أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نضال معيسة - سوريا: راجعين يا هوى راجعين














المزيد.....

سوريا: راجعين يا هوى راجعين


نضال معيسة

الحوار المتمدن-العدد: 6615 - 2020 / 7 / 10 - 17:06
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


بزماني- أيام اللولو- كنت مقيما بدولة خليجية ذهبت للسفارة السورية0وبغض النظر عن طريقة الترحيب "الحارة" جداً والتأهيل التي يقابلك بها "المقاومون" البعثيون و"أمنيو" السفارة(كلهم أمن عادة من البواب للسفير)، كما يعلم كل سوري، كنت يوماً قاصدهم وقاصد الله وماسك قلبي بإيدي لا يطلعولك بشي خازوق و"تفنكة" و"بمبوقة" كعادتهم، لإنجاز معاملة عائلية روتينية فطلبوا مني جزية وخوة 100$ كرسم اغتراب قبل السلام والكلام كما كان اسمها فحدثت "ملاسنة" بيني وبين دبلوماسي بالسفارة وأذكر يومها أذني أخذت وضعية الواعظ ولقنته محاضرة طويلة عريضة بالمواطنة وحقوق المواطنة وحقوق الإنسان ومفهوم الوطن ومن "هالحكي" تبعنا اللي جبلنا كل هذا الغضب ووجع الرأس...
المهم دفعنا الجزبة عن يد ونحن صاغرون رغم أن السفارة تعني قطعة من الوطن وموئلاً للسوري وملجأ له ...لكن بعد كل تلك المحاضرة دفعنا المعلوم كي لا يعرقلوا لنا المعاملة وندخل في حيص بيص وكي لا يقع المحظور.
بعد فترة الغوا هذا الرسم بعد ما تأكدوا من حقارة وقلة اصل ووساخة الموضوع من خلال تدفيع المواطن خوة وجزية وهو "هربان" أصلا كي يطعم اطفاله من الفقر والعوز والجوع...

بالأمس سمعنا، ونرجو ألا يكون الموضوع صحيحاً، أنه يتوجب على كل سوري زائر لبلده تصريف 100$ كشرط لدخوله لأرض آبائه وأجداده وزيارة أهله، وهذا كما هو معلوم عودة لممارسة بلطجة الدولة وفاشيتها وقهرها وإرهابها ابمنظم ضد المواطن بدون وجه حق وبدون اي سند ومرجع قانوني والأمر لا يعدو عن كونه عملية إرهاب مالي وتشليح علني تقوم به قوة مسلحة ضد ناس ابرياء وعزل وتحت تهديد ما، وهذا دون وجود تشريع قانوني هو عمل من أعمال عصابة مسلحة أي تحصيل أية أموال خارج نص قانوني، وكلها امور خارجة عن القانون والدستور وتعيد رسم ذات الصورة المؤلمة والسوداء عما كانت تسمى دولة تقلص سلطانها واضمحلت جغرافيتها نتيجة لتلك الممارسات والممارسات القهرية والظالمة بحق المواطنين وأدت نتيجة لغطرسة القوة السلطوية وعنجهيتها وبسبب التنكر لمطالبات الشعوب السورية ومناشداتها وجاهل معاناتهم للانفجار المجتمعي في العام 2011 وخروج مجاميع ومكونات وطنية عن سيطرة وطاعة الدولة وتحديها للقانون وانتهاكها لكل القيم الوطنية وبقية القصة معروفة...

اليوم شعرت ما تبقى من الدولة مرة أخرى بشيء نشوة القوة ومن الاسترخاء والاستمرارية في مناطق نفوذها وباتت تعتقد انه بإمكانها العودة لذات الأساليب والمنهجية القاسية والفاشية السابقة في تعاطيها مع الشعوب والمكونات السورية بامتلاكها للقوة بوجود حلفاء إقليميين ودوليين وانحسار موجة الإرهاب نوعاً ما وتقلص الدعم الخارجي لمن كانوا يسمون بالثوار وانه لا شيء يمنعها في ظل هذه المعطيات من ممارسة العودة لذات القهر والظلم والاستبداد والعنجهية ضد مواطنين عزل ضعفاء لا تخاطبهم إلا بلغة التهديد والوعيد والتلويح بالسجن والاعتقال وتعطيل المصالح والحجز والمنع والزجر ووالقف والتوقيف وووو...

المواطن ليس مسؤولا عن إفلاس الدولة ولا عن سوء وفشل إدارتها وتخبطها ولا عن مأزقها الوجودي الحالي وخسارتها لنفوذها ولأصدقائها وعلاقاتها المتأزمة مع الجميع، ولو كان منهج الدولة غير هذا المنهج الفاشي المتنمر والفوقي لوفرت على نفسها وعلى شعوبها ومكوناتها الكثير ولكانت تعيش في استرخاء أمني أكثر بكثير مما توفرها لها تحالفاتها الحالية ولتمسك الناس بها والتفوا حولها أكثر كأم رؤوم ومظلة للجميع، فالمواطن خارج سوريا يكسب لقمة عيشه و"دولاراته" من كده وعرق جبينه ومن ميزانيات الدول التي يعيش فيها وليس من سوريا ويدفع ضرائب في بلده الثاني ومن هنا تعتبر هذه الخوة والجزية الجديدة نمطا من الازدواج الضريبي بالتوصيف القانوني المحظر والممنوع قانونا ناهيكم عن عدم احقية سوريا لا اخلاقيا ولا قانونيا بفرض أي ضريبة على مواطن مهاجر ومغترب وفار هارب من الفقر والجوع الفاشية والظلم والقهر والتمييز....
العودة لذات الأساليب الفاشية والقهرية التي أدت للانفجار لا تعني بكل بساطة إلا إعادة إنتاج ذات المأساة على ما تبقى من جغرافية ومن تراب....



#نضال_معيسة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الصفدي لنظيره الإيراني: لن نسمح بخرق إيران أو إسرائيل للأجوا ...
- عميلة 24 قيراط.. ما هي تفاصيل أكبر سرقة ذهب في كندا؟
- إيران: ماذا نعرف عن الانفجارات بالقرب من قاعدة عسكرية في أصف ...
- ثالث وفاة في المصاعد في مصر بسبب قطع الكهرباء.. كيف تتصرف إذ ...
- مقتل التيكتوكر العراقية فيروز آزاد
- الجزائر والمغرب.. تصريحات حول الزليج تعيد -المعركة- حول التر ...
- إسرائيل وإيران، لماذا يهاجم كل منهما الآخر؟
- ماذا نعرف حتى الآن عن الهجوم الأخير على إيران؟
- هولندا تتبرع بـ 100 ألف زهرة توليب لمدينة لفيف الأوكرانية
- مشاركة وزير الخارجية الأمريكي بلينكن في اجتماع مجموعة السبع ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نضال معيسة - سوريا: راجعين يا هوى راجعين