هانتينجتون وصراع الحشرات

فكري المصري

الحوار المتمدن-العدد: 1599 - 2006 / 7 / 2 - 02:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

فى عام 1993 خرج علينا صموئيل هانتينجتون بنظرية صراع الحضارات والذى أفترض فى كتابه صدام الحضارات أنه بنهاية الحرب الباردة فأن قوى جديدة ستطفو على السطح وأن الآختلافات الدينية والثقافية بين هذه القوى ستقودها الى التصارع فيما بينها0
وبالرغم من أنتقاد الدول العربية والاسلامية ومعظم الدول الغربية لفكرة صراع الحضارات وخروج العديد من التصريحات الشجبية الرسمية لطمئنة الرأى العام العالمى بصفة عامه والاسلامى بصفة خاصة والخروج علينا بالبيانات التى تقول بأن التعايش السلمى بين الاديان والحضارات المختلفة هو الحقيقة الواقعة.وتولى العديد من من الباحثين وأصحاب الخبرات العلمية نقد النظرية فكان هناك من أيدها على اطلاقها وكان هناك من أيدها بتحفظ وكان من رفضها وأعتبرها مجرد محاولة لملء الفراغ الذى خلفته الحرب الباردة فى الوجدان الامريكى وتأيدا لنظرية المؤمرة التى تملء كيان المسلم وتسيطر على وجدانه0
وبالرغم من شدة الصراع لبقاء الأصلح كما قال أخونا العظيم شارل دارون منذ حوالى القرنين من الزمان وبالرغم من أظهارات الحق وكشف حقيقة الاسلام عن طريق المسلمين أنفسهم من أمثال ابن لادن والزرقاوى وكل ألوان الأصوليين المسلمين المقتفين أثار خطوات محمد رسول الأرهاب0 ورغم الاسلامفوبيا التى ملء الغرب بالرعب ألا أن المسلمين أنشغلوا بتفجير المشاكل لانفسهم فى كل مكان فى العالم .وكان الأولى بالمسلمين لو دخلوا سباق الأصلاح ليحافظوا على بقائهم وألا أندثروا وذهبوا مع الريح وهذا ماسنراه قريبا أن شاء الله وعشنا .فمثلا كنت أتمنى أن الحكومة المصريه لو بدأت رحلة الآصلاح والأهتمام بحقوق الآنسان .وفصل الدين عن الدولة والمساواة بين المواطنين على اختلاف عقائدهم والتسامح وقبول الاخر وحرية الآختلاف ورفض المطلق وكسر حاجز الخوف أمام الابداع الفكرى لخلق ثقافه تنوريه حره بعيدا عن النصوص الأجرامية التى تحض على القتل والآرهاب.وتثبيت دعائم الديموقراطية السياسية القائمة على المساواة
والتسامح والعدل بما يكفل للفرد حرية العقيدة والتعبير وأنتخاب ممثليه.ومراجعةالفتاوى الرسمية والآحكام الاسلاميةالصادرة من رجال الدين الاسلامي التى تؤثر على سلام وأستقرار التعايش الآجتماعى .وكم خلفت لنا هذه الفتاوى من دمار وقتل وضياع لمصالح الكادحين من الناس.وبالرغم من أنتهاكات الحقوق الانسانيه فى مصر والعالم العربى والاسلامى.وظلال الدكتاتورية التى تغطى كل انظمة الحكم فى الدول العربية والاسلاميه. وسيطرة رجال الدين وفكر الكراهية والحقد وأنكار الاخر.ومستوى التخلف الذى وصلت اليه هذه الدول المتخلفه .ألا أن المسلمين مصرين على السير فى عكس الآتجاه وذلك ليس فى الميادن والشوارع والطرق العامة فقط بل يمتد السير عكس الآتجه فى كل سبل الحياة وكل انواع الطرق الفكرية والثقافية والتشريعية والروئ. بل ومصرين على السير عكس حركة الزمان ويبحثون عن الجنة المفقودة .ومصرين على أنهم خير أمة أخرجت للناس وأنهم الآعلون وخلافه من الأوهام والأكاذيب .فالعرب والمسلمون مصرين أن يعيشوا مع أنفسهم صراع الحشرات مع أعتزارنا للحشرات وشكرا.

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل