عزيز اليوسفي
الحوار المتمدن-العدد: 6588 - 2020 / 6 / 9 - 16:57
المحور:
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
إذا كان الوباء الذي سببه ظهور فيروس كورونا ، قد ضرب جميع المجتمعات العالمية ، فإن
الفئات الإجتماعية بمختلف تكويناتها السوسيولوجية لم تكن في منئا عنها .
المهاجرين بدورهم كانوا من ضحايا هذا الوباء ، و وضعيتهم الإجتماعية زادت تعقيدا و تلفا على إثر الأزمة
التي نتجت مباشرة من رحم هول التداعيات التي خلفها هذا الوباء و ما زالت قائمة إلى حد هذه اللحظة .
إذا كان التسريح من العمل أو فقدانه للعديد من البريكاريا المهاجرة ، هو تحصيل حاصل ، فإن مآسي الإقصاء الإجتماعي و معانقة البؤس كانت ظواهر منتظرة بنسب تفوق المتوقع .مما يعني أن حقيقة واقع هذه الطبقة مضعضع و هش في معظمها . بالرغم من أن الدول التي يتواجدون بها ، هي دولا تصنف من الإقتصادية المتطورة و دول الرفاه الإجتماعي ، و القصد هنا دول الإتحاد الأوروبي . لم ترقى الإجراءات القانونية على المستوى الإجتماعي التي اتخذتها حكومات دول عديدة ، خاصة دول الجنوب الأوروبي ، إلى مستوى الحماية الاجتماعية الضامنة لأمن حياة هؤلاء ، بل ظلت هذه الإجراءات محتشمة و بطيئة ، تركت الجميع عرضة البؤس و التركن في الهامش الإجتماعي . المهاجرين البريكاريين غالبا ما يصبحون نقطة ضعف الصراع الطبقي ، و هم الطبقة الأكثر تعرضا للتمييز و العنصرية و الإقصاء و التنمر ، و تبقى دعاوي الإندماج و العدالة الإجتماعية مجرد أسطوانة مشروخة ، تستعمل لدواعي ضيقة و تزيين وجهات الديموقراطية الغربية .
#عزيز_اليوسفي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