القوانين ولكننا نحتاج إلى إنفاذ أسرع للقانون حتى يمتنع المتحرش عن فعلته. ولسنا في انتظار فتاوى من هؤلاء الغلمان الجدد كي ندافع عن سيداتنا وحريتهن في التنقل والحركة. يكفي الحياة أتعابها ومشاقها، لا ينبغي التضييق على الناس حتى في الفسح البسيطة التي يشتمون فيها النسيم خارج البيوت والمطابخ.
ففي قرار رئيس الجمهورية الصادر 2014 بتعديل بعض أحكام قانون العقوبات الصادر بالقانون رقم 58 لسنة 1937 "يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن ستة أشهر وبغرامة لا تقل عن ثلاثة آلاف جنيه ولا تزيد على خمسة آلاف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من تعرض للغير فى مكان عام أو خاص أو مطروق بإتيان أمور أو إيحاءات أو تلميحات جنسية أو إباحية سواء بالإشارة أو بالقول أو بالفعل بأى وسيلة بما فى ذلك وسائل الاتصالات السلكية أو اللاسلكية" أما في المادة الثانية فـ "يعد تحرشا جنسيا إذا ارتكبت الجريمة المنصوص عليها فى المادة 306 مكررا (أ) من هذا القانون بقصد حصول الجانى من المجنى عليه على منفعة ذات طبيعة جنسية، ويعاقب الجانى بالحبس مدة لا تقل عن سنة وبغرامة لا تقل عن عشرة آلاف جنيه ولا تزيد على عشرين ألف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين."

هذا هو علاج المسألة إنفاذ سريع للقانون يحمي السيدات من التحرش. نعرف أن الدولة ممثلة في جهات إنفاذ القانون تسعى بكل قوتها إلى سرعة التحرك في مثل هذه الأمور وغيرها ولا تخر جهدًا إلا أننا نشد على أيديهم وندعو لهم بالثبات والتوفيق فنحن جميعا ننعم بالأمن بفضلهم.

أما غلمان الدعوة ومسلكهم الحالي فهم يصدون عن سبيل الله ويدفعون الشباب إلى مزيد من الإلحاد والبعد عن الدين فلسان الشباب يقول "إن كان هذا هو الدين، فالأفضل ألا ننتمي إليه".

أيها السادة نحن نحتاج إلى فكر ديني يدافع عن الناس وحرياتهم ويلفظ أي نصوص تنافي الإنسانية والأخلاق في الكتب الصفراء التي دخلها ما دخلها من غبار القرون ووضع الواضعين وتلفيق الملفقين.

إن بقاء الدين بين الناس مرهون بتجدده وتبنيه لما هو أخلاقي وإنساني ونبذ ما خلا ذلك لأنه كفيل بأن يهدم أمتن الأديان والعقائد من داخلها في عصر بوسع أي فتى صغير أن يتوصل لأي معلومة باللمس على جهازه المحمول ولا يغرنكم أن يقال أمة المليار ونصف، فالأهم هو ما تعتنق هذه الأعداد لا ما هو مدون في بطاقة الهوية. فالحذر الحذر!



#محمد_سرحان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أدوات التيار العلماني في مواجهة التيار الإسلامي في مصر (1)
- بشاعة


المزيد.....




- دراسة: الوحدة قد تسبب زيادة الوزن عند النساء!
- تدريب 2 “سياسات الحماية من أجل بيئة عمل آمنة للنساء في المجت ...
- الطفلة جانيت.. اغتصاب وقتل رضيعة سودانية يهز الشارع المصري
- -اغتصاب الرجال والنساء-.. ناشطون يكشفون ما يحدث بسجون إيران ...
- ?حركة طالبان تمنع التعليم للفتيات فوق الصف السادس
- -حرب شاملة- على النساء.. ماذا يحدث في إيران؟
- الشرطة الإيرانية متورطة في تعذيب واغتصاب محتجزات/ين من الأقل ...
- “بدون تشويش أو انقطاع” تردد قنوات الاطفال الجديدة 2024 القمر ...
- ناشطة إيرانية تدعو النساء إلى استخدام -سلاح الإنستغرام-
- شوفوا الفيديو على قناتنا وقولولنا رأيكم/ن


المزيد.....

- جدلية الحياة والشهادة في شعر سعيدة المنبهي / الصديق كبوري
- إشكاليّة -الضّرب- بين العقل والنّقل / إيمان كاسي موسى
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- الناجيات باجنحة منكسرة / خالد تعلو القائدي
- بارين أيقونة الزيتونBarîn gerdena zeytûnê / ريبر هبون، ومجموعة شاعرات وشعراء
- كلام الناس، وكلام الواقع... أية علاقة؟.. بقلم محمد الحنفي / محمد الحنفي
- ظاهرة التحرش..انتكاك لجسد مصر / فتحى سيد فرج
- المرأة والمتغيرات العصرية الجديدة في منطقتنا العربية ؟ / مريم نجمه
- مناظرة أبي سعد السيرافي النحوي ومتّى بن يونس المنطقي ببغداد ... / محمد الإحسايني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - محمد سرحان - شبيحة الدعوة والتحرش