أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الجوهري ياسين - قصة قصيرة .. الفراخ..















المزيد.....

قصة قصيرة .. الفراخ..


الجوهري ياسين

الحوار المتمدن-العدد: 6584 - 2020 / 6 / 5 - 23:36
المحور: الادب والفن
    


الفراخ ..
ككل فصل صيف بعدما ينتهي الموسم الدراسي يكون لي موعد مع البقرة كباقي أطفال القرية ..رعي الماشية أو البقر طيلة الثلاثة أشهر مهمة لا يمكن لأي طفل من أطفال القرية التملص منها و هي مرحلة لا سبيل للقفز عليها بأي حال من الأحوال ..
لولا مغامرات ظهيرة الصيف الحار؛ ما كان شيء يعطي لطفولتنا معنى ؛ طفولتنا المحرومة من مكافئة موسم دراسي شاق؛ بقضاء عطلة تليق بتعب قطعنا لمسافة الكيلومترين أو يزيد تحت مطر فصل الشتاء و وحل الطرقات أثناء تنقلنا لمدرسة القرية المجاورة (غياب مدرسة بالقرية أنذاك) .. قبل أن تتزين طريقنا بخضرة وأزهار فصل الربيع .. فصل الربيع .. يا لجمال وروعة فصل الربيع !! .. ومن منا لا يعشق فصل الربيع؛ والقرية في فصل الربيع؟! .. الفراشات تطير هنا وهناك ؛ ونحن نطاردها من مكان إلى مكان ومن حقل إلى حقل ؛ نجري فرحين وراء الفراشات المزركشة وهي تطير عاليا وتبتعد فنطارد الأخرى وهكذا دواليك حتى يغادرنا هذا الفصل الجميل بذكرياته الجميلة وتبدأ الأعشاب والحشائش تجف وتيبس معلنة نهاية فصل جميل وقدوم فصل الصيف .. فصل المتاعب والشقاء في القرية .. فما إن يحل فصل الصيف حتى تبدأ حكاية الرعي لدى كل طفل من أطفال القرية .. وإذا أردتم معرفة الغاية من حكاية الرعي تلك ؛ فهي بكل بساطة الشقاء من أجل الشقاء ، نذهب للمراعي في الصباح الباكر ثم نعود حوالي الساعة العاشرة أو الحادية عشرة صباحا ؛ فنذهب مجددا للمراعي حوالي الرابعة مساءا ونمكث في المراعي حتى يرخي الليل أسداله لنعود نجر أرجلنا وغبار الماشية يزكم أنوفنا وهكذا دواليك؛ حتى يحين وقت الدراسة الذي يخلصنا من ملل وشقاء الرعي .. ؛ الرعي باختصار شديد هو وسام شقاء يتم تحنيطنا به لثلاثة أشهر ؛ فلا الآباء اغتنوا من الماشية ولا نحن تخلصنا من تعب رعيها .. لكن ما كان يجعل من فصل الصيف مميزا لدينا وما كان ينسينا قسوة قضائه بالقرية ؛ تلك المغامرات التي اعتدنا خلقها أو التي توارثنا أغلبها ممن سبقونا من أطفال يكبروننا سنا..
مغامرات وقت الظهيرة نبدأ نسج خيوطها أثناء عودتنا من المراعي ..
ذات يوم ونحن في طريق عودتنا حوالي الساعة العاشرة صباحا بدأنا نتفق عن موعد اللقاء .. بعد أخذ ورد .. حدثت بقية الأطفال :

