أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رواء الجصاني - رواء الجصاني: رأيٌ في بعض مؤلفات السيرة، والذكريات، السياسية.. وعنها















المزيد.....

رواء الجصاني: رأيٌ في بعض مؤلفات السيرة، والذكريات، السياسية.. وعنها


رواء الجصاني

الحوار المتمدن-العدد: 6645 - 2020 / 8 / 13 - 23:53
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


رأيٌ في بعــض مؤلفات السيرة، والذكريات،
السياسية.. وعنها
رواء الجصاني
---------------------------------------------------------------------------
تصدى الالاف من العراقيين، بمستويات مختلفة، للشأن الوطني العام، وكتب العشرات منهم، والسياسيين الفاعلين خاصة، سيّـراً ومذكرات عديدة الى جانب احاديث وحوارات تلفزيونية وغيرها، وقد بات كل ذلك مصادر تاريخية يلجأ اليها باحثون ومتابعون، كما متصيّدون، فينتقون منها، ودون تمحيص احيانا، اعتمادا على الثقة العفوية من جهة، وضعف الاهتمام بالدقة، وأختصارا للوقت أوالجهد، وربما كلاهما ..
وفضلا عن الاهتمام الشخصي عندي بما كتب – ويكتب – في هذا المجال، وفرتْ ليّ الاسابيع القليلة الماضية، وبسبب التقييدات التي فرضتها جائحة "كورونا" الوبائية، فرصاً زمنية اكبر لقراءة - أو أعادة قراءة- الكثير مما يتوفر من كتب وسير ومذكرات، وكذلك مشاهدة - أو اعادة مشاهدة – العديد من اللقاءات والحوارات التوثيقية، التلفزيونية ذات الصلة، بسياسيين، معارضين بارزين لأنظمة الاستبداد.. وبوطنيين مشهود لهم، وسواهم، من مختلف المشارب، والاتجاهات.. أقول ذلك لأصل الى تأكيد القناعة بما كتبته مطلع عام 2019 بأن ثمة الكثير من الملاحظات الانتقادية التييمكن ان تسجل على ما يُكتب من"تاريخ" ويوثق من "أحداث" تطغي عليها الشخصنة، والـ "أنـا" المضخمة، لحدود بعيـدة، وفي غير سياقاتها أصلا.. (*)
واذا ما كان هناك قاسم مشترك بين جميع تلك المؤلفات، فهو تأكيد اصحابها المبرز، بأن ما يأتون به هو " يخدم الحقيقة والتاريخ" وكأن في الأمر محاولة استباق لمنع "التشكيك" واحتراز من "تهمة" الذاتوية في تسجيل وتوثيق الاحداث والسير والادوار. وأزعم بأن ذلك التوكيد المبالغ به قد يقود المتفحصين الى استنتاج العكس تماما. خاصة وقد تم الأعتماد على بعض الوثائق المنتقاة، او اجتزاء فقرات ومضامين، مكتوبة أو منقولة شفاهاً، تدعم وتفيد ما يُـبتغى منها، ويُـرادُ لها..
كما من السهل ايضا الوصول الى قناعة بأن كثير غالبٌ من تلكم الذكريات والسيّر تتوخى جمهرة محددة من الناس، وتتوجه بشكل رئيس الى القراء والمتابعين الذين عملوا او تشاركوا في العمل السياسي او الوطني مع الكتاب والمؤلفين، ويعلمون بما أجترحوه من مواقف مشرفة، كما خاطئة، أو عليها ما عليها من خلافات وتفاسير جاءت مصحوبة بتوضيحات أو أعترافات خجولة بالاخطاء، والخطايا حتى، وترحيلها بصراحة أو توريةٍ الى آخرين، مع بعض الاستثناء هنا وهناك .
لقد بالغ العديد من اصحاب السيّـر والمذكرات، التي شملت العقود الستة الماضية، خاصة، بالانتقاص والقاء اللوم على من تخالف أو أختلف معهم في الرؤى والمواقف، وفي التاريخ السياسي والنضالي المشترك، برغم ان ذلك التاريخ، والصحبة النضالية امتدت عقودا بعض الاحيان، تعرضوا خلالها لشتى اشكال القسوة والعنف والسجون من اجهزة الانظمة الارهابية. وقد تحملوا ذلك، منفردين ومجتمعين، بصلابة وتضحيات تسجل للكثير منهم بأمتياز.. غير انهم لم يستطيعوا، في ذات الوقت، تجاوز التنافس الشخصي، وردود الافعال الذاتية، وتبايّن القناعات، واهمية تقبل الآخر.. ولا نقلّـل هنا مطلقاً من شؤون الدفاع عن النفس، وتأرخة الاحداث، وتبيان المواقف وتحديد المسؤوليات.
ووبالارتباط مع الفقرة السابقة، لعل من المهم ان نشير هنا ايضا الى خطالة محاكاة الحاضر بالمفاهيم والقيم السابقة، والاستناد عليها في الكتابة "للتاريخ" دون الالتفات لجملة مؤشرات من اهمها الظروف السياسية والاجتماعية والمعرفية التي كانت تسود في حينها، ومتانة ورسوخ التجربة، ومستويات الأدراك والوعي، وشيوع التزمت بأحتسابه "ثباتاً مبدئيا" .. دعوا عنكم التقديس الايديولوجي، والثورية الحقيقية او المدعاة، ومزاعم امتلاك الحقيقة..
لقد كان حرياً بنا طبعا أن نشير لأمثلة ملموسة، ولأسماء بعينها، لتأكيد ما ندعيه من أراء ورؤى. ولكن من دوافع الابتعاد عن ذلك – برغم توفر الكثير الكثير منه- تأتي قناعتنا بأن طرح ذلك، الآن، سيثير المزيد من الغلّـو والأحن، والعصبيّات، خاصة والبلاد العراقية وشعبها تحتاج لتضامن مجتمعي، وترفّع أنساني عن الخصوصيات والصغائر، في ظل الأزمة – بل الأزمات- الطبيعية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، والتي ما برحت تشيــع المزيد من الأحباط السائد، والمتراكم أصلا، من السياسة والسياسيين .. كما من الدوافع الاخرى لأقتصار كتابتنا هذه على العموميات، وليس الملموسيات، ثمة "خوف" من اقلام وألسن تنتظر أيّما سبب ورأي، أوموقف مخالف، لتبيح لنفسها الدفوعات المتشددة، أو الانفعالات في الردود والتحاور والجدال.. فالوسطية باتت بعيدة كما نرى في زحام الاتهامات المتبادلة، وتصيّد الأخطاء، والتشنجات وتلك من أشد العلل، وأقساها بالنسبة لشعوبنا على الاصعدة السياسية والثقافية والاجتماعية..
ان ما يؤلم اكثر في هذه الحال الذي نتوقف عندها، هو قيام أعلاميين ومتابعين وغيرهم بقراءات مسبقة التقييم، لما تحتوية الذكريات والسيّر والشهادات ذات الصلة، وعرض بعضها بعيون "تبدي المساويا" ولدوافع مختلفة قد يكون من بينها حب الأثارة، وحسابات واصطفافات شخصية، او مواقف مختلف عليها في أحداث هنا ووقائع هناك، وخاصة حين يجري الانتقاء والاجتزاء، بل وحتى تزييف الحقائق احيانا. والأكثر ايلاما ان يكون بعض المعنيين مشاركين بهذا القدر او ذلك في قضايا الأمس التي يتبرأون منها اليوم..
كما من الجدير بالأشارة اليه ايضا، هو ان مؤلفات السيرة والذكريات ، تباينت في اسلوبها، وفي لغتها، وسياقاتها، فكان بعضها يرقى الى شكل من اشكال الكتابة الادبية، فيما راح بعض آخر أشبه بيوميات مغرقة بتفاصيل ليست مهمة لغير من يعرف عنها، او مشمول بها.. وفي كلا الحالتين، وما بينهما، نزعم بأن ثمة طموح يرجوه الكثيرون لأن يكون القادم من تلك الكتابات اكثر اهتماما بالشأن العام، ومحاولة الأبتعاد عن "الأنـا" إلا في مكانها وزمانها الطبيعيين، لكي لا تكون مقيتة، بل ومذمومة حتى .. وحسناً ان نستبق الغيـر ممن قد يفهم بأننا ندعو الى الابتعاد عن الجدال والتوثيق، فنقول ان ذلك أكثر من مرجوٍ ومطلوب، ولكن على أسس حضارية، وبعيدا عن التزمت والتدليس واثارة البغضاء..
وفي الأخير نعيد التوكيد بأن هنالك - حول ما تحدثت الفقرات عنه الفقرات اعلاه- أمثلة عديدة ووقائع كنا شهود عيان على بعضها بهذا القدر او ذلك، أو مطلعين بشكل وثيق على العديد من تفاصيلها.. ولكن عدم الأتيان بها – كما سبق القول - جاء محاولة في منع المزيد من الاحباط، وأبتعادا عن المناكفات السياسية الضيقة. وحاشى بالطبع ان يكون ما تقدم من ملاحظات يهدف للأنتقاص من تاريخ شخصيات بارزة في تاريخ العراق الحديث، وساسة ميامين، ومناضلين وطنيين، أخطأوا او اصابوا، وكان الكثير منهم يحملون أرواحهم على أكفهم، لغايات نبيلة، وطوال عقود مديدة، عارضوا فيها السلطات والانظمة الجائرة التي حكمت البلاد العراقية.
------------------------------------------------------ رواء الجصاني: 12/ 8/ 2020
(*) الموضوع المشار له موجود على مواقع عديدة في شبكة الأنترنيت بعنوان "هوامش وملاحظات عن بعض مؤلفات السيـرات الشخصية، والمذكرات.. وعن بعض كتابها، وكتبتها!".



#رواء_الجصاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجواهري عن لبنان، وحوله: إفتتانٌ وشعرٌ.. ومصاهرة!
- الجواهري : فيّا لكِ امةً قُسِمتْ ثلاثاً وعشريناً، وتسأل هل م ...
- يتفاءلُ الجواهري، فيعود الى بغداد عام 1968... ولكن؟!
- نصوص ... وأصداء
- نشطاء ورواد يوثقون لبعض تاريخ اتحاد الطلبة العام في العراق
- ايضا .. عن اسماء ورواد في الهيئات العليا لأتحاد الطلبة العرا ...
- اسماء ورواد في الهيئات العليا لأتحاد الطلبة العراقي العام
- رواء الجصاني : هوامش وتساؤلات من مفكرة الاحداث - 7
- من بينهم نوري السعيد وعبد الكريم قاسم وصدام حسين: - حكام الع ...
- رواء الجصاني : هوامش من مفكرة الاحداث الراهنة في العراق - 6
- عراقيون من هذا الزمان (*) 25/ قيس الصراف (ابو نادية)
- رواء الجصاني : هوامش من مفكرة الاحداث في العراق - 5
- وقفات عند اسباب ودوافع ووقائع: العنف السلطوي والمجتمعي في ال ...
- رواء الجصاني: هوامش من مفكرة الاحداث في العراق -4
- عودٌ على بدء.. حول الاحتجاجات في العراق
- هوامش من مفكرة الاحداث في العراق في العراق -3
- ايضا عن بعض رواهن وتداعيات الحراك الشعبي في العراق(*)
- رواء الجصاني: هوامش من مفكرة الحراك الشعبي في العراق -2
- رواء الجصاني: حول بعض مسؤوليات المثقفين الوطنيين
- هوامش من مفكرة الحراك الشعبي الراهن في العراق


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رواء الجصاني - رواء الجصاني: رأيٌ في بعض مؤلفات السيرة، والذكريات، السياسية.. وعنها