أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فيصل محمود طه - توفيق العفيفي، منصفورية والى صفورية سيعود














المزيد.....

توفيق العفيفي، منصفورية والى صفورية سيعود


فيصل محمود طه

الحوار المتمدن-العدد: 6658 - 2020 / 8 / 26 - 11:09
المحور: الادب والفن
    


توفيق العفيفي - أبو أحمد- من صفورية والى صفورية سيعود .

يدوم الزمن في حركته ولا تدوم أجساد الأحبة الا في عطائها وروائح أعمالها العبقة، هم ذكرى معتقة تزداد اختمارًا فعليًا عند مكملي الطريق، لتشعَّ ضوءًا في فضاء الحياة قاهرة حلكة الليالي العجاف سالكة طريق الآلام نحو أفضل الآمال، نحو الطمأنينة والسلام.
من صفورية العامرة غير المنكوبة حيث تضج الحياة هدوءًا وحراكًا تبعثه المعاول بأنينها وأشجار الرمان بحفيف أوراقها وصياح الديوك وخوار الأبقار ممزوجًا بصراخ الأطفال والصغار في مرابي الصبا وخرير الماء في مجرى العين ووشوشات العشاق وهديل الحمام وقهقهات سمّار الليل تناجي النجوم وضحيكات مجدولة بحياء الصبايا .. من بلد يفيض خيرًا ، من بلد يقاوم مقاومة عز الدين القسام ، من صفورية ، من رحمها ولد توفيق أحمد العفيفي وإخوته.
نشأ وترعرع في بلدته وكوَّن واخوانه شركة باصات تمتد خطوطها الى الشام واربد وعمان .
وفي لحظة، زلزلت الأرض زلزالها وتناثرت اشلاؤها ، صانعو خيراتها الى حيث لا أرض ولا وطن وكأَن شيئًا لم يكن، نكبة مسَّت الأرض والانسان .. وهناك عبر الحدود اعتمر الأهل الخيام، وما زال الأهل هناك.. يا للمهزلة، زالت صفورية وما زال الأطفال يولدون هناك في المخيمات!! وبقي توفيق وبعض اخوانه ضمن البقية الباقية في بلد البشارة، قريبًا من مولد العذراء .. كان بقاؤه مميزًا في صلابته وإصراره ومثابرته على إبقاء شركة باصات العفيفي، رغم ثقل وقوة ومكر وتهديدات السلطات الاسرائيلية لتصفيتها وازالتها عن الوجود ضمن مخططها لتصفية أي قاعدة اقتصادية للعرب في هذه البلاد، لكن معركة السلطات مع ابي أحمد كانت خاسرة، وكان هو المنتصر، وبقيت الشركة واستمرت في نموها وتطورها ونجاحها ، وتشعبت خطوطها قاهرة جميع المعوقات لتصبح من أهم المؤسسات الاقتصادية العربية الوطنية في البلاد ذات القاعدة المتينة والرؤية الواسعة نحو البقاء والتطور.
هذا الانجاز الوطني الفريد والملموس يعود الى شخص أبي أحمد العفيفي واخوانه وأبنائه وشركائه الداعمين له. ويُعتبر كذلك بصمة وطنية في تاريخ شعبنا في كفاحه نحو البقاء والتقدم بعيدًا عن الشعارات الفارغة، وتحتاج هذه الحالة المميّزة الى التمحيص والدراسة.
يكتنز وينبض حياة في دواخل هذه الشخصية المميّزة ، انسان، تتزاحم في صدره الرحب وفكره النيِّر سمات إنسانية حميدة تجدها منبعثة من قسماته الوسيمة وسماحته المعهودة ويده السخيّة والطاهرة وقامته المرفوعة وحضوره المهيب وحديثه الخافت المُقِّل، عميق الدلالة وحسِّه الوطني المميَّز والمميِّز بين الغث والسمين، وحدسه الصائب وتسامحه وعناده وإصراره ، وصلابته ورقته، وجرأة قاهرة، ورزانة لا تخفي دماثة وابتسامة دائمة الاشعاع.. وأُبوَّة تقطر حبًا وحنانًا ، أملنا، وهو كذلك أن يتشبع الأبناء بسماته وبطريقه، فهذا سرّ البقاء والنجاح وعمق الاحترام.
تكثر وتتنافس الكلمات في إظهار مناقبه، لكن حياء المبالغة يراود قلمي ونقاء الحقيقة والانصاف يستدعي الإفاضة، وبين هذين الوضعَين أكتفي بالقول، ان وحدة أهالي الناصرة والعرب في البلاد كان مبعث اهتمامه وقلقه وهاجسه، وعمل جاهدًا وباقتناع جريء وتام ضد جميع أنواع التعصب وخاصة التقوقع الطائفي وتسييسه وضد مفتعليه ومحرّكيه وكأني به يقول كفى فتنة وتمزيقًا.. كفى هجرة وتهجيرًا فهذا مراد الأعداء، وليس مراد أبناء الوطن الواحد .. فهذا السم قد ذقناه .. ومن هذا الجحر لُدغنا مرات ومرات.. فخسرنا الكثير الكثير ، فلا نستدعي العتمة ولنغتسل بالشمس، مبعث النور والضياء.
يستحق أمثال هؤلاء الرجال وسام شرف وفيض محبة، وكل تقدير وتكريم، هذا ما يستحق الراحل عنا الباقي بيننا، أبو أحمد العفيفي .. فمن صفورية الى صفورية سيعود .. طيّب الله ثراه، وطيّب شعبه ذكراه.
بقلم
فيصل طه
صفورية- الناصرة



#فيصل_محمود_طه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صديقي القديم الجديد لن يرمي معوله
- خطوات على دروب الذات
- رواية تمام مكحول للكاتب عودة بشارات تتجاوز الواقع لتعود اليه
- مشاهدة تاملية لرواية -كابوس الارض اليباب- للروائي رياض مصارو ...
- الزمكان الفلسطيني


المزيد.....




- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فيصل محمود طه - توفيق العفيفي، منصفورية والى صفورية سيعود