الساعة الثانية زوالا عند "الشجرة الكبيرة" بعد أن يكون الوالدان قد خلدا للقيلولة .. (الشجرة الكبيرة شجرة توجد وسط القرية ؛ فهي مكان تجمع رجال وشباب القرية لمناقشة قضايا القرية وغيرها )..
- اتفقنا..
بعدما قدت البقرة إلى حضيرتها ؛ كان لي موعد مع نصائح الأم الممزوجة بالوعيد إن أنا فكرت في الذهاب للواد أو البحث عن أعشاش الفراخ في الجبال ؛ أو فعل أي شيء أثناء الظهيرة كالتسلل لحقول الرمان مثل مرات عديدة ..
كنت أكتفي بترديد عبارة أنا متعب سأنام ولن أذهب لأي مكان ..
تناولت من أمي كسرة خبز وإناء بلاستيكي مملوء بلبن البقرة .. ألوك الخبز واللبن؛ فمي فاغر في التلفاز؛ حيث يسرح خيالي مع حملات تحسيسية بضرورة الحفاظ على الشواطئ نظيفة، تلك الشواطئ التي تمثل لي النعيم أو على الأقل هكذا أخال أولئك المحظوظين الذين يمكنهم قضاء عطلتهم في البحر ، يبدو لي الكمال المطلق في إشهار لعائلة تقضي عطلتها بالشاطئ ؛ فأثوب لرشدي لأجد اللبن انسكب على سروالي المرقع من الركبة .. أفرغت في جوفي بجغمات متتابعة ما تبقى في الإناء وخرجت أتلهى وألعب حتى يحين وقت القيلولة ..القيلولة .. يا لكرهي للقيلولة في الطفولة .. اليوم أيضا وككل يوم أجبرت على قضائها ولو مكرها؛ تظاهرت بالنوم حتى أبدد شكوك أمي في إمكانية تسللي ؛ ومع حلول الوقت المتفق عليه مع الأطفال ألقيت نظرة لأتحقق إن كانت أمي نائمة ؛ تسللت على أطراف أصابعي فتحت الباب بهدوء تام ؛ثم أعدت إغلاقه حتى لا أترك أثرا لخروجي .. مكثت لبضع دقائق بجانب المنزل ؛ لأتأكد من أنني لست مراقبا ولا أحد يتبعني؛ تأكد لي أنني تمكنت من خداع أمي ؛ إذن يمكنني الالتحاق بالأطفال .. وجدت الجمع ينتظرني بدأ العتاب على تأخري .. السبب يعرفونه مسبقا لكنني بررت بصعوبة التسلل من المنزل.. اتفقنا على الذهاب للجبال للبحث عن الأعشاش .. سنتنقل من جبل إلى جبل ومن شجرة إلى شجرة حتى نظفر بأكبر عدد من فراخ وبيض العصافير ولن نعود إلا بعد أن نكون قد صعدنا جميع الجبال ومعنا عدد كبير من البيض والفراخ .. نحمل معنا قصبة طويلة نستعملها في أغلب الأحيان لإتلاف الأعشاش التي لم نستطع الوصول إليها ؛ ويمكن استعمالها أيضا لتفتيش الأعشاش التي قد يكون بها ذخيل (ثعبان) .. هكذا عقل الطفولة جمع الأعشاش العبث بالبيض والفراخ ، أما لماذا نعبث ببيض الطيور وفراخها؟ فلا نعلم؛ ولا نملك جوابا لذلك.. لربما لنشوة حرماننا من قضاء عطلة تليق بطفولتنا ؛ أهي هواية أم براءة طفولة تخرب لتكتشف ؟؟..
لا أعلم لماذا .. لكنها أشياء يجد فيها الأطفال متعة وسعادة على كل حال .. وماذا يمكننا أن نفعل غير ذلك في القرية؟؟!!.. لكم أن تجيبوا بأنفسكم عن هذا السؤال .. أما فراخ اليمام نعمل على صنع قفص لها من الكارتون وتربيتها حتى تكبر إن هي عاشت ونجت من ترصد القطط لها ؛ وناذرا ما كانت تبقى حتى تكبر .. المرة الوحيدة التي استطعت تربية فرخ يمامة حتى كبر ؛ وضعته في قفص صنعته له من كرتون كنت أعتني به عناية شديدة ؛ عندما كبر نتفت ريش جناحيه في كل مرة يبدأ يرفرف في القفص حتى لا يطير ..
