أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن عزيز الياسري - قضية المواطن أحمد راضي !!















المزيد.....

قضية المواطن أحمد راضي !!


حسن عزيز الياسري

الحوار المتمدن-العدد: 6604 - 2020 / 6 / 27 - 01:17
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قضية المواطن احمد راضي !!

قيمة قضايا الوطن كدولة في زمن كورونا ، اظهرت لنا بوضوح بالغ ، حجم معاناة المواطن في نفس الزمن ، وبالتالي قيمة الإنسان ومفهوم الانسانية بعيدا عن كل التنظيرات الفارغة من المضمون في - شطحات فكر القادة الضرورة - الذين يحكمون الوطن ويتحكمون بالمواطن على حد سواء ، قبل واثناء هذا الزمن ، أما بعده فأعتقد ان نتائجه ستختلف عما كانت عليه .

ان معاناة الانسان المريض بهذا المرض ، واحدة على سطح الكوكب ، نعم ، الا ان النتائج اظهرت حجم ، تفاهة المُدعين التنظيريين وكذلك زيف الأدعياء المتأسلمين في دول العالم الثالث ممن خضعت لهم مسؤوليات وطنية في بلدانهم ، واظهرت هذه الازمة الخانقة حقيقة النظرة بوضوحٍ جلي ، في معنى ان تكون تجريبيا متقدما متحضرا ، ومقاتلا في ساحة الصراع ، على ان تكون تنظيريا رجعيا متأخرا وهاربا من المواجهة مع المرض ، وهي نتيجة طبيعية لما أفرزته مراحل الفشل خلال سبعة عشر عاما مرت في بلدنا العراق .

في احد لقاءات وزير التجارة السابق الشهير الحاج المجاهد عبد الخيال القوقازي ، ( لا رغبة لي بذكر اسماء السراق والمبتذلين وخونة الأمانة ) عند سؤاله لماذا تريد السفر الى لبنان في الوقت الذي فيه عليك قضية خطيرة وهي التلاعب بقوت الشعب العراقي في مواد الحصة التموينية ، فأجاب : كنت اشعر بوعكة صحية واردت الذهاب الى هناك لغرض العلاج  .
وعكة صحية !! حيث اصبح المسؤول بعد ٢٠٠٣ في كل الحكومات السابقة ، ممن تبوأوا مناصب كبيرة بأجهزة الدولة او دون ذلك كمدير عام مثلا او عضو مجلس محافظة  ممن كانوا يتركون البلاد للعلاج في دولة اخرى على أثر نزلة برد !!!  وليس لدواع مرضٍ خطير ٍ او داءٍ وبيل .
هكذا تعاملَ المسؤول في زمن الاحزاب الاسلامية مع الوعكة الصحية له ولعائلته بعد سقوط الصنم العبثي عام ٢٠٠٣  .
والمثير للسخرية ان ذلك الصنم لم يترك حدود مساحات طغيانه التي سميت آنذاك دولة او وطن ، والاكثر سخرية انها لا زالت تسمى كذلك وطن !  لغرض العلاج او النقاهة الطبية مثلا ، حيث كان له مجموعة من الاطباء الشهيرين ، تقع على عاتقهم مسؤولية ادامة جسد السيد الرئيس المقدس والمختار والضرورة ، سالما ومعافى ، على ان الكثير من المواطنين كانوا بعهد القائد الضرورة ولا زالوا يراجعون بعض من أطبائه الذين اشرفوا على علاجه  والذين لا زال منهم حتى اللحظة يمارسون مهامهم الطبية والعلاجية للمواطنين في داخل العراق وخارجه  .

