أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تسيفي برئيل - مستقبل إسرائيل والتقاربات الجديدة















المزيد.....

مستقبل إسرائيل والتقاربات الجديدة


تسيفي برئيل

الحوار المتمدن-العدد: 6627 - 2020 / 7 / 25 - 12:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا يعترض التيار اليساري الإسرائيلي على ضم الأغوار ولا على السيطرة على كافة الأراضي الفلسطينية المتبقية ليهودا والسامرة. كل اعتراضه أو اعتراضنا إن اعتبرت منه قائم على انتهاك حقوق الإنسان عند السيطرة على أراضيه. لا يعترض التيار اليساري الإسرائيلي على الفساد وإن قال ذلك ولكنه يعترض على حجب حريته في التحدث عن رموز الفساد الإسرائيلية. ليس المهم ما يحصل ولكن المهم أن يحصل بطريقة لا تؤثر على صورتنا كديمقراطية وحيدة في الشرق الأوسط.

من مقاطعة شرسة في العالم العربي وحرب معلنة إلى شراكات مفروضة من حكومات أصبحت تنصاع لنا وتخضع شعوبها لشراكتنا بالقوة. هنا، أصبح التيار اليساري الإسرائيلي متفقا مع القمع والديكتاتورية أو بالأحرى اليمين المتطرف في الدول القمعية لأنه يصب في صالح دولة إسرائيل، فكيف يكون يحسب نفسه على اليسارية بعدها؟ ثم إن الشراكات مع المغصوبين أو المقهورين لن تتميز باستدامة ولن تكون شراكات حقيقية، فما إن يتبدل القامعون حتى تتبدل صورة قمعهم في شعوبهم، وهكذا، نتوه في دوامة استقطاب لرأس ديكتاتوري أو فاسد أو مزاجي أو مجنون بالزهو ونقبل كل ما يأتي به لأنه في صالحنا.

الشراكة مع دول الخليج تحديدا، شراكات مصنوعة من نسيج العنكبوت، فأنظمتها قمعية وسمعتها سيئة حتى بين العرب أنفسهم، والتعذيب فيها يهب كما نسيم الهواء، ومن تحصل على ولاءاتهم مرتزقة، سيذهبون معهم اليوم وغدا يذهبون مع من يدفع أكثر. دول الخليج اليوم تغري الدول الغربية الأخرى بالدعم المادي مقابل التطبيع معنا، فماذا ستستفيد من ذلك؟

ليس سرا أن دول الخليج تتناحر فيما بينها سعيا للسلطة وأن تناحرها قائم منذ الأزل وأن دعمها لنا قائم على السعي للسلطة. إن مهدوا لنا الطريق، مهدت لهم الولايات المتحدة الطريق وتبقى العروش، ولكن الولايات المتحدة آيلة للسقوط، فماذا سيستفيد الخليج من شراكة لن يستفيد منها بسلطة في نهاية الأمر؟

إن مراهنة الدولة الإسرائيلية على الشراكات العربية مراهنة خاسرة وستجر عواقب وخيمة علينا، في الداخل والخارج.

في الخارج، صورتنا تتشوه مع مرور الوقت وتتحول من سيء إلى أسوأ، فنحن نجيد فن الترويج للديمقراطية بينما نقمع أول إسرائيلي يطالب بحق للفلسطينيين بكافة أشكال القمع.

في الخارج أيضا، صورتنا تتشوه بفضل شراكات مع شركاء ذوي سمعة سيئة، فمحمد بن زايد والسيسي يتصدرون الديكتاتورية والإمارات ومصر إما أن تختفيا أو تنتفضا قريبا. أما محمد بن سلمان، فقد قام بجريمة شهد على فظاعتها العالم كله، فكيف تكون شراكتنا مع السعودية جيدة أو مستدامة أو متسقة مع قولنا أننا دولة ديمقراطية؟

في الخارج أيضا، إذا كنا سنتشارك مع من يقتل ويعذب وينكل بشعبه هو لا شعوب أخرى ومن يهدم الدين الذي ينادي أنه يؤمن به، فكيف نعتمد على ولائه لنا أو ليهودية دولتنا؟ من يسفك دمه لن يحافظ على دمائنا، وقد قتلت الإمارات اليمنيين والليبيين والمصريين والسوريين وحتى الفلسطينيين، فكيف سترفق بالإسرائيليين؟ في الأمس كان الإخوان المسلمين مقربين جدا من الإمارات واليوم أصبحوا أشد الأعداء، فكيف تضمن دولة إسرائيل ألا تتبدل المواقف بين ليلة وضحاها ونعود أعداء بعد أن يمل السمن من العسل فتكون هذه الشراكات بالتحديد سببا في الهجوم علينا؟

أما داخليا، فليس سرا أن انقسامنا أفقي عامودي وأنه قائم على كافة الأصعدة، يمين ويسار، أشكناز وسفرديم، بدوي وحضري، أبيض وأسود، حريديم وعلماني، ذكر أنثى، إلخ إلخ إلخ. لا تجمعنا الرقعة الجغرافية التي نعيش فيها، ولا يهودية الدولة، ولا الحلم الصهيوني. يجمعنا العدو المشترك! واليوم بعد أن نصبح حميميين مع جيراننا العرب لن يصبح لدينا عدو مشترك، ما يعني بدء تقسمنا الداخلي.

داخليا أيضا، أصبحنا مرضى بالنفاق والكذب تماما مثل جيراننا الذين نشبههم في العنصرية. ندعي الديمقراطية ونقتل الآخر ثم يطالب تيارنا اليساري بقتله قتلا رحيما في احترام لحقوق الإنسان. نتغاضى عن الفساد والمحسوبية والتعذيب والهمجية ونتصور كأننا دولة أوروبية لاستعداء الغرب على العرب وقد أصبحنا أسوأ من العرب. نضطهد الطفل والمرأة والرجل المخالف للرأي ثم نهاجم سوريا مثلا باسم القمع وكأننا أفضل ثم ندعم السيسي وهو قامع لمائة مليون إنسان لأنه شريك استراتيجي! نقول لدينا حرية رأي ثم نتحالف مع من قام بتقطيع حرية الصحافة يوم قطع خاشقجي في شيء يشبه تلفزيون الواقع. أصبح الشعب الإسرائيلي بحجة الحلم الصهيوني عميلا وجاسوسا وقاتلا ومعذبا وسارقا وحلمنا الذي نبرر به أفعالنا جعل منا كابوسا.

يجب ألا ننسى أن الشعوب العربية تتعامل معنا كسرطان ستبدأ بمحاربته في أول فرصة تحين لها من السودان للبحرين، فكيف تكون الشراكات الجديدة المتكونة مع العرب إيجابية إذا كانت محدودة بحدود قصر ملكي إذا أضرمت فيه الشعوب نيرانها قضت عليه في ليلة وضحاها؟ ومهما حاولنا التطبيع الشعبي فالعرب يبادلوننا شعورنا تجاههم ببغضهم ودونيتهم.

الشريك الاستراتيجي الوحيد في الصراع الإسرائيلي العربي هو الشريك الوحيد الذي نرفض التعامل معه، الفلسطينيون! لقد جعلنا الفلسطينيين يعانون ما مررنا به في ألمانيا النازية فأصبح بيننا اليوم تشابه كبير، فهم يفهمون معاناتنا. بدل من أن نتشارك معهم تعمدنا الإقصاء حتى من خلال السيطرة على السلطة الفلسطينية التي أصبحت سلطة إسرائيلية بالوكالة. دسسنا العملاء وضيقنا الخناق وقمنا بعمليات لا حصر لها وإن بررها اليمين المتطرف، فكيف سنكون دولة ديمقراطية إذا قبلنا بالأبارتهايد والتطهير العرقي كحل لمشكلتنا في الصراع مع العرب؟ نتغطى بالتلمود ومع ذلك تمتلئ تل أبيب بكافة أنواع الشذوذ الجنسي، فكيف نكون صالحين؟

إذا أردنا الحل، فيجب أن نبحث عن شعب عربي يستحق الاحترام ولو كان عدوا، لا أن نكون سعداء بشعب لا يحترم نفسه ونتباهى بصداقته. وحدهم الفلسطينيون صعدوا على أنقاض إنشاء دولتنا وبنوا أنفسهم في كل بلاد الدنيا، وحدهم فعلوا مثلنا بعدما تخلصنا من شبح النازية. وحدهم لا يقبلون قتل عربي آخر وإن باعهم هم وقضيتهم بسعر رخيص. يعيشون معنا ويعرفوننا عن قرب حتى أن عميل الموساد يتقن لهجة فلاح فلسطيني أكثر من لهجته البولندية. لديهم ذكاء بالفطرة ولديهم معاندة جعلتهم يصمدون بالرغم من ترساناتنا العسكرية والإعلامية والسياسية والاقتصادية. ماذا لو عملنا معا بدل القفز عنهم كأنهم غير مرئيين؟

حلم صهيون يستحيل كابوسا، نحتاج شراكات حقيقية لا وهما ننخدع فيه.



#تسيفي_برئيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تسيفي برئيل - مستقبل إسرائيل والتقاربات الجديدة