أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدي مروان ورده - الثورة السورية والعولمة (السلم المنهار)














المزيد.....

الثورة السورية والعولمة (السلم المنهار)


عدي مروان ورده

الحوار المتمدن-العدد: 6649 - 2020 / 8 / 17 - 20:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الثورة السورية والعولمة
السلم المنهار
جوهرية عصر العولمة تتمثل في انكسار تراتبية القوة في السلم الاجتماعي وفي السلطة أيضاً, حيث يمكن لشخص في قرية نائية أن يصبح عضواً في أحد برلمانات الدول المتقدمة إذا تهيأت له الظروف المناسبة وتَحصَّل على الكفاءات اللازمة للوصول إلى ذلك الموقع, فالمرونة لتنقل الأفراد ضمن السلطة والمجتمع هي السمة الأساسية للمجتمعات الحية والأكثر إنتاجية, والتي تلاحق الكفاءة الفردية أينما وجدت حتى في أدنى درجات السلم الاجتماعي وأكثرها تهميشاً,وفي سوريا ومنذ وصول الأسد الأب إلى السلطة تم إعادة تركيب أجهزة الدولة لتكريس طاقاتها للحفاظ على الهيكلية العامة لتراتبية القوة و النفوذ في السلطة وعدم السماح بأي تغير في التراتبية الطبقية للمجتمع السوري بما يؤثر على السلطة السياسية. وعلى المستوى الإقليمي (إيران) وعلى المستوى الدولي (روسيا والصين) استشعرت هذه القوى بأن أي خلل في تراتبية وضع النظام السياسي في سوريا قد يخلق إمكانية لدينامكية تؤثر على تراتيبة الوضع السياسي في تلك الدول. وعلى المستوى الثقافي رأت الطبقة الموالية للنظام على المستوى المذهبي والأقلوي أن أي خلل في تراتبية القوة القائمة سيشكل خطر على مستقبلها إما على المستوى الوجودي أو على مستوى خسارة امتيازات عديدة, وبالتالي الحفاظ على تراتبية الوضع السياسي في سوريا اعتبر أمراً حيوياً بالنسبة للداعم المحلي والإقليمي والدولي.
وعلى الرغم من أن مفهوم التراتبية يعتبر صلباً في ثقافة المجتمع السوري إلا أن الثورة السورية أحدثت تغيرات في هذه التراتبية نتيجة تعاطي المجتمع الدولي مع الحالة السورية ومع ملف اللاجئين, اشتملت هذه التغيرات على معطيين أساسيين وهما تحطم قدسية العداء لإسرائيل لتحل إيران محلها على الأخص ضمن الشارع الذي تضرر بشكل مباشر من التدخل الإيراني في الحرب السورية والمعطى الثاني هو فقدان الثقة بالإسلام السياسي الرسمي نتيجة علاقة بعض قيادته بإيران ونتيجة لتحارب الفصائل الإسلامية فيما بينها ونتيجة لسلوكها في المناطق التي تسيطر عليها. إغلاق العالم العربي والإسلامي أبوابه في وجه اللاجئين السوريين بينما استقبلت أوربا وكندا عشرات الآلاف منهم أيضاً دفع الكثير من السوريين في إعادة التفكير في هذا العداء المقولب للغرب وأنظمته السياسية, الثورة السورية أيضاً تم تقيمها أيضاً في كثير من الأحيان من وجهة نظر تراتبية فقد أخذ كثيراً على الثورة السورية بأنها ثورة أرياف على الرغم من المشاركة الفعالة لبعض مراكز المدن (حماه وحمص ودير الزور وبعض أحياء دمشق) حيث صرح المعارض السوري سمير نشار والذي يشغل صفة الناطق باسم الحزب الوطني الحر في تغريدة على موقع تويتر بأن الثورة فشلت عندما تريفت وبأن هناك تباين بين أدوات الاحتجاج بين الريف والمدينة حيث أدوات الاحتجاج بالمدينة ضد السلطة هي ، المظاهرة ، الإضراب ، الاعتصام ، ,العصيان المدني وأدوات الاحتجاج بالريف هي حمل السلاح فقط, بمعنى آخر أن أحد أسباب انتكاسة الثورة السورية هي خروجها عن اتباع تراتبية الريف الملتحق بالمدينة وعلى الرغم من أن تبعية الريف للمدينة بالمعنى العصري للكلمة هي تبعية إدارية محضة ولا تحوي أدنى إشارة إلى تراتبية في الوعي السياسي أو في أي نوع آخر من أنواع الوعي البشري, وفي الواقع السوري أساساً أدت سياسات الحكومات السورية المتعاقبة إلى تمدين الرييف وترييف المدينة والتي نتج عنها تعطيل للوظائف الإنتاجية لكل منهما على المستوى الزراعي والصناعي, إن امتلاك البيانات والمعلومات ضمن حقول معرفية مختلفة والتي يمكن أن تؤدي إلى تركيب وعي جديد لدى الأفراد من الصعب أن يكون اليوم حكراً على بيئة معينة بفضل الانتشار المتسارع لمستخدمي الانترنيت حول العالم مما يقوض يوم بعد يوم مفهوم تراتبية الوعي بين البلدان أو المناطق أو الأفراد.
المزاج السوري العام اليوم هو مزاج غير مستقر وعرضة للتخبط الدائم نتيجة للأزمات المعيشية والخدماتية الخانقة التي يعيشها الشعب السوري ونتيجة استشعاره, بأن التدخلات الإقليمية والدولية على اختلاف مشاربها لم تساهم في حل الأزمة السورية أو التخفيف من وطأتها إنما ساهمت في تعميق تأزمها, وانتقل المجتمع السوري من حالة تراتب سياسي صارم مترافق مع إجماعات فكرية ومسلمات من غير الممكن إحداث تغير في بنيتها إلى مجتمع بلا سياسية وبدون مسلمات جامعة لمكوناته حتى وإن كانت إجماعات خلبية حول الخطوط السياسية العريضة وعلى هذا المستوى أصبح المجتمع السوري مجتمعاً مُعلوم, أي مجتمع لا يوجد فيه إجماعات أفقية تجمع مكوناته المحلية و لا يوجد إجماعات عامودية تجمع الأفراد ضمن المجتمع المحلي الواحد إلا ضمن إجماع شكلي يتآكل باستمرار نتيجة الأزمات التي تتعمق باضطراد يوماً بعد يوم وكنتيجة حتمية أيضاً للانتشار الواسع للإنترنيت بشكل عام ووسائل التواصل الاجتماعي بشكل خاص وما تحدثه من تغيرات على مستوى الوعي العام للمجتمعات وأصبح من الصعب اليوم حصر تكون وعي الفرد ضمن الخطاب المتداول ضمن المجتمع المحلي, وما في جعبة المجتمعات المحلية في سوريا من موروث إثني أو مذهبي لا يحمل أي قيمة تنظيمية أو حضارية أو معرفية في عالم أصبحت التغيرات المتسارعة جزء من روتينه اليومي وبدل الانتعاش من هذا التقدم أصبح الشعب السوري يعاني من نقص في مقومات الحياة الأساسية.



