أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناجح شاهين - المثقف العربي في مواجهة محميات نتانياهو والبترودولار















المزيد.....

المثقف العربي في مواجهة محميات نتانياهو والبترودولار


ناجح شاهين

الحوار المتمدن-العدد: 6648 - 2020 / 8 / 16 - 11:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


(تلقى "المبدعون" بشيء من التيه الذي يذكر بالطاووس جوائز محمد بن زايد ومحمد بن راشد من قبيل البوكر وأشباهها. ترى هل سيمتلكون الشجاعة اليوم لركلها على رؤوس الأشهاد بعد أن تم تدشين الحلف الصهيوني/الأمريكي علناً، أم أن الرفاق الذين غضبوا جداً قبل أشهر عندما شككنا في حجهم إلى أبوظبي ما زالوا يصرون أن الجوائر بريئة وأنها موجهة من ابن زايد بغرض تنمية إبداعهم الذي يساهم في بناء الأمة وتحرير فلسطين؟)

تقف دول التحالف السعودي/الأمريكي/الإسرائيلي ومن ضمنها الامارات والبحرين في الزمن الراهن موقفاً معادياً للقضايا العربية وعلى راسها قضية فلسطين. ولسوء الحظ فإنها قد انتقلت من موقع الحليف السري للصهيونية إلى موقع التضامن العلني معها وصولاً إلى الموقف البحريني "الثوري" المدهش الذي يقرر أن من حق إسرائيل أن تدافع عن نفسها ضد عدوان هذا الطرف العربي او ذاك.
حسناً أزعم دون أن أكون مخترعاً أو مكتشفاً، أن هذا يعني أن هذه الدول قد انتقلت من موقع التواطؤ مع العدو إلى موقع التحالف الرسمي المعلن معه. وهذا يعني أن هذه الدول عدو لفلسطين والأمة العربية كلها. على الرغم من ذلك يجب أن ننبه على شيء مهم: لقد ولدت السعودية ومحميات النفط جميعاً في سياق يجعلها تابعة بنيوياً للاستعمار الكوني منذ لحظة ولادتها. ولذلك تآمرت ضد النظام الناصري والعروبة وأدت دوراً يخدم بريطانيا والولايات المتحدة والصهيونية على امتداد عقود طويلة من الزمن.
لكن بمجرد أن أقول ذلك، وأنشره، وأبشر به، فإنني بالطبع أصبح عرضة للاعتقال –وربما ما هو أسوأ منه- في حال وطأت قدماي أرض الإمارات أو السعودية المقدسة. بالطبع لن أحلم بوظيفة في تلك الدول، ناهيك عن الحصول على الجوائز والمنح والهدايا التي تقدمها تلك الدول التي حبتها الطبيعة كنزاً تقوم بتبديده في وجوه الفساد، والملذات الحسية، وخدمة الاستعمار العالمي.
كيف يمكن أن يتعاطى "المثقف" العربي مع هذه الأنظمة القروسطية الفاسدة؟ أيكون معها، أم ضدها، أم يمارس الحياد الملتبس؟
المشكلة أن المثقف هو الشخص الذي ينتقل من حيز الوظيفة الحيادية إلى حيز الانغماس –بالتبشير على الأقل- في القضايا العامة من قبيل السياسة والاقتصاد والصحة والتعليم. هذا ما نفعله نحن الذين كان من سوء طالعنا أننا اشتغلنا بالعلم والفلسفة أو الفن والأدب...الخ.
يتوسع المثقف بكرم واضح في انتقاد "ديكتاتورية" الأسد و"وحشيته". ترى هل يجرؤ المثقف ذاته على انتقاد مقامات محمد بن سلمان ومحمد بن زايد ومحمد بن راشد وغيرهم من أمراء "مدن الملح"؟ لكن أين سينشر النقد عندما تنغلق في وجهه أبواب "العربي الجديد" والاتحاد والخليج ...الخ.
وماذا يفعل "الرفاق" الذين تلقوا جوائز "البوكر" الإماراتية؟ هل سيعيدونها اليوم بعد أن أصبحت مغموسة ببول بنيامين نتانياهو وبصاق دونالد ترامب؟
ماذا عن المواطن/القارئ العربي؟
هل من واجبنا أن "نتسامح" مع الشعراء والروائيين من باب أنه يحق ل "المبدع" ما لا يحق لغيرة؟ أم نقول إن المبدع يتحمل مسؤولية أشد، لأنه "يعيش" داخل دائرة الهم العام تماماً.
ربما نستطيع أن نتسامح مع مدرس مسكين يريد أن يطعم "عياله" خبزاً عن طريق العمل في مدارس رأس الخيمة وخور فكان. وربما نستطيع أن نتسامح مع عامل فلسطيني يقضي الساعات الطوال على الحواجز من أجل ان يعمل في داخل "إسرائيل" ويعود لأسرته بقوت يومها.
من المعروف أن المبدع/العالم/المفكر/والمثقف قد ارتبط مصيره بالبلاط عبر التاريخ: البلاط هو من يملك الموارد اللازمة لمكافأة المثقفين، ولكن عصرنا اكتشف مثقفاُ ثورياً يعيش من أجل قضايا الشعوب والمضطهدين، ويدفع الثمن الغالي لقاء ذلك.
هناك قائمة طويلة من "المبدعين" للأسف، تلقت التكريم والتنعيم من نظام الإمارات المتحالف استراتيجياً مع الصهيونية، وقد أتحفتنا وسائل الإعلام بآخر إنجازات ذلك النظام في وضع السيد حسن نصر الله في قائمة المحاصرة الاقتصادية التي سنتها واشنطون، وتطبقها دول الخليج بدون تردد.
