فاطمة الزهراء بونسيف
الحوار المتمدن-العدد: 6650 - 2020 / 8 / 18 - 00:32
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
إن مشكلة ازدواجية الهوية الفردية ، و تَخبطِها بين عالمين اثنين تكمن في الصِراع الأَزلي بين الفكر (الروح ) ، و الجسد (الفعل )، و التيه الدائِم للذات الإنسانية بين هذين البعدين ، اللذين ما ينفك أحدهما يصارع الأخر في محاولة منه لإثبات مثاليته .
تُعاني الهوية الفردية من النزاع القائم بين الروح و الجسد ،فبدل أن يحقق التناغم و التناسق بينهما "الوحدانية" حُقّقَ التنافر "الإزدواجية" . ثم إن تحقيق مسألة الوحدانية ليس بالأمر الهين أو السهل ؛ لأن الروح دائما ما تُلفي نفسها متخبطة في ازدواجية الفكر السائد في المجتمع ، و الذي بدوره ضاع في صراع الكَم (الفكرة و الأفكار ، الذات و الذوات ،الشخص و الأشخاص ،النوع و الأنواع ...). فإذا لم يستطع الفكر السائد استيعاب فكرة التنوع ، تنوع و اختلاف و تباين الذوات ، بقدر تباين و اختلاف أفكارها ، ألوانها ،أجناسها،شخصياتها ...فلن يتحد مع الجسد (الفعل ) .
ثم إن الفعل السائد في المجتمع تَاه في نزاع و تضارب المتناقضات ؛ فحينا يجد نفسه في الأصالة ،و حينا أخر يصبح حداثيا ، أو يكون بين العالمية و الخصوصية ، التحول و الثبات،الوجود و الفراغ ...فإذا لم يستطع هذا البعد أن يُساق في منحى واحد ثابت في المعاني الوجودية ، و أن يؤمن بضياعه في العدم ،فلا سبيل لاستقرار الهوية الفردية و لا مجال لتوحد البعدين .
لنفترض أخيرا أن "الجسد "(الفعل) آمَن بتيهه ، وأن الفكر تقبل و استوعب التنوع ،و اختلاف الغير البعيد عن الغير القريب ،فسيتوحد بذلك البعدان ،و سينتج عن توحدهما ما يسمى "الهوية الثابثة" ، و التي ستؤمن بدورها بتغير القناعات و الأجيال بتغير الوقت الزمان .
#فاطمة_الزهراء_بونسيف (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