فالوعكة الصحية التي تصيب المسؤول اليوم كالرشح او الاسهال او ( النشلة ) تكون سببا لانتقاله الى بلدا اخر للعلاج ، فكيف اذا كانت ازمة صحية اكبر كالبواسير !! او عملية تبييض جهاز تناسلي !!  او عملية زرع للشعر !!  وغيرها الكثير من الامراض المشابهة والتي ينطلق بها المسؤول للعلاج على حساب الدولة حتما !!!  ، فهي تَقُضّ مضاجع المسؤولين الضرورة في العراق اليوم ، والذين كانوا قبل هذا التاريخ يتم تعاملهم الشخصي والعائلي مع الامراض الخطيرة والمستعصية التي تصيبهم ،  بالصبر والدعاء والزيارة والإنابة !! والفارق انهم اليوم يتنقلون بسرعة البرق نحو دول العالم للعلاج ، ويبقى توفير تلك المصطلحات المورفينية والمفاهيم الايمانية الى البسطاء والمحرومين والمريدين .

بهذه الروح التافهة اللامسؤولة والمتعالية على العدم !! وبهذ النمط المغالي المسرف حد الاستخفاف ، تم هدر موازنات البلاد في هذا المجال الصحي الحيوي !! 
فاليوم حيث جعلتهم هذه الازمة كمنظومة سياسية تحت سقوف بيوتهم ، فلا هروب منها او سفر لبلاد مأواهم وولائهم الاول ، ليكونوا على المحك تماما مع الوطن وقضايا المواطن ، الذي يقاسي بما انتجته اياديهم الوضيعة وافعالهم الدنيئة خلال مدة حكم اعوامهم العجاف التي ما انشأت للمواطن مشفى للعلاج او طريقا لذلك المشفى ، ليذوقوا طعم الخسارة التي رسموها لهذا الوطن بكل دناءة  وابتذال ، وقد تركوا المواطن بمواجهة الامراض البسيطة بحال مزري ومأساوي ، فكيف مع الجوائح القاتلة والامراض العضال التي سلبت أحبتنا وفارقناهم بعد معاناة طويلة ، تركت آثارها جراحا لا تندمل (( وهل للدموع وزن )) على حد قول الامام جعفر الصادق عليه السلام  . 

وان استوقفتنا الكثير من اللحظات المؤلمة قبل رحيل الاحبة علينا ، من اهل واقارب واصحاب وجيرة ، ولعل غياب المواطن اللاعب علي هادي احداها ، او
رحيل المواطن الرياضي العراقي احمد راضي (( بعيدا عن كل المنتميات والمتبنيات )) فهي جزء من مشكلة المواطن العراقي البسيط المسحوق والمنتمي للوطن فقط او حتى ذلك المنتمي للاحزاب لحاجته المادية !! ، فالجميع ضحايا نتائج فساد الحكومات المتعاقبة .

النقطة المؤلمة التي اصابت الهدف والتي ستبقى في خزين الذاكرة ، كأهدافه التي لن ينساها جمهورنا الرياضي ،  هي طريقة تعامل بعض الكادر الطبي معه ((( وان كنا وللانصاف نقدر بكبير الاحترام والتفاني جهودهم الحثيثة وحجم التضحيات الكبير ، للكثير منهم ، على الرغم من قلة الموارد الاساسية من اجهزة طبية ومواد علاجية نتيجة لإستشراء الفساد  ))) الا اننا هنا نتحدث عن قضية مواطن اسمه احمد راضي  وهو الشخصية الشهيرة والمحاطة بالمهتمين والمحبين بالداخل والخارج ، وهنا اجد نفسي ملزما بذكر  (( بعض المعتلين نفسيا ايضا من اعلاميين او مسؤولين او مرضى طائفيين ، ممن ينتظرون استغلال فرصة لبسط نفوذ فكرهم المريض وذلك من خلال بعض الاراء التي حاوَلت ْ تجسيد روح الطائفية بعد اعلان نبأ وفاته المؤسف ، فقد لعب البعض على هذه القضية بالذات ، من طرفي التطرف ، وهناك ممن بلغ حدا بانحطاط ٍ اكبر ، وذلك بالمزايدة على هذه الفقرة بالتحديد بعد اعلان وفاته ، وكأنه تابعا لجهة ما وليس كونه رمزا رياضيا وطنيا يستحق التخليد هو ومن على شاكلته !! )) .

المحزن بالامر ان احد الاطباء المعالجين له بعد نكسته الصحية الثانية وعودته الى المستشفى ( الحكومي ) مضطرا ، كان يخاطبه هذا الطبيب بلهجة عتاب حادة واضحة تخفي وراءها الكثير من الالم والتساؤلات المحزنة التي طالما مرت وتمر بنا نحن كمواطنين حين مراجعتنا في المستشفيات العامة !! يخاطبه بنفس الوقت الذي - كان ينوء بنفسه بحثا عن الهواء - بقوله : حمودي تكلم علينا .... !!! ولكن بلغة عامية .
حيث عَزى النجم الشهير السابق ، اسباب خروجه الاول من المستشفى الى بؤس الحجر الصحي في المستشفى وسوء المعاملة من قبل الكوادر الطبية والصحية هناك وفي المستشفيات الحكومية عموما  !! .
وما هكذا تورد الإبل الاصيلة ، ايها الطبيب ، ولا هكذا يعامل الانسان المريض الذي هو بحاجة الى لمسات انسانية وكلمات تجبر خاطره ، وتضيء له مساحات الامل ، بنظرة متفائلة الى الغد !! او إداء الواجب فقط من خلال العمل كطبيب اولا ، عاهد نفسه اثناء تخرجه على ان يكون انسانا قبل ان يمارس مهنته كطبيب (( وما معنى ان تكون طبيبا خال من الانسانية ؟؟ ))  ، وليس لكل موظف مهما علا شانه ، فضلا على اي مواطن مهما صغر شأنه ، فالموظف يقدم خدمة بمقابل !! ، وهذه هي النقطة المهمة الثانية التي تحتاج الى ثورة اخلاقية انسانية كبيرة يوجهها القانون مسبقا وبقوة ، وتهذبها الاخلاق لاحقا ، فإن غاب احداها ، نستند الى الاخرى .
سادتنا الافاضل من الثابتين على العهد او الراحلين عنا في زمن كورونا ان كنتم اطباء او موظفين صحيين ، او كنتم رياضيين ، او كتابا ، او صحفيين او مواطنين عراقيين منفيين في وطنكم بلا حقوق ، او اي مهنة حملتم شرف مسؤولياتها على عواتقكم (( الا السياسيين ، ولعل منهم القليل والله اعلم )) ، فانتم اجل شأنا وارفع مثوى واسمى مقاما من المسؤولين المبتذلين السارقين ، الذين ستبقى تلاحقهم لعنة الله عزوجل والتاريخ والانسانية .
وما غصص الراحلين علي هادي او احمد راضي وغيرهم من المواطنين البسطاء الطيبين والمحرومين ، عند كل الاحرار من المهتمين بامر الشعب العراقي الا لتسليط الضوء الصغير عن حجم المعاناة الكبير لوطن ومواطن  ( بسبب تخاذل مسؤوليه الأراذل عن تحمل مسؤولياتهم ونتيجة لابتذالهم الرخيص  ) وخيانتهم لشعب طيب الاصل والمنبعْ ، راسخ الجذور كريمٌ ، مَنْسِي ، اسمه الشعب العراقي  .

بغداد - حسن عزيز الياسري -    ٢٣ - ٦ - ٢٠٢٠



#حسن_عزيز_الياسري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اوهام المراهقين ، أدب سلطة متجدد أم متوارث
- خيمة الادارة والاقتصاد
- لغات  مشتركة بين انتفاضتي شعبان وتشرين ) شذوذ المفهوم بين ال ...
- شعارات فضائية .. الحسين يجمعنا !!
- لغات  مشتركة بين انتفاضتي شعبان وايلول ) الشذوذ بين النظرية ...
- مقاطعة بني سفيان .. إحتراق من نوع آخر


المزيد.....




- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن عزيز الياسري - قضية المواطن أحمد راضي !!