أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يوسف رشيد - قراءة في كتاب القصة القرانية بين الدراما والتصوير الفني














المزيد.....

قراءة في كتاب القصة القرانية بين الدراما والتصوير الفني


يوسف رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 6579 - 2020 / 5 / 31 - 07:14
المحور: الادب والفن
    


قراءة في ( القصة القرآنية بين الدراما والصورة الفنية) للدكتورة ايمان الكبيسي
يزخر ويتوافر الدين الاسلامي الحنيف بالعظيم من القيم الكونية مُمثلة بإنموذجه (القرآن الكريم) الذي احدث عبر التاريخ اكبر انعطافة في مسارات الحياة وبشر بقيم اجتماعية وسياسية واقتصادية وتربوية بوصفه نظام تعاليمي متكامل لصياغة شكل الحياة الانسانية وما ينبغي ان تكون عليه.
ولعل ما جاء في قصص هذا الكتاب العظيم (القران الكريم) ما يدعوالى التأمل وإعادة الانتاج القرآني، لما يتسم به من اعماق تأويلية، ومكامن لصور مكتنزة بالخيال الالهي الآسر والخصوصية الحركية الدائمة الفعل مع ديمومة الحياة البشرية على جميع المستويات والاصعدة. واليوم ونحن ازاء دراسة في كتاب احتل اهميته العلمية والمعرفية وهو كتاب (القصة القرانية بين الدراما والصورة الفنية ) لمؤلفته الباحثة الدؤوبة الدكتورة (ايمان الكبيسي) وهي تستنطق الممكنات الفنية التربوية في ترسيخ مبادئ وقيم القرآن الكريم وقصصه عبر فضاءات مسرحية وامكانية التعالق بين المسرح وقصص القران الكريم، لذا فأن هذا الكتاب يحاول ان يسدد باتجاه المرجعيات الثقافية التي يمكن ان تنظوي عليها الصورة الفنية بما تتوافرعليه من جميل في اطار الجليل القرآني، وبسياحة بحثية محسوبة الخطوات كان رائدها منهج البحث العلمي الذي اتبعته المؤلفة الباحثة في اعداد برنامجها فيما بعد. وهو بحث في شعرية الصورة الفنية التي يمكن ان تُحدث تأثيراً في متلقيها، فضلاً عما تتوافر عليه الصورة ذاتها من معنى اصلاً يفصل بطبيعته المجازات التي تصل احياناً حد لا مشروطية المعنى والتي تجعل من هذا المقدس لا يقف عند حدود التفسير الظاهري قدر تألقه صوب البنى العميقة التي تفصل بالتأويل وإعادة انتاج الصورة المقروءة لحظوياً.
لذا فقد وجدت الكاتبة ان تصوغ فهمها للتصوير الفني في ضوء هذه المعطيات، بحيث يكون وسيلة لها اهداف دينية ووعظية وتربوية ترنو الوصول الى تلك البنى العميقة الكامنة في الصورة الفنية للقصة القرانية في تأطير قصدي تتمحور فيه التربية الفنية التي تهدف بمساراتها التربوية الى الارتقاء بالعقل والعاطفة لدى المتعلم بوصفه فئة مستهدفة في هذه الدراسة.
حيث تتداخل هذه المهمات بشكل مباشر مع الدراما بوصفها فعلاً، وهو نبيل بذاته المسرحية التي يمكن ان تحقق للصورة الفنية وجودها الفعال في هذه المهمة التي تربط فيها الباحثة بين الفعل الدرامي الذي تصوره القصص القرآنية وبين الصورة الفنية التي يبدو عليها هذا الفعل، لتنتخب ميداناً عملياً معرفياً لذلك هو المسرح بوصفه مرشداً ومسرحا تعليمياً ومربياً.
وعليه فالباحثة المؤلفة تؤشر من البداية سمو الخيال النصي في الصورة الفنية للقران الكريم، وما يتصل بها من شعرية مثيرة للوجدان ومحفزة للنفس على السرور والايمان والتقبل، ولعلها احسنت صنعاً عندما بدأت من الخيال بوصفه عنصراً ياخذ الصدارة في خصائص التصوير الفني، لتنتقل منه الى خاصية التناسق الفني الذي يحيل بذاته الى وعي وقراءة في ما يتصل بالاسترسالات الشعرية البلاغية التي انطوى عليها مكون الصورة الفنية أياً كان نوعها وصولاً الى التأثير النفسي والتفاعل مع هذه الصورة في فضاءات التلقي عبر مسافات جمالية ومساحات من التعالق لهذا التكوين. مراعية بذلك سمو النص القراني عن غيره من النصوص الادبية ومستثمرة ما يضج به من سمات اسلوبية ولغوية وبلاغية تدعو الى اعمال المخيلة وتحريك فاعلية التأمل في بناء الصورة عبر الفاظها المنسقة في تأليف العبارات وفي ايقاعية موسيقية تضمن تراتبية واتساق الاغراض في تسلسل يضمن الانتقال المنطقي من غرض لاخر.
تستمر الباحثة المؤلفة في تأطير عنوان الكتاب، بأسس التصوير الفني وتتناول الحركة المتخيلة من الصورة وانواعها وطبيعة الحوار الذي يُفعل حياة الصورة ويثير فيها بالتأمل في دلالات الالفاظ وما تتسم به من سمات توليدية في المعاني يمكن ان ترشح عنها تلك الصور الفنية، وعلى هذا تختتم المؤلفة فصلها الاول لتخصص فصلاً متفرداً للقصة القرانية وانواعها ولعل المتحدث عندما كتب عن انموذج البطل في السيرة والتراث والبطل في الصيرورة والمعنى كان هاجسه ان يشكل مقترباً بحثياً بين نماذج وانواع القصص في القران الكريم ومقترباتها في الاتجاهات والمذاهب الادبية، يخرج منه الى تصنيف انواع ادبية، لكن المؤلفة هنا اجترحت طريقاً اخر في البحث عندما اوجدت تنوعاً خاصاً بها، حيث كانت الانواع محصورة ما بين التاريخية والتمثيلية والتعليمية والنفسية وافردت في هذا التنوع مجالا للقصة الاشارية الرمزية وقصة اليوم الاخر.
لا اريد التوسع في الحديث عن الفصل الثالث الذي شكل الركن المقابل للصوة الفنية في عنوان الكتاب وعليه فقد توسعت تفصيلاً ثرياً في هذا الفصل من البنية الدرامية وعناصرها في الفكرة والحبكة والحوار والشخصية لتختتم هذا الاطار النظري المتماسك البناء (بمقاربة موضوعية بين الدراما والصورة الفنية القرآنية في النص المسرحي. والذي كان لي شرف الاطلاع عليه في فترة الاعداد خبيراً معرفياً يستحق كل الثناء والتقدير حيث وظفت فيه المؤلفة كلما اوردته في فضاءات النظرية للكاتب واستثمارها أفضل استثمار لإنجاز هذا المعمار المعرفي.
شكراً للباحثة الدكتورة (ايمان الكبيسي) على هذا المنجز وعلى ما توافرنا عليه من سياحة في فضاءاته.






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجينات السينمية في الرؤى القصبية


المزيد.....




- أهمية الروايات والوثائق التاريخية في حفظ الموروث المقدسي
- -خطر على الفن المصري-.. أشرف زكي يجدد رفضه مشاركة المؤثرين ف ...
- هل يحب أطفالك الحيوانات؟ أفلام عائلية أبطالها الرئيسيين ليسو ...
- أحمد عايد: الشللية المخيفة باتت تحكم الوسط الثقافي المصري
- مهرجان -شدوا الرحال- رحلة معرفية للناشئة من الأردن إلى القدس ...
- لغز الإمبراطورية البريطانية.. الإمبريالية مظهر للتأزم لا للق ...
- لغز الإمبراطورية البريطانية.. الإمبريالية مظهر للتأزم لا للق ...
- وصمة الدم... لا الطُهر قصة قصيرة من الأدب النسوي
- حي المِسكيّة الدمشقي عبق الورق وأوجاع الحاضر
- لا تفوت أحداث مشوقة.. موعد الحلقة 195 من قيامة عثمان الموسم ...


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يوسف رشيد - قراءة في كتاب القصة القرانية بين الدراما والتصوير الفني