أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسيون - ليس كل ما يُلمًّع ... استثمارا!














المزيد.....

ليس كل ما يُلمًّع ... استثمارا!


قاسيون

الحوار المتمدن-العدد: 1590 - 2006 / 6 / 23 - 11:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ترافق الحديث عن أهمية الاستثمارات الخارجية بالنسبة للاقتصاد الوطني مع ارتفاع أسعار العقارات والأراضي التي كانت الضحية الأولى لهجوم الرساميل الخارجية على البلاد. والأرجح إن حمّى أسعار العقارات والأراضي هي تعبير عن مشكلة مستعصية لدى الرساميل المهاجرة من جهة، وكذلك في أداء الإدارة الاقتصادية في البلاد من جهة أخرى. فالرساميل المهاجرة والآتية إلينا مؤخراً، تتميز بطابعها الريعيّ أي أنها نتاج تغيرات في الأسعار، وليست نتاجاً لجهد إنتاج حقيقي، لذلك فهي ليس لديها تقاليد ولا خبرة في إدارة التكنولوجيا والإنتاج المادي، وتميل بسبب طبيعتها للتوظيف في المجالات الريعية، لذلك تبقى الأراضي والعقارات والمشاريع المرتبطة بها أفضل مجالاتها.

إن حاجة البلاد لاستثمارات كبيرة وكثيرة، يجب ألا تدفعنا للتنازل أمام نوعيتها وطبيعتها إذا أتت من الخارج، بحيث تفرض علينا اتجاه التطور اللاحق الذي إذا استمر كما رأينا خلال الطفرة الحالية، يمكن أن يزيد اقتصادنا تشوهاً، مع ما يحمله ذلك من خطر تكوين فقاعة نمو، يمكن أن تنفجر، وتعيد الوضع إلى أسوأ مما كان عليه قبل تكونها.

إن الطريق السهل للاستثمارات، والذي يأتي لها بالربح السريع، ليس هو الطريق الأفضل للاقتصاد الوطني لأنه يمكن أن يخلق وزمة تضخمية يدفع ثمنها بالدرجة الأولى ذوو الدخل المحدود، بينما يجني ثمارها أولئك الذين ضاربوا بالأراضي والعقارات، فيزداد الخلل في توزيع الدخل الوطني عبر تعمق الاستقطاب بين الثروة والفقر، مع ما يحمله ذلك من أخطار اقتصادية واجتماعية وسياسية.

لذلك فليس كل استثمار استثماراً حقيقياً، والعقلية الدونية تجاه الاستثمارات الخارجية، يجب أن يحل محلها عقلية مسؤولة تأخذ بعين الاعتبار مصلحة البلاد في ظروف تصاعد الضغوطات الخارجية عليها، فليست مهمتنا حل أزمة فائض الرساميل في الخارج، بل مهمتنا هي الانطلاق باقتصادنا إلى آفاق جديدة تسمح له بنمو متسارع، كي يستطيع حل المشاكل المنتصبة أمام البلاد من فقروبطالة وسكن وصحة وتعليم.. إلخ.

والسؤال المطروح: من يتحمل مسؤولية ارتفاع أسعار الأراضي والعقارات خلال الأشهر الماضية عدة أضعاف، الأمر الذي سمح للشركات المستثمرة بتحقيق أرباح خيالية بمجرد إعلانها عن مشاريعها، دون أن تدق مسمارا واحدا؟!!.

إن الحكومة بتقديمها الأراضي للشركات المستثمرة في العقارات بأسعار بخسة، حمّلت المواطنين والدولة أعباء كبيرة وقدمت للشركات أرباحا خيالية.

فهل درست الحكومة جدياً الجدوى الاقتصادية لهذا العدد الكبير من المشاريع الاستثمارية العقارية؟ وهل درست النتائج المترتبة عن هذه الاستثمارات على مجمل الاقتصاد الوطني؟ وهل درست انعكاس هذه الاستثمارات على الليرة السورية وعلى أسعار السكن وعلى القيمة الشرائية للأجور خلال الفترة المتوسطة اللاحقة؟ أم أن الهرولة اللاهثة وراء الاستثمارات من أينما أتت، وأينما وظفت، قد أعمت بصيرة أولئك الذين يجب أن يتوقعوا نتائج كل خطوة يقومون بها، وانعكاسها الكلي والجزئي على الاقتصاد والبلاد والعباد؟!.

إن تجربة من سبقنا من بلدان، تجعلنا نؤكد أن ليس كل ما يُلمّع... هو استثمار حقيقي، بل يمكن أن يتحول إلى أداة لهزات لا تحمد عقباها!!.



#قاسيون (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تشييع القائد النقابي الشيوعي الرفيق سهيل قوطرش
- اللقاء الأخير.....
- في ندوة الثلاثاء الاقتصادي د. ابراهيم العيسوي:تفكيك العولمة ...
- عضو مجلس الشعب زهير غنوم في حديث لقاسيون:آن الأوان لمحاسبة ا ...
- كي لا نخدم أعداءنا.. مجاناً
- تحت شعار «إلغاء الدعم التمويني:المواطن يدفع فواتير الفساد وع ...
- دور الدولة الاقتصادي في ظل اقتصاد السوق الاجتماعي..الاقتصادي ...
- التقاعد المبكر - مرة أخرى لماذا!
- الجمعيات والمنظمات الأهلية التطوير والتحديث أيضا إلى الوراء؟
- الحكومة تتحمل كامل المسؤولية عن ارتفاع أسعار الأراضي والعقار ...
- محاورة مع الرفيق كمال إبراهيم - الدور الوظيفي ووعي الذات ووح ...
- كل أيار وأنتم ......
- تقرير هيئة الرئاسة لمؤتمر الشيوعيين السوريين الحادي عشر
- وثيقة المهام البرنامجية التي أقرها المؤتمر
- الخطة العاشرة على الطاولة الاقتصادية
- توضيح من اللجنة المنطقية للحزب الشيوعي السوري في حمص-قاسيون-
- ويتحدث الوزراء عن «الدلال» الذي يعيشه المواطن!!
- الخطة الخمسية...الامتحان العاشر لمجلس الشعب
- في مجلة أبيض وأسود:ما الذي يحدد طبيعة النظام الاقتصادي؟
- د. قدري جميل في حوار حول الخطة الخمسية العاشرة:معدلات النمو ...


المزيد.....




- السعودية.. تحليل أسلوب الأمير تركي الفيصل بالرد والتعامل مع ...
- بعد فرض قيود على المكالمات.. واتساب يتهم روسيا بمحاولة حرمان ...
- ماسة من قلب البركان؟ هكذا عثرت نيويوركية على خاتم خطوبتها بع ...
- لبنان: مروحة على دراجة نارية
- حزب الله يؤكد رفض قرار تجريده من سلاحه ويتهم الحكومة بـ-تسلي ...
- السودان: البرهان يرفض -المصالحة- مع قوات الدعم السريع ويؤكد ...
- ترامب: بوتين مستعد للتوصل لاتفاق بشأن أوكرانيا ونأمل في إشرا ...
- يدًا بيد لجعل الذكاء الاصطناعي أداة لنفع الإنسانية
- فورين أفيرز: لهذا فشلت محادثات السلام في أوكرانيا عبر السنوا ...
- غوتيريش يطالب إسرائيل بوقف فوري لمخطط تقسيم الضفة الغربية


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسيون - ليس كل ما يُلمًّع ... استثمارا!