وماذا بعد يا كورونا ؟؟

خلدون شاحوذ مشعل

الحوار المتمدن-العدد: 6596 - 2020 / 6 / 18 - 17:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

ما ان اطلت علينا جائحة فايروس كورونا حتى رأينا العجب العجاب في هذه الحياة التي ما ان فتحنا اعيننا نحن جيل السبعينات على البؤس وصناديق شهداء الحرب العراقية الايرانية حتى تكحلت اعيننا بصخام غزو الكويت وما تبعها من احداث بؤس ودمار وحصار.
فبعد ظهور الوباء اللعين نصحنا اهل الاختصاص بالتباعد الاجتماعي وبدأنا نخاف من تقبيل اخواننا وابنائنا بل وحتى امهاتنا ، وبدأنا نرى العجز الحكومي وخصوصا في مجال الصحة وهنا اعرج على شعب الحضارات العظيمة, حضارات سومر واشور واكد, حيث تبين ان شعبنا الكريم يصر على التمسك بنظرية المؤامرة السخيفة فهناك من يقول انها لعبة سياسية, او نها كذبة ماسونية, او ان الحكومة روجت للوباء حتى تتخلص من المظاهرات, وما يحزنني اكثر ان هذا الكلام يخرج من مثقفين واكاديميين واساتذة, ورأينا جميعا كيف ان دولا عظيمة انهارت ثم ليسجل انتشار الوباء في العراق ارقاما مخيفة عندما تخطى عتبة الالف مصاب يوميا وبدأ الموت والاصابات يفتكان بالناس وبدأت ثلاجات الموتى تمتلئ والمقابر تنقل صور ضحايا الوباء اللعين وبدأ ناقوس الخطر يدق العقول ولكن بعد فوات الاوان وبدأت الناس تفكر من سيملك بيتي بعدي؟, وماذا سيكون مصير حسابي المصرفي الذي طالما اخفيته عن اعين الناس؟, وراحت لاف الافكار اللعينة تدور في راس العراقي المتعب بقوت يومه بل وصل الامر بالبعض ان يمسح صور عشيقته خوفا من الموت المفاجئ الذي طالما هرب منه ، وقد تكون لكورونا حسنات لم ننتبه لها وهي انه لم يفرق بين الدول العظمى والدول النامية, ولم يفرق بين العامل الفقير الذي يموت لأجل كسب لقمة العيش وبين عضو مجلس النواب الذي ينعم بخيرات هذا البلد المنهوب, فقد ساوى هذا الفيروس بين طبقات المجتمع كافة وكشف ان جبروت الدول العظمى وامكانياتها وشركاتها مجرد اكاذيب رخيصة صنعها البشر نفسه!!, وفي النهاية الحزينة هي اذا ما مت بهذا الفايروس فانك سوف تدفن بدون اي طقوس وبدون مجلس عزاء فهل من متعظ يا بني البشر؟.
والغريب ان الجميع لاحظ ان هناك تخبطا واضحا في اجراءات وقرارات خلية الازمة الخاصة بمواجهة وباء كورونا, والكل وقف عاجزا عن دعم فقراء الشعب الذين كانوا اكثر فئة تضررت بهذا المرض, وكشف الوباء حجم الفساد المالي والاداري في الحكومات التي سبقت حكومتي عبد المهدي والكاظمي.
وهنا اؤكد يجب علينا كشعب ان نتكاتف خلال الفترة المقبلة ويجب ان ننتخب لنا عباسا يفزع لهذا الشعب المظلوم والظالم بنفس الوقت وينتشلنا مما نحن فيه ( وياهو اللي يصير لها عباس)؟؟!! .

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل