أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أبوالحسن محمد على - موسم الهرولة الى اسرائيل (مع الإعتذار لأديبنا السودانى الطيب صالح)















المزيد.....

موسم الهرولة الى اسرائيل (مع الإعتذار لأديبنا السودانى الطيب صالح)


أبوالحسن محمد على

الحوار المتمدن-العدد: 6647 - 2020 / 8 / 15 - 21:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تلقى العالم الإسلامى و العربى صفعة جديدة يوم الخميس الثالث عشر من أغسطس ألا و هى اتفاق السلام المزعوم بين دولة الإمارات العربية المتحدة و دولة الكيان الصهيونى و كأن سنة 2020 تأبى أن ترحل دون أن تكيل لنا اللكمة تلو اللكمة والصفعة عقب الصفعة وقبل أن نتمالك أنفسنا من الترنح الذى أصابنا من أثر اللكمة تنهال علينا لكمة أخرى تكاد تطيح بنا أرضا . و قد وصف وزير الخارجية الأمريكى مايك بومبيو اتفاق تطبيع العلاقات بين الإمارات العربية و اسرائيل باليوم التاريخى مؤكداَ أنه خطوة مهمة الى الأمام من أجل السلام فى الشرق الأوسط إلا أن الحقيقة هى أن هذا اليوم هو " يوم أسود" فى تاريخ الأمة حيث وقع محمد بن زايد على هذا الإتفاق بحبر الخيانة و العار فأى سلام تسعى الإمارات الى تحقيقه مع دولة الإحتلال الإسرائيلى ؟ فهل يا ترى أنهكت دولة الإمارات من حروبها المستمرة التى لم نسمع عنها و كان يشنها مقاتلوها و هم يرتدون " طاقية الإخفاء" ؟أم عز عليها كثرة الجرحى و القتلى الذين تشيعهم كل يوم نتيجة لسقوطهم ضحايا العمليات الفدائية ضد الكيان الصهيونى فقررت توقيع اتفاق السلام لحقن دماء أبناءها ؟ فكم ذا من المضحكات المبكيات فى بلاد العرب!فجميعنا يعلم ان دولة الإمارات لم تخض يوماَ حربا مع دولة اسرائيل كما أنه لا يجمع الدولتان حدود مشتركة حتى يكون هناك اقتتال بينهما .
جاء الإتفاق وفقاَ لما أعلنته وسائل الإعلام اثر مكالمة هاتفية ثلاثية من الرئيس المريكى دونالد ترامب لكل من نتنياهو و محمد بن زايد حيث أن الإعلان جاء بمثابة خدمة للرئيس ترامب قبيل الإنتخابات الأمريكية حيث يعانى ترامب من مشاكل داخلية تهدد فوزه بولاية رئاسية ثانية و على رأسها أزمة كورونا و كان الإعلان عن اتفاق السلام بمثابة دفعة لسياسته الخارجية و إنجاز يحسب له حتى أنه قال مازحاَ عقب الإعلان عن الإتفاق أن الإتفاق الذى سمى باتفاق " ابراهيم" تيمناِ برمزية نبى الله "ابراهيم" فى الديانات الثلاث : الإسلامية و المسيحية و اليهودية كان من الأولى أن يسمى ب " اتفاق دونالد ج ترامب" بل إن روبرت سي مستشار الرئيس الأمريكى للأمن القومى صرح فى مؤتمر صحفى بأن الرئيس الأمريكى يجب أن ينال " جائزة نوبل للسلام " لجهوده فى إنجاز هذا الإتفاق
ورغم صدمة الكثيرين فى العالم العربى من هذا الإتفاق إلا أنه فى الواقع لم يكن مفاجأة لأى مراقب للشأن العربى فإن دولة الإمارات مرتمية فى أحضان العدو الصهيونى منذ سنوات و كانت تمارس التطبيع و لكن فى السر دونما كشف عن علاقتها الحميمة بدولة اسرائيل. بل أن اسرائيل تربطها علاقات حميمة مع الكثير من دول الخليج و لكن ذلك يتم فى الخفاء و ليس فى العلن فمن المعلوم أن الكثير من أعضاء جهاز المخابرات الاسرائيلية يقومون بزيارات سرية للإمارات و السعودية و غيرهما من الدول الخليجية بل إنه فى عام 2018 استقبل السلطان قابوس بسلطنة عمان رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو فى زيارة رسمية رتب لها يوسى كوهين رئيس جهاز الإستخبارات الإسرائيلى ( الموساد) كما استضافات دولة البحرين اجتماعاَ بقيادة البيت الأبيض لتدشين خطة ترامب للسلام فى الشرق الأوسط و المعروفة اعلامياَ بصفقة القرن . بل لقد بدأت ارهاصات التطبيع مع الإمارات بشكل علنى و تجلت أكثر وضوحاَعندما نشر يوسف العتيبى سفير دولة الإمارات بالولايات المتحدة الأمريكية مقالة بصحيفة يديعوت احرونوت العبرية واسعة الإنتشار فى اسرائيل و جاء العنوان " إما الضم أو التطبيع " معبراَ عن وجهة النظر الرسمية الإماراتية فالعتيبى كان فى منصب رسمى كسفير لبلاده و بالتالى فإن مقالته لا تعبر عن وجهة نظره الشخصية بل عن موقف بلاده الرسمى
و جاءت جائحة كورونا لتعزز التطبيع الإسرائيلى الإماراتى بدرجة أكبر حيث أقامت الإمارات جسر جوى لنقل المواد الطبية الى دولة اسرائيل برحلات جوية مباشرة و هو ما سارعت الإمارات إلى نفيه عندما أعلنت عنه اسرائيل .
بات من غير المستبعد الآن أن نرى هرولة من سلطنة عمان و دولة البحرين للتطبيع الرسمى على غرار دولة الإمارات ضاربين بعرض الحائط الإجماع العربى منذ عام 1950على عدم التطبيع مع اسرائيل و اتفاق كامب دايفيد مع مصر عام 1979 بل و اتفاق أوسلو مع السلطة الفلسطينية عام 1993 و اتفاق سلام وادى عربة مع الأردن عام 1994 و مبادرة اتفاق السلام العربية الت تقدمت بها السعودية عام 2002 و قد نصت كل هذه الإتفاقيات على معادلة " السلام مقابل الأرض" بمعنى انسحاب اسرائيل من الأراضى المحتلة و ايقاف الإستيطان و تسوية قضية اللاجئين. . لكن اتفاق السلام الذى أبرمته الإمارات دشن مرحلة المعادلة الجديدة و هى " السلام مقابل السلام " كما قال رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو فى حين أن المعنى الحقيقى لما يقوله هو " السلام مقابل لا شئ" إنه سلام الخنوع والإستسلام للأمر الواقع و قد أشاد هارون دافيد ميللر المفاوض الذى سبق له ان شارك فى محادثات السلام لفترة طويلة و الذى يعمل بمؤسسة كارنيجى للسلام الدولى الآن بهذا الإتفاق و قال أن هذا الإتفاق " a win –win-win-lose" بمعنى انه اتفاق رابح لثلاثة أطراف بالمعادلة و خاسر للطرف الرابع أما الأطراف الثلاثة الرابحة فهم : ترامب و نتنياهو و بن زايد . أما الطرف الرابع الخاسر فهم الفلسطينيون الذين يقفون الان موقف المتفرج بينما الدول العربية تتقارب اكثر مع اسرائيل حيث يكافأ نتنياهو على تجاهله للفلسطينيين و تقويضه لهم و ذلك حسب ما جاء فى جريدة نيو يورك تايمز الأمريكية . و لكن واقع الأمر يقول أن الرابح من هذا الإتفاق هو ترامب و نتنياهو فقط أما ابن زايد فهو ما انفك يستغل ما حباه الله به فى خيانة قوميته و بنى جلدته و دينه ليشترى عرض الدنيا الزائل و يكسب رضى أسياده الذين لا يتوانى عن لعق احذيتهم ليحافظ على عرشه و يستغل امواله و ثروات بلاده فى إحداث الفوضى و الدمار و الخراب فى الدول المحيطة فحتى قرار وقف الضم الذى تذرع به لحفظ ماء وجهه مقابل هذا الإتفاق أنكره رئيس الوزراء الإسرائيلى و جاريد كوشنر اليهودى زوج ابنة ترامب و أحد كبار مستشاريه للشرق الأوسط حيث قالا أن ما تم الإتفاق عليه هو مجرد ارجاء مؤقت لقرار الضم
لقد ابتليت الأمة بثلة من الحكام الخونة الذين لن يلبث أن يأتى يوم و تحاسبهم شعوبهم حساباَ عسيرا . فمهما طال الزمن أو قصر و مهما تمرغوا فى أوحال الخيانة و العار فلابد أن تأتى لحظة الحساب لأن الله آل على نفسه إلا أن ينصر المظلوم حتى و لو بعد حين .



