أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حفيظ أدراز - التهمة: زعزعة عقيدة رجعي.














المزيد.....

التهمة: زعزعة عقيدة رجعي.


حفيظ أدراز

الحوار المتمدن-العدد: 6582 - 2020 / 6 / 3 - 02:17
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ورد مؤخرا ببعض الصحف الرقمية أن محاميا من هيئة الرباط رفع دعوى قضائية ضد أستاذة فلسفة كانت قد نشرت على الفيسبوك كلاما عن زيجات النبي فتم تأويله بسهولة على أنه إساءة للمقدسات مع العلم أن ذات الكلام موجود بوفرة في كتب الصحاح و السيرة وهذا تناقض يراد لسبب غير مفهوم تقبله أو على الأقل تجاهله ومن ثم التعايش معه مثلما نتعايش مع أي عاهة مستديمة بمعنى: دعونا نقدس البخاري ونبجل ابن هشام لكننا سنرتاب حتما في نوايا من يستشهد بهما إذا كان يحمل فكرا مغايرا و تعود أن يمارس النقد و التساؤل لاسيما إذا كان امرأة نوعية متمردة على القوالب و محسوبة على جهات حقوقية . صحيح أننا قد نختلف مع أسلوب الأستاذة المباشر والفج نوعا ما فلربما خانها التعبير و لربما أساءت تقدير رد الفعل فكما قال الكاتب و الكوميدي الفرنسي "بيير ديبروج : " نعم , يمكن أن نسخر من أي شيء لكن ليس مع أي كان " والمثير للاستغراب في سياق كهذا أن يقود الهجمة على هذه المرأة من يفترض أن مهمته المقدسة هي الدفاع , أن يتحول إلى سجان من يجدر به أن يكون راعيا و نصيرا للحريات و أقصد طبعا المحامي الذي بالمناسبة لم يحرك ساكنا أمام الشيخ السلفي أبو النعيم الذي سبق و أن صرح بعد قرار إغلاق المساجد بسبب جائحة كورونا أن البلد صار دار كفر و بالتالي وجب أن يكون أرض حرب. هنا تجاهلنا التصريح الخطير لكننا لم نجد أدنى حرج في متابعة امرأة مسالمة عبرت عن رأيها بتلقائية على حسابها الشخصي في موقع تواصل اجتماعي مع أن المحامي إياه قد عاين دون شك على الشبكة تلك الحملة الشرسة ضد الأستاذة و الكم الهائل من الشتم و الكلام الجارح المشين و اللعنات و الدعوات إلى الإعدام و التكفير لكن يبدو أن الأستاذ الموقر فضل أن يتجاهل كل هذا التحريض على العنف و الكراهية و التهديد بالقتل ليؤازر الطرف الغالب و المهيمن "الضحية " . أعتقد أن أي محام ناشئ يمكن أن ينتبه إلى أنها قضية خاسرة إن لم يكن مهنيا فعلى الأقل أخلاقيا, اللهم إلا إذا كانت لديه حسابات سياسية أو إيديولوجية أو مطامع انتخابية فوجد في هذه القضية فرصة ثمينة للركوب على موجة العواطف الشعبية المنفلتة . و بمناسبة ذكر العواطف و الانفلات , أتذكر المفكر الإسلامي طارق رمضان المقيم بسويسرا الذي عبر عن استيائه من التظاهرات العارمة التي خرجت للاحتجاج على بضع رسوم رديئة في صحيفة دنماركية مغمورة حيث استغرب قائلا : هل فعلا نحن المسلمون على هذا القدر من الهشاشة ؟ هل يمكن أن ندافع (إذا جاز الدفاع )عن نبينا و عقيدتنا بالأساليب الهمجية؟ فتلقى هجوما عنيفا من بعض مسلمي المهجر رغم أن هذا المفكر أمضى سنوات طويلة من عمره في الدفاع عنهم و تلميع صورتهم في أوروبا و في الغرب عموما.عندما تشتعل العواطف فما على العقل إلا أن يبدل الساعة بأخرى و لتذهب إلى الجحيم كل التعاليم النبيلة و كل قيم التعايش و الحوار و تقبل الاختلاف و كل ما شابه ذلك الكلام الذي نلوكه في ساعات الرخاء و لا نكاد نتذكره في ساعة "البلاء" .
أعتقد من جهة أخرى أن أستاذة الفلسفة هذه , لو كانت رجلا أو بمعنى أصح " ذكرا " لما أخذت ردود الفعل على كتاباتها أبعادا هستيرية مخيفة , لماذا ؟ لأن المرأة المثقفة المتحررة هي الصيد الثمين و الطريدة المفضلة لدى القوى الرجعية المطمئنة إلى الجمود و خاصة إذا كانت مطلقة و لديها مع ذلك إقبال على الحياة بمعنويات عالية .امرأة من هذه الطينة قادرة على زعزعة عقيدة أي ذكر رجعي فالعقل الذكوري يجد نفسه في حيرة أمامها و بحسرة يتساءل :كيف يتأتى لامرأة دون بعل نابت ثابت بجانبها أن يكون لها حضور قوي و مؤثر؟ لماذا يا رب رغم أنها مطلقة لم تصب بانهيار عصبي و لا اكتأبت ولا راودتها أفكار انتحارية و لا تشردت و لا تبشع شكلها و لاحتى فقدت شهيتي الأكل و الشرب؟ و هذا أمر من شأنه أن يشكل إهانة عظمى للنرجسية الذكورية. باختصار, الرجعية لا تريد امرأة مثيرة للجدل و لا مثيرة للشهوة بل تريدها فقط مثيرة للشفقة . و لذلك ترى العقل الذكوري يثني على النساء المغلوبات على أمرهن ,الأميات , المستكينات ,الطيعات واللواتي لحقوقهن في الوجود و الميراث لإخوانهن الذكور متنازلات, القانتات غير المرئيات .هِؤلاء النساء المسموحات المقصيات هن في نظره القديسات والأميرات الجديرات بالاحترام .(سأحترمك أيتها المرأة لكن بشرط أن تثيري شفقتي) لهذا السبب قد يثني الرجل الشرقي على رابعة العدوية و على جارته المنقبة لكنه في ذات الوقت تجده يهيم عشقا في الليالي بالنجمات العالميات من ممثلات السينما و لاعبات التنس و غيرهن .و يتمنى لو أن جسما كجسم"شارليز ثيرون" أو " شارابوفا" مثلا يقع في قبضته يوما ما أو أي جسم جميل آخر طري, متناسق ,منحوت بالإيروبيك ,متموج بنعومة و مرشوش بعطر شجر الصندل . هذا جزء من العذاب والنفاق معا الذي يكتمه بشأن ذوات الجمال أما ذوات العقل و الذكاء كأستاذة الفلسفة مثلا المدعى عليها فإنه من الصعب أن يقنع نفسه أنهن فعلا نساء طبيعيات .ولعل أطرف تعليق على منشور الأستاذة المغربية قرأته على الشبكة هو التالي : "يستحيل أن تكون هذه المجرمة امرأة عادية , إنها مسخ وما أفسد صوابها و أخلاقها سوى تلك المصيبة التي تدعى فلسفة ".



#حفيظ_أدراز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف موقع اسرائيلي حيوي ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حفيظ أدراز - التهمة: زعزعة عقيدة رجعي.