أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - دمتري شومسكي - هدم البيوت في القدس يهدف لترحيل الفلسطينيين














المزيد.....

هدم البيوت في القدس يهدف لترحيل الفلسطينيين


دمتري شومسكي

الحوار المتمدن-العدد: 6657 - 2020 / 8 / 25 - 22:25
المحور: القضية الفلسطينية
    


يصعب أن يخطر بالبال أن المستويين السياسي والامني في اسرائيل لا يدركان أن هدم منازل العائلات الفلسطينية المشاركة في ارهاب قاتل ضد مواطنين، أو في قتل جنود للجيش الاسرائيلي في اطار المقاومة العنيفة للاحتلال، لا يخلق في الجانب الفلسطيني أي ردع لاستمرار الارهاب والمقاومة.



بالعكس، من المعقول الافتراض أن اسرائيل تعرف الحقيقة الواضحة والقاطعة، التي أحسن وصفها جدعون ليفي قبل فترة قصيرة حينما قال "من بين أنقاض كل بيت هدمته سينمو المخرب القادم" ("هآرتس"، 13/8)، لكنها تواصل عملية الهدم رغم هذا الادراك، ولاسباب عميقة لا تسمح لها بالكف عنها.

بالمفاهيم الجافة لتاريخ القضاء في البلاد، جذور اسلوب هدم منازل الفلسطينيين ردا على العمليات الارهابية ونشاطات المقاومة التي تزهق حياة اسرائيليين، تعود الى السياق الانتدابي. الحديث يدور عن البند 119 من انظمة الدفاع لحالة الطوارئ، الذي ورثته دولة اسرائيل عن الانتداب البريطاني، والذي بحسبه يمكن مصادرة أو هدم مبنى أو ارض يوجد شك بأنه جرى فيها استخدام للسلاح بصورة تخالف القانون، أو أن سكانه كانوا مشاركين في مخالفة أو "دعموا المخالفين".

ولكن الحقيقة هي أن الأسس السياسية، الايديولوجية لهذا الاسلوب ترضع من مكون عنصري ومن مركزية العرق للروح الصهيونية، الذي يحظى بالمكانة المهيمنة في الصهيونية منذ اقامة الدولة وأساسه مصادرة حق الفلسطينيين في وطن قومي بين النهر والبحر.



ابتداء من ايام النكبة التي فيها محيت عن وجه الارض قرى فلسطينية كاملة وانتهاء بعهد الاحتلال والاستيطان، اللذان يزرعا الدمار والخراب في الفضاء الفلسطيني على اساس يومي حتى هذه الايام، كان تدمير بيت فلسطيني خاص رمز قوي لدمار الوطن الفلسطيني القومي.

نعم، كل بيت فلسطيني تم هدمه من اجل ارضاء شهوة العقارات الاستيطانية التي لا تعرف الشبع، استهدف أن ينقل للفلسطينيين رسالة قاطعة وهي: مكانكم ليس هنا. ولكن من الطبيعي أن تعيد اسرائيل تأكيدها مرارا وتكرارا كوسيلة لمعاقبة معارضة الفلسطينيين العنيفة لهذه الرسالة.

من المفهوم ضمنا أن راية الروح المشوهة هذه بشأن خراب البيت الوطني الفلسطيني، اسرائيل لا تستطيع أن تسمح لنفسها برفعه جهرا، مثلا، في الالتماس ضد هدم بيت نظمي أبو بكر، الفلسطيني الذي ألقى طوبة قتلت الجندي عميت بن يغئال، في الوقت الذي اقتحم فيه جنود جيش الاحتلال بيته.



قارنوا بأنفسكم: القاضية ياعيل فلنر (التي كانت في وضع الاقلية) بررت رأيها ضد اتخاذ القرار بالحاجة الى جعل الفلسطينيين يفهمون مرة والى الأبد، فكرة أنه ليس لهم الحق في الوجود القومي في ارض اسرائيل، وأنه من المفضل لهم التنازل لليهود أخيرا في الصراع على هذا الحد والمغادرة بشكل طوعي مثلما حدث في العام 1948.

ليس من المستبعد أنه حتى اشخاص عنصريين مثل بتسلئيل سموتريتش كان سيتحفظ من تبرير كهذا، حيث أنه مثلما تعلمنا من المقابلة التي اجراها مؤخرا معه رفيت هيخت، أنه حتى سموتريتش واليمين المسيحاني، يتضح لهما بأن الصورة الاخلاقية لاسرائيل هي أمر مهم.

في المقابل، وزير الصحة يولي ادلشتاين، الذي يعرف أمرا أو امرين عن العقاب الجماعي على اساس قومي من الواقع السوفييتي، كان قريبا من قول الحقيقة الايديولوجية الخفية بشأن هدم بيوت مخربين ومحاربين فلسطينيين ضد الاحتلال. "يجب اخراج بطاقة حمراء امام المحكمة العليا. قرارها يمس مرة تلو الاخرى بقيم دولة اسرائيل"، هكذا غرد ردا على الغاء أمر هدم بيت أبو بكر.

ما هي "قيم دولة اسرائيل" تلك التي مس بها القاضي مني مزوز والقاضي جورج قرّة عندما حكما بأنه يجب عدم ابقاء زوجة أبو بكر واولاده الثمانية بدون مأوى؟ هكذا قال الوزير ولم يفصل. ولكن يجب أن لا نخطئ. بقدر ما هو محزن الاعتراف بذلك، فانه مع أو بدون علاقة بالعمليات الارهابية، انقاض بيت فلسطيني تعكس بدون شك احدى القيم المنفية لاسرائيل الحديثة.



#دمتري_شومسكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - دمتري شومسكي - هدم البيوت في القدس يهدف لترحيل الفلسطينيين