#أبوالحسن_محمد_على (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على هامش الترجمة : الفنكوش
- على هامش الترجمة : السياق التاريخى و التطور اللغوى
- من طرائف وباء كورونا
- مقت مصر للشفافية سوف يكون له نتائج عكسية فى أزمة فيروس كورون ...
- روبرت بيرنز Robert Burns أمير شعراء اسكتلندا المتوج
- ماذا ينتظر المصريون؟
- ترمب...العنصرية...جماعة كو كلكس كلان
- من الأدب الأمريكى المعاصر
- ترجمة قصيدة -لا تخطو مهادنا فى هذا الليل الصموت Do Not Go Ge ...
- ترجمة قصيدة دلنى أيها الضء الطيب لجون نيومن


المزيد.....




- مصدردبلوماسي إسرائيلي: أين بايدن؟ لماذا هو هادئ بينما من ال ...
- هاشتاغ -الغرب يدعم الشذوذ- يتصدر منصة -إكس- في العراق بعد بي ...
- رواية -قناع بلون السماء- لأسير فلسطيني تفوز بالجائزة العالمي ...
- رواية لسجين فلسطيني لدى إسرائيل تفوز بجائزة -بوكر- العربية
- الدوري الألماني: هبوط دارمشتات وشبح الهبوط يلاحق كولن وماينز ...
- الشرطة الأمريكية تعتقل المرشحة الرئاسية جيل ستاين في احتجاجا ...
- البيت الأبيض يكشف موقف بايدن من الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين ف ...
- السياسيون الفرنسيون ينتقدون تصريحات ماكرون حول استخدام الأسل ...
- هل ينجح نتنياهو بمنع صدور مذكرة للجنائية الدولية باعتقاله؟
- أنقرة: روسيا أنقذت تركيا من أزمة الطاقة التي عصفت بالغرب


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أبوالحسن محمد على - موسم الهرولة الى اسرائيل (مع الإعتذار لأديبنا السودانى الطيب صالح)