أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد هيكل - الصراع بين الدين والعلم من جديد














المزيد.....

الصراع بين الدين والعلم من جديد


أحمد هيكل

الحوار المتمدن-العدد: 6632 - 2020 / 7 / 31 - 20:24
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


حاولت الفلسفة العربية والإسلامية منذ وقت مبكر أن توجد صيغة توفيقية بين العلم ومقتضيات الإيمان الدينى ، بدا ذلك في محاولات المتكلمين من المعتزلة والأشاعرة منذ وقت متقدم فى تاريخ الإسلام ، فالمعتزلة يرون أن العالم تحكمه قوانين ثابتة وعلل مادية لا تتغير ، ففى اعتقادهم أن الله هو العلة الاولى للأشياء جميعا ، وأما القوانين الطبيعية التى تحكم الكون وتسير مجرى الأحداث فهى علل ثانية تندرج تحت الإطار العام للخلق الإلهى ، وهى برأيهم قوانين ثابتة لا تتبدل ، وهذا لا ينفى بحسب اجتهادهم الإرادة أو القوة الإلهية .
أما الأشاعرة ( أو مذهب أهل السنة والجماعة) فهم لا يفرقون بين مبدأ السببية الذى يمثل العلة الثانية للوجود و الإرادة الإلهية التى هى العلة الاولى للأشياء جميعا ، بل يرون ضرورة وإمكانية التدخل الإلهى في الجزئيات والتفاصيل ، وبذلك ينتفى عندهم مبدأ الحتمية المادية الذى يفسر سير الكون ، ويصبح الكون حينئذ غير محكوم بقوانين علمية .
ولكن ما علاقة ذلك بنهوض العرب وتخلفهم ؟ إن علاقته بذلك جدّ كبيرة ، وذلك لأن أزمتنا اليوم هى في جزء كبير منها عائدة إلى تسلط هذا الاتجاه الفكرى الأحادى ( الأشعرى) على الأمة والذى فرض نفسه بقوة السلطان على مدار قرون ، كما أن سبب تأخر العرب والمسلمين في مجال العلم والتكنولوجيا هو غلبة هذا التيار الفكرى الذى عطل فكر السببية وأغلق باب الاجتهاد ، فالأشياء لا تحدث ولا تقع لأنها تفعل بذاتها ولأن لها قوانين طبيعية علمية حتمية وثابتة ، بل لأن الفاعل الحقيقىّ لها هو الله! وأفعال الإنسان ما هى إلا أفعال مجازية! . كان هذا هو فكر الأمة الإسلامية حتى استفاقت على وقع الغزوة الاستعمارية الكبرى التى اجتاحت العالم الإسلامى من أقصاه إلى أدناه والتى حملت معها غزوا علميا وثقافيا وفكريا ولم تكن مجرد هجمة حربية ، حيث أفاق العرب والمسلمون على غرب جاء إليهم بعقلية تجاوزت المنهج الاستقرائى الاستنباطى الأرسطى القديم إلى رحابة المنهج العلمى التجريبى وتحررت من سلطة الكنيسة وسطوة الدوغمائية الدينية إلى عقلانية التنوير والحداثة .

واليوم نتساءل : ألم يكن من الممكن إن كنا اتبعنا منهج المعتزلة في القرن الثانى الهجرى فيما يخص مسألة الإيمان والعلم .. ألم يكن من الممكن أن نصل إلى ما وصل إليه الغرب ؟



#أحمد_هيكل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا بعد الكورونا ؟
- العالم بعد كورونا


المزيد.....




- مرجعية العراق الدينية تدعو لوقف الحرب
- ترفض -السماح ببقائه-...هل تريد إسرائيل رأس المرشد الأعلى الإ ...
- استقبل قناة الأطفال المحبوبة على شاشتك الآن.. التردد الجديد ...
- إيهود باراك: لا مبرر منطقيا للحرب مع إيران الآن
- مادورو يدعو يهود العالم لوقف جنون نتنياهو
- الاحتلال يفرض سياسة جديدة بعد 6 أيام من إغلاق المسجد الأقصى ...
- أفغانستان تغير تسمية -الجامعة الأمريكية- إلى -الجامعة الإسلا ...
- حرس الثورة الإسلامية يعتقل 5 جواسيس للموساد في لرستان
- آية الله مكارم شيرازي: الشعب الايراني يقف خلف سماحة قائد الث ...
- الدلالات الرمزية والدينية لتسميات العمليات العسكرية الإسرائي ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد هيكل - الصراع بين الدين والعلم من جديد