#عدي_مروان_ورده (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المستقبل في مخبز الغيب سوريا و العقد القادم
- الطقوس مقابل الدولة
- عنف بلا شكل - بحث في مسألة العقوبات من الحوار الإسلامي العلم ...
- هرم الإرهاب
- الاصطفاف الضائع


المزيد.....




- الديوان الملكي السعودي يصدر بيانا عن الحالة الصحية للملك سلم ...
- ترقب عالمي بعد اختفاء مروحية الرئيس الإيراني
- كأس الاتحاد الافريقي: الزمالك يحرز لقبه الثاني
- قائد بالحرس الثوري الإيراني يفند التصريحات حول تلقي اتصالات ...
- مراسل RT: مسيّرة -بيرقدار أكينجي- التركية دخلت المجال الجوي ...
- مظاهرة حاشدة في العاصمة البلجيكية بروكسل دعما لفلسطين (فيديو ...
- وزارة الخارجية الإيرانية تصدر بيانا بشأن البحث عن مروحية رئي ...
- -يُعاقب على الحرية-.. نائب رئيس وزراء صربيا يربط بين حادث مر ...
- إيران.. رئيس منظمة الطوارئ يشرف على عمليات البحث عن مروحية ا ...
- تقرير عبري: الإمارات وضعت شرطا واحدا للمشاركة في إعمار قطاع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدي مروان ورده - الثورة السورية والعولمة (السلم المنهار)