لسنا في زمن الغموض الذي يحتاج إلى تحليل متعمق: الإمارات عدو للأمة العربية كلها، ولشعب فلسطين، ويصعب علينا أن نصدق أن من تكرمه تلك الدولة يمكن أن يكون عدواً لها أو للصهيونية ناهيك عن أن يشكل خطراً يستدعي موقفاً "حازماً" مثل الذي واجهه ناجي العلي أو غسان كنفاني أو ماجد أبوشرار، والقائمة تطول. يمكن للمثقف أن يكون أقل "اشتباكاً" من ناجي وغسان، ويمكن أن لا يذهب بالضرورة إلى حتفه. أما أن يصل الأمر حد تلقي الهبات ممن يفترض أن يكونوا أعداءه فإنه يحتاج إلى الكثير من "التقية" لكي يخدع عبيد بئر النفط في الخليج. لكنه مع ذلك سوف ينكشف لخبراء المخابرات الصهيونية والأمريكية وأصدقائها في الخليج. من هنا يصعب علينا أن نضللهم بسهولة ما لم نتبن فعلاً المواقف الأساسية التي ترضيهم وتدعم سياستهم المعادية لأحلام العرب وفلسطين. نقول ذلك تحسباً من نباهة البعض من معكسر الأنجزة الذين يزعمون طوال الوقت أنهم يخدعون قوى الاستعمار العالمي، ويأخذون المال منها لتوظيفه في مصلحة الوطن وضد مصلحة الاستعمار بالذات.
انكشفت الإمارات على ما يبدو نهائياً، أو ذلك ما نأمل على الأقل. لكن "مثقفي" قطر سيصرون اليوم أنها مهما يكن من أمر أقل شراً من الإمارات والسعودية؛ على الأقل كان لدى قطر مشاريع واضحة المعالم: الديمقراطية من جهة ودولة الإسلام من جهة أخرى. وفي هذا السياق استطاعت أن تستقطب مثقفاً "يسوق الهبل على العبط" ويتظاهر بالعمل في مشروع لبناء واقع عربي ديمقراطي (ربما انسجاماً مع كتاب خفيف الظل لعزمي بشارة عنوانه: بيان ديمقراطي عربي) أو بناء دولة إسلامية يرشدها يوسف القرضاوي تتخذ من المشرق مقراً لها، وتقوم قطر بإدارتها.
تم ذلك بالطبع على الرغم من، أو ربما برعاية، القواعد العسكرية الأمريكية. وقد رافق ذلك مقدار ليس بالقليل من الحب تجاه إسرائيل، والخطاب الثوري العالي النبرة ضد سوريا.
ما الذي يمتلكه رجل الإمارات القوي محمد بن زايد في مقابل أمراء قطر أصحاب الرؤى "الثورية"؟ يمتلك بالكاد مشروعاً للبرلة يرافقه غزل أكثر حسية وصراحة تجاه الصهيونية والغرب. وهو في هذا لا يختلف في كثير أو قليل عن سميه محمد بن سلمان حاكم السعودية الفعلي. اليوم يصعب على المثقف/المبدع أن يغازل محمد بن زايد دون أن يعرف الغفير والخبير أنه أصبح عضواً مخلصاً في نادي الثروة الإسرائيلي وأنه لا علاقة له بالأمة وأحلامها من قريب أو بعيد.
أما المثقف العربي الذاهب إلى الدوحة فما زال يستطيع –بما أوتي من فصاحة وحجة حاضرة- أن يتحدث عن إسقاط الديكتاتورية في سوريا وبناء وطن الديمقراطية وحقوق الإنسان والعدالة والحريات...الخ مرة أخرى مصداقاً لعنوان بارز لعزمي بشارة: "سوريا درب الآلام إلى الحرية." مخاض يذكر بدرب آلام الخلاص الذي سار فيه الرب/المخلص من أجل إنقاذ خرافه الضالة.
لكن أدعياء الثقافة في حجيجهم إلى قطر لا يختلفون عن حجيج أبوظبي أو دبي في شيء. هم أيضاً يحلمون بالفنادق الضخمة والمباني العالية والشوارع العريضة والويسكي في فنادق برج العرب وبرج خليفة والكمبينسكي.
ما الذي أفعله في ابوظبي أو الدوحة إن كنت مثقفاً تتطلع عيوني نحو المستقبل؟ أو نحو البناء؟ أو نحو أحلام الأمة؟ أو نحو تحرير فلسطين؟
نظن أن الرغبة في قضاء الوقت الجميل في عالم الخليج "الساحر" الباذخ، المبني وفق أحدث طراز، مع العودة بالغنائم، هو الشيء الوحيد الذي يمكن أن أحلم به.
حسناً لا يحق لكم الاعتراض على "حريتي" الشخصية في الذهاب حيث أشاء، وأن أعيش حياتي كما يحلو لي. لكن ربما ليس من حقي أن أواصل الزعم بأنني أكتب وأبدع و "أحترق" كالشمعة من أجل فلسطين وتحريرها وبناء الأمة وفك ارتباطها بالاستعمار العالمي.
لن أستطيع الإدلاء بتلك المزاعم ببساطة لأن "العمارات" من أبوظبي إلى خورفكان مروراً بإمارة دبي الليبرالية التي تعيش الدعارة وغسيل الأموال وصولاً إلى محمية الدوحة إم الليبرالية والإخوان، تشكل المقرات الأكبر هذه الأيام للأنشطة الاستعمارية المعادية للعرب وعلى رأسها أنشطة الموساد والصهيونية.



#ناجح_شاهين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضرورة إعدام الحقيقة المطلقة
- العيد في زمن الكوليرا والكورونا
- الاقتصاد السياسي للمنظمات غير الحكومية
- التوجيهي في زمن الضم والكورونا
- إسرائيل تدرب قوات الشرطة الأمريكية
- ثورة في التعليم
- مسلسل كورونا
- إنها معركة -ما تبقى لكم- من فلسطين!
- إسرائيل تحث الخطى نحو -تحرير-إيرتس يسرائيل كلها
- موسم الهجرة إلى بكين
- تأسيس المواطنة والأمة الإقليمية بين كورونا وكرة القدم
- العمال وأزمة المجتمع الفلسطيني
- التعليم عن بعد في زمن الحصار
- مأزق غانتس بين أيمن عودة وأفيغدور ليبرمان
- فلسطين في زمن الكورونا
- أهلا كورونا
- السوريون في سباق يائس لتجاوز هجوم النظام لوحشي
- من سوريا إلى السودان، هذا هو البرهان
- سرقة القرن والافتقار إلى المفاجآت
- إحياء ذكرى الهولوكوست في اسرائيل


المزيد.....




- بعيدا عن الكاميرا.. بايدن يتحدث عن السعودية والدول العربية و ...
- دراسة تحذر من خطر صحي ينجم عن تناول الإيبوبروفين بكثرة
- منعطفٌ إلى الأبد
- خبير عسكري: لندن وواشنطن تجندان إرهاببين عبر قناة -صوت خراسا ...
- -متحرش بالنساء-.. شاهدات عيان يكشفن معلومات جديدة عن أحد إره ...
- تتشاركان برأسين وقلبين.. زواج أشهر توأم ملتصق في العالم (صور ...
- حريق ضخم يلتهم مبنى شاهقا في البرازيل (فيديو)
- الدفاعات الروسية تسقط 15 صاروخا أوكرانيا استهدفت بيلغورود
- اغتيال زعيم يكره القهوة برصاصة صدئة!
- زاخاروفا: صمت مجلس أوروبا على هجوم -كروكوس- الإرهابي وصمة عا ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناجح شاهين - المثقف العربي في مواجهة محميات نتانياهو والبترودولار