القطط تتودد إليه ؛ تتقرب منه وتتحين الفرصة كل دقيقة وثانية للإنقضاض عليه .. لذلك كنت أرقبها وأنهرها بعيدا كلما رأيتها تترصده .. ومع ذلك لم يهدأ لها بال حتى طار وحلق بعيدا ذات يوم في غفلة مني ولم يعد ..
انطلقنا في جماعة من خمسة أو ستة أطفال بعدما حضر الكل ما عدا واحد ؛ لم يحضر عرفنا أنه تعذر عليه الافلات من رقابة القيلولة..
مع دخول أول جنان للزيتون عثرنا على عش في غصن قريب من الأرض صعد محسن وقعت عليه قرعة تفتيش ما بداخل أول عش نعثر عليه .. تسلق الشجرة .. ألقى على العش نظرة من فوق؛ وجده فارغا ؛ يقلب ما بداخله بعود والريش يتطاير من العش ثم حدثنا :
إنه فارغ؛ لا يوجد به شيء ما عدا بقايا براز الطيور وريش الفراخ ؛ لقد فقس البيض وكبرت الفراخ وطارت هذا كل ما يوجد؛ ثم قفز من أعلى الشجرة ..
تا بعنا سيرنا .. تستمر رحلة البحث بعد ساعة تقريبا من البحث عثرنا على عش آخر في غصن عال ؛ هذه المرة أنت من سيصعد إنه دورك ؛ هكذا تحدث الجميع في إشارة إلي .. وفي المرة القادمة سيكون الدور على البقية ، ترددت كثيرا قبل الصعود .. لا مجال للتراجع ما دام الدور دوري ؛ وإلا انتهت المغامرة هنا وعدنا أدراجنا وكنت أنا السبب في إفسادها ..
العش على غصن عال لا يمكن بلوغه إلا بصعوبة ومشقة .. أو هكذا أراه وأنا أنظر إليه قبل الصعود .. لكن لا تراجع ..أمسكت بجذع الشجرة؛ تخلصت من النعلين حتى لا تضايقاني في التسلق ثم بدأت المهمة.. بدأت أتسلق من غصن إلى غصن .. كلما تسلقت إلى أعلى إلا وازداد قلقي ؛ أتذكر ما كان يدور أمامي حول وجود ثعابين بالأعشاش ؛ تذكرت تحذيرات أمي لي من مغبة الذهاب للفراخ؛ أمي أيضا لطالما كانت تخبرني بأن الثعابين تتسلل للأعشاش حيث البيض والفراخ؛ أثناء تسلقي كنت أردد لابد أن بالعش ثعبان ؛ الثعابين آكلة البيض والفراخ ؛ لابد أن ثعبان يختبئ بالعش؛ لكن يجب أن ينتهي دوري مهما كلف ذلك حتى أشعر بنشوة الراحة وأتخلص من عبء الانتظار؛ ذاك العبء الذي يلازمنا جميعا أثناء انتظارنا ونحن في سلسلة مع الآخرين ننتظر دورنا من أجل القيام بمهمة في الحياة .. أتسلق الشجرة من غصن إلى غصن.. أخيرا وصلت إلى غصن العش .. لا يزال العش بعيدا عني قليلا ؛ مددت يدي اليمنى بينما اليسرى تمسك بغصن آخر؛ لم تصل يدي العش .. لا آبه لخطر الغصن الرخو حيث أقف كل ما يشغلني ما بداخل العش؛ لكن لا تراجع عن المهمة .. ففي مثل هذه المواقف لا يمكنك أن تتراجع عن المهمة - المغامرة ولو كلفك الأمر المخاطرة بحياتك أنت أمام الأطفال؛ لا مجال للتراجع ؛ وإلا ستلازمك عبارة "خواف" طوال حياتك في كل مجمع .. تقدمت قليلا الغصن لا يتحمل وزني، ينحني شيئا فشيئا أمد يدي اليمنى مجددا .. لا يهم سأمسك به، في أسفل الشجرة يختلط اللغط بين من يقول :
انتبه سينكسر الغصن ..
ارمي ما بداخل العش هنا مباشرة ؛ حاول التصويب حذار من أن تخطئ التصويب..
أنت قريب حاول أكثر ......
التفتت إلى صديقي محسن يحدثني في الأسفل وبيده عشا فارغا .. قائلا : يمكنك إلقاء ما بداخل العش من بيض أو فراخ مباشرة في هذا العش ..
في أثناء ذلك تحسست بيدي شيئا ناعما ورطبا داخل العش .. سحبت يدي بسرعة البرق ؛ تسارعت دقات قلبي ؛أحسست برعشة وقشعريرة، يبدو أنه ثعبان .. حاولت مد يدي مجددا لكن هذه المرة اختل توازني من فوق الشجرة.. وأنا أصرخ أثناء سقوطي يوجد ثعبان بالعش.. اصطدمت بغصن قبل سقوطي على الأرض .. سقطت أرضا بدأت أئن والأصدقاء يطمئنون علي .. ثم رددت وأنا أتحسس بيدي أطرافي إن كنت تعرضت لكسر ..
لقد لمست ثعبانا .. نعم يوجد داخل العش ثعبان .. هكذا طفقت أخبرهم وأنا ما أزال أرتجف ..
كانت الشجرة بالعلو الكافي لأتعرض لكسر ؛ لكن اصطدامي بالغصن جنبني الأذى .. الألم قوي في يدي اليسرى ..
لن نتحرك من هنا قبل قتل ذاك الثعبان اللعين هكذا تحدثوا جميعا ..
بدأوا بتحريك العش بالقصبة من أسفل وتخريبه من الوسط حتى يسقط الثعبان .. في أثناء ذلك اقترب عصفوران يحملان حشرات في فمهما وهما يصرخان بأعلى صوتيهما ثم يبتعدان قليلا فيعودان ويحومان بقرب العش .. يهاجمان .. يصرخان .. الأطفال يستمرون في قلب العش.. تتساقط أعواد القش والخيوط وأوراق الأشجار اليابسة .. فيسقط فرخ أول ؛ ثم يتبعه ثان بريش أبيض.. وأخيرا تسقط بيضة لم تفقس فتكسرت ..
إنها فراخ .. ليس هناك أي ثعبان .. تنفست الصعداء .. قلت لهم : سأعود أدراجي قبل أن أضع يدي على ثعبان حقيقي أو أسقط مرة أخرى فتكسر ساقي أو يدي .. ما كل مرة تسلم الجرة .. بعد أخذ ورد انصاعت الجماعة لقراري فقرروا العودة من حيث أتينا.. في طريقنا نتجادل لن نذهب للفراخ مجددا ..
يسأل محسن ماذا سنفعل غدا برأيكم إن لم نذهب للبحث عن الفراخ ؟؟ ..
أجيبه وأنا ما أزال أمسك يدي : نلعب الكرة مثلا أو نفعل أي شيء .. المهم لن نذهب مرة أخرى للجبال أو على الأقل في الغد سنفعل شيئا آخر غير الفراخ ..
نعم لن نذهب غدا لجمع الأعشاش لكن الأكيد لن تكون هذه آخر مرة ..
نفترق دخلت المنزل متسللا قبل أن تستيقظ أمي .. في انتظار الغد ومغامرة جديدة كنت ما أزال أتحسس أطرافي ..



#الجوهري_ياسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة قصيرة .. الغريب


المزيد.....




- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...
- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...
- ثبتها الآن تردد قناة تنة ورنة الفضائية للأطفال وشاهدوا أروع ...
- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الجوهري ياسين - قصة قصيرة .. الفراخ..