هل من المفروض أن نكتفي بالشكر؟

سامية فريد
(Samia Farid)

الحوار المتمدن-العدد: 6622 - 2020 / 7 / 18 - 15:00
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    

نعم بالتأكيد شكرا… بل وتشكرات كثيرة لسيادات الدولة وأمنها على عودة السيدة رانيا عبد المسيح من ايدي مختطفيها.

ولكن هل من المفروص أن نكتفي بالشكر والإمتنان والمباركات ؟ أم من أدنى حقوقنا أن نتعرف على تفاصيل ما حدث ، وأن نعرف من هم الجناه وهل تم القبض عليهم وتقديمهم للعدالة أم ماذا ؟

إنها ليست الحالة الفردية الوحيدة حتى نعتبرها إستثناء ونغمي عيوننا كي تمر النوة وتنتهي بلا رجعة.. لكنها للأسف ليس نوة بل نوات .فقد تكررت مثل هذه الحالات في الفترة الأخيرة كثيرا ، بل أصبحت تحدث على فترات زمنية متقاربة ، ونفس السيناريو بحذافيره يتكرر ، اختفاء ، ثم إبلاغ ، ثم ظهور فيديو للضحية تعلن إسلامها تحت تهديد بين وواضح ، ثم عودة بعد إثاره كثير من الجلبة واختلاف الأراء بين الناس علي مواقع التواصل الإجتماعي وفي الأوساط القبطية .. وينتهي الأمر بالتهليل لعودة المخطوفة والإمتنان والشكر الذي في الحقيقة لا ادري المفروض يوجه لمن ؟ لقيادات الكنيسة أم للأمن ! واذا كان للأمن فأين الجزء الأهم من اختصاصهم ألا وهو القبض على الجاني أو الجناه
انه للأسف سيناريو منقوص ..فأين الدور الفعال للقطاع الأمني .. سؤال المفروض يتبادر في ذهن كل من تتبع القصه .. أين الجناه؟ ومحاكمتهم ؟ نحن لا نعلم اذا كان تم القبض عليهم وتقديمهم للمحاكمة أم لا.. وليس في هذه الحالة فقط بل في كل ما سبقها من حالات …

ألسنا في بلد قانون ! ألسنا في بلد الأمن والأمان أم أن الأمان في بلدنا مقصورا علي قوم دون قوم
كيف نشعر بالأمان علي أنفسنا وعلي بناتنا ونحن أمام جرائم خطف متكررة لقبطيات ولا نعلم شيئا عن مرتكبيها ولا نسمع أخبارا عن أي محاكمات .
اتساءل لمصلحة من تكتم الأفواه و تغيب الحقائق .. ولصالح من التعتيم والمدراة ؟

كيف تشعر سيدات وبنات مصر القبطيات بالأمان إذا لم يحاكم الجاني .. أين العدالة الإجتماعية في الأحكام والقوانين أم هي عدالة لصالح مجتمع دون مجتمع آخر أيضا !!
فلم يخرج علينا مسؤولا مثلا يتحدث في هذه الحادثة ويصرح بأي تصريحات تثلج قلوبنا عن العدل الذي يأخد مجراه، لم يخرج علينا إعلاميا يتحدث في الأمر ويتكلم عن تحقيقات أو محاكمات !
والسؤال الأهم والذي يثير الريبه والشك والقلق داخل كل بيت قبطي : هل هو تجاهل ام تساهل ؟

فإذا كان تجاهلا فهو أمر سيء لأنه دليلا على عدم احترام حقوق الأقباط كمواطنين لهم نفس حقوق اخوانهم المسلمين في التمتع بالأمن والأمان …
وأذا كان تساهلا فهو الأسواء لأنه دليلا علي تعمد ضياع حقوقهم كونهم أقليات ،واجبارهم علي العيش في بلدهم مكمومين الفم ومعصوبين العين .

#سامية_فريد (هاشتاغ)       Samia_Farid#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل